وريث آل نصران

Par fatem20032

17.6M 908K 183K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... Plus

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)
الفصل الرابع والستون ج 2 (الحبيب أول من هزمها)

الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)

105K 6.2K 1.6K
Par fatem20032

الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)

#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)

بسم الله الرحمن الرحيم

صباح الخير، المواعيد بإذن الله هتكون

(السبت والأربع)، وتنبيه بسيط معلش، أنا بحبكم كلكم يا جماعة والله، لكن أنا فعلا تعبانة ومش مستحملة أي ضغط، محدش يعرف ظروف حد، أنا خارجة من فترة امتحانات كنت محتاجة بعدها على الاقل اسبوعين علشان اقدر اخرج منها ده غير حاجات تانية أنا محبش أذكرها، ومش هكتب أي كلام زي ما البعض بيعمل علشان أبقى اسمي كتبت فصل وخدوا الفصل اهو، ده مش أسلوبي، اللي بكتبه لازم يحترم عقولكم قبل عقلي، بعتذر للي بينسى الأحداث يقدر يبقى يراجع الفصل السابق، أو يقرأ السرد بتركيز، أنا بالفعل بذكر بالأحداث القديمة في السرد فمش هتحتاج تعيد، أنا بقالي فعليا قرب الساعة بفكر علشان أكتب الكلمتين دول، ووصل الأمر مع واحدة مش محترمة إنها شتمتني بوالدي، ولولا الكومنت اتحذف كانت سمعت مني رد بشع لا هو طريقتي ولا أسلوبي. أنا مش آلة، ومش مستحملة الفترة دي أي ضغط وأي تأنيب بأسلوب وحش من أي حد.... اللي بيعترض باحترام على دماغي من فوق، لكن اللي بيشتم ده فأنا مش عارفة أقول إيه بصراحة، و بعتذر مرة تانية عن أي حاجة بس انا فعلا ساكتة بقالي كتير عن تجاوزات كتير والموضوع عمل تراكمات مبقتش قادرة استحملها وبتخليني فعليا كارهة كل حاجة، شكرا للناس اللي بتحترمني وحتى اعتراضهم بيكون بأدب وأسفة مرة تانية ليكم

أسيبكم مع الفصل🌸

حتى ذلك الذي ظننت أنه سيصمت أبدا، يمكنه في لحظة واحدة أن يبهرك ويتحدث، هكذا هي الحياة فلا تتوقع معها أبدا.

لا يعلم أي شيء سوى أنه متعب.

حتى هذه لا يستطيع أن يقولها، وكأنه أمر شديدة الصعوبة أن تهتف أنا متعب، كأنه سيتسبب في إفناء روحك التي تظن كل يوم أنها فنت في الأساس؛ فبقى منفردا بصمته ولا رفيق له سوى أنفاسه.
تمدد "عيسى" على الفراش بعد أن عاد من الخارج، من تلك المقابلة التي سمع فيها معلومة لو صحت سيكون من السعداء، يبدو أن حديث زوجة والده في المطبخ كان صحيحا، هذه بوادر حمى، سعل ولم يرافقه النوم أبدا، بقى ناظرا لسقف الغرفة، أغمض عينيه بتعب وبعد لحظات سمع صوت فتح الباب، لم يعط أي ردة فعل، كانت القادمة خالته، منذ قدومها مع "نصران" إلى هنا بعد مقتل "كارم" وهي تلتزم غرفتها وترفض معظم محاولات "رفيدة" لإخراجها من السجن الذي حبست نفسها فيه بمحض إرادتها، جلست جوار هذا الممدد على الفراش، وبدأت في المسح على خصلاته بحنان، فتح عينيه سائلا بسخرية:
ايه رضيتي عنا أخيرا وخرجتي من الأوضة اللي لما جيت قالولي إنك مكنتيش بتسيبيها لحظة.

_ لو مش هخرج علشانك يا عيسى هخرج علشان مين؟
سألته بحزن فرد بابتسامة أوجعتها:
جديدة كلمة علشانك دي، قبل كده كان كل حاجة بتتعمل علشان كارم... ده لما مات بصتيلي بصة إن أنا اللي عملتها وحرمتك من اللي كان مهنيكي مع إنه قبلها بيوم واحد باعك ومترددش ث..
بترت باقي عبارته حين وضعت كفها على فمه وقد لمعت الدموع في مقلتيها وهي تهتف برجاء:
خلاص علشان خاطري... على الأقل مش دلوقتي.
بسبب نظراتها هذه اضطر مجبرا للصمت، أصابه السعال من جديد، فجذب أحد المناديل الورقية من جواره فسألته بقلق:
أنت خدت حاجة للنزلة دي؟
لم يهتم بالرد، وأخذت هي تتحسس وجهه وجبهته باستخدام ظهر يدها وأتى نتيجة لذلك هتافها بخوف نابع من فؤادها خشية أن يصيبه مكروه:
أنت حرارتك عالية
ورغم عنه فقد التواصل معها حيث أخيرا عرف للنوم طريق فنام ولم يعد يصله مما يحدث حوله إلا همسات سرعان ما توقفت هي الآخرى.
لم تفارقه لحظة، بقت جواره، استعملت الكمادات لتساعدها في خفض حرارته، وظلت ترعاه حتى غلبها النوم، حل الصباح وأشرقت الشمس معلنة عن يوم جديد بآمال جديدة، كانت "سهام" في المطبخ تساعد وتشرف على "تيسير" والعاملة معها في بعض الأشياء
وأثناء غسلها ليديها هتفت:
بسرعة الفطار شوية يا تيسير.
هزت "تيسير" رأسها بطاعة، وحضر "يزيد" مهرولا إلى المطبخ فسألته جدته بابتسامة:
صحيتهم يا حبيبي؟

جاوب على سؤالها بحماس وكأنه نجح في تنفيذ أصعب المهام على الإطلاق:
بابا ورفيدة وحسن صحيوا، عيسى مرضيش وطنط "ميرڤت" كانت عنده، صحيت وقالتلي اسيبه علشان هو تعبان شوية وهي هتنزل.
لم تفوت شيء كهذا، صعدت إلى الأعلى وكان الاطمئنان إحدى رغباتها وبالفعل طمأنتها "ميرڤت" بقولها:
لا متقلقيش دي نزلة عادية، هو بس حرارته كانت عالية شوية والحمد لله نزلت.
رأتها "سهام" الفرصة الأمثل لإشعال الأجواء، نزلت إلى المطبخ وهتفت:
تيسير تعالي عايزاكي.

ولم تتأخر عليها بل أتتها مسرعة فقالت سهام:
هتعمليلي مشوار.
_ طب والفطار يا ست سهام؟
= البنت هتخلصه هي
ردت سهام على سؤالها بهذا وأضافت:
اسمعي بقى اللي هقولك عليه واعمليه بالحرف.
أنصتت لها "تيسير" جيدا لتملي عليها تعليماتها بينما في مكان آخر، تحديدا غرفة "ملك"، لم تستطع شقيقتها أن تجعلها تخرج لتناول الإفطار، ومحاولات
" شهد" أيضا باءت بالفشل، لذلك قررت والدتها الانفراد بها هي، دخلت الغرفة وأغلقت عليهما هاتفة بنبرة حانية:
"ملك".
انتبهت لها ابنتها، وجلست هادية أمامها على الفراش، بدأت الحديث تلاطفها قائلة وهي تشير على جديلتها:
بقيتي تعرفي تعمليها اهو.
ردت عليها " ملك" بحزن دفين بان في عينيها:
عيسى اللي عملهالي، هو جه بالليل..
وابتلعت ريقها بانزعاج مما حدث بأكمله وتابعت:
طلب مني أروح معاه بس أنا قولتله لا.

_ ليه يا "ملك" كده طيب؟
سألتها والدتها بعتاب وأتبعت سؤالها بقول:
وبرضو من امبارح مش عايزة تحكي حصل ايه وصل الأمور لكده، ولا حتى الغلط على مين فيكم... قوليلي إيه اللي حصل علشان لو ..

بترت عبارة والدتها مردفة:
أنا الغلطانة.
ولكن أضافت بألم وقد تكونت غصة مريرة في حلقها:
بس كان غصب عني، وهو غلط كمان بردة فعله ولما مستوعبنيش، ونسي كل الغلطات اللي أنا عمالة امسحهاله، ومسك في غلطتي أنا... أنا مش قادرة اتكلم ولا احكي في الموضوع يا ماما أنا تعبانة.

تنهدت والدتها بحيرة وهي تصارحها بما يدور في رأسها:
اللي بتقوليه ده كلام ألغاز، بس عايزة أقولك إن أي اتنين ياما بيحصل بينهم يا حبيبتي وبتعدي عادي، وكمان هو جالك امبارح ومش مرة لا مرتين يعني عامل خاطر كبير لزعلك يا حبيبتي فمكنتيش تمشيه وخاطره مكسور.

_ خاطري ده كسره كتير قبل كده وكان بيجي اعتذر وبقول معلش وبسكت، لكن هو مستناش يسمعني حتى، هو مدانيش فرصة اتكلم
قالت جملتها الأخيرة ورافقتها عبراتها وقبل أن تحاول هادية تهدئتها قطع جلستهما صوت "مريم" من الخارج:
يا ماما طنط تيسير هنا.

أبدت "ملك" استغرابها وكذلك والدتها ولكن قررا الخروج معا لطلبها رؤية "ملك"، استضافتها " مريم" في الردهة وأحضرت لها مشروب غازي في اللحظة التي أقبلت فيها ملك بصحبة والدتها.... شكرت "تيسير" مريم بقولها:
تسلم ايدك يا ست البنات، عقبال ما نشربه في فرحك يارب.
أعطتها "مريم" ابتسامة ودودة، ثم انصرفت وحل الصمت، لم تكن تيسير لتأتي أبدا، ولكن مع إلحاح "سهام" بأن ذهابها هذا سيصلح بينهما قررت أن تأتي وقد رأت "هادية" توتر الجالسة فسألت:
خير يا "تيسير".

لم تعرف ماذا تقول، لقد لقنتها " سهام" وصلة من التوبيخ لتلقيها على رأس ملك حتى تشعر بمدى إهمالها، واستهتارها لدرجة عدم الاهتمام بأمور زوجها ولكنها لم تستطع فعلها، حاولت أن تقول أي شيء ولم تجد سوى:
أنا بس جيت اطمن على الست "ملك".

طلبت منها " ملك" برفق:
قولي يا تيسير في إيه؟
وأتى الرد سريعا وقد قذفت بكل ما قالته سهام عرض الحائط وأخبرت بما لديها هي:
بصراحة كده يا ست ملك الأستاذ عيسى جينا نصيحه النهارده لقينا خالته بتقول إنه تعبان، وأنا جيت أقولك علشان لو ماتعرفيش.

لم تستفسر عن أي شيء قررت الذهاب للاطمئنان، حتى بعد أن قالت "تيسير" حينما رأت لهفتها هذه:
هي شكلها حمى، بس مش حاجة تقلق أوي يا ست ملك.
لم تهتم بأي شيء سواه، ووافقتها والدتها في قرار العودة وتابعت تنصحها بقولها:
حلي أمورك بشويش يا "ملك".
قالتها علها تحد من حساسية ابنتها التي تراها من وجهة نظرها مفرطة.
نزلت " ملك" مسرعة بمفردها حين أخبرتها تيسير أنها لن تعود الآن وستذهب إلى السوق من أجل شراء أغراض المنزل.
لم يستغرق الأمر الكثير، وصلت ملك إلى هناك بسرعة... دخلت واتجهت ناحية الدرج المؤدي إلى غرفته فسمعت صوت أتى من المطبخ:
جيتي يا تيسير.
ولكنها لم تهتم بالرد بل أكملت حتى وصلت إلى الغرفة، دقت الباب أولا وحين لم يرد، دخلت... كان نائما بسكون، لم تعلم حتى الآن صدق رواية "تيسير"، ظنت أنه ربما فخ منه لتأتي ولكنها لم تستطع عدم الإتيان حتى ولو كان فخ، ولكن تلك القطعة القماشية والطبق الحاوي للمياه يقولا أنه ليس فخ أبدا.
مسحت على رأسه بحنان، وهي تتأمل ملامحه الساكنة بينما في اللحظة ذاتها كانت " تيسير" قد وصلت للأسفل فجذبتها "سهام" من ذراعها إلى إحدى الزوايا وأسرعت تسألها بحماس:
عملتي اللي قولتلك عليه؟...قولتلها إن بعمايلها دي متزعلش لو أبوه جوزه غيرها، وإنها...

بترت تيسير حديث "سهام" قائلة بارتباك:
والله يا ست سهام أنا حسيت الكلام ده هيقوم الدنيا، وأنتِ زي ما قولتيلي عايزين نعمل كده علشان نصلحهم، فأنا قولتلها إنه تعبان وهي الشهادة لله قامت جري على هنا.

سقط حديثها كدلو ماء بارد على رأس "سهام" التي سألتها بذهول:
يعني مقولتيش اللي قولتلك عليه؟

_ صدقيني اللي قولته أحسن، وخلاها رجعت علطول أهو.
صرخت بها "سهام" قائلة بانفعال:
امشي من قدامي.
مما جعل "تيسير" تهمس بتذمر وهي تغادرها:
وأنا عملت إيه بس دلوقتي، أنا غلطانة إني سيبت عمايل الفطار وروحت لوجع الدماغ ده.
عادت إلى المطبخ من جديد، بينما في الأعلى تململ هو في نومته، شعر بأحدهم جواره فسأل بكسل:
إيه يا "ميرڤت" أنتِ لسه هنا؟
استدار فوجد آخر من توقعه جواره فانتفض جالسا وقد فتح عينيه متغلبا على نومه الذي يداعبهما، طالعها بغير تصديق وسألت هي بعتاب:
مكلمتنيش ليه؟

_ أكلمك ليه؟
سأل بحيرة وهو لا يدري لما حقا وأضاف:
هو أنا مش جيتلك وقولتلك ارجعي معايا قولتي لا.
دافعت عن ردها هذا بقول:
لو كنت قولتلي إنك تعبان كنت هاجي معاك.

رفع حاجبيه سائلا باستنكار:
تعبان!... ليه مين قالك إني تعبان؟
وطالع طبق المياه الموضوع على الطاولة جواره وتساءل باستغراب:
وإيه ده؟

شرحت له الوضع وقد أدركت جهله به:
أنت كنت تعبان، وحرارتك عالية، ميرڤت كانت سهرانة جنبك.
هذا هو ما علمته من "تيسير"، وحين قالته له صمت لدقيقة ثم هتف:
ميرڤت بتكبر المواضيع، مكانش ليه لزمة كل ده، أنا بس كنت محتاج أنام.

_ يعني امشي؟
سألته وقد بدأت في مراوغته بنفس طريقته مما جعله يقول وهو يتناول كوب المياه ليشرب:
_ لو عايزة تمشي مش هغصبك تقعدي، كنت غصبت عليكي امبارح وجبتك بالعافية؟
تساءلت بعتاب:
يعني أنت شايف إنه كان عادي أرجع وكأن مفيش أي حاجة حصلت؟

سألها بضجر وهو يسحب هاتفه الموضوع جواره ويضع الكوب مكانه:
هو إيه اللي حصل يا "ملك"؟.... مين غلط أساسا في حق مين؟

بدأت في الحديث على الرغم من أنظاره الموجهة للهاتف وليس لها:
ماشي يا عيسى أنا غلطت، وحاولت أقول أسبابي وأبررلك، لكن أنت مسمعتنيش... أنت بتغلط كتير أوي يا عيسى وبسمعك لما بتيجي نتكلم و...
بترت عبارتها وقد ضايقها تجاهله المتعمد وإعطاء كامل انتباهه للهاتف فانتشلت الهاتف منه سائلة بانفعال:
ممكن تبصلي وأنا بتكلم.
_ هنقول إيه زيادة يا ملك عن اللي اتقال ؟
هتف بها بانفعال مضيفا:
أنا لما قولتلك تمشي بعد ما عرفت بحوار الدوا ومرضتش أتكلم ساعتها كان علشان متعصبش وأوصل لدرجة ترجعي معاها تعاتبيني وتشيليني الغلط برضو، فقولتلك تمشي ولما رجعت وطلعتلك علشان نتكلم لقيتك عند والدتك، جيتلك قولتي مش هرجع، وقولت معلش و جيتلك تاني برضو نفس الحاجة، المفروض كنت أعمل إيه؟

وأمام وصلة انفعاله هذه طالعته بعينين بانت العبرات فيهما ثم هتفت بهدوء:
لا متعملش حاجة يا عيسى... أنت صح.
قالت هذا وحين أتت لتقوم تمسك بذراعها سائلا بنبرة تحولت كليا من غضبه إلى رفقه:
المفروض لما تبصيلي كده وأنتِ مدمعة وتقوليلي إني صح أقولك اه أنا صح مش كده؟
صرحت بما لديها بضيق:
علشان أنا قولت الغلط اللي عملته، بس أنت شايف إنه كان عادي متسمعنيش وده غلط أكبر من اللي أنا عملته.

هز رأسه نافيا وهو يصحح لها:
أنا مقولتش إنه عادي يا ملك، قولتلك محبتش اتكلم وأنا مش في حالتي علشان منزودش المشكلة، ولما جيت أوضحلك مسمعتيش.

مسحت على عينيها لإزالة دموعها فاحتضنها قائلا:
طب حقك عليا خلاص، أنتِ مغلطتيش أنا اللي متربتش.
حاولت الابتعاد لكنه لم يسمح لها فهتفت ببكاء:
لا يا عيسى أنا عارفة اللي عملته بس صعب عليا أوي الأسلوب اللي اتكلمت بيه وإنك مخلتنيش أبرر.

قبل رأسها وهو يرد على قولها باعتذار جديد:
خلاص أنا أسف متزعليش.

_ أنت كمان متزعلش، والله ما كان قصدي أغصبك على حاجة.
حررها ثم طالع وجهها هاتفا بابتسامة وهو يمسح عن وجنتيها عبراتها:
خلاص انسي الموضوع ده، أنا عندي كام مشوار هخلصهم، وبعدها هروح أخلص شغل لأبويا واحتمال ابات يومين... تيجي معايا؟
هزت رأسها موافقة بابتسامة فتناول كفها قائلا بمزاح وهو يقلد نبرتها:
يعني امشي؟
ثم علق:
من غير بواب هي علشان تيجي لحد هنا وتمشي تاني... ده بعينك.
في نفس التوقيت كانت "سهام" على الباب وقبل أن تدق سمعت ضحكاتهما المتعالية، فتأففت بانزعاج وقد فسد كل شيء بسبب حماقة "تيسير" التي ودت لو فتكت بها الآن بعد فعلتها هذه، الفعلة التي قلبت الموازين، وحولت بداية شجار إلى ود أكثر من سابقه، وبان نجاحها البارع الآن وصوت ضحكاتهما أكبر دليل.

★***★***★***★***★***★***★***★

لم تكن لتوافق أبدا، ولكنها خضعت في الأخير من أجله هو، جلست "شهد" في أحد المقاهي الشبابية رفقة "طاهر" الذي علق على هيئتها المتذمرة بقوله:

لا ما هو أنا مش منزلك وأنا تعبان وطالع من حادثة علشان تقعدي كده.

أتى النادل سائلا عن طلباتهما وقال طاهر بدلا عنها:
هات اتنين برتقال.
_ لا مش عايزة برتقال هاتلي قهوة سادة.
قالتها بتوعد جعل "طاهر" يهتف مازحا:
يا ستار يارب.
ثم أضاف بنفاذ صبر:
هات القهوة بدل ما تقوم تاكلنا.

ضحك النادل خلسة وغادرهما وسألت هي باستنكار:
إيه أكلكم دي؟... شايفني ماشية أعض في الناس؟
طلب منها برجاء ردا على أسئلتها التي تسببت في إثارة غيظه:
ممكن نعقل بقى ونتكلم بهدوء زي الناس.

_ لو أنت شايف إن رفضي لوجود واحدة في بيتك واللي هو المفروض هيبقى بيتي برضو، والواحدة دي أذتني واتسببت في بعدنا عن بعض، لو شايف إن رفضي ده قلة عقل يبقى الحمد لله يا طاهر إني كده.
اعترض على قولها هذا سائلا بضيق:
أنا قولت كده يا "شهد"؟.... أنتِ ليكي حق تعترضي على وجودها بس مكانش ينفع بالطريقة اللي اتصرفتي بيها أبدا، ومينفعش تقومي تقوليلي يا تطردها يا همشي، احنا مش بنلعب يا " شهد" ...
دي أصول وأنا لو عملت كده تبقى عيبة في حقي

لم ترد لذلك استرسل في حديثه موضحا كل ما أزعجه في ذلك اليوم:
أنتِ كمان ما اهتمتيش بوجود "يزيد" وعملتي الخناقة دي قصاده، كان ممكن تتصرفي بطرق أذكى من كده كتير.

_ مفيش حد لما بيبقى غيران بيفكر هو بيتصرف بطريقة ذكية ولا غبية يا طاهر.
وأمام قولها هذا سألها وهو يبتسم بشقاوة:
يعني كنتي غيرانه، مش زي ما بتشتغليني وتقولي مش غيرة بس علشان أذتني بس.

أدركت أنها وقعت في فخه فأسرعت تصحح بتدارك:
لا مش غيرة، أنا قولت غيرة؟... هو أنا قولت علشان أذتني بس.
ضحك عاليا على تراجعها هذا وعلق على قولها:
لا خلاص بقى مبقاش فيها أنا قولت ومقولتش، ده أنتِ قايلاها صريحة والمكان كله سامعك.
ثم طالبها برفق وهو يربت على يدها:
خلاص بقى متبقيش كده، مش كل حاجة تاخديها قفش، يا ستي لو زعلتك تعالي نتكلم ونتعاتب لكن جو انك تطلعي تجري ومترديش عليا ده لو عملتيه تاني
ثم استكمل بضجر وقد علت نبرته:
هجيبك من شعرك.
دفعته في صدره بغيظ ثم تلاشت نظراته حتى سأل وهو يمازحها:
أطلبلك البرتقال بقى؟
ابتسمت وهزت رأسها بالإيجاب فبادلها الابتسامة قبل أن يقطع هذا اتصال أتى له، كان "بشير" وأثار هذا استغرابه لذلك رد بقلق:
إيه يا بشير في حاجة ولا إيه؟
استمع إلى سؤال بشير بإنصات حيث قال له:
طاهر هو أنا ممكن أقابلك؟... بس أنا في القاهرة.

_ أنا مش بسوق والله يا بشير، حصل حوار كده وقافل من السواقة اليومين دول وكمان دراعي تاعبني... ما تقولي يا بني في إيه؟
تنهد "بشير" بأسف وهو يرد على هذا بحزن:
لا ألف سلامة عليك يا غالي، طب ما ينفعش تخلي السواق يجيبك؟

قدم له "طاهر" عرضه قائلا:
طب ما تيجي أنت يا عم، بقالك كتير منزلتش اسكندرية.

_ بص أنا ممكن اجي، بس هقابلك في المكان بتاعنا
وضح أكثر:
اللي خدنا فيه شاكر قبل كده... وياريت ضروري يكون معاك "شهد".
زاد قلق " طاهر" وهذا جعله يتساءل هذه المرة بريبة أكثر:
في إيه يا بشير أنت كده قلقتني.

طمأنه بقوله:
يا عم متقلقش والله، احنا الساعة 2 دلوقتي أنا هقوم ألبس وعلى ما اجيلك هتكون 6 ونص أو 7، هرن عليك قبلها.
وافق "طاهر" ولكن الحيرة لم تتركه وشأنه وشارك "شهد" في ذلك بأن قص عليها ما جرى، أخذت تفكر حتى تذكرت شيء لا تعلم كيف غفلت عنه فأسرعت تقول:
طاهر في حاجة مهمة أنا نسيت أقولهالك، بس متزعقش وتقولي أنتِ بتتصرفي من دماغك.
أدرك أنها فعلت كارثة فتساءل بقلق:
عملتي إيه  يا شهد؟

أبدت ريبتها من ردة فعله ولكنها استجمعت شجاعتها وقالت:
بصراحة كده يوم ما طلع عليك ناس ودخلت المستشفى، أنا شكيت في "شاكر" علشان غريبة يبقى قبلها بيوم أخته بتحاول تكلمني ويلفوا ورايا وتاني يوم يحصلك كده، فروحت البيت بتاعهم اللي هنا ولقيته هناك هو ومراته ومسكت فيه و اتخانقنا مع بعض وأنكر إن أخته كلمتني وقال إن تليفونها مسروق، وقال عليا كدابة علشان قولت عليه قدام مراته إنه عامل بلاوي وهي نايمة في العسل وكمان...

قاطعها سائلا بغير تصديق:
هو لسه في كمان؟... وكل ده ومقولتيش، ده أنتِ يومك مش هيعدي النهاردة.

أبدت انزعاجها وهتفت بضجر:
شوفت بقى أنا مكنتش عايزة أقولك ليه؟ ... وبعدين لو سمحت احترم أداب الحوار و لا تقاطع.

رد على قولها هذا وقد طفح كيله:
أنتِ هتكلميني بالفصحى يا ختي، وما احترمتيش أنتِ نفسك واتلميتي وقعدتي في بيتك ليه، افرضي كان الزفت ده عملك حاجة و لا جه جنبك؟

_ اللي حصل بقى يا طاهر.
قالتها بنفاذ صبر ثم استرسلت لتخبره بما هو أهم:
الغريب بقى اللي حصل وأنا هناك، إن البت علا كانت هيئتها مريبة، كأن حد ضاربها ولا غاصبها على حاجة، ولما الخناقة شدت أوي بيني وبين شاكر راحت "علا" مكذباه قدام مراته، وقالتلها شاكر محبش غير ملك وبعدها طلعت تجري، و شاكر جري وراها بس ملحقهاش... وطبعا دي كارثة لأن شاكر مفهم مراته إننا كذابين زي ما أنت عارف.

تبدل حال "طاهر" لآخر، أنصت تماما وانتظر منها المزيد لكنها توقفت، فأسرع يطلب منها بلهفة:
طب ومراته عملت إيه؟
بررت عدم معرفتها الإجابة ببراءة:
ما هو أصل أنا مشيت.

ضرب على الطاولة وهو يهتف بغيظ ود لو أطلقه عليها ليفتك بها:
يعني في كل اللت الفاضي والكلام اللي ملهوش لزمة وقفتي وفي الحاجة المهمة مشيتي، أعمل فيكي إيه يا "شهد"؟

_ تقبل خبراتي المحدودة في مواجهة المواقف الصعبة، احتضن الانسان.
قالتها وقد رسمت على وجهها ابتسامة بريئة أثارت استفزازه أكثر.... تجمل بالصبر بصعوبة ثم سألها:
تروحي ولما بشير يجي اجي اخدك، ولا تيجي نتغدى، في مطعم سوشي فاتح جديد بيقولوا حلو أوي.

أيدت الاقتراح الثاني بسعادة وبالفعل بقت معه حتى السادسة والنصف، توقيت حضور " بشير" والذي لم يكنا يعلما أنه ليس بمفرده.

★***★***★***★***★***★***★***★

شعرت مريم بالاستغراب والريبة حيال رفيدة بداية من قدومها إلى منزلهم، في البداية قالت لها أنها تشعر بالملل وتريد منها أن ترافقها ويخرجا سويا يتناولا الغداء في الخارج، وافقت على مضض بعد أن أخذت الإذن من والدتها، وحين خرجا وبعد أن قطعا مسافة قليلة وجدت "رفيدة" تقول بخيبة أمل:

يا نهار أبيض أنا نسيت الموبايل والفلوس.

فاقترحت "مريم" حلا رأته مناسبا بعض الشيء للمشكلة:

خلاص مش مهم، أنا معايا فلوس.

_ يا بنتي لا علشان لو احتاجنا حاجة زيادة، و كمان عايزة الموبايل

بررت "رفيدة" بهذا ثم قالت مسرعة ليبدو الأمر وكأنه طبيعيا:

تعالي معايا هجيبهم بسرعة ومش هنتأخر، احنا مبعدناش أوي.

وقبل أن ترفض "مريم" جذبتها "رفيدة" قائلة بمزاح:

تعالي مش هناكلك، ابقي اقعدي مع ملك الخمس دقايق اللي هجيب فيهم حاجتي.

ذهبت بالفعل معها وحين وصلا سمعت "مريم" نداء "يزيد" من داخل المرسم يهتف باشتياق:

يا مريم وحشتيني تعالي، تعالي.

هتافه هذا جعلها تبتسم وقالت "رفيدة":

ادخلي شوفيه عقبال ما اجيب الحاجة.

ولم تنتظر الرد تركتها وهرولت ناحية المنزل وهي تحدث نفسها:

الله يسامحك يا " حسن" ، لو بابا عرف هيرتكب جريمة فينا احنا الاتنين.

كانت "مريم" تطل على المرسم من الخارج، لم تلمح "حسن" فظنت أن الصغير بمفرده في الداخل لذلك دخلت وبالفعل لم تجد سواه، رحب بها كثيرا وبدأ في ثرثرة لا تتوقف عن العطلة، وخطط العطلة مما جعل "حسن" المتواري عن الأنظار في الخارج يهمس:

ده أنت رغاي ورغيك موردش على حد.

قالها وقرر الدخول، وما إن رأته هي وسمعته يقول بسخرية :

قولتيلي بقى ابراهيم شاب كويس وفي قبول؟

حتى حسمت أمرها بالخروج من هنا بسرعة وأتى ذلك مزامنا لقول الصغير:

أنا هطلع اجيب الاسكتش بتاعي أفرجك أنا وبابا عملنا إيه.

قالها وهرول ناحية الخارج وقبل أن تلحق به كان الصغير قد أغلق الباب، واستطاعت سماع صوت المفتاح يغلق من الخارج فصاحت بانزعاج:

يزيد بتعمل إيه؟

لم يكن يزيد بل كانت "رفيدة" المجاورة له والتي أخذت تهمس:

أنا أسفة والله.

ثم حسمت قرارها وهي تتذكر حديث شقيقها الذي أخذ يرجوها حتى ملت بأنه يريد الحديث معها، يريد فرصة ثانية معها ولكنها لا تعطيه حتى فرصة الحديث، أشفقت عليه ووافقت ولكن الآن تندم على هذا الفعل المتهور مما جعلها تقول:

أنا هفضل واقفة هنا، لو حسيت إنها خلاص مش عايزة تسمعه هفتحلها وأمري لله، ويزعل هو بقى ولا يتفلق.

رأت أن هذا هو الأنسب وحاربت نفسها بشراسة لكي لا تفتح الباب الآن وتتخلص من هذا الاتفاق الذي عقدته مع شقيقها والذي تيقنت الآن من أنه اتفاق غبي عقده شخص أغبى.

★***★***★***★***★***★***★***★

من جديد هنا في هذه العيادة، التي يخرج بعد جلسته فيها يفكر في مئات الأشياء الإيجابية، ولكن السلبية أيضا تتفنن في محاربته... أخيرا أتى دوره، تأمل هيئة الغرفة التي شبه اعتاد على أجوائها، ألوانها هادئة تبث الطمأنينة في النفس، والإضاءة مريحة للعين كما يفضلها، لا تزعجه أبدا... أتى "نور" ورحب بابتسامة واسعة:

أهلا يا "عيسى"؟

وكان الرد على الترجيب سؤال وجه فيه عيسى الاتهام له:

وهو من أخلاق المهنة اللي بتشتغلها إنك تدي أهل مريض دوا يحطهوله من وراه؟

نفى " نور" هذا وصحح له الأمور:

أنا كنت معترض جدا، بس والدك أصر أقوله اسم أي حاجة تهديك شوية، كان خايف عليك على فكرة... وبالفعل أنت عندك حق أنا غلطان.

قالها نور وهو يرتدي نظارته الطبية ثم سأله بابتسامة متخطيا حديثهما السابق وكأنه لم يحدث:

ها قولي إيه الأخبار؟

يعلم أن طريقته هذه تفلح مع "عيسى" استدراجه بالأسئلة يجعله يتجاوب معه وبالفعل سمع منه إجابة وحتى ولو كانت مغلفة بعدم الرضا:

مش أحسن حاجة، أنا حاسس إني مش أنا... وكأنك بتعالج أفكاري السلبية وبتحاول تحد من إن النوبة تجيلي بإنك تهمدني.

_ دي آثار الحبوب.

قالها نور فرد عليه "عيسى" بتعب:

بس أنا مش مرتاح، بقيت طول الوقت جسمي مكسر وعايز أنام وبنام فعلا فترات طويلة ولما بقوم بيبقى عندي خمول رهيب مش عايز أعمل أي حاجة

دون "نور" شيء ما واسترسل في أسئلته له بسؤال جديد:

طب وإيه أخبار ردود الأفعال؟، والمشاعر... حب، كره، فرح، حزن.. كل ده إيه أخباره معاك؟

ضحك "عيسى" وهو يخبره:

حاسس إني بقيت بدي الأمور أقل من حجمها وده مضايقني، عرفت إن أخويا حصله حادثة، أنا كنت مرعوب عليه بس حسيت إن ردة فعلي مش هي المتوقعة مني أنا... وكأني عادي قولت جايز ده بسبب إن بابا طمني عليه، هتقدم خطوة في شغلي ودي أكتر حاجة المفروض بتفرحني بس حاسس إني عادي،

تنهد بتعب وهو يضيف:

كذا حاجة حاسس إن ردود فعلي فيها اختلفت، كأني مبقتش بحس أو إحساسي قل للنص.

_ حد من اللي حواليك حس بالتغيير ده؟

هز "عيسى" رأسه قائلا:

اعتقد بابا لاحظ، ملك كمان أكيد خدت بالها... بس النهاردة لما عيطت كل حاجة اتغيرت في ثانية واللامبالاة اللي كنت بتكلم بيها اتحولت لزعل إني السبب في ده وكأن بوادر تبلد المشاعر دي راحت، ده حصل النهاردة بس، امبارح هي عيطت وأنا متأثرتش بنفس الدرجة اللي كنت بتأثر بيها.

وضح له "نور" من جديد بأسف:

تبلد المشاعر، والكسل والإرهاق والنوم الكتير ده كله من تأثير الدوا للأسف، أنت حاسس ببوادر بس، في ناس تانية بتحس كأنها تماثيل مبتديش أي ردة فعل، وده ممكن يحصلك مع استمراريتنا في العلاج الفترة دي، علشان كده أنا هبدلك الحبوب بحبوب تانية أعراضها أخف شوية، وهقولك على حاجات نحاول بيها نقلل من التبلد ده.

_ زي إيه؟

سأله عيسى بفضول فأرضى فضوله بقوله:

أنا عرفت من والدك إنك بتحب الرياضة، بتمارس الفترة الحالية أي رياضة بتحبها؟

هز "عيسى" رأسه نافيا فأكد "نور" عليه:

يبقى لازم تشوف رياضة بتحبها وتمارسها، ده هيخليك نفسيا أحسن وهيشحنك بطاقة تقلل من التبلد، كمان تمارين الاسترخاء اللي اتفقنا عليها داوم عليها بشكل أكبر، واعمل أي تغييرات كده غير الروتين اللي متعود عليه، خد أي حد بتحبه واتمشى معاه واسمع واتكلم، خد ملك مثلا وغيروا جو يومين سوا... لو بتحب شغلك زي ما ذكرت زود اهتمام بيه ده برضو هيديك طاقة إيجابية.

لم يعلق عيسى على ما قيل، فلم يكن يرى أن هناك رد حتى سأل "نور":

أنا عايز أعرف علاقتك أنت وملك الفترة دي ماشية ازاي؟... متوترة، ولا بتطور، ولا ثابتين على وضع واحد؟

بدأ في التصريح بكل ما يدور في صدره ويؤرقه:

علاقتنا بتطور وبتتوتر وثابتة في نفس الوقت، بتطور من ناحية إن حاجز الإحساس بالذنب واحدة واحدة عند " ملك" بيقل، خوفها من القرب علشان كل اللي مرينا بيه بدأ يتلاشى، لكن بتتوتر من ناحية تانية وهي إن بقيت أفكر كتير في الخسارة وإنه ممكن يوم منبقاش في حياة بعض وده حسيته أكتر امبارح لما اتخانقنا وراحت لوالدتها وطلبت منها ترجع معايا ورفضت، الخوف من الخسارة ده اعتقد عندها هي كمان من ساعة حادثة فريد وده بيأثر علينا احنا الاتنين، وعلاقتنا ثابتة من ناحية إن ملك قليل جدا لما بتبادر بإنها تطلب حاجة عايزاها، تطلب خروجة أو حتى نتغدى برا، تطلب القرب عموما، بحسها دايما بتتكسف من ده وكأنها جريمة، حتى الفلوس مبتطلبهاش دايما أنا اللي بعرض ولازم ترفض في الأول وبعدين ترضى تاخد، بحس إن عندها حساسية زيادة من كل حاجة وقولت ده هيتغير مع الوقت بس حاسه ثابت.

ابتسم "نور" واقترح عليه الحلول مردفا بهدوء:

الأخيرة دي حلها سهل، اكسر الحاجز اللي مخليها ثابتة، خليها تعمل حاجات مختلفة عن شخصيتها، جريئة أكتر وهي مش متعودة تعملها قبل كده ده هيخلي الموضوع يقل بالتدريج، واللي بيحصل ده نوعا ما طبيعي، هي خجولة جدا وأنت العكس تماما، الجراءة والتحفز وفي بعض الأحيان التهور كلها حاجات عندك واعتقد كل واحد فيكم بيزرع في التاني حاجة منه، بادر أنت وخلى الموضوع يبدو وكأنه إطار مشاركة علشان تحس هي إنه عادي بيتعمل بسهولة أهو، فتاخد خطوة بعد كده من نفسها، ثم مسح على رأسه وهو يضيف:

بالنسبة لجزء التوتر الناتج عن إن كل واحد منكم قلقان التاني يسيبه، فالخوف مش هيمنع حدوث الشيء، لو حطيت في دماغك إن الخوف ده ممكن يقرب حدوث اللي خايفين منه واشتغلت على ده هتلاقي الشعور ده بيتلاشى تماما.... ركز في اليوم بتاعك النهاردة اللي أنت وملك فيه مع بعض، متركزش في إنك خايف إن بكرا ميكونش في "ملك"... اشتغل على ده وتدريجي الوضع هيبقى أفضل.

ثم سأل ما رغب في الحصول على إجابة عليه بشدة:

عايز اسألك صحيح... النوبة من اخر مرة جتلي هنا فيها جتلك؟

أعطاه الإجابة التي كانت مرضية إلى حد كبير بالنسبة  لنور:

جالي بوادرها مرتين، مرة قدرت اتحكم فيها قبل ما تبدأ، ومرة تانية امبارح بس دي مقدرتش اتحكم فيها حسيتها أقوى مني، كنت غضبان غضب كبير من موضوع الحبوب اللي معاها وكنت عايز اكسر كل حاجة لدرجة اني فكرت اجيلك هنا وأكسر العيادة دي على  دماغك.

تعالت ضحكات " نور" وهو يسأله بما أثار استفزازه:

وهنقعد فين لما تكسرها على دماغي؟

_ أنت كده هتخليني أقوم أكسرها بجد.

قالها "عيسى" فرفع "نور" كفيه معلنا باستسلام:

طب خلاص، خلاص.

ثم تناول القلم وبدأ في الكتابة قائلا:

أنا هكتبلك البديل هنا، وهبعتلك على واتساب ميعاد تجيلي فيه هنا أنت وملك، جلسة هتقعدوا فيها مع ناس هتفرق معاكم جدا.

وافق عيسى بهدوء واستقام واقفا من أجل الرحيل وأتى ليتناول منه الورقة ولكن أبعدها "نور" هاتفا بمزاح:

خسارة فيك أنت كنت عايز تدمر أكل عيشي من شوية.

فانتشلها "عيسى" من يده ضاحكا، ثم غادر المكان وهو يسحب نفس عميق ساعده وبشدة على الاسترخاء.

★***★***★***★***★***★***★***★

ساعات توالت ظننا أنها لن تغير الكثير ولكنها أعطتنا درس بألا نظن مجددا خاصة معها لأنها الحياة، حدث الكثير والكثير عند "علا" خلال هذه الساعات الكثير الذي جعلها تأخذ هذه الخطوة، ولا تتراجع، كان داخلها في هذه اللحظة طاقة حقد وكره كبيرة لشقيقها، رافقتها دموعها وبانت جلية في عينيها وعلى وجنتيها، دخلت إلى قسم الشرطة بثبات، لم يستغرق الأمر الكثير حتى دخلت إلى ضابط الشرطة، الدخول إلى هذا المكان تحديدا جعل الرعشة تسري في جسدها، لم تكن لتأتي أبدا حتى بعد ما فعله معها من سلب خصلاتها، ولكن خلال الساعات الماضية زاد في طغيانه فأصبحت لا تحتمل، نبهها الضابط حين قال:

بطاقتك.

تتحنحت وأخرجت البطاقة، أعطتها له بتوتر وبدأ في مطالعة بياناتها وهو يسمعها تقول:

أنا عايزة أقدم بلاغ.

بعد أن طالع بطاقتها هتف بتشبيه:

أنا عارف الاسم ده...أنتِ أخت نسيب معالي الوزير "ثروت" مش كده؟... أنا عارف أخوكي اتقابلن...

ابتلعت غصة مريرة في حلقها وهي تكمل بثبات باترة عبارته:

البلاغ في أخويا.

بهت وجهه، وقد علم أن الأمر مثير للريبة فسأل متوقعا أن تكون الإجابة تعنيف أسري:

تعنيف يعني ؟... بينكم مشاكل وضربك ولا عملك إيه؟

كان هذا الاحتمال الأقرب بالنسبة له ولكن ضربت باحتمالاته عرض الحائط، ترددت لعدة ثوان، ولكن في النهاية هتفت بثبات:

لا مش تعنيف.... أنا بتهمه في جريمة قتل.

طالعها بصدمة، لا يصدق ما تسمعه أذناه وضاعفت هي صدمته بأقوالها:

في جريمة قتل اتقيدت ضد مجهول من فترة طويلة، القتيل فيها كان "فريد نصران"...

سحبت نفس عميق واستدارت لتواجه عيناها عينيه وهي تلقي قنبلتها الأخيرة:

أنا بتهم أخويا بقتله.

هي لحظة، ليست سوى لحظة، نختار فيها أن نتحرر من كل شيء ونصرخ بالحقيقة التي صمتنا عنها طويلا حتى طالتنا اللعنة وأجبرتنا على الصراخ بها... ربما البوح هو أفضل ما صنعنا، وربما يكون بداية لعنة آخرى ستجعلنا نندم طوال حياتنا على فعلتنا هذه ولكن الأكيد بلا أدنى شك أن لحظة التحرر هذه لن ننساها أبدا.

يُتبع 💙

متنسوش تعملوا ڤوت وتقولولي رأيكم في الفصل ✨

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

1.8K 296 26
تحرك للأمام بصدمه وعندها اتضحت له الرؤيه اكثر. شق ضخم طولي من بدايه صدرها حتى منتصف بطنها يقطعه شق اخر عرضي. الدماء متحجره على وجهها من ناحيه عينيه...
169K 11.6K 20
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......
5.3K 866 34
في الطبيعي نجد أن البطله او البطل يحاولون اصلاح النصف الآخر و اخلاىٔه من ما به من اخطاء، لكن ماذا سيحدث أن كان الاثنان بهما أخطاء؟؟هل سيتشاركان معاً...
كَـفِـيفي ! Par h..

Fiction générale

171K 4.9K 34
قصة رجل فقد عيناه بسبب حادث مروري ويلتقي بحبيب ينقذه من حاله المؤساوي والمحزن ويلقى به السعاده .!