٤١

3.7K 186 29
                                    

لست هوارية

    آيه عبده النجار

         فصل ٤١

   **********************

استيقظت صباحاً كـ يومها المعتاد، تخرج من مطبخها حاملة صينية بها العديد من الصحون الممتلئة، دلفت الي غرفته تضعها اعلي منضدة بالقرب من فراشه، وضعت جلبابه الكحلي اعلي مقعد بجانبه بعدما كوته جيدا كعادتها، ثم وقفت هنيهة ترمقه بنظرات والهة، مالت قليلا بجزعها تلتقط حقيبتها المملوءة بملابسها، استدارت الي الباب بعدما مسحت احدي عبراتها المتساقطة، ولجت بهدوء خارجها تمسك مقبضها تغلقه برفق حتي لا تزعج رقدته، هبطت الدرج برفق مستندة علي الدرابزين لتخرج من باب المنزل توصده جيدزا متجهه الي منزل عمها كما طلب منها، تأخر قدم وتقدم الآخري تخشي الرجوع لذلك المنزل…….

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلفت ريمة الي منزل والدها تساعدها جملا في حمل حقيبتها، كانت تخرج من المطبخ تجفف قبضتها المتسخة باحدي الاقمشة، طالعتها بإشتياق احتضنتها بحنان، ابتعدت قليلاً تجذب قبضتها جلست اعلي احدي الأرائك تتبعها هي لتردف بفرحة:

-اتوحشتك ياريمة..

رمقتها بابتسامة لتردف بعتاب:

-مهو باين ياماما بصراحة، بأمارة من ساعة مجوزت ومصدقتو ومحدش سأل عليا ولا حتي جيتولي زيارة..

طأطأت رأسها ارضا، وهكذا جملا الواقفة بجوار أريكتهم، طالعتها ريمة بدهشة لتردف بتسائل:

-في ايه مالكم..

كان الصمت لغتهما السائدة، فـ ماذا سيخبراها، هل سـ يقولون لها عن مصيبتهم التي ابتلئوا بها منذ زواجها والتي انتهت بوفاة هاتين الفتاتين ، رمقتهم طويًلا وهي تراهم يوزعون النظرات الحائرة بينهما لتردف قاطعة ذلك:

-في ايه، اكلمي ياجملا…

اغمضت حبريتها بحزن لتردف هاتفة بهمس:

-بشري واسمهان اليك طولة العمر…

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصلت امام دوار عمها تتحامل علي قدميها بألم تمسك حقيبتها بشمالها، ويمينها تحتضن احشائها، ولجت الي المنزل تتفقد الاصوات والخطوات، فمنذ مرض عمها واصبح المنزل مهجور خالي من اهله، وضعت حقيبتها ارضا تجلس علي احدي ارائك الصالون، تريح قدميها من تعب الطريق، رفعت انظارها عندما سمعت صوت خطواتها وهي تقترب، طالعتها بزرقاويتها، تقدمت من اعلي نهاية الدرج، لتقترب منها طالعتها طويلا ثم وقع انظارها الي الحقيبة وهي تردف بسخرية:

-انتي ايه اللي رجعك ايه معمرتيش اياك يابت رقية..

طالعتها بزرقاويتها، بلعت ريقها بصعوبة لتردف بحزن:

لست هواريةWhere stories live. Discover now