٦١

3.8K 187 32
                                    

لست هوارية

ايه عبده النجار

فصل ٦١

*************

 تخطو بدلال، يتبعها رفيق دربها، خرجت تلك المشمشية مرة آخري من جحرها وگأن أحدًا ما ازعجها هي وزجها ذاگ الأسود قطرات السم تداعب فقرات ظهره من اعلي الي اسفل ، غاضبة ليس كعادتها تمرح ليلًا بين النسمات وهي تداعب فروع أوراقها تصدر صوتًا هادئا كسنفونية عالمية، اما نهارًا تسرح كعادتها لتبحث عن طعامها  متعتها في بخ سمها في تلگ الأجساد، ليس بعادتها التفرقة بين شرسًا كان او طيبًا، اما الان وگأن تلك الاصوات الشريرة تداعب مسامعها ترمقهما عن بعد وهي تشتهي لتزوق دمأئهما وجعل نصلها يتغلل بداخلهم ليصبحوا أجسادًا مميتًا،ولتخلص البشرية من شرهم، رمقها رفيق ضربها وهي تقف تتابع هذين الجالسين ومحياه ينطق بالشر، تقدمت بعدما طالعته دليل علي تحويل رحلتهما المارحة كعادتهم الي رحلة اصطياد جديدة ليس بدافع الطعام ولكن وليتخلصن من هاذين البشرين، خطت بـ الثمان أرجل بدلال، يتبعها ذلك الاسود، وقفت خلفهم مباشرة تطأطأ السمع، وقد راق لها الأمر حدجته بنظرها وهي تتقدم الي الاول تتسلل جلبابه الاسمر، بينما تسلل رفيقها جلباب الثاني، وقفوا اعلي اكتافهم وهم مازالوا يتبادلون احاديث الشر، لاعبت ذمبها عاليا، لتنزله تنخره بـ أكتاف ذلك الرجل، قلدها رفيقها، ثواني قليلة وجعلوا منهما أجساد ملقاه اعلي الارض  بل روح، لتنتهي مهمتهما راحلين الي جحرهما  ثانية ينعمون بنوم هادئ بعيدًا عن ذلك الضوضاء الذي اصدراهما ليلًا….

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هكذا حلقه جف وهو يقف يلتقط طعنات أخيه بترحيب، يمكنه تفاديها ولكن يشعر بنغزة لا يعرف سببها ربما تلك النغزة بقلب شقيقه ليشعر بها بدلا منه.كطعنات تداعب حشايا قلبه، طالعته شمس بعينان دامعتان، خطت خطوات هادئة باتجاه وهي تقول بهدوء:

-بدر بكفياك يابدر وحياتي عندك..

عمار بقلق:

-شمس متقربيش منه اكتر من كده..

طالعه يرمقه بنظرات غاضبة، لتلاحظهما شمس، اقتربت منه برفق امسكت ساعديه، ترفع قبضتها تتحسس لحيته لتقول:

-بدر عمره ما يضرني مش اكده يابدر

كان يطالعها بنظرات حنونة، حاول رفع قبضته يلامس وجنتيها، ليردف عمار بخوف:

-حاسبي ياشمس السكينة..

رمقه بنظرات نارية تكاد تقتله ليقول:

-انت عاوز تاخد مني سمس وتخليها تهرب معاك كيف ورد، بس انا هقتلك...

اتسعت عينيها بزعر توزع النظرات الي عمار لتردف بصوت اجش:

-لا لا يابدر عمره ما حيصل، انا ابدا ما اسيبك مين قلك اكده ياحبيبي

بدر بغضب:

لست هواريةWhere stories live. Discover now