الفصل الخامس

5.6K 189 68
                                    

ارتعشت انامله رعبا، وهو يحتضن بين كفية عبوة ناسفة صغيرة،علا العروق من منبت شعره الفحمي هبوطا االي ما بين حاجبيه ،دق قلبه رعبا وهو يصل آخر سلكة، لينتهي أخيرا من صنع تلك القنبلة.

تنفس الصعداء ليتركها بحرص بعد أن ادخلها صندوقا أسودا،ليسند بجسده العلوي إلى أريكتة يداعب خصلاته بخفة لتلمع عينيه ببريقا لامعا يحمل معالم النصر،

عقد حاجبيه الغزيران دهشتا فور سماعه لصوت مزمارا وذلك الناي المميز يعلم صوته الدافئ،اقترب من نافذته، داكنة اللون المغطاة بستارة خفيفة ليتمكن من رؤية الخارج دون رؤيته له.

أزاح ستارته بالابهام والسبابة يبعدهم برفق ليطل ضوء احد المصابيح الكهربائية ينثر ضوئه علي عينيه الزيتونية،يتفقد المارة وتلك الاصوات،طرطأ اذانه يسمع بعض المارة عن اقامة حفلة مساء الليلة لإحدى فتيات ابنة كبير القبيلة.

لم تمر دقيقة إلا ودخل قاسم يتبعه زيد فاخيرا زهير يغلق الباب خلفه.

التفت مدثر يغلق نافذته ليوزع انظاره إليهم،ليردف قاسم بخشونة.

_اجلسا.

جلسوا جميعهم،ليبدأ هو بالحديث يستمعون له باحترام:

هتف قاسم بخشونة: سوف نؤجل المهمة إلى الغد.

زيد:لما ايها الأمير.

قاسم:ألا ترى؟! كيف سننفذ وهذا التجمع؟

مدثر:معاك حق وانا شايف نأجل.

رمقه زهير بنظرة نارية ليكمل بقوة:

ألم أخبرك مرارا بأن تتحدث مثلنا يامدثر.

بلع ريقه بصعوبة ليردف باتساع عينيه

_وايه مشكلتها لهجتي،مش مفهومة يعني

زهير:ليس بموضوعية الفهم يارجل،ولكن أنها لغة الدين والقرآن ليس لغة الطاغية والمشركين،فأنا مثلا منذ ان تركت سوريا وانضمامي للأخوة وانا اتحدث بلهجة القران والأسلام لهجة انبيائنا،ليس لهجة مبتدعة كاذبة وهكذا زيد اتراه لايتحدث الليبية.

حدق في وجهه لحظة ثم اسرع قائلا:اولا اللهجات ملهاش علاقة بالدين،دي لهجات للكلام زي ماربنا قال

بسم الله الرحمن الرحيم (ان جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)

والرسول قال"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه"

ومعنى كده ان القرآن لما نزل أيام المشركين نزل بعدة لهجات.

ودي دليل ان ايام الرسول (ص) كان هناك عدة لهجات غير لهجة القرآن الاصلية، يعني لهجة قريش غير لهجة قبيلة اسد وغير تميم،وغير العرب.زي حاليا مفيش حد بيكلم بلهجة القرآن غير لما بنقراه،لأن بعضنا لهجته صعيدي والبعض اسكندراني وسيناوي وهكذا،كلنا متعددين اللهجات بس في قراءة القرآن هناك آداب نقرأه كما هو كما انزل بلهجته.

لست هواريةWhere stories live. Discover now