لست هوارية
ايه عبده النجار
فصل ٥٨
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استقبلياه استقبال الأمراء، يجلس أعلى مقعد بإريحية داخل المنزل الذي لم يكن لـ يسعه بالكاد لخمس دقائق، هذان اللذان لم يكن ليطيقونه للحظة، دائما كانوا يفرون من قربه معتقدين انه حمل كبير تارة يطلب طعاما كالمتشردين الذين لا مأوي لهم وتارة يطلب الملبس كاليتيم في عز البرد، وهؤلاء قساة القلوب، اذا ماذا اصابهم الأن اصبحوا ملوك رحمة، يقدمون له افخم الاطعمة، يفرغون وقتهم المزحوم لاجل ذلك المجذوب كما يطلقون عليه..
أما هو لم يبالي لما يفعلون من ترحيب وتقديم الاطعمة بل عقله مشغول هناك حيثما ترك شمس، يذم شفتيه بغضب فور تذكره وجودها معه كان يفترض ان يكون هو مكانه بين احضانها يتذوق عسلها، ليس هنا يجالس هؤلاء..
بدر...بدر...بدر
انتبه لهم اخيرا ليردف ببلاها:
-ها
طالع كامل حسن الذي كان يجلس باريحية يفصل فخذته عن بعض لتستقر عصاه بمنتصفهم يسند راحة قبضته اعلي رأس العصى ليردف بجدية:
-ايه مالك ياواد العم خير هيمان اكده في ايه
طالعهم بحزن ليردف حسن بعدما التقط واحدة من البرتقال مشيرا بها اليه، التقطها هو بشرود، وضعها بقبضته يتلاعب بها، جلس حسن بجانب شقيقه ليطالع كل منهم بدهشة فليس عادة بدر ذلك الشاب في مقتبل عقده الثاني بعقل طفل في الثالثة عشر من عمره، مشاكل سريع الحركة، يملك نكهة خاصة مزيج من المرح الغير مزعج لن تشعر بوجوده انه متأخر عقليا، ظل علي حالة ليردف حسن مكرر سؤال شقيقه عله يجد اجابة ليقول:
-مالك يابدر
رفع رأسه المطاطأ ليقول:
-مفيش
اردف كامل مصطنع الحزن ليقول:
-اوعي يكون الولد بتاع مصر مضايقك
طالعه هنهية ثم طاطا راسه بحزن، ليفهم حسن اجابته هاتف بحنك:
-بيانه اكده ياحسن الولد المصراوي مشايفش خلقته كيفها، استقام حسن يربت اعلي قدميه ليقول:
-معلش يابدر بس هو كان باين نيته من اول يوم مش انا قلتلك بردك ياكامل انه..
قاطعه كامل بتمثيل ليقول:
-بس بس ياحسن متكملش انت عاوز بدر يزعل
رفع رأسه يطالعهم بـ بؤبؤيه ليقول بصوت يكاد يخرج:
-تقصدو ايه مفاهمس انا.
ضاقت عينيه يطالع شقيقه لينفرج فم الأخر بابتسامة خبيثة هاتف بجدية:
أنت تقرأ
لست هوارية
ChickLitعندما توضع في تقاليد قديمة تهدد حياتك هنا تقف بعلو صوتك لتقول انا لست من هذه العادات.. في مكانا جبلي.... _ما تلك العينين لم اري مثلهما من قبل، انهم بركة حبرية ساحرة، وما تلك الأمواج الحريرية لما يرفرفان حول خصرك هكذا، حاجبيكي لما هما غزيرين الي هذا...