الخامس والثلاثون

3.9K 168 13
                                    

لسـت هہ‏‏وآريـﮯ…….آيـﮯ عبدهہ‏‏ آلنجآر

                فصـل ٣٥

         ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلس العجوزان في زاويتهما المعتادة منذ تلقيهم خبر ابنتهما، يجلسان بمقعدان بجوار بعض، كانت تجلس تلك الجلداء تحمل مصحفها بين قبضتها المهزوزة، اما هو يجلس يهمس بين شفتيه بعض الأيات من مصحفه الموضوع اعلي حامله، علا صوت جرس الباب، التفتت تلك العجوز الي الباب بعدما صدقت لتترك مصحفها جانبًا، فتحت الباب، لتدلف جملا الى الداخل بعدما رمقتها بـ ابتسامة، احتضنتها تلك العجوز بين ضلوعها ثم رحبت بها، دلفت تلقي التحية علي عمها، ثم جلست بجواره بعدما دب راحة يديه على أريكته يحسها علي المكوث، بينما جلست الأخرى تغدقها بالابتسامات المتتالية، في بداية الأمر كانت حائرة لمشاعرهم هذه فلقد تلقيا منذ اسبوعين واكثر قبل عودتها خبر استشهاد بشري واسمهان ترى ما هذا التريث الذي يحوم على محياهم، هل هذا وجه امرأه فقدت ابنتيها، ما هذا النور الذي يشع من جبين عمي انه الصبر والسلوان الذي اكساه الله علي قلوبهما، داعبت قبضتها الصغيرة براحة قبضتها لتقول:

-تشربي ايه يابنتي..

عقدت حاجبيها وهي تردف بهدوء:

-اهذا بوقت للشرب يا زوجة عمي، اتيتت لاعزيكي واخذ بيديكم، تري بمن سأخذ..

ابتسمت العجوز وهي ترمق زوجها بنظرات هادئة تحسه علي الثبات فلقد اتفقا سويًا ان يتجاوزا تلك المرحلة وسـ ينجحان في ذلك الامتحان، ربتت علي كتفيها لتقول:

-ربنا يابنيتي بيدي وياخد كيف ما يعوز واحنا مالنا غير الرضا…

رمقتها بابتسامة هادئة وهي تري الرضا يفرش طريقه علي محياها، وقفت بهدوء مودعاهم اقتربت من الباب، تقف ترمقهم هنيهة، فلقد اتقنت ان ذلك الصبر سيذوقهم مليا.

          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طرق الباب بعنفوان، هرولت  شمس الي الباب راكضة فتحته ببطئ ليهرول ناصر الي بهو المنزل وبقليته تجوب كل الإنحاء بحثا عن ذلك الغريب الذي حدثه عنه شقيقه للتوي، حاولت القرب منه لـ تهمد نيرانه الملتهبة التي قام جاد باشعال وقودها، وضعت كفيها ببطي اعلي كتفيه، استدار سريعًا لها وسودواويتة تغوص بين براكين الدماء، دق قلبها وهي تري انفعاله، هدأ قليلًا عندما رأها تنكمش بملامحا رعبًا، رمقها بغضب ليقول بصوت جهوري:

-مين الراجل اللي عندك يا شمس..

كانو يهبطون سويًا الدرج بعدما ارتبط بدر بذلك الغريب المماثل، ليعرض عليه النوم معه بفراشه، استشاطت هي غضبًا فلقد اعتادت علي النوم بجانبه وكلا منهما يحتضن كف الأخر، ولكن قلبها كان سعيد فلقد تخطى ذلك الحاجز بين الاخوة.

لست هواريةWhere stories live. Discover now