وريث آل نصران

By fatem20032

17.5M 899K 181K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)

الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)

101K 5.2K 1.3K
By fatem20032

الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

فارس وحيد جوا الدروع الحديد...
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين .. يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي!!

"صلاح جاهين"

  ★***★***★***★***★***★***★

في بعض الأوقات يندثر اللوم ، يسحقه القاموس خاصة وإن كان من أردنا لومه وصل إلى نقطة لا ينفع معها إلا أن نواسيه، لا يصلح معها إلا أن نربت على كتفه حتى ولو كان رماد الحريق الذي أشعله قبل قليل لم يُزال بعد.

لو انفجرت من الغيظ الآن لن يلومها أحد، هذا ما كانت تفكر فيه "ملك" بعد ما رأت "قسمت" تعانق زوجها في الخارج، والآن هي داخل المنزل، جلست "قسمت" على الأريكة، وتركت ما كانت يساعدها على السير وطلبت من "عيسى" الذي دخل للتو:
معلش يا "عيسى" تساعدني؟

تقدمت "ملك" قبله باتسامة صفراء:
أساعدك أنا مفيش مشكلة.
ساعدتها في عدل وضعيتها على الأريكة حيث أسندت "قسمت" ظهرها على الوسائد بارتياح و عاونتها "ملك" بحذر في اتخاذ وضعية جلوسها حتى لا يتأذى ساقيها، سألتها بعد ذلك:
مرتاحة كده؟
هزت "قسمت" رأسها بابتسامة وهي تشكرها:
اه، ميرسي يا ملك.

حل الصمت على عيسى الذي جلس على أحد المقاعد المجاورة، الأجواء المتوترة هذه لا يحبذها أبدا، رمقته "ملك" بتوعد قبل أن تجلس على مقعد مجاور له، ثم قطع هو الصمت سائلا:
قوليلي عملتي إيه؟

_ وأنت كنت اهتميت؟
هكذا ردت عليه "قسمت" وبرر هو:
كلمتك كتير على فكرة

ولم يعجبها تبريره بل ردت:
ولو، المفروض تسافرلي، ولا إيه يا "ملك"؟
لم تخف " ملك" مشاعرها بل بدت جلية على وجهها وهي تقول للمجاور لها بتهكم:
لا، لا، ملكش حق يا "عيسى" المفروض كنت تسافر فعلا، واهو بالمرة كنت تاخدني معاك، نتطمن على الأنسة، ونتفسح
ثم استدارت لها تخبرها بابتسامة مصطنعة:
ده بعد ما كنتي تقومي بالسلامة يعني.

نظر "عيسى" للأرضية يجاهد في إخفاء ضحكاته في حين سمع همسها له:
بتضحك؟... أنا هوريك.

_إيه يا "ملك"، مفيش تشربي إيه ولا الضيافة ضايعة هنا؟
سألتها " قسمت" وهي تغمز لها فردت "ملك" بغيظ:
لا موجودة، تحبي تشربي إيه؟

هزت "قسمت" رأسها بلا مبالاة وكأنها لم تحرجها للتو بل ردت بابتسامة كادت أن تقتل الجالسة:
مش مهم نشرب دلوقتي، اطلبلنا يا "عيسى" أكل، أنا عايزة اتغدى معاكم النهاردة.

استدار "عيسى" يطالع "ملك"، كان في وضع لا يُحسد عليه، ورأى غضبها في عينيها وخاصة و " قسمت" تتابع بحماس:
فاكر النودلز السودا اللي كنا بناكلها، شوف أي مكان بيعمل أكل كوري قريب، واطلبلنا من عنده، وشوف "ملك" بقى تحب تاكل إيه.

رد "عيسى" مسرعا وهو يمسح على عنقه محمحمًا بحرج:
لا قفلت منها، "ملك" مبتحبش النودلز وأنا بقيت زيها، أنا هاخد زي "ملك".

فعلقت " ملك" على قوله بغلظة:
وأنا مش جعانة.
مما جعله يرمقها بانزعاج ثم يعود إلى "قسمت" التي قالت:
لا طبعا، هتاكلي، أنا عايزة اتغدى معاكم أنتوا الاتنين، هطلبلك على ذوقي وصدقيني مش هتندمي.
وأضافت بإصرار وهي تخرج هاتفها وتفتح إحدى التطبيقات الخاصة بالمطاعم:
محدش هيختار خلاص أنا اللي هطلب.

همست "ملك" بضجر:
تناحة.
لم يصل إليهما ما قالت، وأكملت "قسمت" ما بدأته حتى انتهت من طلبها، ثم نظرت لهما حين سمعت سؤال "ملك" :
هو العربية اللي جيتي فيها، مين كان سايقها؟

_السواق، أنا لسه كتير أوي على خطوة السواقة دي، ده أنا بتحرك خطوتين بالعافية، لسه قدامنا مشوار مع العلاج الطبيعي، بس الحمد لله كده أحسن من قعدة الكرسي.
أشفقت "ملك" عليها بعد أقوالها هذه، فنحت غضبها قليلا وهي تقول:
ربنا يتم شفاكي على خير إن شاء الله.

فكان ردها يشع طاقة تسببت في ضحك "عيسى":
أنا متحمسة جدا كل حاجة ترجع طبيعي تاني، أول ما الدكتور قالي إن العملية نجحت قعدت أصوت، افتكروا إني اتجننت هناك.
ابتسمت " ملك" وخلسة همس "عيسى":
ما أنتِ بتضحكي أنتِ كمان أهو، ولا هو حرام ليا وحلال عندك.

وأدت ابتسامتها، وعادت لنظراتها الحادة، أما هو فحاور " قسمت" مردفا بابتسامة:
يفتكروا اللي يفتكروه، المهم إن العملية نجحت يا "كيمي"، وهترجعي أحسن كمان إن شاء الله.

امتعضت " ملك" عند نطقه لهذا الاسم، وعلقت عليه:
أنا بقول "قسمت" أحلى مش كده؟
فردت عليها "قسمت" مسرعة:
"كيمي" طبعا أحلى... مفيش قسمت دي هو أنا لسه قايمة أعرف "عيسى"... أنا أصلا مبحبش اسم
" قسمت" ده بس هنعمل إيه بقى، أنتِ كمان تقدري تقوليلي "كيمي".

_ حاضر إن شاء الله.
قالت " ملك" جملتها ببرود، وقد احتارت في أمرها، تارة تبدو وكأنها تطلب ودها، والآخرى تثير غيظها، خرجت من شرودها على صوت "قسمت" تسأل:
لسه بتروح سباقات؟

فجاوب "عيسى" وهو يضع هاتفه على الطاولة:
بقالي شوية مروحتش.
وهنا انتقلت بنظراتها إلى "ملك" قائلة بضحك:
المجنون ده اوعي تركبي معاه عربية، بايع عمره اللي يركب معاه، ولا الموتوسيكل بقى، اهو ده استحالة أجربه معاه.

علق على أقوالها هذه مبديا أن العيب ليس منه:
خوافة، العيب فيكي، ملك ركبت معايا كتير، الموتوسيكل والعربية، تشهد هي على سواقتي.

_ يبقى بتسوق بالراحة علشانها، هو في حد كان مستحمل جنانك غيري
ثم أشارت لملك مضيفة بمزاح:
سنة كمان وهيرجع لعادته، اللي فيه طبع...
خليه يجبلك عربية، وأنا أول ما أبقى تمام هعلمك السواقة.

تنهدت "ملك" بنزق ثم ردت باختصار:
اه إن شاء الله.
تظهر لها وبكل طريقة أنها غير مرحب بها، بينما قسمت لا تبالي، وكيف تبالي وقد انشغلت في الثرثرة مع "عيسى"، حتى أتى الطعام، قامت " ملك" لتفتح، وحين قامت حدثت قسمت عيسى مشيرة عليها بعينيها:
بتغير عليك أوي، بتحبك جامد على فكرة.
ورافق رده ابتسامة:
أنا بحبها أكتر، "ملك" أحسن انسانة أنا قابلتها،
الوحيدة اللي قدرت أشوف معاها عيسى اللي كان نفسي أشوفه

سمعت "ملك" جملته الأخيرة وهي تعود بالأكياس، فتركتهم على الأرضية واستقامت تسأله بحدة:
هي مين دي الوحيدة اللي قدرت تشوف معاها عيسى اللي كان نفسك تشوفه.

رد عليها بما جعلها على وشك الشروع في قتله:
أمي الله يرحمها.

ضحكت "قسمت" عاليا ثم أسرعت تكذبه:
بيستفزك، كان بيتكلم عنك على فكرة، أنا فتنتلك عليه أهو... اعتبريه عربون محبة.

اغتصبت "ملك" ابتسامة، وتركهما هو متجها إلى الغرفة وهو يقول:
دقايق وهرجع.

عادت "ملك" للجلوس على المقعد، وانتظرت قدومه حتى يتناولوا الطعام وينتهي هذا اللقاء الذي ودت لو انتهى الآن، وقطع أفكارها سؤال "قسمت":
هو وجودي مضايقك؟

فلم تجمل ملك حديثها بل صارحتها:
بتضايق لما أحس إن في حاجة غلط.

ضحكت " قسمت" وعدلت من خصلاتها وهي تسألها:
تقصدي إيه بحاجة غلط، بنحب بعض مثلا؟

فردت "ملك" بنفس طريقتها وعلقت ساخرة:
بتحبوا بعض؟... هو أنتِ لو بتحاولي تستفزيني فدي آخر حاجة ممكن تستفزيني بيها،
ثم ابتسمت وأكملت:
عيسى مبيحبش حد غيري.

ردودها واثقة ولكن داخلها لا يتوقف عن الغليان بينما محدثتها تنبهها باستهتار:
مالك بس، عنيفة كده ليه؟... ده أنا لسه قايلالك من شوية على اللي قاله في غيابك، اتطمني اللي بيني وبين عيسى غير اللي بينك وبينه.

وهنا احتدت نبرة "ملك" وهي تقول:
وليه يبقى في بينك وبينه أصلا؟

ردت عليها قسمت باستهزاء:
عايزة تطلعيني من حياته ولا إيه؟... قاسية أنتِ يا ملك
ثم أخرجت من علبة عيسى الموضوعة على الطاولة لفافة تبغ أمام نظرات ملك الغير مصدقة وتابعت:
أنا مش هخسر عيسى أكيد، كل اللي أقدر اعمله إن طالما وجودي مضايقك، مش هتشوفيني غير في أضيق الحدود، اعتبريني معرفة قديمة.
قالت جملتها الأخيرة بابتسامة وربتت على كتف "ملك" مضيفة:
وبعدين احنا ممكن نبقى أصحاب، أنا معنديش أصحاب على فكرة، و شخصيتك لطيفة اعتقد تنفع إنها تبقى صاحبتي، بس محتاجة إنك تعملي control شوية علشان أنتِ سهل أوي الناس تستفزك، متضايقيش، خليكي باردة عادي

لم تتمكن من الرد عليها بسبب خروج "عيسى"، أخرجت ملك العلب من الأكياس وجذبت قسمت إحداهن قائلة:
بصي دي بقى.
فتحت العلبة فرأت " ملك" معكرونة طغى عليها اللون الاسود كما أنها غارقة في سائل من نفس اللون فتساءلت باشمئزاز:
إيه ده؟... ليه لونها كده.
ضحكت "قسمت" وبدأت في التناول وهي تقول:
في يوم في كوريا الجنوبية معمول للسناجل، بيسودوها بقى في اليوم ده، لبس اسود، أي حاجة فيها اللون بيدوسوا فيها، والنودلز دي بقى أكلتهم المفضلة في اليوم ده، بتشاركهم أحازنهم بما إنهم لسه عزاب وكده، كان في حد معانا في الكلية عاش في كوريا شوية هو اللي عرفنا عليها، وأنا وعيسى كنا بناكلها سوا علطول.

استدارت له "ملك" تلقي عليه نظراتها النارية فقابلها بقوله المازح:
بطلتها، أنا سيبت يوم العزاب دلوقتي، وبيتنكد عليا مع المتجوزين في ال Valentine
توجه إلى علبة آخرى وفتحها، كان بها قطع صغيرة من اللحم المتبل الموضوعة بين حبيبات الأرز وقد طغى عليهم سائل لونه مائل للأصفر، أخذ ملعقة منه وقربها إلى فم زوجته يعرض عليها:
دوقي ده كده، الصوص بتاعه هيعجبك أوي.
تناولتها "ملك" منه أمام نظرات "قسمت" التي علقت بابتسامة:
يا عيني، يا عيني.. لا أنا عرفت أنا كنت منسية ليه، من لقى أحبابه نسى أصحابه فعلا.
رسمت "ملك" ابتسامة متكلفة، فالتكلف كان هو السائد في هذه الجلسة من ناحية ملك، التكلف والضيق وعدم الارتياح، حتى قررت قسمت الرحيل، طلبت رقم هاتف "ملك" وأعطته لها، ولم لم يتركها "عيسى" حتى أتى السائق، خرج معها وما إن ركبت السيارة وغادر قائدها، عاد إلى المنزل مرة ثانية، لم يجد "ملك" في الردهة، تنهد بتعب ودخل إلى الشرفة يبحث عنها وما إن وجدها استقامت هي واقفة لتغادر فوقف أمامها قائلا بأسف:
أنا أسف.
ضحكت باستهزاء قبل أن تسأله باستنكار:
بجد؟... على إيه بقى، أصل في حاجات كتير أوي حصلت النهارده أنت محتاج تتأسف عنها كلها، يعني إيه أخرج ألاقيها في حضنك؟

لم يبرر لنفسه وبان صدقه في نبرته:
أنا غلطان، حتى لو هي اللي جت المفروض كنت بعدتها، بس أنا كنت مصدوم ما بين إني شايفها قدامي عارفة تتحرك، وبين إني لقيتك واقفة فجأة

_ قطعت عليكم اللحظة معلش.
قالت هذا بانفعال وكادت أن ترحل فرد عليها بضيق وهو يجذبها:
ملك مش كده، استني بنتكلم
فلم يجد منها إلا انهيارها وهي تعلق على قوله:
إيه اللي كده يا "عيسى"؟... دي تعرفك أكتر مني
قالتها بدموع وأكملت:
عارفة أنت بتحب إيه، وبتاكل إيه، وبتتكلم كإنها هي اللي عايشة معاك مش أنا، واخدة عليك أكتر ما أنا واخدة عليك.

لمست كلماتها جزء يؤلمه وبشدة وعلى الرغم من علمه بأن جوابه سيدينها ولكنه قال:
هو أنا بعدتك عني يا " ملك"؟.. وتعرفني أكتر منك ازاي، اللي قسمت عارفاه عني ده أي حد كان يعرفني عارفه، أنا قولتلك أنتِ اللي مقولتهوش لحد، لو أنتِ شايفاها واخدة عليا أكتر منك فدي مشكلتك يا "ملك"، أنتِ لحد النهاردة، لما بتعوزي حاجة، ممكن تطلبيها من والدتك وأنا لا، لما بتعوزي تخرجي، بتخرجي مع شهد ومريم
قاطعته تهتف بألم وهي تطالعه:
عندك حق فعلا، أنا اللي وحشة وباعداك
_ مقولتش كده يا ملك
قوله هذا لم يحل شيء، وكذلك ردها:
مفرقتش بقى، وأنا مش هعاتبك في اللي قولته، أنت عندك حق أنا قولتلك، ممكن بقى نرجع اسكندرية علشان تعبانة.
تعامل معها بالأسلوب ذاته وقال:
خلاص لما تبقي كويسة نبقى نرجع، علشان أنا كمان تعبان ومش هقدر أسوق.

_ أنا هرجع النهارده، عايز تدخل تنام اتفضل لكن اعمل حسابك ساعتين وتصحى علشان نمشي.
سمع قولها ثم تخطاها نحو الخارج، انكمش حاجبيها باستغراب، ثم خرجت خلفه، وجدته متوجه لسيارته فكررت:
لو مش هتنام، نمشي دلوقتي.
دخل إلى السيارة، ثم ضغط على أحد الأزرار فمال مقعد السيارة إلى الخلف، وتمدد هو عليه
ظلت واقفة تراقب ما يفعله حتى استدار لها يسألها:
أنتِ مش قولتي نام ساعتين ولما تصحى روحني، ادخلي بقى شوفي هتعملي إيه وسيبيني أنام.

استفسرت وحاولت جاهدة ألا يبان في نبرتها اهتمامها لأمره:
هتنام في العربية؟
فجاوب بابتسامة صفراء:
ده لو مش هيضايقك علشان أنا حاسس إن بعد شوية هتقوليلي النفس اللي بتتنفسه ده مضايقني.

تراجعت عن حدتها معه قليلا وهي تطالبه برفق بعد أن فتحت باب سيارته:
طب انزل وتعالى نام جوا، ونبقى نكمل خناق لما نصحى.

ضحك وهو يحرك رأسه بمعنى ألا فائدة فسألته بانزعاج:
بتضحك على إيه؟

رد عليها وقد اعتدل واستعد للنزول:
ولا حاجة، أنا مجنون وبضحك على اللاشيء، ادخلي بقى وأنا جاي.

ألقت عليه نظرة ثم دخلت بالفعل، وتبعها هو وأثناء دخوله سمعها تحدث نفسها بضيق:
وأنا إيه يخليني أقوله يدخل أصلا، ما ينام في العربية، أنا مالي.
_ مش طبيعي لا.
انتفضت حين سمعت جملته، فاستدارت تسأل بحدة:
هو إيه ده اللي مش طبيعي؟
فجاوب بابتسامة مشيرا على نفسه:
أنا.
دخل إلى الغرفة، وسريعا ما تمدد على الفراش براحة أخيرا، واحتضن الوسادة وهو يعلق بسخرية بعد أن وجدها تجلس على الأريكة منشغلة بهاتفها:
وقال عايزة تجيب عيال قال

_ نعم؟
سألت وكأنها لم تسمع ورد هو مبتسما ببرود:
بكلم المخدة.
عادت للنظر لهاتفها متصنعة تجاهله، انتظرت حتى اطمأنت لنومه فتوجهت للفراش، استدارت لتصبح نظراتها موجهة له وأخذت تطالعه بغيظ وكأنها ستقتله للتو، مدت يدها للطاولة جوارها تجذب القلم من عليها ثم استقامت جالسة وبدأت في الشخبطة على كفه، وكأنها تبث غضبها في هذا ولم تلاحظ أنها ضغطت بالقلم أكثر من اللازم إلا حين انتفض من نومه، وبدأ في فتح عينيه بصعوبة سائلا:
في إيه؟
لمح كفه فاتسعت عيناه ثم استدار يطالعها سائلا بضيق:
إيه ده؟

_ هو حلال ليك وحرام ليا؟
كان ردها معاندا وقابله هو بقوله:
وهو أنا بشخبط على إيدك وأبوظها كده؟
لم ترد عليه ولاحظ هو المياه التي وضعتها لتغلي فتابع:
والمايه اللي في الكاتل دي كنتي ناوية تدلقيها عليا بعد ما تخلصي ولا إيه؟

طالعته بعتاب وامتنعت عن الجواب، فقط التقطت وشاحها وربطت رأسها ثم نامت ووضعت الوسادة أعلى رأسها فسألها:
أنتِ عندك صداع؟... كنتي بتعملي شاي طيب اعملهولك؟

_ خليهولك، أنا هنام.
تنهد بتعب ثم رفع الوسادة بهدوء عن رأسها ونادى برفق:
ملك.
لم تفتح عينيها ولكن هذا لم يمنعه من تكرار الأسف:
حقك عليا طيب، أنا محدش بيفهمني قدك، أكيد أنتِ عارفة كون إنها في طريقها إنها تقدر تمشي تاني ده هيفرق معايا ازاي، أنا محكتش لحد غيرك عن إحساسي لما كنت بشوفها على الكرسي، طبيعي افرح واتصدم، أكيد مكنتش هطردها يا "ملك".

هزت " ملك" رأسها بلا مبالاة فمسح على خصلاتها قائلا بمزاح:
قبل كده كنتي بتتصالحي أسرع بكتير، أنتِ أمك بتحرضك عليا مش كده؟

ابتسمت ولم تعلق، وتركها هو تنام بعد أن لاحظ معاناتها من ألم الرأس، كان اليوم منهك، غرقت هي في نومها سريعا، وقام هو، خرج وجلس أمام المنزل بمفرده حتى خطر له شيء وقرر صنعه بحماس.
وكأن هذا اليوم أقسم ألا يمر بسلام، حدث فيه المزيد وأتاه اتصال من والده، والتقى بشخص آخر لم يرد لقياه، ووضعه في مأزق، توالت أحداث أجبرته كلها أن يعود وبالفعل قررا العودة قبل أن يُهد البيت فوقهما معاونة للجميع.
    ★***★***★***★***★***★***★**★

كان "شاكر" في سباق مع الزمان، حتى الآن يسعى جاهدًا للتعامل مع ما حدث، مع غدر "محسن" الذي طاله وشقيقته التي بين براثنه الآن، خطر على باله شيء ما جعله يسارع في الاتصال حتى أتاه الرد:
ألو.
فجاوب بلهفة:
أيوه يا "ندى" أنا "شاكر"
بمجرد أن عرفت هويته وقد حدثها من رقم مجهول صاحت بانفعال:
أنت فين ، وفين "بيري"، وقافلين الموبايلات ليه، عمو رجع وقالب الدنيا....
قاطعها بانفعال:
اسمعيني وبطلي رغي
أملى عليها تعليماته وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة ويحاول التركيز مع الطريق أمامه:
ندى أنا هبعتلك location ، روحي هناك، بس متروحيش لوحدك، خدي حد معاكي، خدي الحرس، أنا جاي في الطريق وهلحقك، المكان ده مقفول خليهم يفتحوه، هو مش بعيد عن القصر نص ساعة وهتوصلي، أنا اختي محسن خاطفاها وشاكك إنه هناك

ردت عليه بتوتر وقد أرهبها ما قاله:
خاطفها ازاي يعني؟... وليه؟... هو مش محسن ده السكرتير بتاعك تقريبا
صرخ وقد نفذ صبره:
اسمعي الكلام ومتتكلميش كتير، أنا مش ناقص، انزلي بسرعة وأهم حاجة خدي حرس هناك، وأول ما توصلي كلميني... بسرعة يا ندى

_ حاضر.. حاضر
قالتها بخوف وقد عجزت عن التفكير إلا في كل سيناريو لا يحوي غير السوء.

★***★***★***★***★***★***★**★

_أنت هتقعدلي كده ولا إيه قوم اعملي شاي، واعمل للواد أي سندوتش.
قال " طاهر" كلماته هذا وقد جلس على الأرضية جوار ابنه يلعب معه وبدا تذمره حين هتف:
كفاية بلايستيشن بقى يا عم، أنا زهقت.
لم يعجب "يزيد" هذا واستدار "طاهر" لحسن الجالس على الفراش، لم يفارق الضيق وجهه منذ نقاشه الحاد مع والده وحاول "طاهر" حل الأمر بقوله:
متعملش فيها زعلان بقى، أنت غلطت وتستاهل.
طالعه "حسن" بعتاب ورد شقيقه عليه:
أنا اطبطب عليك اه، لكن انافقك لا، أنت غلطت يا "حسن"، وأبوك كان عنده حق، وأظن إنك كبير كفاية علشان تعرف إنه المفروض تبقى كويس علشان نفسك

وكزه في صدره وأضاف ممازحا:
اكبر ياض بقى، وبعدين أنا مستضيفك في بيتي، وأنا مبحبش حد ينشر طاقة سلبية في البيت معلش، يا تعدل وشك، يا هطردك.
ابتسم " حسن" ابتسامة صغيرة، ثم قال:
على أساس مش كلنا مطرودين من تحت.
قصد "رزان" التي حضرت وطلبت مقابلة "عيسى" وحين علمت بعدم وجوده انفردت بنصران، وتبع ذلك أن استضافها في منزله، ولم يعلم أحد بما دار في جلستها مع والده، فقد علم بطلب والده من "طاهر" أن يصعد إلى الطابق الثاني ويبقى بشقته هذه الليلة، فرافقه "حسن"، فاق " حسن" من شروده على صوت "يزيد" يقول:
بابا أنا جعان.
حث "طاهر" حسن على القيام بقوله:
قوم اعمله حاجة ياكلها يلا، واعملي شاي.
_ يا عم ما بلاش بقى شغل الاستعباد ده
هتف بذلك "حسن" بتذمر ودفعه "طاهر" مردفًا بما أثار غيظه:
ده لو عاجبك يا حبيبي، البيت ده بيتي.

تعلق "يزيد" برقبة عمه، فأثني عليه والده:
شاطر يا حبيبي، يلا خد عمك وعيش بقى.
قام "حسن" مضطرا وتوجه برفقة ابن شقيقه إلى المطبخ، ثم فتح "طاهر" هاتفه، أجرى اتصاله بها وحين ردت علق بضحك:
أنا قولت هلاقيكي نايمة.
فجوابته "شهد" وهي تنظر من شرفتها:
لا يا عم صاحية، أنا من ساعة ما كنت بتكلمني بالليل قبل كده وطلعوا عليك اللي ربنا ينتقم منهم، وأنا بقيت اقلق من مكالماتك بالليل.

ضحك وهو يطمأنها:
لا متقلقيش أنا في البيت، مش برا.

_ عقبال ما نبقى في بيت واحد كده يارب، هحبسك ساعتها وهبطلك الشغلانة اللي بتشت
بترت عبارتها وأبدى هو رأيه فيما قالته بغيظ:
أنتِ اللي بترجعي في كلامك اهو، جيتي ادتيني ليستة نصايح وتعليمات نمشي عليها، أولها إن كل واحد ليه مساحته، ودلوقتي يا جبارة عايزة تبطليني الشغلانة، فين مساحتي؟
ضحكت بانزعاج وصارحته بمشاعر صادقة:
يا طاهر بخاف عليك والله العظيم، أقولك حاجة مكنتش ناوية أقولهالك أصلا بس أنا راضية عنك هقول.
أنصت لها بابتسامة وصارحته هي:
يوم ما جيتلك المستشفى، حسيت اليوم ده نقطة فاصلة في علاقتي بيك، أنا اخر واحدة كنت أتصور إني أخاف على حد كده غير أهلي، ساعتها لما حسيت إني ممكن أخسرك اترعبت، نسيب بعض ماشي، نضرب بعض مفيش مشكلة، لكن تروح وتسيبني كده، ومبقاش متطمنة إني هصحى الصبح اتكعبل في كابتن سفيه في أي حتة

_ ليه يا متدنية ليه؟... ما كنتي ماشية حلو الله يسامحك
أبدى تذمره بقوله هذا ثم عرض عليها:
تعالي بكرا نخرج، نودي يزيد التمرين، وهاخدك ونلف شوية علشان أجازتي هتخلص... بس نتفق على حاجة
سألته بسعادة:
إيه؟
رد عليها بضجر محطمًا أمالها:
لو عملتي أي مشكلة علشان نمسك في بعض ونتخانق، هدور على أقرب بحر وهرميكي فيه ومش هندم، وأكمل بابتسامة صفراء:
وده نفسه اللي هيحصل لو لبستي الفستان اللي قولتلك بلاش ده يا شهد، ولقيتك متصورة بيه ومنزلاها، ومفكراني نايم بس أنا فايقلك وشوفتك، وهعمل هاك للأكونت بتاعك ده قريب علشان تتلمي.
فصاحت وقد أتلف أعصابها:
اقفل يا "طاهر"... اقفل علشان أنا غلطانة أصلا إني برد عليك، ومش هخرج غير بالفستان اللي مش عاجبك ده وابقى ارميني في البحر بقى بس خد حذرك علشان هكون رمياك قبلي.

_ هنشوف، هنشوف.
وردًا على قوله هذا صرخت فيه:
يا مستفز
قبل أن تغلق الهاتف في وجهه فضحك بتسلية وهو يمسح على عنقه بتعب.
نظر في الساعة ليجدها تخطت الثانية عشر، كان سينام ولكن وجد بابه يفتح بطريقة هجومية، كان سيعنف " حسن" ولكن صدمه أن من أمامه ليس سوى "عيسى"، ومفاجأته بعودته لم تمنعه من قول:
بتفتح كده ليه يا عم أنت
لم يرد على قوله هذا بل سأل ساعيا بكل طاقته ألا ينفعل:
طاهر أنت روحت سلمت العلبة؟
أدرك أنه يقصد علبة الهاتف فطالبه برجاء:
اهدى ونتكلم.
_ يعني عملت كده.
قالها "عيسى" بغضب واجهه "طاهر" بصدق:
عملت كده علشانك، قبل كده أنا كنت بقف معاك، لكن لما ألاقي إنك ماشي في سكة أخرها ممكن تخليني أخسرك، يبقى أقف مع مصلحتك.
أشار له "عيسى" يبدي اعتراضه بانزعاج:
ملكش دعوة بمصلحتي، مفكر كده بقى هتجبله الاعدام، اخرها مشاجرة واللي وراه يعرفوا يخلوها أق...
قاطعه "طاهر" يرد عليه بتذمر:
مشاجرة، مشاجرة يا عيسى، ملناش دعوة باللي وراه، خليه يترمي في السجن بقى وتشوف حياتك، وعلى فكرة أنا مكنتش هعمل كده بس لما اشوفك واقف أنت وهو قصاد بعض وفيه احتمال إنه يخلص عليك وأنت مستبيع ومش عايزني أتدخل، يبقى لا،
استقام واقفا وذهب ناحيته يربت على كتفه قائلا بخوف:
يا عيسى أنا أخوك، خايف عليك، أبوك مش هيستحمل تاني، طمنه عليك بقى واسمع الكلام وامشي في سكتنا.

_ عيسي.
قطع صوت الصغير حديثهما، وقد هرول ناحية عمه ومال عيسى عليه يحتضنه بحب، ثم تركه وخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة وبقى أخوه في الخلف يتابع رحيله بصمت.

    ★***★***★***★***★***★***★**★

حتى "ندى" لم يعد يجدها، يهاتفها ولا ترد، وصل إلى المكان الذي شك بوجود أخته فيه، تحرك بحذر حتى وصل إلى الباب، فتحه ودخل بقلب وجل ولكن لم يجد شيء، ضرب بقبضته على الحائط ولكن لفت انتباهه دماء شبه متجلطة على الأرضية، هوى فؤاده أرضا، وهرع إلى سيارته، يقود ولا يعلم لأين، قرر الذهاب إلى حيث قصر والد زوجته، وحين وصل، كان أول ما بحث عنه "ندى"، كان متعرقًا، يلهث من فرط المجهود، دخل إلى الردهة ولم يقابله إلا والد زوجته " ثروت"، تماسك وسأل:
"ندى" فين؟
_ وبنتي فين؟
رد عليه "ثروت" بها ثم جذبه من تلابيبه يلقي على مسامعه بغضب:
خدتها ومشيت علشان تضغط عليا بيها مش كده؟...
ندى قالتلي إن ايدك اتمدت على بنتي، بنتي اللي لما اتجوزتك نضفتك وعملت منك بني آدم.

أبعده "شاكر" عنه وبحث عن ضالته مناديًا بنبرة عالية:
يا "ندى"
نزلت بالفعل وتخطى هو ثروت وهرع إليها سائلا بلهفة:
أنتِ روحتي هناك؟.. لقيتي "علا" ؟
طالعت "عمها" بتردد قبل أن تقول بتخوف:
فين "بيريهان" يا "شاكر" ؟

أدرك أنه أوقع نفسه في فخ حين طلب مساعدتها، فالآن سواء ذهبت أم لم تذهب سيستطيع "ثروت" مراوغته وربما خداعه، لذلك قال ما ظن أنه سيخدمه ولو قليلا:
"بيري" كويسة، ومعايا بمزاجها، أنا كده كده المحامي كلمته، وكنت هجيبها وارجع، انا كنت بصالحها علشان اتعصبت عليها و....
قاطعه "ثروت" قائلا بابتسامة ساخرة:
أنت ذكي، فبلاش تقول كلام غبي وتفتكر إنه هيدخل على واحد زيي، أنا مبعديش إلا بمزاجي،

_ أنا مبكذبش، هديلك حالا العنوان وابعت أي حد يجيبها، وهي تقول بنفسها، أنا لولا أختي وإني بدور عليها كنت جبتها معايا.
ما إن أنهى جملته حتى وجد والدته تنزل من أعلى أيضا، هرولت ناحيته وهي تصيح بشوق:
ابني.
تعلقت به أثناء معاتبتها:
كده برضو، تعمل كده في أمك؟

لم يكن الوقت مناسب حتى ليرد عليها، فقط طلب من "ندى" برجاء:
ردي عليا يا "ندى"... لقيتيها هناك؟
_ هات العنوان اللي بيري فيه.
رد " ثروت" بدلا من ابنة شقيقه، ولوهلة خطر لشاكر شيء فسأل باستنكار:
اوعى يكون أنت اللي عامل الليلة دي كلها علشان تجيبني، لو أنت اللي خليت "مح..

بتر والد زوجته عبارته، ولم يستجب أحد لتساؤلات كوثر حيث سألت بهلع عما حدث لإبنتها، بل سمع " شاكر" قول "ثروت":
أنا معملتهاش، أنت اللي وقعت تحت إيدي، واللي عملها صاحب عمرك، أنت بنفسك اللي حطيت رقبتك تحت رجلي لما كلمت " ندى"، مش أنا بس اللي من مصلحتي إنك تظهر، وأنا علشان ابقى عملت اللي عليا خليت ندى راحت مع الحرس المكان اللي قولت عليه

_ طب اختي فين؟
قالها بلوعة ورد عليه "ثروت" مراوغًا:
هتيجي دلوقتي معايا نجيب "بيري"، ده لو عايز تلحق تشوف أختك وهي لسه فيها الروح.
بهت وجهه، وشعرت والدته بأن الأرض تميد بها، وتعلقت بابنها وهي تسأل بهلع:
بنتي مالها يا " شاكر"
ولكن أملها الوحيد لم يعطها إجابة، فاسترسلت تخبره بما حدث بذعر:
هي جرالها حاجة؟... أنا روجت لمحسن، علشان اسأل عليك، وهي كلمتني هناك، هي اللي اتصلت، وقولتلها تجيلي أشوفها بس، محسن قالي اقنعيها تيجي، نتكلم معاها ونقنعها ترجع عن اللي في دماغها، وأنا مجبتلهاش سيرة عنه قولتلها إني قاعدة هناك مع واحدة معرفة، من ساعة ما أنت اختفيت، علشان ترضى تيجي
كان يستمع لأقوال والدته بذهول، ويطالعها بغير تصديق، لقد نصب "محسن" شباكه بمهارة، حث والدته على الإكمال فاسترسلت:
محسن قالي إنه هينزل يجيب حاجة من صيدلية قريبة لحد ما تيجي، وفضلت مستنياها فوق الساعتين مجتش وقفلت التليفون، فقولت يبقى مش هتيجي، ولا لقيت محسن رجع فخدت بعضي ومشيت،
أخبرته بمخاوفها بذعر:
لتكون كانت جايالي وحد من العيال اللي في المنطقة المقطوعة اللي محسن قاعد فيها دي عمل فيها حاجة، يالهوي يا بنتي
أثر انفعال "شاكر" عليه وهو يحدثها:
وبتسمعي كلامه ليه، قايلك كام مرة أنا ملكيش دعوة بعلا ياما.
استدار لثروت يطالبه وهو مجبر:
طمني عليها، وهروح معاك مطرح ما أنت عايز.
وتجاهل قوله بأن حث "ندى":
قوليلهم يجهزوا العربية يا " ندى" علشان أنا و"شاكر" هنروح نجيب "بيري".
طالعه " شاكر" بغل بين لم يبال له "ثروت"، فلقد تمكن منه وبدون أي مجهود، صدرت الحماقة منه حين ظن أنه سيساعده وهو محتجز ابنته، والآن حتى الاطمئنان على شقيقته لا يمكنه منه.

   ★***★***★***★***★***★***★**★

كانت الأجواء ساكنة تماما في ظلمة الليل، لم يتحدث " عيسى" مع أحد سوى "طاهر" وبعدها نزل وتركه، خلدت "ملك" للنوم مسرعة بتعب إثر الطريق، وجافاه هو النوم، لم يستطع حتى رؤية والده فحين قدم كان قد خلد للنوم، فبقى هكذا عقله يفكر في كل شيء، تنهد بتعب، وترك غرفته متوجهًا إلى المطبخ، دخل إليه وفتح البراد، تأمل ما يوجد ولم يرق له شيء سوى علبة مربى أخرجها، وضعها وصنع شطيرة، وما إن انتهى حتى وقف يتناولها بهدوء وعلى حين غرة وجد إحداهن تدخل وما إن رأته حتى انتفضت قائلة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
انكمش حاجباه وهو يطالعها بغير تصديق قبل أن يقول:
ما هو أنا لو نمت وبحلم، فهيبقى حلم وحش أوي، يعني الأكل مربى، والصحبة "رزان"
رمقته بانزعاج لم يهتم به بل اهتم برغبته الملحة في المعرفة وسألها:
بتعملي إيه هنا؟
_ أنا سألت عليك قالولي مسافر.
وأمام ردها علق بتهكم:
أكيد مش بايتة هنا لحد ما ارجع.
فردت عليه بضيق:
لا أنا كنت قاصداك في خدمة، بس بما إني عارفة إنك مبتخدمش، طلبتها من الحاج وهو وعدني هيعملهالي، وربنا يكرمه لما طلبت منه افضل هنا للصبح  علشان جابر مغضبني رضي.

ضحك بسخرية وألقى على مسامعها ما لم يرضها:
ده علشان أبويا راجل مؤدب بس، وشكل أدبه طمعك، يعني الراجل مضايفك في بيته، سايبة أوضتك ونازلة المطبخ ولا كإنه بيت خالتك.

مما جعله ترد بنفاذ صبر:
الله عطشت، مشربش يعني ولا مشربش؟
_ لا ودي تيجي، اتفضلي اشربي طبعا، واعملك سندوتش كمان لو عايزة، هو احنا نطول يا ست رزان.
سمعت الاستهزاء في نبرته فلم تهتم وتوجهت للبراد حتى تشرب، وأثناء ذلك سمعته يسأل:
جوزك عارف إنك هنا؟... وفين الطرحة صحيح، آخر مرة شوفتك كنتي لابساها، ولا هو أنتِ لما بتتجوزي بتلبسيها، ولما بتغضبي بتقلعيها؟

ردت عليه مدافعة:
لا طبعا لابساها، أنا بس قولت محدش هيبقى صاحي دلوقتي فنزلت عادي و...
قاطعها قائلا بملل:
أنتِ لسه هترغي، أنا مالي يا ستي أصلا، وبعدين هو أنتِ مش شربتي يلا اطلعي بقى.
اقتربت منه تسأله محاولة استمالته:
مش هتعرف طيب الخدمة وتساعدني مع الحاج؟... اعرف حتى أنا غضبت ليه؟
وكان الرد على سؤالها كدلو ماء بارد سُكِب على رأسها:
الصبح هبقى اعرف، وعلى فوق بقى علشان هنا في "سهام" و"ميرڤت" و"رفيدة" و"ملك" وفوقهم الحاج نصران، لو حد من دول صحي دلوقتي ونزل من أوضته، شافك وأنتِ واقفة هنا كده معايا هيبقى شكلك وحش أوي وبما إنك بتحبي يبقى شكلك وحش، فأنا طالع علشان أفضل محتفظ بالأخلاق اللي الكل بيشهدلي بيها.
أنهى كلماته وتخطاها، لتبقى وحيدة في المطبخ، تتابع رحيله بضيق، وانزعاج.
صعد إلى غرفته وأتاه النوم أخيرًا، لم يستيقظ إلا في اليوم التالي ربما بعد الظهيرة، وحين نزل وسأل عن والده أخبرته "تيسير" بأنه ذهب برفقة "طاهر" مع تلك الفتاة إلى منزل "منصور"، قرر اللحاق بوالده، ركب سيارته ولم يستغرق الأمر الكثير حتى يصل، وحين وصل استأذنته مديرة المنزل:
طب ثواني هبلغ الحاج.
لم يستغرق الأمر الكثير حتى سمحت له بالدخول، كان المشهد أمامه كالتالي والده يجلس جوار " طاهر" وأمامه "منصور" وفي إحدى الزوايا جلست "رزان" في انتظار قرارهم النهائي، استمع لمنصور يتحدث بملاوعة كعادته:
يا حاج "نصران" مجيتك على راسي، بس البت دي مش هترجع على ذمة ابني تاني أبدا...
توقف عن الحديث ورحب به:
أهلا يا عيسى.
جلس "عيسى" جوار "طاهر" أمام نظراتهم واسترسل "منصور":
دي كانت جوازة تعر، دي عالمة هتخلي سيرة ابني على كل لسان.

_ الله يسامحك يا حاج... كده برضو.
هتفت بها " رزان" ولم يستطع "عيسى" إلا أن يضحك ويهمس وهو ينظر للأرضية:
إن حضارة الإنسان، وماضيه، ومستقبله، رهين بكلمة صدق وصحيفة صدق، وشعار صدق.
أنهى قول الحكمة التي حدث بها نفسه وعلق عليها:
أما القعدة دي بقى، ملهاش دعوة بأي صدق، رزان هتقلب رابعة العدوية كمان شوية، ومنصور هيعمل نفسه راجل مستقيم.
سمع "طاهر" همسه، فجاهد حتى لا يضحك ويُفسد كل شيء هنا، انتبها حين سمعا "نصران" يقول:
نهايتها يا حاج احنا عايزين نصلح، والبت جاتلي وطلبت مني اتوسطلها علشان ملهاش أهل، وهي بطلت الشغلانة دي خلاص، أنت شوفت عليها حاجة وحشة من ساعة ما اتجوزت "جابر".

_ مش مريحاه ياحاج، بقى بنت ال**** دي تقوله ارفع على أبوك قضية حجر.
قال " منصور" جملته بانفعال وهبت رزان تقترب من يده تقبلها وهي تعتذر:
كانت لحظة شيطان والله، حقك عليا، كان يتقطع لساني قبل ما اقولها.

علق "عيسى" بنبرة منخفضة حين عرف سبب طلاقها:
ده أنتِ غبية أوي.
وبرر لها "نصران":
معلش ذلة لسان، صغيرة وزعلت علشان كل شوية تقول لجابر إنه لو مطلقهاش مش هتورثه، خايفة على جوزها وزعلانة عليه، بس غلطانة وعرفت غلطها خلاص، خليه يردها بقى البت باقية عليه وملهاش غيره.

مما جعل " منصور" يعلق:
والله كلامك على راسي يا حاج "نصران" بس معلش في الكلمة يعني ترضى إن مرات ابنك تقول كده، هتطلق مراتك فيها يا "طاهر" ولا لا؟

فرد "طاهر" بابتسامة:
أنا أبويا بيكرم اللي قاعد في بيته، ومبيعاملش غير بالحسنى، حتى لو مش قابل اللي قصاده، علشان كده مراتي بتعتبره أبوها وعمرها ما هتقول كده.

_ علشان مراتك بنت ناس، إنما دي مش عارف أقول إيه والله، الله يجازيك يا جابر، عيسى كمان كان يعرفها من قبل كده، ما تقول للحاج شغلانتها إيه وفين
ولم ينتظر "منصور" بعد أقواله هذه رد "عيسى" الذي كان:
شغلانتها بيت جوزها إن شاء الله، أما القديم بقى فابنك عارفه هي مضحكتش عليه فيه، وهو اللي اختار يديها فرصة، فخلاص اعتبرها بنتك وكلمه يرجعها.

ولكن "منصور" هتف بتعنت:
ده خلاص مبقاش طايق يبص لوشها.
فلامته "رزان":
حرام عليك ياحاج والله، احنا كنا كويسين، أنت اللي كنت عمال تقلبه عليا، وخلتني خوفت منك تحرمه من كل حاجة وترمينا في الشارع علشان كده قولت اللي قولته.

حثها "نصران" بهدوء:
خلاص يا رزان متفتحيش في القديم، هو الحاج هيتكلم مع جابر، وهيخليه يردك، وأنتِ خلي بالك من بيتك وبلاش كلام ملهوش لزوم.

شرد "عيسى" في شيء ما، وخمن أن والده هنا لغرض آخر، هو يعرفه جليا، لن يدخل هنا ويتوسط لها عند رجل على يديه دماء زوجته، كانت ضربة والده الأخيرة لمنصور موجعة، وبعدها سكن كل شيء، ولكن الآن شكوكه كبيرة حول السبب الآخر الذي حمل والده و"طاهر" على القدوم إلى هنا، وربما هو السبب ذاته الذي في عقله أيضًا، قطع شروده سماع صوت "منصور" يقول:
ولو رجعتها، هتسمع كلامي في الشغل سوا يا حاج "نصران" ؟

_ ما تصلوا على النبي.
قاطعه "عيسى" بقوله هذا، وبالفعل صلى الجميع عليه، ترك مقعده وذهب ليجلس جوار "منصور"، طالعه "عيسى" بمقت أخفاه، ومال عليه قائلا بنبرة لا يسمعها إلا هما:
خليه يردها، وتبقى جت منك، محدش في البلد يعرف هي شغلانتها كانت إيه قبل كده، لكن لو خربت عليها فرزان مش باقية على حاجة وهتمشي تقول في البلد كلها، وتعمل فضيحة، وأظن أنت عارف العيار اللي ميصبش يدوش

_ تقول إنه مكانش يعرف ولما عرف طلقها.
هكذا ظن "منصور" أنه وجد المخرج ولكن "عيسى" ابتسم قبل أن يخبره:
يبقى متعرفش رزان، مفيش زبون بيعدي هناك غير وبتتصور معاه، ومش هتغلب، ولو حد هيتقل منه في الليلة دي هيبقى أنت وابنك، فمشي الدنيا وخليه يردها لمصلحتك قبل ما يبقى لمصلحتها هي.

طالعه "منصور" بغل دفين وهو يسأله:
طب ومصلحتك أنت إيه؟

جاوب "عيسى" ببساطة وهو يبتسم ببراءة:
الصلح
ثم أشار على نفسه متابعًا:
أنا واحد بيحب التسامح يعم في الأجواء.
ثم ترك موقعه جواره تحت نظراته واستقام واقفًا وقال:
خلاص يا رزان، حاج منصور هيكلمه وعلى بكرا هيردك وتبقي في بيتك.

طالع "نصران" الجالسة على مقعدها، تبادلا النظرات، قبل أن يقطعها اتصال ورد إلى "نصران"، كانت زوجته، طالع الهاتف بريبة، فلم يعتد اتصالها في توقيت هكذا، رد عليها وتحولت شكوكه يقين حين سمع صراخها:
الحقني يا " نصران".
وقبل أن يسألها بخوف عما حدث، أكملت هي بانهيار:
حسن بيموت، مرمي على الأرض وقاطع النفس
هوى فؤاده أرضًا وضاعف خوفه نحيبها وانهيارها وقد أنذرا بخطورة وضع ابنه، ترك مكانه وانطلق نحو الخارج كالصاروخ، وعلما عيسى وطاهر بوجود خطب ما فانطلق "عيسى" خلفه، وقطع على "طاهر" اتباعهما يد "منصور" التي جذبت مرفقه وهو يقول:
استنى هنا.
لم تكن إلا نبرة مليئة بالحقد عليه والبغض له، وتلقاها "طاهر" بثبات وتوقف يطالعه بنظرات تتحدث عن صاحبها، عن أنه يعلم أن الواقف أمامه ويدعي المودة لو طال الآن لأزهق روحه وبدم بارد.

يُتبع 💙

صباح الفل، جمعة مباركة عليكم جميعا،  في بنت اسمها وفاء بتكتب رواية اسمها "ابق معي دائما "، هي لسه في بدايتها، فياريت ندعمها ♥
وأي حد عايز أحطله لينك روايته يبعتلي برايڤت وبإذن الله في أقرب وقت أحطها وكلكم تنجحوا وتبقوا أحسن ناس ... دي صورة رواية وفاء وهحطلكم اللينك في كومنت علشان الواتباد مبيبقلهوش في الفصل نفسه للأسف

وطلب كمان بس، ياريت لو أي حد متخرج من اعلام أو آداب اعلام يكلمني، عايزة أسأل عن حاجة تخص مجال دراستي وضايعة خالص فياريت لو حد متخرج يبعتلي😭
إن شاء الله الفصل يعجبكم ومتنسوش تعملوا ڤوت وتقولولي رأيكم ❤

Continue Reading

You'll Also Like

4.7K 301 19
أبرقت عيناه العميقتان بالدموع ثم أطرد بلهجة حانية : لو لم تكوني لي يومًا، ستكونين لي في الجنة الخالدة.
5.1K 866 34
في الطبيعي نجد أن البطله او البطل يحاولون اصلاح النصف الآخر و اخلاىٔه من ما به من اخطاء، لكن ماذا سيحدث أن كان الاثنان بهما أخطاء؟؟هل سيتشاركان معاً...
234K 12.3K 69
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
953K 64.3K 27
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...