لست هوارية
حلقة ٣٣
آيه عبده النجار
****************
كانا يجلسان امام بعض، الأول علي إحدي الأرائك الوثيرة داخل غرفتهما، والآخر يجلس علي فراشها يحتضن زراع شمس الفاقدة للوعي، يحدجه بنظرات غاضبة، بينما اخذ يرمقه عمار لـ يغدقه بـ الابتسامات الهادئة علي ذلك الفتي اللطيف، فلقد استشعر لطفه وطيبة قلبه، تجاهل نظراته هذه ليميل بجذعه إليها يهمس بجانب آذانها ليقول:
-سمس اصحي بقي، انا جعان جدًا...
استدار يراقب هذا الرجل لـ يتأكد انه لايستمع إلي حديثه لـ يكمل قائلًا وهو يقوس حاجبيه غضبًا:
-وفي حاجة غريبة انا قاعد جنبك اهو، وقاعد علي الكنبة هناك كيف مش فاهم ده انا ولا انا بقيت اتنين…
قطع حديثه مع شمس عندما اقترب منه عمار ليقول:
-مش هنفوقها بقي ولا ايه روح هات برفان…
انتفض بجسده عندما سمع صوته استدار إليه وهو لا يفهم ما قال، امسك قبضة شمس بشدة يستند منها القوة، ليردف عمار مكملًا لحديثه:
-طيب هجيب انا..
اقترب من حقيبته يخرج منها زجاجة عطر، حملها برفق ثم اقترب لـ يرش منها بوجه شمس، استدار بدر بسرعة يخفي جسد شمس ليقول بغضب:
-بعد اكده..
تراجع عمار ثم قال بهدوء:
-متخفش مش هضرها ده برفان عادي، طيب عشان تصدق خد رشهولها انت وهي هتفوق علي طول صدقني لو مفقتش متصدقنيش تاني..
طالعه بغضب ثم قوس حاجبيه وهو يرمق تلك الزجاجة رفع قبضته يلتقطها منه، امسكها ثم اقترب من وجهها يضغط عليها، ليوقفه عمار قائلًا:
-انت بتعمل ايه مترشش في وشها رش في ايدك الاول وقرب ايدك من منخيرها…
اطاعه بدر بهدوء ينفذ ما قال كل ما يهمه ان تستعيد شمس وعيها، وضع بطن كفيه المعطر امامها، تململت شمس بهدوء وهي ترمش ببطي تحاول فتح عينيها، ابتسم بدر بشدة عندما وجدها بدأت تفوق اقترب منها بسرعة يحتضنها يهزها بعنف ليقول:
-سمس فاقت سمس سمس
اقترب عمار منها يشير بـ انامله ليقول:
-حاسب براحة متهزهاش هي لسه تعبانة..
ابتعد عنها قليلًا مطيعًا لأوامر ذلك الغريب المماثل فلقد اثبت صدق كلامه، كشفت شمس عن بئر العسل الصافي تتفقد بدر الجالس امامها لتقول بصوت متهدج:
-بدر ايه حصل.
اقترب عمار قليلًا من فراش شمس، اتسعت عينيها وهي تراه امامها يقف ونسخته تجلس بجانبها قوست حاجبيها ثم استندت علي قبضة بدر تحاول النهوض قليلًا لتقول:
أنت تقرأ
لست هوارية
ChickLitعندما توضع في تقاليد قديمة تهدد حياتك هنا تقف بعلو صوتك لتقول انا لست من هذه العادات.. في مكانا جبلي.... _ما تلك العينين لم اري مثلهما من قبل، انهم بركة حبرية ساحرة، وما تلك الأمواج الحريرية لما يرفرفان حول خصرك هكذا، حاجبيكي لما هما غزيرين الي هذا...