وريث آل نصران

By fatem20032

17.5M 899K 181K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)

الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)

99.3K 6.6K 1.2K
By fatem20032

الفصل التاسع والثلاثون (جرح أصاب اسمه)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

صباح الخير، جمعة مباركة عليكم جميعا
الفصل ده كله في أقسام ونيابة فكان محتاج معلومات قانونية قد كده، علشان منكتبش أي كلام والناس تاكل وشنا😂
فأنا حابة أشكر الحاج اللي اداني عصارة خبرته القانونية وسنين شغله في المحاماة وقعد سمع أحداث القضية المعقدة وهو مبيتابعش الرواية أصلا وساعدني، صحيح ذلني وحفيت جنبه علشان يديني من وقته شوية ونام وسابني امبارح وبسبب ده منزلتش بس الراجل كتر خيره في الآخر ساعدني برضو، الفصل ده كله هو قالي فيه النظام في النيابة بيمشي ازاي أنا كنت ميح خالص.
وأحب أشكر الست القمر أمي اللي لما كانت بتلاقيه بيزعقلي علشان زهق بتقوم نصفاني وقايلاله قولها كل الأجوبة احنا عايزين فصل طويل
شكرا يا حياتي
إن شاء الله الفصل يعجبكم والمرمطة اللي اتمرمطتها متروحش هدر😂❤

نبدأ

لم يكن حب، لو كان لما حصدت روحي قبل أن تحصد أرواح كل هؤلاء الأبرياء يا ابن العم... لو كان ما وصلنا إلى هنا أبدا.

             ★***★***★***★***★***★***★

لم يكن يتوقع في أبغض كوابيسه أن يصل الأمر إلى هنا، النيابة حيث بعد وقت أنهكه قضاه في قسم الشرطة، تم تحويله إلى النيابة يذهب إليه الآن والسبب شقيقته، وصل إلى هناك، وتبعته زوجته ووالدته، لم يأخذ الأمر الكثير حتى جلس أمام المدعي العام الذي سأل بآلية وجلس آخر جواره يدون، بدأ الحديث بالسؤال عن اسمه، وعمره، محل إقامته ثم قام "شاكر" بتقديم وثيقة إثبات الهوية، واصل الضابط إلى السؤال الثاني قائلا:
إيه أقوالك في البلاغ المقدم من الأنسة "علا مهدي" في اتهامك بقتل "فريد نصران".

استدعى "شاكر" كامل اتزانه وهو يرد بثبات:
الكلام ده مش صحيح وأنا نفيت ده في محضر الشرطة

_ كنت فين وقت وقوع الجريمة؟
ضحك "شاكر" على السؤال بهدوء قبل أن يرد:
أكيد يا فندم مش هكون فاكر كنت فين من أكتر من سنة وقت وقوع جريمة أنا معملتهاش أصلا، يادوب سمعت عنها زيي زي باقي الناس.

تفحصه الجالس أمامه بعينين ثاقبتين لم يهزا ثباته حتى وهو يُسأل:
تعرف القتيل وكان في علاقة بتربطك بيه ولا لا؟
لم ينكر بل أبدى ترحيبه الجم بالجواب على سؤال كهذا حيث هتف:
بالفعل كنت أعرفه، والده الحاج نصران كان في علاقة شغل بتربطه بوالدي، وفريد الله يرحمه كان بيجي أوقات مع ابن عمه "طاهر" عندنا علشان الشغل برضو.

_ كان في بينكم أي خلافات؟
فكر وارتبك ولكنه توصل في النهاية أن يقول:
لا
واستدعى نفيه هذا المدعي لأن يسأله وهو يواجهه:
امال تقدر تفسرلي ليه اخت حضرتك أنسة علا قالت إنك وأنت شارب قولتلها الكلام ده وسألتك عن تليفون غريب معاك واعترفت إنه يخص القتيل... وهي نصحتك بعدها تسلم نفسك وأنت رفضت؟

علق "شاكر" على الحوار بأكمله مستهجنا:
ده فيلم هندي، الكلام ده مش صح طبعا يا فندم.... أنا مقولتلهاش حاجة زي دي، ولا حتى هي عرضت عليا أسلم نفسي، دي محاولة منها لتشويه سمعتي واسمي خاصة بعد خلافاتنا الفترة الأخيرة

وبعد الإجابة تلقى استفسار حيث قيل له:
إيه هي خلافاتكم.

بدا الضجر على وجه "شاكر" وتنهد بضيق قبل أن يرد:
دي حاجة مكنتش أحب أقولها، بس الخلافات دي للأسف بسبب اعتراضي على سلوكيات ليها مش شبهنا وتضر باسم عيلتي، واعتراضي على علاقة عاطفية جديدة دخلتها وهي ملحقتش تخرج من اللي قبلها، وأخيرا أعتراضها على نيتي في كتابة شركتي باسم مراتي، الموضوع الأخير ده زود الخلافات بيننا جامد وحاولت توقع بيني وبين مراتي لدرجة إنها ادعت عليا قدامها إني قصتلها شعرها بالغصب، وبعد ما عملت كده مشيت من البيت ومشوفتهاش تاني، عرفت بس إنها راحت القاهرة  وكنت بحاول اتواصل معاها علشان ترجع.

_ يعني مش أنت اللي قصيته بعد ما جت تكلمك تاني وحصل شجار بينكم قصيت شعرها فيه، وهددتها لو فتحت الموضوع تاني وهربت بسبب خوفها من إنك تعملها حاجة؟

نفى "شاكر" كل شيء قائلا بإصرار:
كلام كله كذب، محصلش إطلاقا يا فندم.

وأتى دور الهاتف الذي ما إن سأله المقابل له عنه حتى أوضح:
التليفون ده هي جتلي بيه من فترة وقالتلي إنها لقته في مضيفة والدي الله يرحمه وسألتني عليه، هو كان مقفول ساعتها بالمناسبة حتى حاولت افتحه مفتحش، فقولتلها معرفش عنه حاجة، سيبيه هحاول أشوفه تبع مين، ونسيت الموضوع بعد كده علشان انشغلت.

وكان السؤال الأخير:
عندك أي أقوال تانية؟
هز "شاكر" رأسه نافيا ثم هتف المحامي الخاص به:
أنا بطلب الإفراج عن موكلي بضمان محل إقامته أو أي ضمان آخر تراه النيابة حيث أنه لا يوجد دليل مادي ثابت على الواقعة وإنه مجرد إتهام مرسل من أخته لأغراض شخصية.

بعد الحديث هذا أتى صوت المدعي العام الذي قال بهدوء:
وقررت النيابة أولا حبس المتهم أربع أيام على ذمة التحقيق
ويراعى التجديد له في الميعاد القانوني.
بهت وجه "شاكر" ولم يستطع التنفيث عن غضبه بينما استرسل المدعي:
ثانيا يتم استدعاء المبلغة الأنسة "علا مهدي" لعمل مواجهة بينهما وأخذ أقوالها وتُكلف جهات البحث بسرعة عمل التحريات عن الواقعة والإفادة بالنتيجة ويتم عمل فحص للهاتف لبيان آخر توقيت استخدم فيه والمكالمات التي أجريت عليه والمحادثات إن أمكن ذلك.

    ★***★***★***★***★***★***★***★

بدا الشجار مشتعلا في المكان نفسه الذي حضرت إليه "علا" من قبل لمواجهة "شهد" والذي التهم شقيقها يوم زفافه حين أعدوا له... وقف "بشير" أمام "علا" التي حضرت إلى هنا وأخبرته بما فعلت فصاح بضجر:
أنتِ غبية، يا شيخة كنتي قوليلي حتى ناوية على إيه، هو أنتِ مش قولتيلي سيبني وهرجع لأخويا...
كرر بغضب:
مش سايبك في القاهرة على إنك رجعاله اسكندرية؟

وردت هي بانفعال من بين دموعها:
أيوة قولت رجعاله، ومقدرتش... خوفت، ولقيت نفسي بعمل الحل اللي كنت حطاه في آخر الاحتمالات، مفكرتش في أي خطوة غير إني زهقت من كل حاجة.

صمتت عن الحديث فجأة حين سمعت صوت قادم من الخارج:
أنت يا عم، جايبني على هنا ليه؟... ما قولتلك تعالالي عند الحاج، بس تصدق جدع
ضحك "عيسى" حين تذكر تجمعهم على "شاكر" هنا وأكمل وهو يدخل:
المكان ده بيفكرني بالذكريات الحلوة... كانت ليلة عنب....

لم يكمل جملته حين رأى "علا"، واندثرت ابتسامته تماما، طالع " بشير" بانزعاج سائلا:
البت دي بتعمل هنا إيه؟

_ عيسى ممكن نتكلم لوحدنا؟
طلب "بشير" منه هذا، وأتى رد صديقه نظرة نارية ألقاها عليهما و قوله:
أنا مش عايز اتكلم في حاجة لوحدنا، دي هنا ليه؟

طلب منه الهدوء بضيق وهو يستفسر:
طاهر مقالكش أي حاجة؟
تذكر "عيسى" أن "طاهر" طلب منه أن يأتي له في منزل "سهام" ليخبره بشيء هام للغاية، ولكن قدم إلى هنا، تنهد "بشير" بقلق من ردة فعله ثم قال ما عنده:
عيسى هي بتلجألنا، عايزة حد يحميها منه، هتسيبه يخلص عليها هي كمان؟

لم يعط "عيسى" ردة فعل كان يطالعها فقط وهي متكورة على نفسها في إحدى الزاويا وفي عينيها الخوف، وأتى رده أخيرا:
وبتستجير منه ليه، إيه قلبها عليه مش كان لو راح رماها في النار حتى هتمسك طبلة وتشجعه.

صاح "بشير" بنفاذ صبر:
يا عيسى افهم، في مصيبة.. علا بلغت عن شاكر وشاكر....
لم يكمل بسبب قول الواقف أمامه باستنكار:
نعم؟.. أنت بتقول إيه؟
هرول ليصبح ناحيتها وهو يسألها بانفعال:
أنتِ عملتي إيه وجاية عايزة حد يشيل وراكي دلوقتي؟

زاد نحيبها، واقترب "بشير" يحاول ردع انفعاله هذا:
عيسى لو سمحت ... بالراحة مش كده.
وبعد قوله هذا ردت "علا":
أنا مجبتش سيرة حد، أنا قولت إنه قالي وهو شارب إنه قتل أخوك ووراني تليفون أخوك الله يرحمه.

_ هو ال ***** أخوكي لسه معاه تليفون " فريد"؟
سأل "عيسى" بغير تصديق ومسحت هي عبراتها مضيفة:
كان معاه تليفون فريد وتليفون شهد، أنا اديت لشهد بتاعها، قابلتها هنا، بشير جابني وهي كانت موجودة مع "طاهر".
أدرك سبب طلب طاهر للقاء ومسح على وجهه بتعب ناطقا:
اه يا ولاد ال
لم يكمل هذا وقطعه بقوله وهو يواجه " علا":
قلبتي عليه دلوقتي، فعايزة تخلصي منه مش كده،
وقت مصلحتك مبقاش أخوكي اللي نصرتيه قبل كده
ثم طالع "بشير" مضيفا:
أنت اللي عملت فينا كده، قولتلك بلاش دي.

وكزه "بشير" في صدره ناطقا بنزق:
افهمني بقى واسمع اللي حصل علشان نشوف هنعمل إيه.... علا استجارت بيا وطلبت مساعدتي وأنا عمري ما كنت هسيب حد طلب مني أساعده، لو كانت جتلك طلبت منك تحميها كنت هتحميها تقدر تقول لا؟

ضرب "عيسى" على كتفه قائلا بسخرية:
احميها أنت بقى.
واستدار لها متابعا:
وخليكي عارفة إنك لو جريتي ملك لحد لعبتك أنتِ وأخوكي دي، هتبقي عايزة اللي يحميكي منه ومني.

تحرك ليغادر وحاول "بشير" إيقافه ولكن دفعه بعيدا مردفا بانفعال:
متتكلمش معايا دلوقتي علشان أنا لو سيبت نفسي عليك مش هيطلع حد فينا سليم النهاردة.

قال هذا ورحل تماما، بينما على جانب آخر كانت "كوثر" في انهيار تام، لا تتوقف عن العويل وأتلفت أعصاب "بيريهان" الجالسة جوارها في السيارة كليا، عهدت ما لم تعهده من قبل، بداية من قسم الشرطة حتى مرحلة النيابة، قررت مهاتفة والدها وما إن رد حتى هتفت بدموع:
شاكر خد 4 أيام يا بابا.

_ اهدي يا بيري، أنا بتواصل مع المحامي يا حبيبتي، وصدقيني ده أمر روتيني.
فردت بتوسل:
يا بابا أرجوك اعمل أي حاجة، أنا مش قادرة و أعصابي بايظة، أكيد بشير وعيسى هما اللي خلوها تعمل كده، أكيد اتفقت معاهم بعد ما قلبت عليه
شهقاتها تقاطع كلماتها، حاولت التقاط أنفاسها وهي تتابع:
اعمل أي حاجة علشان خاطري.
رد عليها بانزعاج على حالتها هذه:
بيري قولي للسواق يرجعك، وأنا لازم هعمل حاجة علشان اللي بيحصل ده بيضر بسمعتي واسمي في البلد، بس لو اتدخلت دلوقتي هيتضروا أكتر... اتطمني وخلي الأمور تمشي طبيعي علشان خاطري.

حثت السائق على أن يعيدها إلى المنزل، وصاحت بانهيار:
يا طنط كفاية بقى حرام عليكي تعبت.
وأمام نظرات كوثر المتذمرة أخفت وجهها بين كفيها تنتحب بصمت على ما آلت إليه الأوضاع.

★***★***★***★***★***★***★***★

لم يأخذ الأمر الكثير حتى تحضر إلى النيابة هي الآخرى، كانت تعلم حين قدمت البلاغ في قسم شرطة القاهرة أن النهاية المحتومة هي مواجهة شقيقها في النيابة، ولكن لم تفكر وكأن النعمة هذه سُلبت منها في تلك اللحظات ولم يبق سوى صورة شقيقها الذي طاح في الجميع فحركها كل إنش بها نحو الإبلاغ عنه دون التدبر في أي شيء آخر.... وصلت لتصبح أمام المدعي العام، شعرت بالخطورة، الأجواء هنا مربكة أكثر من المرة السابقة بكثير، سلمت بطاقة الهوية ثم أتاها السؤال مباشرة:
إيه هي تفاصيل البلاغ اللي أنتِ مقدماه ضد أخوكي.
شعرت بالتوتر ولكن تذكرت دعم "بشير" لها قبل أن تأتي إلى هنا، ظهرت صورته في ذهنها وسمعت قوله:
متخافيش أنا مش هسيبك.
على الرغم من طلبها أن يتركها لتخوض حربها وحيدة مع شقيقها، فاقت على تنبيه المدعي فاعتذرت ثم قالت:
أنا قولت التفاصيل لما بلغت، هو كان راجع من برا شارب، واتكلمنا والكلام جاب بعضه لحد ما قالي إن هو اللي عمل كده ووراني الموبايل اللي معاه.

اتكلمتوا قولتوا إيه، وضحي من فضلك مش عايز كلام مختصر

تمسكت بالطاولة بيدها تبثها جزء من خوفها قبل أن تسرد:
هو مكانش في وعيه، وشاكر من النوع لما بيشرب بيتكلم كتير، أنا كنت برتبله الأوضة علشان هو مبيرضاش حد من اللي بيشتغلوا في البيت يعملها، فبعملها أنا أو ماما...دخل وقولتله إن الوضع كده مينفعش ورجوعه شارب ده بيأثر عليه وشدينا مع بعض، قعد يتكلم كتير، وغير هدومه ودخل الحمام، هو عنده درج بمفتاح في أوضته، بيحتفظ فيه بحاجات تخص شغله، خدت المفتاح من جيب بنطلونه وفتحت الدرج أحطله فيه الورق اللي مرمي على الترابيزة، لقيت الموبايل فاستغربت، لما طلع سألته بتاع مين ده، قالي بتاع المرحوم وبدأ يقولي إنه خلص عليه ومش باقي منه غير ده ولما سألته خلص على مين قالي:
فريد نصران، حاولت اتكلم معاه معرفتش لأنه نام من كتر ما كان شارب  ومن خوفي ساعتها بعد اللي سمعته استنيت لحد ما صحي، قولتله اللي قاله بالليل واجهته قالي إني بخرف واتخانق معايا، سألته عن التليفون قالي ملكيش دعوة وخده مني، ده خلاني اتأكد أكتر، خليت عيني عليه بعدها لحد ما شوفته بيخبي التليفون في مضيفة أبويا.

طالعت المدعي لتتفحص تعابيره وداهمها بسؤاله:
كان فيه بينهم خلافات تخليه يعمل كده؟

_ معرفش كان في حاجة بينهم ولا لا، أنا اللي عرفته قولته.

= وليه قدمتي البلاغ من القاهرة؟
ابتلعت ريقها قبل أن تجاوب بتوتر:
كنت هربانة منه، علشان بعد اللي حصل ده، ولما شوفته وانا براقبه بيخبي الموبايل، روحت اتكلمت معاه تاني وقولتله لو عمل كده يسلم نفسه، قالي اه انا عملت كده ولو فتحتي بوقك هتحصليه، وكانت خناقة كبيرة ساعتها قصلي فيها شعري

سألها:
الكلام ده حصل قدام حد؟
هزت رأسها نافية وأضافت:
لما قالي كده كنا احنا الاتنين اللي في الأوضة بس، لما قصلي شعري كان قافل علينا الأوضة وكنت بصرخ وأمي كانت سمعاني، مكانش في حد غيرها ساعتها... بعد اللي حصل ده هربت من البيت، خوفت منه، وعرفت إنه بيحاول يوصلي فخوفت يعملي حاجة أنا كمان وافتكرت تهديده فجيت بلغت.

هناك حلقة مفقودة هذا هو ما تيقن منه الجالس أمامها وحاول إيجادها بسؤاله:
علاقتك بأخوكي قبل الموضوع ده كانت ازاي؟

_ علاقة عادية زي أي أخوات، يمكن احنا مش قريبين بالقدر الكافي، بس حقيقة العلاقة اتوترت الفترة الاخيرة بسبب إنه قبل وفاة والدي كان بيحاول يغصب عليا جوازه، والموضوع اتقفل بعد كده وانتهى بعد وفاة بابا.... كنت بس ساعات بحاول انصحه يهدى شوية لأنه قبل جوازه كان متهور وكنا بنخاف عليه يقع في مشاكل.
توقفت عن الحديث وأخطرها هو بهدوء:
طيب يا أنسة حضرتك هتواجهيه دلوقتي.

هبت من مكانها وهتفت بفزع:
إيه... لا، أنا أخاف أواجهه

_ لا متخافيش.
قالها بآلية قبل أن يقوم باستدعاء شقيقها، تجمدت مكانها وشعرت بإنسحاب الأنفاس، وزادت ضراوة الشعور حين حضر برفقة من ذهب لإحضاره، بدا عليه الإرهاق، خصلاته مبعثرة، ووجهه يتحدث عن إنهاكه الشديد، وهندامه تأثر بما قضاه في هذه الأيام، مسح على خصلاته قبل أن يحدجها بنظرات نارية خاصة والمدعي العام يسألها مرة ثانية أمام شقيقها فسردت الحوار نفسه ولكن بتوتر أكثر وأتى رد "شاكر" الذي هتف ببرود:
كدابة
كلمة واحدة ردا على كل ما قالته وصنع من هذه الكلمة عبارات آخرى هي الأكثر أهمية بالنسبة له:
كل اللي هي بتقوله ده محصلش... ولو هي صادقة وأنا عملت كده فعلا، جريمة بقالها أكتر من سنة هحتفظ بتليفون القتيل اعمل بيه إيه؟ ... اللي بيحصل ده محاولة للمساس بيا، ومحاولة للأسف من أختي إنها تهد كل حاجة عليا علشان معترضة على إني أكتب شركتي لمراتي وعايزة تورثني بالحيا.

انكمش حاجبيها وهتفت باستنكار:
شركة ايه وفلوس إيه، أنا عمري ما اتكلمت معاك في فلوس، وباخد مصروف إيدي منك زيي زي العيل الصغير، وأنت مجبتش سيرة أصلا قدامي إنك هتكتب الشركة الجديدة لبيريهان.

ضحك ساخرا ثم هتف باحترام متلاشيا النظر لها وموجها نظره للمدعي العام:
أنا بطلب شهادة أستاذ سمير عبد المطلب المحامي، الكلام اللي هي بتنكره ده حصل قدامه... كان جايلي علشان نتفق على كتابة الشركة باسم مراتي وهي سمعتنا و اتخانقت معايا قدامه.

أنكرت هذا مسرعة وهي تدفع التهمة عن نفسها:
ده كذاب محصلش الكلام ده

_ والله بيني وبينك القانون اللي أنتِ لجأتيله.
قالها "شاكر" ولم يخف عليها التوعد في نظراته، بينما "عيسى" كان يعلم أن استدعاءه ووالده وشقيقيه مجرد وقت لا أكثر، أتاهم بالفعل الاستدعاء وعلى رأسهم "طاهر" الذي ذكر "شاكر" مرافقته الدائمة للفقيد، جلس "طاهر" أمام المدعي العام، جلسة لم يرد أن يشهدها أبدا وخاصة أنه يعلم بتنشيطها لجراحه على أخيه، سأله الجالس أمامه:
الموبايل ده تعرفه؟

طالعه "طاهر" مليا قبل أن يصرح:
ده شبه تليفون فريد الله يرحمه.

_ متأكد؟
أكد "طاهر" على جوابه واستكمل مجيبا على سؤال وجود خلافات بين فريد وشاكر:
فريد مكانش عنده خلاف مع أي حد، كان شخص مسالم وفي حاله، وقليل أوي لما بيعمل مشكلة، ده نادرا كمان.
هز الجالس قبالته رأسه موافقا واستفسر:
كنت بتروح أنت وهو تخلصوا شغل لوالدكم في بيت "شاكر مهدي"؟

وكانت الإجابة مؤكدة:
اه، كنت بروح أوقات كتير أنا وهو بيت الحاج مهدي الله يرحمه نخلص شغل، وساعات كان بيروح مع الحاج نصران

_ كان ليه علاقة بشاكر؟
ونفى " طاهر" هذا مطلقا بقوله:
لا خالص.

وأمام النفي هذا وجه سؤال أربك الحاضر:
يعني مبتشكش إنه قتله؟
صمت طاهر لثوان قبل أن يردف بهدوء:
أنا قولت اللي اعرفه وبس، و معنديش علم بأي حاجة تانية.

جواب دبلوماسي لم يرض الجالس أمامه بينما على جانب آخر كان عيسى وحسن مع والدهما في الخارج وأتت "بيريهان" التي أوقفت سيارتها ونزلت وهي تهتف بغضب:
عملتها وارتحت صح؟

لم يرد عليها "عيسى"، وتحدث " حسن" بانزعاج:
امشي يا بت أنتِ من هنا.
ردعه "نصران" عن الحديث، وتابعت هي بانفعال:
البت دي هتسجنكم كلكم، لو شاكر اتحبس علشان فريد أقسم بالله يا عيسى لهحبسك بدم أبوه اللي متقيد برضو ضد مجهول وقضية بقضية بقى.

تخطى "عيسى" والده بهدوء وحين أتى ليجذبه طلب منه بابتسامة:
استنى بس هقولها حاجة.

اقترب ليقف في مقابلها وقال بنبرة منخفضة تصل لها هي فقط:
وطي صوتك مش كده، بتهدديني قصاد النيابة؟... عارفة إنك كده بتثبتيها عليه؟
بهت وجهها واسترسل هو بابتسامة:
عموما يا بيري أنا لو عايز أحبسه كنت عملتها من زمان،
ولو مفكرة إنك هتخوفيني لما تقوليلي إنك هتحبسيني بقتل مهدي، تبقي مغفلة وده مش جديد عليكي الصراحة.
اشتعلت نظراتها وأكمل هو غير آبها بها:
اللي جاب "شاكر" القسم أخته، علشان عارفة إنه حقير
وعلشان محدش نايم عن حقيقته غيرك يا حرام.

_ لا هي جابته هنا علشان أنت والحقير صاحبك سلطتوها عليه وضحكتوا عليها.
ورد على قولها هذا بنفور مرددا:
عبث!... معنديش حاجة تتقال غير كده حقيقي،
باعت أخوها علشان واحد بتحبه لا معلش يا بيري أنتِ كده دخلتي في عيلة قليلة الأصل أوي.

وقبل أن يشتعل الحوار أكثر جذبه "نصران" قائلا:
تعالى يا "عيسى"
طالعتهم بقهر، وهي تنتظر على أحر من الجمر خروجه حتى ولو على ذمة التحقيقات، وتحقق لها ما تمنت فبعد انقضاء الأربع أيام التي أعطتها النيابة له، تم إعادة عرضه للتجديد وبعد النظر قررت المحكمة  الإفراج عنه بضمان مالي وقدره عشرة آلاف جنيه على ذمة القضية.
كانت أيامه في الصحراء أهون بكثير من هذه التي قضاها هنا، ما إن خرج ووصل أخيرا إلى منزل زوج والدته شعر أخيرا بالراحة ولكنها راحة مقيدة على ذمة قضيته التي لم تنته بعد، احتضنته زوجته وعبراتها في سباق، وربت هو على ظهرها مطمئنا:
اهدي يا حبيبتي أنا بخير.
أبعدتها والدته فطالعتها بيريهان بضيق، بينما ظلت كوثر مقبضة عليه وهي تردد:
يا قلب أمك يا بني، معلش يا عين أمك حقك عليا،
كله بسببها.

قطع "ثروت" كل هذا قائلا بحزم:
اطلع يا شاكر خد شاور، وارتاح شوية، علشان في كلام كتير محتاجين نقوله.

هز رأسه موافقا، ولحقت له "بيريهان" بينما كان عقله في مكان آخر يفكر في كل ما مر عليه خلال الأيام السابقة ويحاول تخمين القادم بكل الطرق.

★***★***★***★***★***★***★***★***★
كانت على يقين دائم من أن الأيام التي تمر بهدوء تكن عواصفها القادمة مهيبة، وبالفعل مرت عدة أيام هادئة ولكن مليئة بالريبة، حتى أحضرها إلى هنا
كانت نائمة، ذلك المكان الصغير المجاور لمعرض سياراته، لا تعلم لما أحضرها إلى القاهرة، ومنذ قدومهما لا تراه تماما، في الأيام الأخيرة شعرت بتوتر الأوضاع، هناك شيء يخفيه وخاصة بعد قراره أن يأتوا إلى هنا، وحتى الاختفاء لعدد كبير من الساعات هذا، شعرت بأنفاس منتظمة فظنته عاد من الخارج مما جعلها تهتف بكسل قبل أن تفتح عينيها:
رجعت امتى؟
تنهدت وأكملت قبل أن يرد:
احنا محتاجين نتكلم يا عيسى، أنت متغير بقالك كام يوم وأنا حاسة إن في حاجة.
فتحت عينيها لتطالعه ولكن انتفضت بذعر وهي ترى "شاكر" جالس على المقعد المجاور للفراش، فقدت النطق، فقط تلقي عليه النظرات بغير تصديق، حتى هتف هو بابتسامة:
وحشتيني.

_ أنت عايز إيه؟
قالتها بمقت وذهول، تركت فراشها وقبل أي حركة مسك مرفقها سائلا:
رايحة فين؟

انكمشت على نفسها، و حاولت تحرير يدها منه بحركات انفعالية وهي تكرر:
ابعد عني.

حاوطتها عيناه، يتأمل كل إنش بها، حتى وقعت نظراته على أول حروف اسم "عيسى" المدونة على الجانب أسفل جيدها فابتسم بسخرية وهو يسألها:
ليه يا "ملك"؟

دفعته في صدره ليبعد عنها، وهرولت لتحتمي بالمرحاض ولكن منعها حين جذبها من جديد مكررا سؤاله بنبرة امتزجت بنيرانه:
ليه؟... قوليلي ليه؟

وضعت كفيها على أذنيها حتى لا تسمع أي شيء منه، وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا بانفعال فحاول إنزالهما عنوة وهو يسأل ولأول مرة بعينين ترى الدموع فيهما:
أنا لا ليه؟ .... أنا متجوز واحدة لو ابتسمت في وشها بيبقى بالدنيا عندها، ليه أنتِ اللي أديكي كل الحب متختارينيش؟

لم تطالعه، ومن جديد حاولت تفر فأمسك بها،
شهيق، زفير أسرع من عقارب الساعة حتى وقلبها لا يهدأ، تريد النجدة الآن، تريد حضرة من يعطيها الأمان ولكنها تسمع صوته يقول بلوعة:
ما أنا كمان حبيتك.

_ اللي بيقتل عمره ما يحب.
قالتها بمقت شديد وهي تجذب بيدها المحررة الكوب الزجاجي وقبل أن تضربه به لحقه هو وكسره، صرخت بخوف، وملكها هو قطعة الزجاج سائلا بابتسامة:
لو كان في ايدك حتة الإزاز دي يومها كنتي هتقتليني علشانه، لو حسيتي اني هغلب عيسى ولقتيها في ايدك هتقتليني علشانه برضو.... ممكن كده اعتبرك عمرك ما حبيتي؟
صاح بنبرة جعلتها تنتفض:
ليه نصفتي الكل وخذلتيني؟
تحاول ممارسة أي حركة مما علمهم لها زوجها ولكن لا تستطيع أحكم قبضتيه على ذراعيها، حاولت ثني ساقها لضربه ولكن أصابها الذهول، حين ابتعد عنها، ابتعد وهو يسألها:
بتقولي عليا قاتل؟... هو مين خلاني كده؟

صرخ فيها وتكورت هي على نفسها وتسابقت عبراتها وهو يقول:
ردي عليا مين خلاني كده؟...قوليلي مرة واحدة حسيتي فيها باللي جوايا

وهذه المرة تتجه نحو البوابة بذعر، لا يهم تخرج للشارع هكذا المهم هو النجاة منه، تشعر وكأن الموت الآن لا محالة ولكن جذب ذراعها وهو يجبرها على النظر إليه:
محدش وجعني قدك.
قالها بألم ولمعت عيناه أكثر بدموعه التي امتزجت بها وبدأ يسرد عليها:
من وأنتِ صغيرة وأنا بحاول معاكي، عشرين باللين ومرة بالعافية وأنتِ ولا حاسة، اللي خلاكي حبيتي توأمه وماشية وراه في كل حتة ومفكراه هيحميكي مني، مكانش يخليكي تحبيني؟
هتف بقهر:
مكانش يخليكي تديني فرصة واحدة بس قبل ما كل ده يحصل؟
صرخ بانهيار:
أنتِ السبب في كل حاجة، واجعاني ومش قادر أبطل أحبك.... عيسى أحسن مني في إيه، ال *** ده أحسن مني في إيه.

لم تتحمل قوله، واجهته على الرغم من ذعرها، تحدته بقولها بكل قوتها:
مفيش حد كده غيرك، عيسى ميتحطش في مقارنة معاك أصلا يا حقير، وأنا هفضل طول عمري بكرهك... بكرهك بحق كل دقيقة موتني وبتموتني فيها وأنا عايشة يا "شاكر".... بكرهك قد ما خلتني انسانة مش قادرة تعيش حياة طبيعية زي أي حد و بتخاف لما الليل بيليل عليها، عيسى ده هو الوحيد اللي طمني وشجعني و....
ضحك بسخرية، ضحك وكأن مشهد الانكسار يأبى أن يرافقه وخاصة وهي تعدد مزايا غريمه فتبدلت دموعه لضحكات ساخرة أثارت ثورتها أكثر فصرخت بكل قوتها:
بكرهك.
وكأن حالة من الجنون أصابتها، إحدى نوبات الذعر هذه فأصبحت لا تكرر سوى هذه الكلمة، وهي تغمض عينيها بقوة حتى لا تراه بينما رفع هو قطعة الزجاج بمقت وجرحها بها في الموضع الذي رسمت فيه بالحناء اسم زوجها، شهقت بعنف وفتحت عينيها على وسعيهما، كان الجرح سطحي، سالت الدماء منه ولم تصدق هي، بصق في وجهها ثم قال باشمئزاز:
لما يخف ابقي افتكري الجرح ده قبل ما ترسميه تاني.
وأخيرا استطاعت تهرول إلى المرحاض، أغلقت بابه على نفسها وهوت على الأرضية وهي تسمع صوته من الخارج وقد استطاعت رؤية ابتسامته التي ينفر منها فؤادها و هو يقول:
See you later
يا ملوك، لما رجلك تتجر في القضية ويعرفوا إنك كنتي ماشية مع المرحوم، ما هو أنا مش هلبسها لوحدي يا روحي.
جلست على الأرضية ودفنت وجهها بين كفيها، حتى الصراخ من ألم الجرح بالزجاج لم تقدر عليه، سُلب منها هذا الحق أيضا، انسحبت الأنفاس منها وتكورت على نفسها وهي ترتعد بخوف، العالم كله مظلم، بارد، كئيب... أين هو نوره؟
لم تسكن، ظلت ترتعد بانفعال، وكأنه تم ذبحها للتو وتصارع ما بين العيش أو الموت وأملها الوحيد الآن
هو.... "عيسى".
كان آخر ما همست به بقهر، قبل أن تغمض عينيها تاركة لدموعها العنان للانسياب، استندت على الحائط بظهرها ثم فتحت عينيها تطالع رسمة الحناء بألم جسدي إثر الجرح فيها ونفسي إثر جرح فؤادها الذي أوشك على الفتك بها، دقيقة تليها الآخرى يمروا ولا تغادر المرحاض على الرغم من يقينها من مغادرة شاكر،
عادت لها الحياة حين سمعت صوته في الخارج:
يا " ملك".
انهارت تماما وتحولت العبرات الهادئة إلى ثورة عارمة وشهقات من بين نحيبها كادت أن تسحب روحها، سمع صوتها فهرول ناحية المرحاض، فتح بابه بعد عناء حيث سحبت هي المقعد الذي وضعته خلف الباب، ونزل مسرعا إلى مستواها على الأرضية يطالع جرحها :
إيه ده يا "ملك"
فاحتمت به، احتضنته بكل قوتها وحاول إبعادها لم يقدر، صرخت عاليا، وأخيرا تحرر صوتها لتتأوه وتريد لو يسمعها العالم بأكمله، فأرغمها على تركه، ليجلب القطن والمطهر حتى يتعامل بهما مع السحجة أسفل عنقها هذه، ولم يتأخر عاد سريعا و حملها من على الأرضية، لم تعد تريد فعل أي شيء، وشعر هو ببرودة جسدها وتيبسه، ذعرها هذا تعامل معه من قبل ولجأ للطريقة نفسها الآن و هو يقول أمام وجهها منبها:
ملك.. فوقي معايا أنا عيسى، بصيلي.
طالعته أخيرا فطالبها برفق:
متخافيش... مفيش حاجة أنا معاكي.
ألقت رأسها على صدره، وتمسكت به بكل قوتها بينما هو كانت الأفكار السوداء عما حدث تعصف برأسه، حاول بكل طاقته تجاهل أي شيء إلا هي، وأصبحت مهمته الوحيدة الآن أن تكون أفضل، أن يوأد الحالة التي شاهدها عليها، لأن حالة كهذه ضربته في مقتل، واستطاعت بكل نجاح تأجيج شعور الغضب، غضبه الذي يحرق الأخضر واليابس ولا يُنسى أبدا ولكنها قتله وهو يهمس لها بحنان:
متخافيش... اهدي وخدي نفسك، أنا معاكي أهو.
بدأت في سحب الأنفاس المسلوبة وهي تسخر من سؤال ابن عمها قبل قليل عن الفرق، ودت الآن لو صرخت بأن أحدهما ناجح في سحب أنفاسها، في جعلها تشعر بالبرد في أغسطس، ناجح في قتلها حية
أما الآخر ناجح في جعلها تسكن، في إضاءة العتمة وإضفاء الدفء، ملك المفاجأة بارع في كل شيء حتى محو خطايا ابن عمها الذي تيقنت اليوم أنه لن يكف عن تعليقها بها أبدا، ويأتي ليسألها بكل رعونة ما الفرق... لمساته الحانية، نظراته الدافئة، واحتواء روحه لها و كثيرا لا يوصف هذا هو الفرق بين من قتل روحها ومن لم يتهاون في مساعدتها لتحيا مرة آخرى...
فرق لا يُنسى أبدا.... ولا ينكره إلا فؤاد جاحد.

يُتبع 💙
ردا على أسئلة بتيجي كتير، مفيش جزء رابع يا جماعة، التالت اخر جزء واحنا حاليا في الربع الأخير من أحداثه
وطلب مني أنا بشوف كل بوستاتكم على  الفيس عن الرواية وبحبها أوي، بس في مشاهد مينفعش تتقص من سياقها لأنها بتبان للي مقرأش العمل إنها سطحية وبالتالي بسطحية برضو بيحكم على العمل ككل إنه وحش من جملة واحدة اتقالت في حوار هو مش عارف ظروفه ولا الشخصيات اللي قالته تركيبتها إيه ويطلع منها ده ولا الموقف نفسه اللي اتقال فيه
فمنعا للكلام ده، اللي يحب ينزل حاجة عن الرواية ينزل اقتباس واضح ميعملش إثارة جدل، وعندكم مقدمات الفصول امال انا عاملة ليكم مقدمات قمر وبسمسم ليه؟... اقتبسوا من المقدمات والمشاهد اللي تتفهم عادي من غير ما حد يبقى قاري الرواية كلها علشان ميحصلش جدل واسمع كلام يضايقني
وفي الآخر بحبكم كلكم ومسجلة لبابا ريكورد وهو بيساعدني هسمعهولكم لما اصحى 😂

متنسوش بقى تعملوا ڤوت، وتقولولي رأيكم في الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

238K 12.5K 69
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
5.1K 866 34
في الطبيعي نجد أن البطله او البطل يحاولون اصلاح النصف الآخر و اخلاىٔه من ما به من اخطاء، لكن ماذا سيحدث أن كان الاثنان بهما أخطاء؟؟هل سيتشاركان معاً...
13.1K 634 20
بيتجوزها بالاتفاق إن جوازهم يكون على ورق بس.. وبعد مدّة صغيرة متكملش شهر المفروض يسافر ويسيبها لوحدها لمدة 5 سينين وطليقها وصحابه بيلاحقوها ومستنيين...
962K 64.9K 27
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...