التاسع والثلاثون

3.6K 194 13
                                    

#لست_هوارية…

          #آيه_عبده_النجار….

                    #فصل٣٩

 ********************************************

جاب الطريق، وقدميهما المغبرتين هًلكت، قطع الشوارع سيرًا يتبع" محمود"خطواته، توقف عن الركض هنيهة وهو يقبض براحته اعلي ساعديه يحجبه عن الحركة توقف محمود يطالع خليل، ليشير له إلى أحد الأرصفة، رفع عينيه إلى ما يطالعه، ليري شقيقه يحتل الرصيف، يقوقع جسده كسحلفاء تخشي المارة، يخفي جسده بين ساعديه بردًا وآلمًا، ورأسه يخفيها بداخلهم ينحب بهمس مستكن، ركض إليه بسرعة فـ قلبه لم يحتمل ان يري شقيقه الأكبر هكذا انهال عليه بالاحضان والقبلات، اما هو وقف يتأملهما للحظة، ثم عزم الأمر فأقترب منهما، وقف بغضب ثم قال ببرود وهو يوجه حديثه لـ محمود:

-قومه وانا هوقف حاجة نركبها عشان نوديه المستشفي..

تهلل وجهه فرحا، فسالت عبراته، تنهد برفق ثم اردف بصوت مبحوح:

-سامحتني ياخالي..

حاول تجاهل سؤاله، فقلبه الغاضب يؤلمه لم يتوقع الخيانة من ذلك الذي يعتبره ابنه فمنذ وفاة والدهم كان يبلغ من العمر٢٣عاما كانوا في أواخر عقدهم الأول، كان يساهم بنصف ما يحتكم لـ ليلي لمساعدتها على تربية ابنائها.

كان ينظر يمينًا ويسارًا، يأبي التقرب، طالعه مصطفي بحزن ليهتف بصوت متهدج:

-سامحني والنبي ياخالي مكنتش في وعي…

سعل بشدة وشفتاه تنزف دما، اقترب منه محمود يحاول حمله، فشل في ذلك، ليقترب منه خليل وضع قبضته حول خصره ثم حمله علي ساعديه ليردف بسرعة وهو يطالع محمود:

-هتفضل بصصلنا كده كتير وقف تاكسي ياغبي…

محمود ببلاها:

-حاضر  ياخالي..

كشف عن انيابه ليردف بخبث وهو يحاوط رقبته:

-مدام شلتني كده يبقي سامحتني..

حدجه بنظرات نارية، ثم رفع قبضته الاخري ووكزه خلف رأسه ليردف بغضب:

-اخرس مش عاوز اسمع نفسك…

مصطفي بفرحة:

-حبيبي ياخال...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت تقف امام خزانتها مهشمة الجسد والروح مصابة بجروح القلب، شاردة الزهن تجلب ما يقع اسفل قبضتها من ملابسها، تدفعها داخل حقيبتها بعشوائية، كل ما تفكر به هو الفرار من تلك الغرفة التي اصبحت سجينتها، منذ دلوفها لذلك المنزل تحملت الكثير وقبلت الاكثر فداء له ولحياتهم وحبهم الذي دام لـ  ثلاث سنين، ولكن هدم هو تلك السنين في لحظة، انتهت اخيرًا في ملئ حقيبتها علي فمها، اغلقتها ثم شرعت في تبديل ملابسها، تململ هو في فراشه، لامس فراشها براحته، يتفقدها، فتح جفونه عندما استكشف عدم وجودها، استقام بسرعة يجوب الغرفة بحثا الي ان رأها تقف امام خزانتها وبحوزتها حقيبة، طالع الحقيبة بهدوء ثم اقترب منها ليردف اولا بابتسامة:

لست هواريةOnde as histórias ganham vida. Descobre agora