٤٣

3.7K 184 45
                                    

#لـست_هوارية

      #آيه_عبده_النجار

             #فصل٤٣

        *****************

كانت ليلة من احدي ليالـٍ طوبة عاصفة غابرة، خالية من المارة، ولج القطار يهدئ من سرعته تدريجيًا، خطِئَ بقدميه اليسرى يدبها بقوة اعلي أحد أرصفة المحطة، طالع الساعة المدونة اعلي شاشة هاتفه تعلن عن اقترابها من الثانية بعد منتصف الليل، كمش محياه عندما داعبت تلك الرياح وجهه الأبيض المشرب بالحمرة، رفع ياقة جاكته الرث يحتمى بينهما من البرودة، كان كاسف البال، تعيس المحيا، وحاد النظرات، حشايا قلبه تتقطع، ودمائه تسبح بعروقه ذهاباً وإياباً، عرقته السنون فجعلت منه هوائي مستهترًا إلا أن التقي بها، لتجعل من ذلك الهادئ مقاتل إلا أن يعيدها ثانية فلقد عزم الامر علي ان يأخذها رضاءً أو غصباً...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلف الي غرفته المغبرة آثر عاصفة شديدة تصيب البلدة بأكملها انها طوبة، طوبة الصعيد تشبه ثورة هائجة وبرودة قاسية، طالع النافذة المفتوحة تلوج الرياح منها حيثما تشاء لا تخشي احدًا، اقترب يغلقها ليستدير يطالع الغرفة والأتربة تغطيها لقد تناسي أمر اغلاق نافذته، كانت تعفيه عن تلك المهامات صغيرة كانت او كبيرة، من تنظيف، وترتيب غرفته بآلية دون ان يطلب منها، وطبخ اشهي ما يحب قبل ان يطلبها، طوال شهر مضي لم يُتني كلمة بل كانت تسمع لآوامره من الكلمة الأولي، داعبت انفه رائحة عفنة تحوط المكان، طالع بسوداويته الي المنضدة وما تحتويها انه ذلك الطعام التي اعددته له صباح يوم رحيلها، ظل علي حاله منذ ليلة لم يتذوق منه، خلع جلبابه ثم وضعه جانبا ليحمل تلك الصينية وما تحتويها خارج غرفته، ليعود مرة ثانية يحاول النوم وجفنه يآبي...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انها الثالثة بعد منتصف الليل، كان ذلك السيف الصغير يحتضن لعبته، لقد ادعي النوم حتي يتمكن من اللعب مرة اخري بعد رحيلهما، فدائما ما يطلبون منه النوم باكر لكنه يتذاكي بالتمثيل، ليكمل لعبه بعدما يغادر غرفته الجد والجده

نو...نو…

اتسعت عين الصغير واذانيه يحاول يلتقط مصدر صوت تلك القطة، اكشف عن صفوفه المثقوبة اثر فعل السوس، ليترك لعبته جانبًا يتقدم ليرضي فضوله بالبحث عنها، رفع جسده قليلا يحاول الحصول علي ذلك المقبض، تعالي علي اطراف قدميه، ثم رفع يديه يقبض علي ذلك المقبض يحاول فتحه، نجح اخيرا في فعلها ليتقدم بقدميه الحافية يعبر الممر، هبوطًا من ادراج المنزل بخفة ليصل اخيرا الي نافذة فتحها ثم خرج بجسده الصغير من خلالها…

ــــــــــــــــــــــ اللهم صلي علي النبي ــــــــــــــــــــــــ

منذ ان احضرها الي غرفتها، ولم يآتي ثانية، ووالدتها ايضا ووالدها، اتقنت ان لا احد يود لقائها الا تلك ابنة العم منذ علمها بوصولها وهي تجلس بجانبها تحتضن قبضتها بـ اشتياق، وعبراتها تسيل كـ فيضان حزنًا علي عودتها بتلك الحالة، طالعت زرقاويتها لتردف برجاء:

لست هواريةWhere stories live. Discover now