الثامن والثلاثون

3.8K 177 32
                                    

لست هوارية…… ايه عبده النجار

              فصل ٣٨

***************************

شاردة الزهن.. تتطلع الي اللاشئ ببلاها، رمشها لم يهتز وكأنها اصيبت بتصلب في شريان قلبها الجريح، توقفت جوارحها عن الحركة، كان هو يرتدي ملابسه بعدما نفذ ما نوي ليثبت لها ان لا حق لـ أحد العيناد بأستثناءه، يعلم  ان ما فعله ما من صفات الرجال ولكن كان بحالة لا يحسد عليها، طالعها بهدوء وهي علي ذلك الصمت والشرود مال بجذعه يحدجها بندم علي ما فعل، اخذ يوزع القبلات الهادئة اعلي زراعيها الممدود علي طول جسدها ليردف ببعض الكلمات الممزوجة بالأعتذار:

-ريمة انا اسف، سامحيني معارفش عملت اكده كيف.. 

لم تستجيب لـ كلماته، ولم تتأثر بلهجته الهادئة، بل ظلت علي حالتها تتطلع الي الفراغ بشرود، هتف بلطف اكثر وهو يحول قبلاته الي اعلي جبينها ليردف بقوة:

-خلاص ياحبيبتي اوعدك محعملش اكده تاني واصل..

واخيرًا قطعت صمتها لتنهي تلك القبلات التي تطرق بشرتها كـ إبر تنخر جسدها بشدة،  وصل نحيبها الي سمعه، لتردف بصوت  مبحوح:

-طلقني...

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلف غرفته وهو يحتضن كفته الموازية لكفيه، اوصد الباب ثم وقف يطالعه عينيهما التي لم تختلف حتي في درجة لونهما، وحاجبيهما الغزيران بنفس المقدار، وجبينهما نفس لون البشرة البيضاء، رغم مسقط رأسه بالصعيد حيث شمسها الحارقة إلا ولم تتأثر بشرته بها، وقف يتطلعان لـ بعضهما ببلاها كلما وقفا سويًا يتطلعان يرون عطش اشتياق ٢٦عاما مضوا من الفراق، طالعه عمار بابتسامة ليقول:

-احنا شبه بعض قوي ده حتي الوزن نفس الهيئة، تعرف لولا اللبس مكنش حد عرف يفرقنا..

اردف بدر وهو يصفق بقبضته ليردف بابتسامة:

-تيجي نعمل مقلب في سمس..

عقد عمار حاجبيه ثم قال بتسائل:

-ازاي..

بدر بفرحة:

-انت تعمل انا، وانا اعمل انت، يعني لو ندتني ترد انت وبكده نلخبطها هههههههه..

قهقه عمار علي فكرته الطفولية ليردف بتسائل:

-طيب وهنعمل كده واحنا زي محنا كده..

بدر بتأكيد:

-ايوة زي محنا..

ذاد في ضحكاته، ليذم بدر شفتيه بغضب، لاحظهما عمار ليتوقف قليلًا، ثم اقترب منه يحاوط كتفيه بين ساعديه ليردف بجدية:

-معلش ياحبيي مش قصدي انا بس كنت عاوز افهمك ان لو نزلنا زي محنا كده هتعرفنا لان طبيعي ان انت بتلبس جلبيات وانا بلبس قميص وبنطالون زي منتا شايف..

لست هواريةWhere stories live. Discover now