الواحد والعشرون

3.8K 187 40
                                    

لست هوارية

للكاتبة آيه عبده النجار

******************

كان يقف يتطلع إليها بشرود بعدما وضعها برفق فوق فراشها، كان وجهها شاحبًا للغاية، وجفناها يتسارع بالانغلاق، وكأنها تحارب كابوسًا مزعجا، وشفتاها تتخبط ببعضهما، تحسس جبينها الساخن، لتتسع زيتونته رعبًا على حالتها، استقام يحضر أحد الأقمشة ليبدأ في عمل كمادات في محاولة لخفض حرارتها قليلًا، وقبل ان يعمل على تنفيذ ما فكر فيه، طرق الباب بعنف مما جعل جسد جملا يرتعب لتفتح جفنيها بأرهاق سرعان ما انغلقو بسرعة أثراصابتها بحمة شديدة، اقترب مدثر مدعي الهدوء ليردف بابتسامة وهو يفتح الباب:

-خير يا جماعة في حاجة.

رمقه قاسم بغضب وهو يحاول توزيع انظاره الي انحاء الغرفة والذي كان يقف مدثر عائقزا لهم عن الرؤية ليهتف قاسم بجمود:

-اين هي.

رمقه بهدوء ليقول:

-هي نايمة في حاجة.

رفع رقبته يحاول النظر الى الداخل، كان يقف بجسده عقب الباب يمنع عنه الرؤية، رفع قبضته الي صدر مدثر ليزيحه عن اطريق، ثم دخل بدون أستأذان لتقع عينيه عليها وهي ترقد اعلي الفراش، اقترب منه مدثر ليقول:

-هي تعبانة من الصبح عندها حما

رمقه قليلًا ثم انصرف خارج الغرفة...

             ***********************

وصل سويًا الى الاسكندرية، كانت تجوب الطريق بناظريها، تحتضن نافذة السيارة بحب وهي تطالع شط الاسكندرية، مروروًا الى شوارعها الواسعة الي مبانيها العالية، كان يتابعها بصمت يبتسم تارة عليها ويشرد تارة أخري بها، أنها تشبه طفل صغير جلبه والده إلى هذه البلدة للنزهة، انتفض جسدها، عندما وصلها صوته مما جعلها تنفصل عن تلك المناظر، طالعته بخجل ليردف هو بهدوء:

-معلش خضيتك.

هزت رأسها بالنفي، ليبتسم هو ليقول:

-اول مرة تيجى اسكندرية.

هزت رأسها بأسف، حاول هو مداعبتها ليقول:

-هنقضيها إشارات كده.

نظرت الى ارضية سيارة الاجرة لتهتف بهدوء:

-حقول ايه عاد.

رمقها بابتسامة، بينما اوقف السائق السيارة ليقول:

-وصلنا يااخينا، الأجرة.

اخرج من جيب بنطاله نقود، ثم أشار له بها، هبط من السيارة حامل حقائبهم يفتح لورد بابها، اتجهوا سويا يقفون امام باب منزل خليل، أخرج مفتاح منزله من حقيبته، دلف خليل يفتح إنارة الغرفة، بينما وقفت ورد بالخارج تشعر بالخوف، رمقها برفق ليقول:

لست هواريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن