الاخيرة٧٠

6.7K 213 59
                                    

لست هوارية

ايه عبده النجار

الأخيرة ٧٠

ــــــــــــــــــــــــــــ

الموت….تلگ الحقيقة التي لا نستطيع أستعابها….

بالكاد تحمله قدماه، يتطوح بجسده يمينًا ويسارًا، يستعين بالترابزين كـ مساعد، وكحيلته تغوص بين عبراته، وقلبه دقاته تكاد أن تحطم صدريه، وصل الي نهاية الدرج، ليجلس علي أول مقعد يقابله جلس يفرد قدماه بحرية وساعديه تمتد للأمام، خرجت هي من المطبخ بابتسامة حنونة تحمل أول طبق أحضرته لـ أبنها، وضعته أعلي السفرة، لـ تراه يجلس علي حاله، طالعته بدهشة وهي تري عبراته هبوطًا، لـ تقول بخوف أعتلي وجهها:

-فيك أيه ياولدي، مقعمز اكده ليه؟

رفع ناظرية لها ليردف بقوة حاول تصنعها:

-أبوي...ربنا اختاره

اتسعت كحيلتها بقوة، هرولت الي الدرج مسرعة إليه علها تلتقط أخر نظرة له، بينما طالعها هو بحزن، لينفخ بقوة، يحاول تجديد هواءه الساخن، ليستقيم بوهن، اقترب من باب منزله، ينادي بعلو صوته:

-محروس

بعد دقائق اقترب منه ذلك المدعو محروس، طالعه بهدوء ليقول:

-افندم يا استاذ سليمان

طالعه بكسرة ليقول:

-عاوزك تروح لكل بيوت ولاد عمي، وولاد الخال، وكل بيت بالبلد تبلغهم ان دفنة أدريس كبير الهوارة حتطلع مع الفجر والجنازة في الصباح اهني في داره.

اتسعت عينيه ليقول بحزن:

-الحج أدريس مات.

هز رأسه بحزن ليقول بقوة تصنعها:

-يلا هما اعملي اللي قلتلگ عليه

هز رأسه بالموافقة، ليستدير ينفذ أوامره، بينما وقف سليمان يطالع رحيله بحزن، ليغلق الباب، يتجه الي غرفة والده يتآنس به قليلا قبل الوداع الأبدي….

ــــــــــــــــــــــ اللهم صلي علي النبي ـــــــــــــــــــــــــــ

يجلس اعلي فراشه يتحسس وجه برفق وبين قبضته مرآة صغيرة، تلگ الندبات المتوزعة اعلي وجه وأسفل لغده، وبعضها بزراعه الأيسر، ملاء الحزن ملامحه، تنهد بحزن، ليضع تلك المرآة اعلي منضدة بجوار فراشه، وقع انظاره علي تلگ الورقة التي تثبت ملكيته في أمواله مرة اخري، تلگ الورقة التي دفع ثمنها انفصاله عنها للأبد، انفتح الباب علي آخره ليدخل شقيقه الصغير حامل صينية صغيرة بها وجبة عشائه، ترگ الباب موارب ليتقدم الي فراشه جلس ثم وضع الصينية اعلي فخذته ليردف بابتسامة حنونة:

-كيفك دلوقيت ياخوي 

طالعه بهدوء ليقول:

-زين ياخوي، خلاص سيب انت الوكل واني حاكل لحالي.

لست هواريةWhere stories live. Discover now