وريث آل نصران

By fatem20032

17.6M 906K 183K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)
الفصل الرابع والستون ج 2 (الحبيب أول من هزمها)

الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}

142K 6.1K 3.3K
By fatem20032


#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

★قبل الفصل:
اخر مشهد في الفصل بداية من تواجد "عيسى وجابر وشاكر في مكان واحد " لحد نهاية الفصل، دي مشاهد كان قبلها أحداث يعني على مدار الفصول بنرجع للي حصل قبلها علشان نعرف حصلت ازاي، حاجة تانية التعويذة اللي فوق دي هي عنوان الفصل، مش هقول طبعا العنوان مكتوب بلغة إيه، ابذلوا مجهود شوية واعرفوا مكتوب إيه، واللي هيعرف أول واحد هنزله بوست 💙

يلا نبدأ:

قيل في حكمة شعبية قديمًا "إن سرقت فاسرق جملاً، وإن عشقت فاعشق قمرًا"
لا أعتقد كوني سارقًا، أعلن الحرب صراحة على الجميع وأنال ما أريد، فلتذهب السرقة للجبناء، هؤلاء الذين ربما إن سار أحدهم خلف ظلي يومًا ما، وواكب خطاه، يكن سرق الجمل.
أما عن العشق، فقد قررت ألا أقع به البتة، ولكن أدركت كم كنت أحمق حين عشقتها هي، أحببت القمر.

ومن هنا غيرت الحكمة لتواكبني أنا، تواكب "عيسى" الذي نادرًا ما يواكبه شيء... فأصبحت
"لا تسرق ولو كان ظلاً أنا صاحبه،
ولا تجافي إلا عشقًا ليست هي صاحبته"

★***★***★***★***★****★***★***★***★**★

لا يعلم "عيسى" حتى الآن سبب لطلب "ملك" حضوره، يجلسا بالمقهى الآن، يفكر في سبب منطقي لاتصالها، تحججت بوالدتها، ولكنه على يقين من أنها حجة واهية، وحدها فقط تدرك أنها سرقته من ميعاده مع أخرى، أتت العاشرة، و مازال برفقتها، شعرت بتململه فاستفسرت:
في حاجة؟

هز رأسه نافيا، ونطقت هي عارضة:
لو حابب تقوم، قوم... نتكلم وقت تاني.

_طب احنا هنتكلم في إيه، أنا مش داخل دماغي بصراحة يا "ملك" إنك فجأة كده كلمتيني وقولتيلي تعالى حالا، علشان عايزة تتكلمي بخصوص والدتك.

وبغتة جمع شيء ما، قبل أن ترد، تذكر لقاءه في الصباح بقسمت، حين أتت لمنزله، اتفاقها معه على موعد، ثم نقاشه الحاد مع والده، والذي صرح:
لو عايز ترجع لمراتك اقطع البت دي عنك خالص يا "عيسى"، أبوها ليه مشاكل معانا، وما صدقت اتقطع عننا، وهي مش معتبراك أخوها، هي كده بتخرب عليك.

لن يدرك والده أبدًا، طبيعة رجاء " قسمت"، حين أتت اليوم كان بالفعل تحتاج لمن يستمع، حين أتت كانت في أضعف حالاتها، وحاول هو إيصال ذلك متمنيًا أن يفهمه والده:
أنا مفيش حاجة بيني وبينها، وأنا هقابلها النهاردة، هتكلم معاها، هي محتاجة حد يتكلم معاها، أنت مش فاهم قس...

قاطعه والده بانزعاج:
ومش عايز أفهم، أنا عندي واحد وواحدة بينهم كلام، يعني ناويين على جواز، غير كده مفهمش، محتاجة حد يتكلم معاها يبقى أبوها ولا أي حد من قرايبها يتكلموا معاها، مراتك بتضايق منها يا "عيسى"، ولحد دلوقتي لسه شايلة إن وقت ما كله مكانش عارف مكانك، هي كانت عارفة، لو عايز تحل الدنيا اسمع الكلام.

وطلب من والده وقد أوشك صبره على النفاذ:
اديني فرصة بس وأنا هحل كل حاجة.

وكان جواب أبيه حاسما:
أنا اللي عندي قولته، ومش عايز اسمع ولا اعرف حاجة تاني.

فاق من شروده في حديثه مع والده على صوت "ملك" تنبهه:
موبايلك بيرن.

انتبه لهاتفه، وبان توتره وهو يرى اسم "قسمت" وتضاعف و"ملك" تسأله:
مين؟

لم يرد على الهاتف ولم يغلقه، نظر للجالسة أمامه والتي قالت:
ما هو يا ترد يا تقفل.

قرر المواجهة، والإفصاح عما يشعر به، فسألها:
ملك هو أنتِ الحاج كلمك؟

هزت رأسها نافية، فعاد يستفسر:
يعني أنتِ كلمتيني كده من نفسك؟

استفزها استجوابه فتحدثت بانفعال:
هو أنت متضايق إني كلمتك، ولا ميعادك مع اللي بترن عليك أهم.

هنا تيقن، تعامل مع انفعالها بكل هدوء سائلا بتسلية:
بترن عليا؟... هو أنتِ عرفتي منين إنها واحدة مش واحد.

ومع تسليته هذه صرحت بشكوكها التي ساورتها بعدما قدما إلى هنا:
هو أنت اللي بعتت تيسير النهاردة؟

انكمش حاجبيه باستغراب وتساءل:
بعتت تيسير!

_ أنا فهمت خلاص، أنت بعتها، علشان تعمل اللعبة دي كلها، وعلشان أنا اللي اكلمك واطلب نتق...
وقبل أن تكمل ما تود إخباره به قاطعها هو:
قبل بس ما تعكي في كلامك، ونتخانق، أقسم بالله ما اعرف حاجة عن حكاية "تيسير" دي، ومبعتلكيش حد، بس بما إنك وقعتي بلسانك بقى فانتِ اللي هتحكي.

أدركت أنها أخطأت، حاولت الثبات قدر الإمكان وهي تهتف:
أنا معنديش حاجة احكيها يا "عيسى"، أنا طلبت اقابلك علشان حاجة واحدة بس، أنت غلطت في ماما، وأنا عايزاك تعتذرلها.

جمع من نفسه الحكاية، صارت الخيوط بين يديه، والده من فعل كل هذا، أرسل " تيسير" وبالتأكيد أخبرتها "تيسير" بموعده، الذي قلب حالها رأسًا على عقب، وجعلها تهاتفه طالبة حضوره في الحال، ضحك، واحتدت نبرتها وهي تسأله:
هو أنا بقول نكت؟

هز رأسه نافيا، وأخبرها بعبث، وهو يغمز لها:
لا، أنتِ بتقولي أنا بغير عليك يا "عيسى"،
وبحبك أوي، ومستحملتش إن...

قاطعته، وقد هوى ثباتها أرضًا، وحل محله ارتباكها:
أنا مقولتش الكلام ده، وبعدين... وبعدين إيه بغير عليك، وبحبك أوي دي، أنا قولت كلام تاني على فكرة، قولتلك أنا جبتك هنا علشان اطلب منك تعتذر لماما.

وضع كفه أسفل وجنته وهو يقول بهدوء واستسلام لم تعهده منه أبدًا:
موافق.

لم تكن تصدقه، هل بالفعل قال أوافق، انتهت جلستهما هنا، وأوصلها إلى المنزل، تعلم أن والدتها مستيقظة، بالتأكيد أفصحت " مريم" عن خروجها، وتنتظرها أمها، وصدق حدسها، حين وجدتها تنزل لها من المنزل، لمحتها "هادية" تقف مع "عيسى" جوار دراجته البخارية، وقبل أن تنطق بأي حرف، هتف هو:
أنا بعتذر لو كلامي اخر مرة ضايقك.

رفعت حاجبيها باستنكار، فطالع "ملك" وهو يحاول حبس ضحكته، ثم استعاد وجه الجدية، ونظر لوالدة زوجته مكملا:
أنا جيت لملك، وقولتلها إني عايز اعتذرلك، وطلبت منها تخرج معايا، علشان كنت عايز اجبلك حاجة يعني، وجبتلك دي، يارب تعجبك.

قدم لها علبة مخملية زرقاء، حوت بداخلها خاتم أنيق، يشبه واحدًا أخبرت "ملك" من قبل أنها تريد أن تبتاعه، أذهلها الموقف بأكمله، لا تصدق برائتهِ هذه أبدا، أغلقت العلبة، وأعادتها له قائلة:
لا طبعا مش هاخد منك حاجة زي دي.

ويزيد هو في دهشتها، حين قال بحزن:
ليه بس، أنا جاي وبقولك أسف أهو.

وكزته "ملك" بخفة، وتمتمت بنبرة منخفضة ليسمعها الواقف جوارها فقط:
بوس دماغها.

وجدته "ملك" يفعل العكس تمامًا، يقترب منها هي، قائلا وكأنه لا يفعل شيء:
وادي دماغ "ملك" اهي هبوسهالك.
مال بالفعل على رأسها يقبلها، شعرت بأنفاسها تُسرق، استغل الأمر ولم يبتعد، فضربته بخفة في معدته.

ابتعد وهو يضحك، ثم اقترب من "هادية" طالبًا:
هاتي أبوس دماغك أنتِ كمان.
ومال بالفعل على رأسها يقبلها.

طالعتهما "هادية" بشك، ونطق هو قبل أن تعترض:
على الفكرة أنا جاي هنا مش علشان أي حاجة غير إني أصالحك، أحسن تفتكري يعني إن الاعتذار ده علشان نرجع أنا و"ملك"، لا "ملك" لسه بتفكر ومعاها وقتها.

_امال الاعتذار ده ليه؟
هكذا اسنفسرت، ورد هو بابتسامة:
علشان أنا بقيت مؤدب.

ثم استدار ينظر لملك سائلا:
مش أنا بقيت كده؟

هزت رأسها نافية كونه نعم بالتأدب وهي تبتسم ابتسامة صفراء، ثم تحركت ناحية والدتها تربت على كتفها قائلة:
هو فعلا يا ماما متضايق إنه زعلك، فخلاص بقى متزعليش منه يعني.

وافقت أمها ناطقة ونظراتها لا تفارقه:
ماشي، طالما الاعتذار ده مش وراه حاجة، يبقى ربنا يهدي.

رد عليها مسرعًا:
يارب يهدينا كلنا ان شاء الله، ممكن ت...

زجرته "ملك" بنظراتها، هل سيبدأ مطالب فورًا، ليؤكد أنه اعتذر من أجل مصلحته، تراجع بسأم ونطق:
تصبحوا على خير.

تنهدت "هادية" وهي على يقين من أن كان هناك ما سيقوله، جذبت ابنتها تتحرك بها، فاستأذنتها:
هقوله حاجة بس يا ماما وهطلع علطول.

طالعتها والدتها بريبة، فكررت برجاء:
علشان خاطري.

استجابت لها، وتركتها، صعدت إلى الأعلى، و عادت "ملك" للخارج حيث يقف، كان قد ركب دراجته، وتوقف حين لمحها قادمة من جديد، تهلل وجهه ونطق:
مش معقول، جاية بنفسك تطلبي مني تروحي معايا، عادي عادي متتكسف...

قاطعته بغيظ:
لا مش جاية علشان أروح معاك، وياريت تفتكر إن احنا اتفقنا، اعتذارك لماما علشان غلطت، مش علشان نرجع، أنا لسه مخدتش قراري، أنا بس كنت جاية أشكرك، مع إنه أنت كان لازم تعمل ده على فكرة.

ضحك وأخبرها بجملة مختصرة بدلا من جملها الطويلة:
قولي جاية بتلكك علشان اتكلم معاك هتبقى أشيك.

_أنا غلطانة.
هكذا قالتها قبل أن تستعد للرحيل، فاستوقفها حين جذب مرفقها طالبا:
ممكن طلب.

توقعت أن يطلب منها الذهاب معه فاعترضت بإصرار:
لا مش هروح معاك، أي حاجة غير دي ماشي علشان اللي عملته النهاردة، أنا قولتلك وبكررها احنا مرجعناش، أنا بفكر.

_ والله شكلك أنتِ اللي نفسك تروحي معايا، كل ما اكلمك تقوليلي مش هروح معاك، مع إني مجبتش سيرة الحوار ده.

ودت لو اغتالته الآن، قررت عدم سؤاله عما يرغبه، وسحبت ذراعها، وغادرت، حاول إيقافها وهو يضحك:
استني يا "ملك"، مطلبتش لسه والله.

ولم ترد تجاهلته تماما، وسمعته من خلفها يقول:
تصبحي على خير طيب.

مجبرة ابتسمت، ولكنها لم ترد، فقط لمحته وهي تدخل يلوح لها، مرسلا قبلته في الهواء، أغلقت الباب، وصعدت على الدرج بخفة فراشة، وكأن كل مخاوفها تتبخر في حضرته، حضوره طاغي، لدرجة تجعلها تفكر ألف مرة وهي معه في إنهاء حالة تمردها، تجعلها تفكر في العودة، أكثر ما تريده، وأكثر ما ترفضه، أكثر ما تحبه، وأكثر ما تخشاه وبشدة، وبين هنا وهناك تتأرجح هي، والسبب هو.

★***★***★***★***★***★***★

يلزمها اعتذار منه، ولكنه بدلاً عن ذلك يجافيها، وكأنها أذنبت، استرخت "شهد" على الأريكة تعبث بهاتفها، في محاولة لتجاهل التفكير به، حتى أتتها رسالة من ابنه، فتحتها مسرعة، لتجد الصغير قد أرسل لها أحد الملصقات التعبيرية كعادته، مما شجعها لتكتب له:
زعلانة منك، مجتش ليه تقعد معايا النهاردة شوية.

وضاعف الرد غضبها من والده حين كتب لها "يزيد":
بابا مرضيش وقالي لا.

تمكن غيظها منها، لم تعلم ماذا تكتب، ودت لو تخلصت من "طاهر" في الحال، وفي النهاية أرسلت:
معلش يا حبيبي، أصل بابا تعبان.

لم يفهم يزيد مقصدها، وحين أنهى والده مكالمته وعاد للغرفة، سأله:
بابا أنت تعبان؟

انكمش حاجبيه باستغراب، ووضح ابنه:
شوشو قالتلي إنك تعبان.

اقترب من ابنه، في محاولة لاسترساله بابتسامة:
وريني كده الموبايل.

بالفعل استجاب وأعطاه له، ورأى هو محتوى المحادثة، أعاد الهاتف إلى ابنه ومسح على خصلاته ناطقًا بود:
أنا كويس يا حبيبي، شهد بتهزر.

أخرج طاهر هاتفه، وفي الحال راسلها، كاتبًا:
بتقوليله أبوك تعبان؟

_ اه في دماغك.
هكذا ردت عليه، قبل أن تقوم بحظره، حتى لا يستطيع إرسال أي شيء آخر، كما صب عليها غضبه ليلتها، ستصب عليه جنونها، ونجحت بالفعل.

استأذن ابنه في الهاتف مرة ثانية، وأرسل لها:
اتعديت منك.

وكان ردها حازمًا:
متتكلمش معايا يا "طاهر"، ومتستخدمش تابلت يزيد، واحترم الخصوصية، وقبلها احترم نفسك.

وعلق بما كان على يقين من أنه سيثير ضيقها:
لما تحترميهم أنتِ الأول

_ ربنا يشفيك.
كان هذا أخر قولها، قبل أن تحظره للمرة الثانية، هذه المرة من رقم ابنه، ألقت الهاتف بضجر على الأريكة وهي تتذكر أحداث تلك الليلة، حين أعادت يزيد ولمحت جابر هناك، واشتبك طاهر معه، خشت عليه وبشدة لذلك وقفت، ولم يراع هو ذلك، دخل خلفها بعد أن أمرها بالدخول وسألها بانفعال:
هو أنتِ بتستعبطي صح؟

لم تدرك لما يحدثها هكذا وقابلت هجومه بانفعال مماثل:
إيه بستعبط دي ياطاهر، هو أنت بتتكلم معايا كده ليه؟

كان في أوج غضبه، تراجعت وهي تسمعه يلقي على مسامعها:
عايزانى اتكلم معاكي ازاي، أنا مش قولت تدخلي، خرجتي تاني ليه؟... أنتِ المفروض أصلا من أول ما شوفتيه يا تروحي، يا تدخلي من نفسك، مش لسه مستنية حد يقولك

ودافعت مسرعة:
يعني أشوفك بتتخانق وأفضل جوا؟... وأنا كنت مروحة على فكرة قبل ما أنت تخرج وتقو....

قاطعها صائحا بحدة:
شهد، جدال العيال الصغيرة ده مش معايا، أتخانق، ولا أولع، قولتلك جوا يبقى جوا.

وردت بدورها تنفي عنها ما قاله:
لا يا طاهر ده مش جدال عيال صغيرة، وإياك تتكلم معايا بالأسلوب ده تاني.

_ معنديش غيره.
وأمام قوله طالعته بغضب، تخطته وهي تهتف قاصدة أن يسمع:
لما تبقى تفوق، ابقى اتكلم معاك، ده لو بقى في كلام تاني أصلا.

جذبها من مرفقها، وقبل أن ينطق بأي شيء، هتفت هي:
سيبني، علشان أقسم بالله مش هقبل كلمة تانية، وهتبقى بتجيب أخرتها يا "طاهر".

رأى العبرات في عينيها وقد أوشكت على النزول، وغضبها الذي وازى غضبه الآن، فتركها، لم يكن في حالة تسمح له بالحديث أكثر، وإلا سيتفوه بكل ما هو أحمق.

فاقت من شرودها على هاتفها، وجدت أحدهم يرسل لها، كان هو ولكن من رقم شقيقته، كتب لها:
نسيتي تعملي بلوك هنا.

ودت لو تصرخ، ولكنه أسرع في الإرسال:
أنا غلطان، متزعليش، بس أنا كنت غيران يا شهد، وأنتِ كان المفروض أول ما تشوفيه ترجعي، عموما يا ستي حقك عليا.

وبكلمة واحدة رفضت:
لا... خلي اعتذارك لنفسك يا كابتن سفيه.

_ علشان خاطري يا متدنية.
وأمام رسالته هذه ابتسمت ولكنها كتبت:
برضو لا.

في التوقيت ذاته، عاد " بشير" إلى منزله بعد غياب استمر أكثر من يومين، وجد "علا" على الأريكة وقد غلبها النوم، فحاول إيقاظها بهدوء مناديًا:
علا.

انتفضت من نومها، فقال لها وهو يرفع كفيه:
اهدي أنا بشير.

وضحت الرؤية، هل تخبره الآن مدى انزعاجها، والذي تضاعف حين سألها:
إيه منيمك هنا؟

_ راحت عليا نومة.
قالتها بجفاء، وهي تتخطاه لتذهب إلى غرفتها، فاستوقفها سائلا بتعب :
في إيه يا "علا"؟

جذبت ذراعها منه، وهي تخبره وقد سأمت من كل شيء:
ولا حاجة، أنا بس عايزة امشي، ومتقوليش هتروحي فين علشان معرفش، أنا مش هستحمل اعيش كده، أنا مطلبتش منك تتجوزني يا " بشير"، يبقى ليه يا بن الناس؟

_ ليه إيه، أنا عملت إيه؟
سألها وهو يريد أن يسمع كل ما لديها، وأرضت هي رغبته بالفعل وألقت على مسامعه:
ليه لحقتني؟...وليه نتجوز أصلا، وأبقى عايشة في بيتك حاسة إني ضيفة تقيلة عليه، أنت بتقعد برا باليومين والتلاتة معرفش عنك حاجة كإنك رامي كلبة هنا يا "بشير"، ولا لا كتر خيرك أوي إنك بتطلع مرات البواب تقعد معايا.

لا يتحمل لومها، وبان هذا في انفعاله وهو يواجهها:
ده شغلي يا " علا" هسيبه واقعد يعني هنا؟
وبعدين أنا قولتلك نتجوز علشان يبقى وجودك هنا مفيهوش مشكلة، بعيد عن اللي كنتي فيه، ولما الأمور تتظبط هنطلق، ولا كان أحسن أسيبك وأنا شايفك بتدمري نفسك.

ودخل انفعالها في صراع عنيف مع غضبه وهي تقول:
كنت سيبني، أنت حتى مبتعاملنيش على إننا أخوات أو واحدة بتساعدها، أنت متجاهلني، قبل كل ده كنت بحس إنك فعلا مهتم بيا، إنما دلوقتي أنا مش شايفة قصادي غير واحد مش طايقني، أنا عايزة أفهم أنت عملت كده ليه، كنت ممكن تساعدني اقعد في أي مكان بعيد لحد برضو ما الأمور تهدى، من غير جواز

نزلت دموعها وهي تذكره يوم أن طلب منها في المشفى بعد حادثة انتحارها التي كادت أن تؤدي بحياتها، أن توافق على الاقتران به:
أنت يوم ما قولتلي في المستشفى أوافق، مسألتكش ليه علشان قولتلي اطمني، بس أنا من يوم ما وافقت وأنا مش مطمنة، أنا حتى المشاعر الحلوة اللي كانت عندك حاساها راحت يا بشير، لو سمحت كل واحد يروح لحاله، وأنا هتصرف اطمن، اهو حتى على الأقل متبقاش مجبر إنك سايب بيتك كده، وحد قالل راحتك فيه.

هو مشتت، منذ عرفها، وهو كذلك، ووصل تشتته للذروة حين شعر أنه سيفقدها، بدون تفكير قرر أن يتزوجها، وكأنه فعلها ليتأكد من أن ما شعر به لحظة الخوف من خسارتها لن يتكرر مرة ثانية، ولكن الآن لا يعلم ماذا عليه أن يفعل.

كان صامتًا، لم يرد على طلبها، وسألته هي بحزن:
مبتردش ليه؟

وكان جوابه حزينًا أيضًا:
علشان معنديش رد، ومعنديش حاجة أقولهالك حاليا يا "علا"، كل اللي يهمني تكوني بخير، بعيد عن المشاكل، وأكون متطمن عليكي، وأنا على فكرة مش ساكت في حوار والدتك اللي قولتي إنها مختفية، وبحاول أعرف هي فين، ومتابع المحضر، بس غير كده حاليا، مفيش يا علا، واعتبري الجوازة كانت هي الطريقة الوحيدة بالنسبالي علشان ابقى مطمن عليكي.

بغضت نفسها وبشدة، وكأنها لا تستحق لحظة حب واحدة صادقة، كُتِب عليها الأنصاف في كل شيء، أنصاف حب، أنصاف حياة، عدا الوهم أخذته كاملا.
وما إن أنهى حديثه حتى تحركت بآلية شديدة من أمامه، دخلت إلى المطبخ، ولم تطل وقفتها، أخرجت له الأطباق، ووضعتها على الطاولة، كان مازال جالسًا على الأريكة، وألقت هي على مسامعه:
الأكل أهو.

أنهت جملتها وتحركت لتدخل غرفتها، واستوقفها سؤاله:
مش هتاكلي؟

_ لا كلت، باكل لوحدي كل يوم.
أغمض عينيه بتعب أمام جملتها، وحاول استدعاء الهدوء وهو يطلب منها برفق:
طب كلي معايا، أنا علطول باكل لوحدي برضو.

نظراتها المعاتبة، تأبى تنفيذ مطالبه، اتخذت قرارها، وعادت إلى الغرفة، جلست بمفردها تبكي بصمت، وقطع خلوتها هذه دقاته على الباب، دخل دون أن تأذن له، جلس أمامها، ونطق بما بدا وكأنه اعتذار:
مش هغيب برا تاني بال ٣ أيام، هروح الشغل وأرجعلك.

سألته بألم نطقت به عينيها قبل فمها:
هي دي المشكلة بجد يا "بشير"؟
بشير أنت من فترة طويلة كنت بتقولي أنسى أخويا وأمي، علشان أنت عايز يكون في بيننا حاجة، ومحصلش ساعتها، ولما جه اليوم وحصل وبقى في، بقيت حساك بتهرب مني، هو أنت كنت حاسس ناحيتي بحاجة وراحت؟ ... أنا عايزة بس أفهمك، أنا مش قادرة استحمل تجاهلك، وكل حاجة فعلا ضاغطة عليا، قلقانة على ماما، وخايفة على " شاكر" ومنه، حتى أنت بقيت مش عارفة أنت عايز إيه.

كان سيصرح حالا بأنه يحبها، مازال يكن المشاعر ذاتها التي طالبها من أجلها مسبقا الابتعاد عن شقيقها، ولكنها ردعته حين تفوهت بخوفها على "شاكر"، تجعد جبينه وهو يسألها باستنكار:
خايفة على " شاكر"!

بتر نصف العبارة، بتر خوفها من شقيقها، وتمسك فقط في خوفها عليه، وقبل أن تدافع، نطق هو وقد وصل ضيقه الذروة:
أهو الحيطة السد اللي بيني وبينك، هي أخوكي ال ****، اللي جاية تقوليلي دلوقتي خايفة عليه، هو مبيخافش غير على نفسه وبس، بس أنا فهمت النهاردة هو ليه كده

كانت تطالعه ولا تقوى على الرد، ويواجهها هو دون حساب لأي شيء:
هو كده، علشان لاقي اللي بيبررله، هو كده علشان عارف إنه مهما هيعمل، هيلاقي اللي يمسحوا غلطه في الناس، أنا همشي يا "علا" علشان لو قعدت هتسمعي مني كلام وحش أوي.

انتفض واقفًا ليرحل، ولحقت هي به، تمسكت بذراعه تسأله بخوف:
رايح فين.

_ في داهية.
كان هذا جوابه، وهو ينتشل ذراعه منها، ولكنها كانت الأسرع، وقفت أمام الباب تمنع نزوله، وطالبته برجاء:
متنزلش، علشان خاطري خليك، أنا مش هتكلم تاني خالص، مش هسمعك صوتي، خليك يا "بشير".

بقى مكانه ثابتًا، لم يتحمل انهيارها، تذكر طلب الطبيب في أن تبتعد عن كل ضغط، جاهد ليسترد كل ذرة هدوء لديه، احتضنها يطمأنها:
خلاص اهدي يا " علا" مش هنزل.

وهكذا هو، كلما أراد الاقتراب أكثر أبعدته، وكلما قرر الرحيل والفرار قربته، ولا يعلم أي النهايتين سيشهد، كل ما يعلمه فقط، أنه يتمسك بها للرمق الأخير، وأنها تتمسك بعائلتها بقدر تمسكه بها.

★***★***★***★***★****★***★***★****★**

هناك تحذير دائم بعدم وضع كل ما هو قابل للاشتعال جوار النيران، ولكنه اندثر هنا، اندثر حين تواجد الثلاثة في مكان واحد، "عيسى" و"شاكر" و"جابر"،
كان الأخير هو الذي يدير كل شيء، اللعبة هنا قرر أن تسير على هواه، حرر "جابر" شاكر من قيده، ولم يبق سوى "عيسى" الذي سأم فعلق:
وأنا هتساب كده ولا إيه؟

ذهب "جابر" بالفعل ناحيته، شرع في تحرير قيده، كان "عيسى" يبتسم بتسلية، وهو يطالع "شاكر"، لم يمض الكثير حتى حضرت " رزان" برفقة "كوثر" والدة "شاكر" والتي أول ما رأته، هرولت ناحيته، لا تصدق أنها تراه أمامها بعد ما قيل عن موته، كانت تقبل كل إنش في وجهه وتكرر بلا توقف:
يا حبيبي يا بني، قلب أمك يا ضنايا.... أنا مش مصدقة إنك قدامي يا نور عيني، أنا قلبي كان بيقولي إنك حي، أنا كنت بشوفك في كل حتة

أبدى "عيسى" اشمئزازه الشديد، وعلق ساخرًا:
الزبالة فعلا مرمية في الشوارع كتير الأيام دي.

هدده "جابر" وهو يلوح بسلاحه:
متتكلمش إلا لو أنا قولتلك تتكلم.

مسح "عيسى" على خصلاته وهو يضحك، وأخيرا صدر صوت "شاكر" الذي احتمت والدته به وسأل بحدة:
أمي عندك ليه يا "جابر"؟

ورد " عيسى" بدلا عنه:
أصل "جابر" من يوم ما عرف إنه مش ابن أبوه، وهو هيتجنن، والحاجة "كوثر" ما شاء الله موسوعة، فأكيد عنده علشان يعرف الحكاية من أولها.

واستعطفت هي "جابر" الذي كان سيشتبك للتو مع "عيسى" في محاولة للنجاة هي وابنها بعيدًا عن كل هذا:
يا بني يعني ده جزاتي، أنا لو مكنتش اديتك ليها، كنت هتتربى في الشارع، أمك مكانش ليها أهل، حتى اللي موجودين كانوا معدمين، لما ربنا خد أمانته محدش سأل عليها، مرات الحاج منصور خدتك علشان اتحرمت من نعمة العيال، وشالتك في عينها، وطول عمرك ابن كبير البلد، وكلمتك بألف حساب، يبقى جزاتي في الاخر تبهدلني انا وابني كده.

_ زودي الدموع شوية، علشان الأداء ده Fake أوي، محتاج دموع كمان وهيبقى طبيعي أكتر، حاولي تحسي الكلام وأنتِ بتقوليه
كان هذا قول "عيسى" ولم تتحمل "كوثر" صوته، لم تتحمل تعليقاته هذه، كانت ستسبه، ولكن توقفت حين قال ابنها:
إيه الكلام ده ياما؟

اقترب "جابر" توقف أمامها تماما، أعلنها صراحة وكان صادقًا في عرضه:
قوليلي أبويا مين، لو عرفت، وكنتي صادقة، هخلصكوا منه.
قال جملته الأخيرة وهو يشير على "عيسى" ويكمل بإصرار:
ومحدش هيتحبس فيه يوم.

وكأنه يشاهد عرض مسرحي، كان "عيسى" متحمسًا وبشدة، ولم يمر عليه قول جابر مرور الكرام، بل علق ضاحكًا:
لا يوم إيه يا راجل، ده أنا "عيسى نصران" برضو، دي فيها إعدام، مش حبس وكلام فاضي.

_ اخرس.
هكذا حذره "جابر" للمرة الألف وقابل هو التحذير وهو يهز رأسه ببراءة، عاد "جابر" لها يطالبها بالرد، يرغب وبشدة في معرفة الإجابة، وهي لا تنطق بها، فقط تقول:
والله يا بني امك اتضحك عليها، وولاد الحرام كتير أنت عارف.

وهددها بشراسة:
لو مقولتيش، اعتبري إن ابنك متسلم ليه.
قصد تسليم ابنها لعيسى، وهدر "شاكر":
اتكلم عدل، وهي مالها، روح الترب لوم أمك.

وفي خضم هذه المواجهة الشرسة همس " عيسى" لـ "رزان" الواقفة جواره:
حلو اللعب ده أوي، يا رزان.

_ والله أنا ما عاجبني ده كله، بس هعمل إيه، الست تبع جوزها يا حبيبي.
هكذا تمتمت له هامسة، واستنكر هو:
تبع إيه؟...تبقي عبيطة لو مفكراه هيخليكي،
هتترمي.

وانتبها وتوقفا، حين قالت "كوثر" بنفاذ صبر:
تبقى ابن واحد من عيلة الحاج منصور، أقسم بالله ما اعرف مين هو، لما قالولي اجيبك، كنت خايفة حد من قرايب أمك يظهر ويسأل، بس الست سميحة مرات الحاج منصور قالتلي محدش هيسأل، ولو سألوا هما هيتصرفوا، قولتلها افرضي أبوه رجع وقال عايزه، قالت إنها عارفة أبوه، وإنه واحد من عيلة الحاج منصور، وأهله مش هيقبلوا إنه يتجوز خدامة، ولا يخلف منها، وإنه حتى لو رجع يسأل، هنقول إنك موتت مع أمك، ومش هيسأل تاني، ولما سألت عرفت إن المرحومة قبل ما تولدك راحت كتير للحاج منصور، كانت عايزاه يساعدها، فعرفت إن الست سميحة مبتكدبش، بس هي مقالتليش أبوك مين من قرايب الحاج منصور، فأكيد هو الوحيد اللي عارف دلوقتي.

يباع، ويُشترى، وكأنه سوق النخاسة، قضى عمره معذبًا رغم كل شيء، وفي النهاية ليس والده، ولكنه مازال من نسل هذه العائلة، من نفس دمهم، عاش عمرا، يفعل من أجل من ظنه والده ولا يرضى، عاش يُقارن بأبناء هذا وذاك، لا يعلم لما استدار ينظر إلى "عيسى"، اقترب منه يصرح بحقيقة ما لديه:
أنت متعرفش أنا بكرهك ازاي، بكره " طاهر" أكتر منك، عارف بكرهكوا ليه؟

صاح وقد فقد كل ذرة ثبات لديه:
علشان هو طول الوقت كان بيحسسني إني قليل، وأنتوا أحسن مني، مع إن انتوا مش أحسن مني، كانت تقيلة عليا أوي لما عرفت إني مش ابنه منك أنت، بس اديني اهو طلعت منهم، نفس العيلة، دمي دمهم، حتى لو اللي رباني مش أبويا، كده حسابه معايا تقل، رأيك أعمل فيه إيه؟

كان "عيسى" جامدًا، لا يرد على ولا كلمة، حتى سمع "شاكر" يقول:
حسابه تقل ليه، عملك إيه، ده نشلك من فضيحة، لو أبوك معترفش بيك كنت هتعيش طول عمرك ابن حرام، هو خدك واداك اسمه وعملك قيمة وسط الخلق، منصور من كبار العيلة، وأنت بقيت ابن واحد من كبارها، والله خسارة فيك.

تنهد "جابر"، لم يستدر ناحيته، بل سلم سلاحه لـ " عيسى" قائلا:
خلص عليه.

هناك لعبة ويدرك "عيسى" هذا، "جابر" يريد الخلاص من الجميع في لعبته هذه، يدبر شيء ما، نطقت "كوثر" بلوعة:
لا، أنت اديتني كلمة، حرام عليك.

بدا "عيسى" وكأنه قد وافق، استلم السلاح منه أولا، ثم صرح بما لديه حتى يعلم "جابر" أنه يعرف ناوياه:
أنت عايز تخلص مني، بس متوسخش إيديك، أخلص أنا عليه، وألبس قضية أنت مفصلهالي، يإما تخلص عليا برضو بس بإيده، طب ما تعملها أنت، ده أنت جبان أوي.

ورد عليه "جابر" بنفس طريقته:
لا أنا مش جبان، كده كده أنتوا الاتنين ناويينها لبعض، وأنا بسهلكم الدنيا، مش أكتر، لو ورطت نفسي فيها وهي كده كده هتخلص من غيري، ابقى غبي.

استدار سائلا:
تخلص عليه أنت يا "شاكر"؟... السلاح معاه خده منه واعملها.

ردعته " كوثر" بنظراتها، تشعر بفخ جابر، إن فعلها ابنها سيقع هو، بالتأكيد سيسلمه "جابر"، وهو أيضا يعلم لذلك قال:
لا، مليش نفس دلوقتي.

انتشل " جابر" السلاح من يد "عيسى" عنوة، وتوجه ناحية "شاكر" في محاولة ليغريه بالخلاص من غريمه، همست "رزان" للواقف جوارها:
"جابر" شكله ناويها الليلة دي، وانا مش عايزاه يلبس، هو عرف اللي عايزه خلاص، امشي.

_ ولو ضرب نار؟
هكذا همس لها، فأكدت:
السلاح ده فاضي، أنا مفضياه بإيدي، والباب مش مقفول بالمفتاح، علشان تعرف بس إنك غالي.

ضحك ساخرًا وهو يخبرها:
لا أصيلة.

وجدها فجأة تحاوط معدتها وتصرخ:
اه، جابر الحقني يا "جابر".

كانت تتأوه عاليًا، وقبل أن يستدير زوجها غمزت لعيسى، الذي أخرج من جيبه شيء ما، تحرك " جابر" ناحيتها يرى ما حل بها، وحينها اقترب "عيسى" من "شاكر"، سلاحه الأبيض الذي نُقِش عليه اسمه، لوح له به، وهو يخبره وكأنه يعلن عن حالة الطقس:
هموتك بـ دي.

هناك أوقات ثقيلة، لا نعلم كيف مرت، وهل ستمر حقا دون خسائر، وإن مرت، حينها نكون على يقين من أنها أولى خطوات النهاية، هكذا كانت هذه الجلسة، والتي حدث فيها الكثير، وانتهت به على بابها، باب " ملك"، يعلم أن والدتها وشقيقتيها عند والده، هكذا علم من "حسن" حين هاتفه، وطلب منه أن يحضر له عند البوابة، وبعد ما عرفه قال:
خلاص متجيش.

تهرب، وهو يعلم، ويحتاجها وبشدة الآن، استغربت الدق على الباب، من المفترض أن المفتاح بحوزة والدتها، وقفت خلفه تسأل بقلق:
مين؟

_ أنا "عيسى" يا "ملك".
تحدثت نبرته بدلا عنه وأخبرت كم هو متعب، سريعًا ما فتحت الباب، وأول ما جذب انتباهها بقع الدماء هذه على قميصه، فسألته بخوف:
إيه الدم ده؟

دخل دون أن تأذن له، لا يتحدثا منذ لقائهما الأخير، جلس على الأريكة، وهرولت هي ناحيته، تسأل وهي تتفحصه:
كنت فين، وإيه الدم ده؟... أنت كويس؟

هز رأسه نافيًا، فأمسكت بكفه سائلة برفق:
مالك؟

وكان جوابه كلمة واحدة عبرت عن الكثير:
محتاجك.

أبعدت يدها، وحاولت الحفاظ على انتظام وتيرة تنفسها، وسأل هو بوقاحة:
شعرك متبهدل كده ليه؟

فردت عليه باستياء:
مفيش حد نايم بيصحى شعره مترتب، ده في المسلسلات بس.

_ طب قومي هاتي المشط.
هكذا طالبها، ورفضت هي بإصرار:
لا، وبعدين أنا مبقتش أحب أعمل الضفيرة دي.

وأجبرها على الموافقة بقوله:
يلا علشان مدخلش أنا أدور عليه.

استقامت واقفة وسألته بانزعاج:
أنت عايز إيه يا " عيسى"، كده مش هينفع، ماما واخواتي جايين كمان شوية.

_ يبقى ترجعي معايا.
هكذا وضح غرضه، وتحركت هي من أمامه للغرفة تجلب ما أراده وهي تتحدث بسخرية:
جايلي بقميصه عليه دم ويقولي روحي معايا، ده أصحاب العقول في راحة.

أعطته له، وجلست أمامه، ناطقة بلهجة آمرة:
خلص وامشي.

نطق بهدوء شديد، وهو يخلل المشط بين خصلاتها:
لا.

فتحدثت بانزعاج:
هو إيه اللي لا يا "عيسى"...بقول خلص وامشي.

ضربها على ظهرها بخفة وهو يحثها:
اقعدي ساكتة.

ابتسمت، تفتقد وبشدة هذه الجديلة التي يشكلها من خصلاتها، تأبى تذكر اللقاء الأخير بينهم حتى لا تطرده الآن، فيبدو وبشدة أنه ليس بخير.

ترك المشط، وبدأ في ربط خصلاتها، وما إن انتهى، حتى أزاحها على الجانب لتراها، ابتسمت بحنان، وقامت مسرعة من أمامه.

استقام واقفًا هو الاخر، وسألها:
أروح؟

هزت رأسها مؤكدة، فأشار بعينيه على خصلاتها سائلا:
مفيش شكرا طيب؟

_ أنا مطلبتش منك.
كان جوابها، مخيبًا لأماله، لذلك وبدون تردد اقترب منها ليفسد ما صنعه، فحذرته الاقتراب من خصلاتها قائلة:
إياك، ويلا روح بقى علشان مينفعش يرجعوا يلاقوك هنا.

هز رأسه موافقًا، تحرك وهو يعلم أنها ستناديه، وبالفعل حدث، عند الباب تحديدا، سمع اسمه، استدار لها، تبخرت حدتها، عنادها، حتى قسوتها، تبخر كل شيء وسألته باهتمام حقيقي:
إيه الدم ده؟

اقترب منها وحدثها بصدق:
أنا مش كويس، اليوم مكانش كويس، كنت ممكن أموت النهاردة، والمرة دي مش أنا اللي عملت في نفسي كده.

شهقت بغير تصديق، تمسكت بقميصه، وهي تسأله بعينين بان ذعرها فيهما:
بتقول كده علشان تخوفني؟

_ والله لا.
كان صريحًا معها، وضاعف هذا خوفها عليه، كانت تنظر له وهو يكمل:
من ساعة ما رجعت، وأنا حاسس إنك اتغيرتي، بس دلوقتي توهت، مبقتش عارف، الحاجة الوحيدة اللي عارفها إنك خايفة عليا، ودي أنا عارف سببها، بس عايز اسمعه منك.

لا تقدر، عذابها أقوى ألف مرة من أن تقول، لذلك استدارت، أعطته ظهرها، وطالبته بنبرة واحدة أوشكت على البكاء:
امشي.

تمسك بمرفقها، أدارها إليه لتنظر له، ولم تستطع أكثر، انهار عذابها أمام عسليتيه، تفتقده وبشدة، وكأن الليالي التي غابها سرقت روحها، ولم تُرد إلا برؤيته، والآن لم تستطع أن تمنع نفسها عن قول:
وحشتني أوي.

أخيرا، نطقت بجملة واحدة تريحه، احتضنها وبشدة، روت ظمأه في الأخير بتصريحها بأنها تفتقده، ورغم أنه يعلم تمام العلم هذا، إلا أنه لم يصدق إلا حين قالت هي، وكان رده أن تمسك بها، لا يتركها، فقط نطق بكلمة واحدة:
متسيبينيش.

قالها بلهفة صغير، يخشى ضياع والدته مرة ثانية، ولأول مرة يفعلها ويقترب منها دون سؤالها، كانت ستنذره بوالدتها وشقيقتيها، ولكنه قطع الطريق أمام قولها حين نطق:
مش هيرجعوا النهاردة.

خشت من تماديه، أنامله على عنقها، تخبر أنه لن يبتعد، فهمست:
عيسى أنت كده بتغصبني ارجع.
كانت تجاهد لاختراع أي حجة اخرى للهرب، قالت هذا برجاء عله يبتعد، وللمرة الثانية يرفض:
مش هقدر أقولك لو عايزاني ابعد هبعد، أنا أسف، أنتِ واحشاني أوي، وأنا أناني المرة دي.

فأخبرته وهي تسعى لإيقافه وقد شرع في فك جديلتها التي صنعها قبل قليل:
أنت أناني علطول.

_وبحبك علطول، ولو فاضلي لحظة واحدة بس هختار أقضيها معاكي.
وأمام قوله، اندثر كل شيء، دفنت رأسها في عنقه، وصرحت له:
أنا كمان بحبك أوي.

كان التصريح الأفضل منذ عام، كان قد مات أمله في أن ينعم بقربها منه، وأغدقت عليه بعطاياها، حين تمسكت به هي الاخر ونطقت:
متبعدش.

وانتهى كل شيء بالنسبة له، توقفت الأرض الآن، في هذه اللحظة، التي يرغب أن يبقى بها للأبد.

وكعادتهما، لا يصادقا سوى الليالي لا تُنسى أبدا، تارة تحمل لهما السعادة، وتارة الشقاء، وما بين هنا وهناك، يتأرجحا، والذنب ذنب الهوى.

يُتبع 💙

صباح الفل عليكم، إن شاء الله الفصل يعجبكم، متنسوش تعملوا فوت، وتقولولي رأيكم، وتعرفوا العنوان 🤭
ويارب يكون يومكم حلو إن شاء الله ❤

Continue Reading

You'll Also Like

5.2K 866 34
في الطبيعي نجد أن البطله او البطل يحاولون اصلاح النصف الآخر و اخلاىٔه من ما به من اخطاء، لكن ماذا سيحدث أن كان الاثنان بهما أخطاء؟؟هل سيتشاركان معاً...
1.7K 295 26
تحرك للأمام بصدمه وعندها اتضحت له الرؤيه اكثر. شق ضخم طولي من بدايه صدرها حتى منتصف بطنها يقطعه شق اخر عرضي. الدماء متحجره على وجهها من ناحيه عينيه...
4.8K 302 19
أبرقت عيناه العميقتان بالدموع ثم أطرد بلهجة حانية : لو لم تكوني لي يومًا، ستكونين لي في الجنة الخالدة.
13.3K 635 20
بيتجوزها بالاتفاق إن جوازهم يكون على ورق بس.. وبعد مدّة صغيرة متكملش شهر المفروض يسافر ويسيبها لوحدها لمدة 5 سينين وطليقها وصحابه بيلاحقوها ومستنيين...