الفصل الثامن

4.1K 173 32
                                    

#لست_هوارية
   #آيه_عبده_النجار
    فصل٨

بالأسفل بدوار ادريس:
أخذت تتطلع إلى المائدة  وما يعتليها من اطيب واشهى الاكلات التي أعدتها خصيصا لولدها الوحيد، تطلعت اليها بانتباه لتتفقد اذا كان ينقصها شئ، تنحنح ادريس وهو يطرق عصاه أرضا تهتز من أسفله بقوة من خلف خطواته الصارمة ليشهد ذلك المنزل على قوته وقسوته طيلة عمره، اقترب من مقعده بالوسط والتي لا يتجرأ أحد على الجلوس عليه وكأنه صنع خصيصا مختوم بإسمه، وضع عصاه الخرزانية بجانبه ثم بدأ يشمر اقمام جلبابه ليردف يطالع السفرة هاتفا:
_ايه كل ده يا وليه، عندنا عزومة اياك.

أردفت رباب بفرحة:
_مش عندنا عرايس يابوسليمان، لازم نعمل اكده.

رمقها ادريس بغضب ليقول:
_ايوة، بس مش علي الفطار، بط وحمام، أكده حتموعي نفسنا علي الصبح.
رباب بغضب:
_ده وكل العرايس، انت عندك اهو، الفطير والعسل والبيض ياحج.
ادريس:طيب.

ما إن بدأ في تناول الطعام، اردفت رباب بشهقة:
_يالهوي.
ادريس:في ايه يا ولية
رباب:مفيش ياخويا كمل وكلك انت، بت ياسلمي

أتت سلمى مسرعة تحمل بقية الطعام تردف بطاعة:
_نعم يامرت عمي.

رباب:حطي اللي بايدك ده اهني، وروحي هاتي الحلو من الفرن، كاننا نسيناه، يلي بسرعة يا مقصوفة الرقبة.

اردفت سلمى بحزن تخفي بؤبؤيها الزرقاء أرضا محاولا اخفاء عبراتها، هرولت الى المطبخ ملبية للأوامر.

رمقها ادريس بنظرة نارية ليقول:
_بالراحة علي بنت اخوي، مش لازم كل يوم تهنيها أكده وتسمي بدنها.

بادلته تلك النظرة لتردف بغضب:
_تقصد بنت ضرتي عاد.

انعقد حاجبيه مضيف:
_ومين يلي قلي اتجوزها مش انتي، قلتيلي اتجوز مرت خيك بعد ما مات عشان ورث اخوي.

رباب بغضب:
_اه كنت فكراك هتتجوزها وتاخد فلوسها وتعيش خدامة اهني، مكنتش عارفة انك هتغرم بام العيون الزرقة وبجمالها، الحمدلله اهي غارت وماتت، بس فضلتلنا بنتها بقيت نسخة منها، انا عارفة انت بدافع عنها ليه اكمنها شبه امها.

ادريس:لا شبها ولا بتاع، فضينا من السيرة دي.

اصوات اقدام، جعلتهم يقطعوا حديثهم ليوجه انظارهم الي الدرج، ليتقدم اليهم سليمان تتشبث بزراعه ريمة، رمقتهم رباب بابتسامة لتهرول الي ولدها تحتضنه وتوزع القبلات الساخنة اعلي وجهه لتردف بفرحة:
_صباحية مباركة ياولدي.

سليمان:الله يهنيكي يامي

ادريس:قعمز ياولدي كل ووكل مرتك كأنها خجلانة مننا.

ريمة بإبتسامة:لا ياعمو ابدا هقعد اكل اهو

جلست ريمة تتوسط المقعد بجوار سليمان، لتدلف سلمي حاملة صوان الحلو، اقتربت تضعهم اعلي السفرة لتقول:
_صباحية مباركة ياولد عمي

لست هواريةWhere stories live. Discover now