وريث آل نصران

By fatem20032

17.5M 898K 180K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)

الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}

101K 5.5K 1.3K
By fatem20032

الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

معذرة على التأخير مضغوطة شوية الأيام دي في الدراسة... ادعولي

هل هي الحقيقة؟.... أم أنه لم يكن سوى كابوس بشع سيغيثها منه الله بعد لحظات.
يا ليته كان كابوسا ولكن هكذا هي بعض الحقائق تصبغ أرواحنا بالسواد، وتسلب منا جزء ربما لا يعود أبدا.
فرغ "شاكر" تماما من اغتيال روح شقيقته، التي فجأة سكنت صرخاتها تماما وبقت فقط تتابع بعينين واسعتين ينكرا بقوة أن ما على الأرض ليس إلا خصلاتها الغالية، خصلاتها التي سلبها شقيقها ولم يشفع لها عنده كل توسلاتها
هوت على الأرضية، تلتقط ما تطوله يدها منهم بحسرة، و الشعور الوحيد المسيطر عليها هو عدم التصديق.
كان يراقب ردة فعلها بجحود، وحين انحنى ليطالعها لم تبتعد عيناها عن خصلاتها فأجبرها على النظر إليه هاتفا:
شوفتي عملتي في نفسك إيه؟
احتدت نظراتها، وقست عيناها أصابتها حالة من الهياج بعدما أدركت ما حدث وصرخت في وجهه:
أنا هفضحك يا "شاكر".... هفضحك وهوديك في ستين داهية.
قامت من مكانها وهرولت نحو حقيبتها، فتحتها وأخرجت الهاتف مسرعة، كان آخر رقم حدثته هو
" بشير"، تخطته ونزلت إلى رقم زوجة شقيقها، رقم "بيريهان" فابتسم معلقا بسخرية:
هتعملي إيه؟
قابلت سخريته بحرب شنتها عليه وهي تصرخ بجنون و دموعها في سباق عنيف:
هكلمها، هقولها إنك كداب، إن ملك صادقة وعيسى صادق وإن محدش وسخ غيرك.

والدتهما تدق بعنف من الخارج وتردعها عن الاسترسال خوفا عليها بينما سأل هو شقيقته بتهكم:
وإيه كمان؟... هتقوليلها إيه كمان اطربيني.

_ هبلغ عنك يا "شاكر"، هروح القسم ابلغ عنك وهسجنك.
طاقة جبارة تملكت منها، لا تدافع هذه المرة بل تهاجم... ما سلبها إياه نشط دفاعاتها و مكن ثورتها منها ولكن أمام قولها هذا أتاها رده بسهولة وهو يذهب ناحية أحد المقاعد ويجلس عليه واضعا الساق فوق الاخرى:
هتبلغي تقولي إيه؟

تحدته وهي تذكره بفعلته الشنيعة:
هبلغ عن اللي عملته فيا ده، و هتهمك في قتل فريد نصران ....
قاطعها مردفا بابتسامة:
بس كده التهمة ناقصة.

بهت وجهها وهي على يقين أن القادم منه لن يكون إلا الأسوء وأكمل هو:
ضيفي بقى على فريد ده حبيب القلب اللي أنا جبتك من معاه
شهقت بعنف وقال هو بضحكة ساخرة:
مش أنا بقولك عايزة تعملي ملك جديدة مش مصدقاني؟
أخرج هاتفه وتصنع الاتصال بأحدهم فسألت بارتعاد:
بتعمل إيه؟
رد بيسر وكأنه يغسل وجهه لا يخطط لجريمة:
بكلم اللي هيجبهولي علشان أخلص.
حاولت جذب هاتفه منه ولكنه أخفاه بشراسة خلف ظهره واتقدت نظراته حين استقام واقفا وجذبها من مرفقها قائلا بنبرة بثت الرعب داخلها:
أظن بعد اللي حصل ده عرفتي إني مبهزرش...
أنا مش هحلف بس هي حاجة واحدة
ثم بدأ تحذيره متوعدا:
لو عرفت إنك نطقتي بكلمة واحدة عن حوار " فريد" ده تاني، هموتهولك يا "علا" ومترجعيش بقى تصوتي وتعيطي في الآخر زي ما عملتي من شوية.
وأكمل وهو يطالع رأسها الحليقة باشمئزاز:
وهو عموما مش هيطيق يبص في وشك تاني بعد منظرك ده... لو خايفة عليه وعلى نفسك لمي لسانك.

طالعته تهتف بقهر شديد:
شعري هيطول يا "شاكر"... بس أنت عمرك ما هتنضف،
أنت النهارده خسرتني، همست بألم:
خسرت أختك... أختك يا " شاكر" اللي كانت مستعدة تبيع روحها علشانك،
تملصت من قبضته وصرخت:
أختك اللي كانت مستعدة تحط في بوقها الجزمة وتتجوز "محسن" علشانك، اللي وقفت جنبك ودارت عليك
سألته بعينين نطقا بالوجع:
هو أنا لو سألتك هونت عليك ازاي هتلاقي رد ترد عليا بيه؟
نظراتها حركت بداخله الكثير، فمهما حدث ستبقى "علا"، شعر بالتشتت أمام سؤالها ولكن ردع نفسه وهو يرد:
أنا عملت كده علشان مصلحتك... اللي عملته ده هتفضلي تفتكريه كل ما تفكري تقربي من الواد ده تاني، وعلى فكرة
ثم أكمل يحطم آمالها:
هو مش عاشقك في الضلمة ولا حاجة، هو بيستعبطك... قالك إنه كان في يوم عايز يرتبط ببيري؟
هزت رأسها بغير تصديق فوقف أمامها يهتف بانفعال:
طبعا مقالكيش، ولا عمره هيقولك أنا قبل ما أخوكي يتجوز بيريهان روحت عرضت عليها الجواز وهي رفضتني علشان " شاكر" ... الواد ده كان عايش عليكي الدور علشان ينتقم مني ومنها.

_ لا أنت كداب.
قالتها بضياع لم يأبه به بل أكمل بإصرار:
لو مش مصدقاني روحي اسألي "بيريهان" وهي تحكيلك، تفتكري واحد زي ده كان هيدخل نفسه في مصيبة ويشترك مع عيال نصران في غدرهم بيا ليلة فرحي علشان بس واحد منهم يبقى صاحبه؟... تبقي عبيطة،
احتدت نظراته وهو يلقي أقوله على مسامعها فتشعر وكأنها صفعات:
هو عمل كده علشان ينتقم من "بيري" اللي اختارتني أنا... عمل كده علشان يبوظ فرحتها، وساعتها بيريهان عرفته على حقيقته ووقف بكل بحاجة شمت فيها قدام القسم هو وابن نصران.

دموعها ألهبت وجنتيها، وهي تنظر للأرضية بخيبة أمل وشقيقها يسترسل:
بيريهان طلبت مني أحذرك منه، علشان سمعتك وأنتِ بتكلميه، و محبتش تتكلم معاكي هي علشان متفهميش  غلط.

سألته "علا" بألم ساخرة:
و أنت كده بقى حذرتني منه؟

ضرب على المقعد جواره صارخا بانفعال:
أنا كده عملت الصح، علشان تفتكري إنك ليكي كبير، مش على كيفك هي يا "علا"، و زي ما قولتلك لو شيطانك وزك تعملي ولا تقولي حاجة، تبقي أنتِ اللي اختارتي.

وقعت عيناها من جديد على شعرها المتناثر على الأرضية، و بخطوات أشبه بالخطوات إلى الموت سارت ناحية المرآة تطلع فيها إلى مظهرها، خرجت شهقة مكتومة فانتفضت على إثرها و حين أتى ليقترب منها واضعا كفه على كتفها أبعدت يده بعنف قائلة ببكاء:
وأنت النهاردة اختارت يا " شاكر" ... اختارت شيطانك وخسرتني خلاص.

أغمض عينيه بنفاذ صبر، ثم اندفع نحو الخارج كالبركان بعد أن فتح الباب، هرولت والدته نحو الداخل لترى حالة ابنها هكذا فهزت رأسها بغير تصديق، بينما انكمشت "علا" وأخفت رأسها بين ذراعيها وهي تبكي بصمت ولم يقطع البكاء سوى صيحة والدتها المستنكرة وهي تهتف:
منك لله يا "شاكر"... البت هتبور.
طالعتها " علا" باستنكار ثم عادت لقوقعتها من جديد، تنزف ألما لا عبرات على شعرها المفقود.

★***★***★***★***★***★***★***★

جلست "ملك" جوار الشرفة في منزل "ميرڤت" تنتظر حضوره وهي شاردة فيما حدث صباحا، حين تململ في نومته فاستيقظت إثر ذلك وسمعته يقول بنعاس:
ايه الصداع ده؟
فتحت عينيها بصعوبة وهي تعرض عليه:
اجبلك مسكن؟

تحرك بمفرده تاركا الفراش وهو يعفيها من مساعدته:
لا نامي أنا تمام.
كان متوجها ناحية المرحاض ولكن استوقفه سؤالها:
كنت فين امبارح يا "عيسى"؟
لم يرد بل قال بعد أن تنهد بثقل:
مبحبش اللي يستجوبني وهو عارف الإجابة.

تركت الفراش و تحركت لتصل إليه سائلة وقد حاولت بكل جهدها ألا تفقد أعصابها:
مين قال إني عارفة الإجابة؟... أنا معرفش غير إنك كنت راجع مش فايق، ودي حاجة جديدة عليا
طلبت برجاء وهي تتناول كفه:
" عيسى" علشان خاطري، بلاش الخطوة اللي بناخدها نرجع قصادها عشرين.

سألها ضاحكا:
الخطوة اللي بناخدها؟
ثم أكمل باستنكار:
بناخدها دي غريبة عليا، أنا بس اللي خدت خطوة يا "ملك"، وروحت للزفت علشانك و سواء كملت أو لا فأنا حر، لكن متقوليش بناخدها دي، أنا بقطع خطوة علشانك، مبضغطش عليكي علشانك، بستحمل كتير علشانك... بس شكلك أنتِ كمان اتعودتي.

طالعته بغير تصديق سائلة بانفعال:
اتعودت على إيه يا " عيسى" ؟

_ اتعودتي تاخدي ومتديش.
صرخ بها في وجهها، وعجزت هي عن الرد، عجزت عن قول أي شيء، هزت رأسها موافقة بهدوء تام غير مناسب للموقف وأخيرا قالت:
عندك حق.
قالتها ثم خرجت من الغرفة صافعة الباب بقوة جعلته يغمض عينيه بغضب، خرج خلفها و مسك بمرفقها سائلا:
رايحة فين؟ ... احنا كنا بنتكلم.

ردت عليه بنظرات حادة:
وأنا معنديش كلام أقوله، أنت قولت كل الكلام وأنت صح، ثم أكملت بضجر:
ممكن بقى تسيب ايدي علشان عايزة أكمل نوم ولا هتعترض على دي كمان وهتشوف إنها.....
بتر عبارتها بوضعه سبابته أمام فمها ثم قال هو هذه المرة:
تنامي تصحي براحتك، المهم مترغيش كتير علشان أنا مصدع.

تأففت بانزعاج وأتت لتتخطاه إلى الغرفة فاستوقفها ولم يترك مرفقها فأردفت بنزق:
هو في إيه؟

كرر نفس كلمته بتسلية:
مترغيش
_ هو أنا اتكلمت ولا فتحت بوقي يا بني...
الله يهديك والله
رد على قولها هذا مبررا سبب عبارته بابتسامة صفراء:
بس نفختي وأنا النفخ بيضايقني.
تنهدت بضجر وسألته غاضبة:
عيسى أنت عايز إيه وتسيبني في حالي الساعة دي؟

أخبرها بهدوء عن الإجابة:
تدخلي تلبسي علشان تيجي معايا المعرض...
حركها ناحية الغرفة قائلا:
يلا معاكي ربع ساعة.

عاندته قائلة:
مش رايحة معاك في حته.
_ لما نروح المعرض نبقى نشوف الموضوع ده.
قال هذا وهو يتوجه ناحية المرحاض فصرخت بغيظ:
ده أنت مستفز.
في اللحظة ذاتها كان "طاهر" في طريقه إلى العودة للاسكندرية، لم يستطع انتظار "عيسى" ليتحدثا فنبرة والده القلقة والتي لا تصدق عدم وجود كارثة أجبره على العودة لطمأنته بنفسه...كان قد وصل إلى مدخل قريتهم ولكن توقف حين لمح "شهد" العائدة بوجه يبدو عليه خيبة الأمل، أوقف سيارته وناداها فانكمش حاجبيها باستغراب، أسرعت تذهب إليه وما إن ركبت جواره حتى سألته:
هو أنت مش المفروض في رحلة النهاردة؟...
وبعدين طالما أنت مش في الشغل مبتردش على مكالم
قاطعها هاتفا بتعب:
حصلتلي مشاكل والله يا "شهد"... بس سيبك،
قوليلي أنتِ مالك؟

رفعت كتفيها وهي تقول بابتسامة متصنعة عدم وجود شيء:
مالي ما أنا كويسة أهو.
أشار على وجهها أثناء تكذيبه لحديثها:
بس التكشيرة دي متقولش إنك كويسة أهو خالص.

حين رأى دفترها تيقن من أنها كانت بكليتها فقال:
أنا بحس إنك بتروحي الكلية تضايقي وترجعي...
ثم غمز لها قائلا بضحك:
بس ولا يهمك
ابتسمت وأكمل هو:
بكرا تخلصي وتقعدي في البيت و تنسي كل ده.

قطبت جبينها بعد جملته الأخيرة واستوقفته سائلة:
يعني إيه اقعد في البيت؟ ... هو أنا بدرس ليه طالما هقعد في البيت؟

وضح لها الأمر بتدارك:
أنا مقصدش ده، وبعدين أنتِ اتضايقتي ليه ما في ناس كتير بتدرس وتقعد في البيت.

مجرى الحديث هذا لا تحبذه أبدا خوفا من اكتشاف ما لا يرضيها، قالت موضحة وجهة نظرها:
هما أحرار... ده طموحهم، إنهم يستقروا في البيت و يعيشوا حياة هادية، ومينفعش حد يغصب عليهم إنهم ينزلوا يشتغلوا وهما عايزين يستقروا... لكن أنا ده مش طموحي وأظن إن ده مش عيب.. مع إني بشوف يعني إن الشغل ضمان للست

جملتها الأخيرة جعلته يطالعها باستنكار مكررا:
ضمان!... ضمان دي معناها إنها متجوزة واحد مخوناه أصلا، أو مش هيصرف عليها وفي الحالتين دول هي اتجوزته ليه من الأول؟
استدعت صبرها حتى تستطيع إكمال هذا الحوار بسلام وبدأت في الرد قائلة:
طاهر أولا أنا مقولتش إني عايزة أشتغل علشان الشغل ضمان، أنا قولت إنه طموحي... ثانيا مش كل الرجالة زيك ، في كتير بيكونوا مش كويسين علشان كده أنا شايفة إنه ضمان علشان محدش يعرف الظروف.

هز رأسه نافيا وهو يقول:
أنا مش مقتنع يا "شهد"... ثم أكمل باستخفاف:
وبعدين معلش أنتِ هتشتغلي إيه بعد ما تخلصي؟

انفعلت من استخفافه هذا وردت بهجوم:
هو أنا ليه حاسة يا طاهر إنك بتتكلم عن اللي أنا بقولك إنه طموحي بتقليل؟...في مجالات كتير حابة أشتغل فيها أولهم السياحة أكيد علشان دي الحاجة اللي بحبها.

تنهد بضيق وهو ينفي عبارتها قائلا:
أنا مقللتش من طموحك يا شهد... لكن أنا شايف إن اللي بتتكلمي فيه ده مش مناسب، أنا مش معترض على فكرة شغلك على فكرة ولو عايزة تفتحي مشروع بتاعك أنا موافق من النهاردة لكن أنا معترض على المجال اللي عايزة تتواجدي فيه لأنه بيحتاج لف وسفر و تعب هيكون كتير عليكي

ضحكت بغير تصديق وهي تقول:
والله؟... طب ما أنت برضو مجال شغلك بيطلب نفس الحاجات دي، ولما طلبت منك تخليك في الشغل مع عمو وتسيب الطيران قولتلي ده الشغل اللي بحبه.

_ علشان أنا غيرك يا " شهد" .
هكذا رد ببساطة فسألته بانفعال:
يعني أنت عاقل ومسؤول وأنا مجنونة ومبفهمش ولا إيه بالظبط؟

هتف بنفس انفعالها وهو يستدير لها:
مقولتش كده، ومتقولينيش كلام أنا مقولتهوش.... وخوفي عليكي مش معناه إني بقول عليكي مجنونة ولا مبتفهميش، أنا مش هكون متطمن ومراتي هنا وهناك و أنا طول الوقت أعصابي بايظة و قلقان عليها

_ أعصابك دي تبوظ لما أبقى عيلة أول مرة تخرج وباعتها تشتريلك حاجة من المحل مش واحدة كبيرة وعارفة هي عايزة إيه
تولى الهجوم هو هذه المرة وهو يسألها:
أنتِ بنفسك من كام يوم قولتي إن أعصابك بتبقى بايظة لما بطلع رحلة...صح ولا لا؟
هزت رأسها قائلة:
اه صح، هتسيب شغلك علشان أعصابي متبوظش؟

نفى هذا مردفا بضجر:
لا مش هسيب شغلي، و متتكلميش معايا بهجوم كده وكأني الجلاد اللي بيقولك هحبسك في البيت... فيها إيه لما اقترحت إنك تحققي طموحك بس بمشروع يكون قريب من البيت وميسببش إني طول الوقت أبقى قلقان عليكي وخايف يحصلك حاجة برا،
وقبل أن تتحدث أوقفها هاتفا:
ومتقوليش أنا كمان ببقى قلقانة عليك، لأن الوضع هنا مختلف، أنتِ لما عرفتيني كنت طيار، فمش بين يوم وليلة هسيب حياتي اللي ببنيها من سنين، و أنا مش هقدر أكتفي بالشغل مع بابا مش هينفع ده يحصل علشان أنا كده هبقى شخص اتكالي معتمد على اللي عند أبوه، أنا اشتغل بجانب شغلي اه لكن اعتمد على شغلي مع أبويا كشغل لوحده لا دي مش شخصيتي، أنتِ مش مطالبة يا شهد تصرفي على بيت وتضغطي فأنا علشان كده اقترحت ده عليكي
ثم هدأت نبرته وهو يخبرها:
تشوفي أي حاجة حابة تعمليها متكونش هتطلب إنك طول الوقت تبقي بعيدة وأنا أفضل قلقان، المجال اللي أنتِ عايزاه ده أنا هخاف أسيبك تشتغلي فيه، هخاف عليكِ يا "شهد".

ابتسمت وهي تهز رأسها قائلة:
خلاص يا حبيبي أنا موافقة.
مسح على وجنتها بحب وهو يبادلها ابتسامتها ولكنها أكملت ما جمده:
بس ده مش هيحصل غير لما أنت تسيب الطيران وتشوفلك أي مجال تاني علشان بخاف عليك... المجال ده أنا أخاف أسيبك تشتغل فيه، هخاف عليك يا
" طاهر"
تكرر ما قاله حرفا حرفا فهتف بغضب حاول مدارته بابتسامة:
أنتِ عايزة تجيبي آخري، وبتستفزيني علشان أقول مفيش شغل خالص وتوصلي للي أنتِ عايزة تثبتيه من أول ما بدأت كلام معاكي، إني مش عايزك تشتغلي وعايزك في البيت
تنهد وأكمل:
عموما يا "شهد" أنا مش هقول كده... براحتك.
قال كلمته الأخيرة ثم أوقف سيارته أمام محل والدتها فنزلت بانفعال صافعة الباب خلفها، رأت "مريم" الجالسة في المحل ثورة شقيقتها التي بانت على وجهها فسألتها باستغراب:
مالك في إيه؟
هتفت بضجر وهي تلقي بدفترها وحقيبتها:
في إن طاهر مقتنع إني عيلة، طاهر أي حاجة بيرفضها ويقول عليها لا، لازم يبقى مبررها أنا خايف عليكي...
محتاج يفوق بقى ويفهم إني مش يزيد ابنه وإني مراته و...
قاطعتها "مريم" محاولة تهدئتها:
طب ممكن تهدي ونتكلم... اهدي بس.

صاحت بضيق:
أنا أعصابي باظت خلاص ومبقتش عارفة ألاقيها منين ولا منين.
قالت هذه الجملة وتوجهت إلى مدخل منزلهم في حين وقفت "مريم" مكانها هامسة بضيق:
اهو اللي ماما كانت بتحذر منه بدأ أهو.
ثم انتبهت حينما حضر أحد الزبائن وذهبت إليه لتقضي حاجته.

★***★***★***★***★***★***★***★

في معرض سياراته، جلست بصمت وهي تسمع "عيسى" الذي جلس على أحد المقاعد يحدث "بشير" الواقف أمامه:
أنا مش عايز اسئلة يا "بشير" لو سمحت عن اللي حصل امبارح... خلينا في الشغل أحسن.
_ طب وكارم؟
كان هذا سؤال "بشير" الذي رد عليه "عيسى" قائلا:
بعدين.
ثم تساءل وهو يفتح البراد:
هو البابل تي فين؟
رد عليه "بشير" بضجر:
خلص، وأظن إن احنا بنتكلم في حاجة أهم دلوقتي.

ضيق "عيسى" عينيه وهو يسأله بغيظ:
أنت رخم ليه؟... واحد وريقه ناشف وعايز يشرب
جذب "بشير" زجاجة المياه ووضعها أمامه بضيق فاستدار "عيسى" سائلا زوجته الجالسة على الأريكة:
رخم صح؟
لم ترد عليه وعادت للنظر إلى هاتفها فجذب "عيسى" بعض الأوراق التي سلمها له "بشير" ووضعهم جوارها على الأريكة قائلا:
خدي بصي في دول كده.

تساءل "بشير" رافعا عنها الحرج:
يا بني هي مش هتعرف... لو عايز تراجعهم، هات أنا ه....
قاطعه "عيسى" قائلا بابتسامة:
لا سيبها، هي هتعرف أنا فهمتها شوية حاجات قبل كده في البيت، وشوية شوية هتلاقيها بتطردني أنا وأنت وقاعدة هنا لوحدها.
ابتسم "بشير" ولم تبتسم هي بل طالعت الورق بجمود وهي تردع نفسها بقوة عن الابتسام وبالفعل نجحت، فاستدار يسألها بنبرة منخفضة:
مبتضحكيش ها؟
طالعته بترفع وهي تسأله:
هو في حاجة تضحك؟
هز رأسه نافيا فقالت له بابتسامة صفراء:
يبقى الضحك من غير سبب قلة أدب.

ضحك "بشير" وحين استدار يطالعه "عيسى" هتف من بين ضحكاته وهو يرفع كفيه ببراءة:
أنا بضحك بسبب.

_ ماشي.
قالها "عيسى" هامسا بتوعد لها وتجاهلته هي وبدأت في مطالعة الأوراق التي أعطاها لها، وتدوين بعض الملاحظات أيضا بينما بدأ "بشير" جذب انتباه صديقه بقوله:
في حد ممكن يسهلنا إننا ناخد التوكيل ده.

سأله "عيسى" باهتمام:
سكته إيه طيب؟
مط "بشير" شفتيه بخيبة أمل وهو يقول:
لا ملهوش سكة، الحل الوحيد اننا نقابله ونقنعه إننا عايزين نعمل حاجة فعلا وهو يتكلم بلساننا، لأن ليه كلمته، ده غير إن سمعت إن الراجل الأجنبي في مصر مخصوص علشان في بينهم شغل.

أشاح "عيسى" بذراعه قائلا بلا اهتمام:
لا يا عم مش جونا ده، هنروح لسه نقعد نقنع واحد يقنعلنا الراجل الأساسي إنه يدينا التوكيل، طب ما نقنع الأساسي أحسن.

_ مش سهلة كده هي يا "عيسى"، لازم حد على الأقل يبقى ضامننا قصاده ويقنعه بينا أكتر.
كان هذا قول " بشير"، الذي استغرق في الحديث مع صديقه حتى قطعه صوت "ملك" التي قالت:
أنا بصيت فيهم، مفيهومش حاجة.

طالعها "عيسى" قائلا بلطف:
معلش بصي فيهم تاني يا "ملك".
هزت رأسها موافقة بعد أن تأففت ثم عاد هو إلى صديقه هاتفا:
طب والحل دلوقتي؟... اديني طيب يا عم رقم الراجل اللي بتقول يتوسطلنا ده وأنا أحاول أشوفلي معاه سكة... هو مين أصلا؟

رد " بشير" بخيبة أمل:
لا ما هو مش هينفع نكلمه علشان غالبا مش هيرد، وكمان صعب نقابله

_ أسحرله يعني ولا أعمل إيه يا "بشير"؟
هكذا قال " عيسى" بانزعاج ثم كرر سؤاله:
وبعدين هو مين قولتلك؟
أتى "بشير" ليرد عليه ولكن قاطعته "ملك" قائلة:
أنا متأكدة، بصيت فيهم ومفيش حاجة.

سألها "عيسى" باستنكار:
لحقتي يا "ملك" ؟
قبل أن تعطيه الرد استأذن "بشير" ليجيب على هاتفه وترك لهما الغرفة وحينها ردت "ملك":
أيوه أنا شوفتهم...
قاطعها حين ترك مقعده وتوجه ناحيتها، مال عليها وأشار على شيء ما في الورق المتواجد بين يديها قائلا:
ودي إيه؟

انكمش حاجبيها وهي تنظر ناحية ما أشار عليه، خطأ حسابي لم تلحظه فبررت بارتباك:
معلش مخدتش بالي.
وجهها بحزم:
لا مفيش حاجة اسمها مخدتش بالي في الشغل، أنا لما قولتلك راجعيه تاني وقغدتي تنفخي كان علشان تاخدي بالك من الغلطة دي، لكن برضو مخدتيش بالك

كانت صامتة تستمع له واسترسل هو منبها:
اتعودي في أي شغل تشتغليه، متسمحيش لأي غلط ولو حصل يبقى غلطك في أضيق الحدود، الشغل ده بتاعك وعلشان متحتاجيش يتراجع وراكي وتكبري لازم تركزي.

تساءلت بدهشة:
كل الدرس ده علشان غلطة؟
_ لا مش علشان غلطة، الدرس ده علشان تتعلمي إن الغلطة اللي أنتِ مستهونة بيها دي تهد مية طوبة رصتيهم يا " ملك"...
ثم قال آخر كلماته قبل أن يخرج:
دي آخر مره هنبهك لغلط، بعد كده لو لقيت غلط في شغل تبعك هتبقى المعاملة زيك زي أي موظف هنا.

_ هتخصملي؟
تساءلت بسخرية ثم أكملت:
ولا هترفدني؟

جاوبها بابتسامة صفراء:
لا أنا مبطردش حد، والخصم مش أسلوبي....
خليها في سرك، لما تغلطي تاني هتعرفي لوحدك.

ثم خرج لاحقا بصديقه، وقبل أن يخرج قال:
في ورق تاني على المكتب بصي فيه، و لما تخلصي هروحك.

ما حدث رفع تركيزها للضعف، ولكن أزعجها مضايقاته فهتفت:
على أساس مبيغلطش هو.
فتح الباب مباغتة وهو يسأل بعينين ضيقتين:
بتقولي حاجة؟
انتفضت إثر المفاجأة ثم سريعا ما جذبت الأوراق فابتسم وخرج تاركا إياها بمفردها مع ما كلفها به.

★***★***★***★***★***★***★***★

كانت "رفيدة" تسير جوار شقيقها "حسن" وبصحبتهما "يزيد" الذي قال:
جدو قالنا نخرج نشممك الهوا.... شميت؟
سؤاله الأخير جعل "حسن" يبتسم بعد عبوس طويل، وهز رأسه قائلا:
شميت اه.
_ طب هاتلي شيبسي و مستيكة يلا.
هز "حسن" رأسه موافقا على طلب الصغير بابتسامة، ثم قالت "رفيدة" له:
أنا مش عايزة شيبسي... أنا عايزاك تطلبلي أكل وتجبلي
وقبل أن تسترسل أوقفها قائلا:
كده أنا اللي واخدكم طالع بيكم رحلة مش أنتم اللي هتشمموني هوا.
بعد جملته هذه وصلته رسالة، انكمش حاجبيه وهو يقرأ المكتوب بها باستغراب:
حسن أنا "رزان".. ممكن أقابلك ضروري؟، عيسى مش بيرد عليا خالص.

_ عيسى في القاهرة، لو عايزاه استني لما يجي وأنا هخليه يكلمك.
كان هذا رده الذي كانت الإجابة عليه رسالتها:
أرجوك يا حسن، محتاجة أبلغك حاجة تقولهاله.

فكر قليلا ثم قال وهو يحك عنقه بتعب:
بقولك ايه يا رفيدة خدي يزيد وارجعي، وأنا رايح مشوار كده.
لم ينتظر حتى تستفسر شقيقته بل رحل مسرعا، وقبل أن تعود هي سمعت نداء والدة " عز" فتوجهت نحوها حيث تقف على عتبة منزلهم المجاور لورشة ابنها واتسمت بود قائلة:
ازيك يا طنط.
رحبت بها وبالصغير كثيرا ثم قالت:
والله ما تمشي إلا لما نشرب الشاي سوا.

_ معلش أصل
كانت ستتحجج بوجود "عز" ولكن قالت السيدة بحزن:
هزعل لو قولتي لا، وكمان عز مش هنا طول اليوم في شغل برا و مفتحش حتى ورشته فمتزعلينيش بقى.

خضعت في النهاية لطلبها بابتسامة فاستضافتها هي والصغير، دقائق وكانت قد أحضرت المشروبات قائلة بمرح:
اشربوا العصير الأول وبعدين نتغدى والشاي براحتنا.
فهتفت رفيدة بضحك:
لا يا طنط والله... هو حاجة واحدة بس.
ناولت رفيدة الصغير كوب العصير وبقت هي تتبادل أطراف الحديث مع السيدة حتى أتت عند نقطة تخص "عز" ووالدته تقول باستياء:
مطلع عيني والله... نفسي أشوفله عيل قبل ما يجرالي حاجة.

_ بعد الشر عنك... سيبيه براحته، "عز" عاقل ولما يحب يستقر أكيد هياخد الخطو....
لم تكتمل عبارة "رفيدة" بسبب قول والدته:
أصله بيحب واحدة... بيحبها من و هما لسه عيال، قولتله مية مره بلاش وجع القلب ده يا تقولها ونتقدم يا تفضها خالص مش عايز يسمع الكلام.
امتقع وجه "رفيدة" وسألت بفضول:
ليه مش عايز يسمع الكلام؟

صارحتها بعد ارتباك:
بصراحة كده بس بيني وبينك يعني، هو عايز يوفرلها عيشة زي اللي عايشاها قبل ما يتقدم... بس أنا صعبان عليا لفه ده وخايفة  هي في الآخر تتجوز وهو ميطولش حاجة خالص... مش أنا عندي حق؟... مش يروح يكلم أهلها أحسن؟

هزت "رفيدة" رأسها بحزن، وهي تفكر في من شغل عقلها الأيام الماضية، تسمع الآن عن تلك التي يحبها وتكمل والدته:
بس أنا عارفة ابني، كرامته عنده بالدنيا... مش عايز يروح علشان ميترفضش.

_ هي أكيد لو عرفت بيحبها قد إيه مش هترفضه.
قالتها "رفيدة" بابتسامة صادقة محاولة عدم إبداء ضيقها حتى هتفت والدة "عز" ما جمدها:
يعني لو بيحبك أنتِ واتقدملك هترفضيه؟

تنحنحت "رفيدة" بحرج وطالعت السيدة بغير تصديق وهي ترد بارتباك:
أصل الموضوع مش كده يا طنط... بس صدقيني عز راجل وشهم وأي واحدة تتمناه.

_ بس هو مش عايز أي واحدة....هو عايزك أنتِ.
هذا ما قالته والدته بابتسامة للجالسة أمامها، لم تصدق "رفيدة" ما يُقال، شعرت وكأن صوتها هرب منها وهتفت بتلعثم:
أنا... عايزني أنا.

كانت ستكمل والدته ما بدأته ولكنه دخل وهي تقول:
أيوه عز بيحب...
بتر عبارتها وقد كان سمع جملتها السابقة وهتف:
ايه يا اما اللي بتقوليه ده، متاخديش على كلامها يا أستاذة.
طالعته "رفيدة" وقد كانت مازالت تحت تأثير صدمة ما قيل ولكن حطم هو آمالها بقوله:
هي أمي كده علطول تحب تهزر... متزعليش،
أنتِ زي أختي.

كانت والدته ستعترض ولكن أكمل هو:
اللي أنا عايزها يا حاجة بنت الشيخ مرزوق، وقريب هتقدم إن شاء الله.
شعرت "رفيدة" بالإهانة، وكأنه ينفي تهمة نكراء عنه، شعرت وكأن والدته تفرضها عليه.
تجمعت الدموع في مقلتيها ولكن ردعتها ثم استقامت واقفة وبيدها الصغير الذي رفع رأسه متساءلا عن سبب حزنها بعينيه، وقفت هي أمام "عز" وقالت بابتسامة:
أكيد يا "عز"، هو ده أصلا اللي كنت هفهمه لطنط... إنك أخويا وبس، و...
تنهدت تنهيدة حارة قبل أن تكمل بابتسامة أوسع:
و مبروك مقدما ليك ولبنت الشيخ مرزوق.
لقاء الأعين هذا سلبت به عقله كما فعلتها مع قلبه مسبقا، رغب لو صرح الآن بأنه لم يحب سواها وأن والدته لم تكذب في حرف، ولم تستطع هي البقاء أكثر فجذبت الصغير وانطلقت به كالبركان من منزلهما، غادرت لتبقى ثورتها خامدة، ولكن لم تكن على صواب فقد كان خروجها بمثابة الإذن لعينيها حتى تطلق سراح عبراتها المقيدة.

★***★***★***★***★***★***★***★

ملت من انتظاره، فقررت الذهاب إلى غرفة خالته... دلفت " ملك" إلى "ميرڤت" وسألتها بابتسامة:
صاحية؟
هزت "ميرڤت" رأسها مؤكدة فسألتها "ملك":
تحبي أجيب نتعشى سوا؟

_ هو " عيسى" مش هيتعشى معانا كمان؟
سألتها "ميرڤت" بخيبة أمل فقالت "ملك" برفق:
هو من ساعة ما رجعني من المعرض، وهو مجاش...
سيبيه براحته معلش بلاش نضغطه، هو هيصفى لوحده.

طلبت منها "ميرڤت" برجاء:
طب ممكن تتكلمي معاه أنتِ؟... مفتكرش الكلام منك هيضغطه.

هزت "ملك" رأسها نافية بابتسامة:
لا بيضغطه زي كلام أي حد... و اليومين دول ماسكين لبعض على الواحدة.

ضحكت "ميرڤت" على جملة ملك الأخيرة فاتسعت ضحكة "ملك" لرؤيتها أخيرا تتخلى عن قليل من الكآبة التي أصابتها، ثم سألت "ميرڤت":
هو أنتِ متابعة مع دكتور؟
ابتلعت " ملك" ريقها بصعوبة وقد وترها الأمر وسألت:
نفسي قصدك؟... ايوه عم..

هزت رأسها نافية وهي تصحح لها مقاطعة حديثها:
لا نسا.
أرادت "ملك" تغيير مجرى الحديث ولكنها لم تفلح فتصنعت عدم الفهم سائلة:
ليه يا ميرڤت؟

_ علشان الخلفة، المفروض تشوفوا من بدري علشان لو فيه مشكلة تعالجوها.
تحججت "ملك" قائلة قبل أن تهرب لكوب الماء ترتشف منه:
لا ما هو احنا مش هناخد خطوة الخلفة دي قبل سنتين.

سألتها "ميرڤت" وقد اطمأنت قليلا:
يعني أنتم اللي مش عايزين عيال دلوقتي بمزاجكم صح؟
هزت "ملك" رأسها نافية وهي تخبرها:
هو ربنا لسه مكتبش، بس كده كده احنا مخططين إنه مش عايزين دلوقتي، فقدام لما نعوز لو ربنا لسه مكتبش هنروح نكشف إن شاء الله.

_ هو أنتوا مش بتحبوا بعض؟
قالت "ميرڤت" هذا وأكملت:
أصل طالما بتحبوا بعض هتبقوا ملهوفين على عيل.

ردت عليها "ملك" قائلة بابتسامة:
هو مش شرط... ممكن نكون عايزين نقضي وقت أطول مع بعض قبل مسؤولية طفل يشغلنا احنا الاتنين..
لم تكد تنهي جملتها حتى سمعت دقات على الباب، دلف "عيسى" بعد أن سمحت له، وقالت "ميرڤت" بحذر:
نتعشى سوا يا "عيسى"؟
رد عليها بجفاء:
اتعشيت برا، " ملك" تبقى تتعشى معاكي.
ثم هتف قبل أن يرحل:
تعالي يا "ملك" ثواني عايزك.

_ قوليله علشان خاطري يقعد ياكل معانا.
طلبت "ميرڤت" برجاء قبل أن تلحق به "ملك" فوافقتها ثم توجهت إلى غرفتهما، كان ينظر من الشرفة متابعا المحيط الخارجي قبل أن يسأل:
هي كويسة؟
هزت "ملك" رأسها فبادر بسؤال آخر:
خدت دواها؟

تجاهلت السؤال ووجهت هي الأسئلة قائلة:
لما أنت قلقان مكلمتهاش ليه.... كنت حتى سألتها عاملة إيه.
تنهدت "ملك" ثم توجهت ناحيته أدارت وجهه لها سائلة:
ممكن تتعشى معانا؟
ورفعت كفه وقبلت باطنه فاستولت على نظراته التي كانت قبل لحظات هاربة بعيدا، وسألت من جديد بنبرة رقيقة:
ممكن؟
_ أي حد يقول لا بعد اللي عملتيه ده يبقى قليل الأدب.
ابتسمت ولكن وأد هو ابتسامتها بقوله:
وبما إني قليل الأدب ف لا.

طالعته بذهول من جوابه، ثم أخبرته بابتسامة ساخرة:
أنا اتنازلت علشانك، وقررت أنسى كلامك اللي قولته الصبح في مقابل إنك تخرج تاكل معانا وقصاد ده أنت رفضت ومتنازلتش... ممكن دلوقتي اقولك إنك اتعلمت تاخد ومتديش؟

ابتسم وأحاط كتفيها قائلا بمزاح وهو يحركها نحو الخارج:
لا مش ممكن... علشان أنا هاكل معاكم.
طالع جانب عنقها سائلا:
راح فين؟
لمسة من اصبعه الذي مرره حيث كانت قد كتبت اسمه فبررت بتصنع الحزن:
اتشالت.
لم يصدق، لمح لون الحناء الأسود على جزء من بداية كتفها الذي غطى الثوب بقيته وقال متصنعا أنه لم يلمح شيء:
اتشالت بجد ... يا حرام.
وكأنه يتحسر، ولكن سرعان ما قبض عليها فحاولت التملص قائلة:
بتعمل ايه يا بن المجانين... ميرڤت مستنيانا برا.
لم يحررها بل ظل قابضا عليها وهو يقول بابتسامة مراوغة:
أشوف اللي على كتفك الأول... وأنتِ اللي توريهولي، أنا مؤدب أهو.

_ يا "ملك".
سمعت صوت نداء " ميرڤت" فحاولت تخليص نفسها وهي تراه يدفن رأسه في خصلاتها فهتفت بتوتر:
عيسى بس... نخرج بس دلوقتي، وهوريهولك والله... علشان "ميرڤت".

رفع رأسه وأسندها هذه المره على كتفها قائلا:
ميرڤت أنا سامعها وأنا داخل بتقول عايزة عيل.... مش أنتوا بتحبوا بعض مجبتوش عيل ليه، وأنا واحد ميرضينيش أرفضلها طلب.
مع أقواله التي أربكتها هذه أنزلت هي كتف سترتها قليلا ليرى أول حروف اسمه والتي غيرت مكانها هذه المرة، ابتسم و حين ارتخت يداه وظنت أنه سيتركها، تمسك بها من جديد سائلا:
كنتي بتقولي في المعرض بقى إن الضحك من غير سبب إيه؟
_ سيبني علشان خاطري.
قالتها وهي تسمع نداء " ميرڤت" مرة ثانية فقال:
اسمع الأول... كنتي بتقولي إيه
وقبل أن تنطق بشيء أردف هو وما زالت رأسه مسندة على كتفها:
الانسان ده أصله ناكر... تبقى هتموت وتضحك وتقولك الضحك من غير سبب قلة أدب.
ثم بدأ في دغدغتها فعلت ضحكاتها وهي تردعه من بينها ولكن سمعته يقول بابتسامة أسرتها:
بتضحكي ها؟
_ علشان أنت بتزغزغني.
دافعت عن نفسها وأكملت برجاء:
سيبني علشان أنا دقيقة كمان وصورتي هتتشوه قدام خالتك.
أخبرها ضاحكا:
لا هو بعد صوت ضحكتك ده هي اتشوهت خلاص.
ثم حررها فتنهدت أخيرا بعمق وقال هو:
كنتي ممكن تعملي حركة من اللي علمتهملك وتخلصي نفسك.
مهارات الدفاع عن النفس، كيف غابت عنها وقبل أن ترد أكمل ضاحكا:
بس هو أنتِ كده، تبقي مكلبشة فيا وعمالة تقولي
ثم قلد نبرتها:
سيبني يا "عيسى" علشان خاطري.
ضحك عاليا بعد أن ختم جملته ودافعت هي بغيظ:
أنا نسيت علشان أنت وترتني.
ابتسم وهو يقول:
معلش، خيرها في غيرها، سمع دقات على الباب الخارجي فتوجه للخارج ولكن أخبرها غامزا وهو يضحك:
بس مش هسيبك في غيرها دي بقى.
بقت في غرفتها تضحك حتى شعرت بشيء مريب يحدث في الخارج، كان هو قد فتح الباب فرأى أمامه أكثر شخص ود لو قتله الآن، رأى "كارم" الذي يكن يتوقع تواجد "عيسى" هنا... سلمه نفسه بكل يسر وبالفعل جذبه عيسى ناحية الداخل وهو يصفع الباب بعنف ويهتف بشراسة:
كل ده ياراجل، ده أنا مستنيك من ليلة امبارح.
فأدرك كارم أن ابن شقيقة زوجته لا ينوي إلا الشر وكان هذا جليا في نظراته.

★***★***★***★***★***★***★***★

حين تيقن "حسن" من أن الموقع الذي أرسلته له "رزان" ليس إلا إحدى البقع المجاورة لمنزل "منصور" شعر بريبة حيال الأمر، أرسل لها ولكن لم ترد فقرر مهاتفة "عز"، طلب منه أن يأتي له وبالفعل أتى ليرافقه وبداخل ذهن " حسن" سؤال واحد:
ماذا تفعل هذه هنا؟
كان قد وصل... انتظره "عز" في أحد الأركان، ولمح هو "رزان" في المحيط الخارجي قرب منزل "منصور" فتساءل بدهشة:
هو أنتِ هنا بتعملي إيه؟
صدمها رؤيته، و قبل أن تتحدث وجدت "جابر" يجذبه من ملابسه قائلا بنبرة عالية انتبه لها الواقفون على حراسة منزل "منصور":
يا مرحب يا مرحب.... يا مرحب بابن نصران اللي وقع ومحدش سمى عليه، ومفكر إنها وكالة من غير بواب وجاي يتهجم على مراتي.

تملص "حسن" منه بعنف صارخا:
ابعد ايدك دي عني... أنا مجتش جنبها، و مراتك مين أصلا، فين مراتك دي

هرول "عز" ناحيتهم وسمع "جابر" الذي هتف بشر:
ده أنت هتتروق النهارده والبلد كلها هتتفرج عليك.
وهنا فقط أدرك "عز" أن هذا الأمر بأكمله ليس سوى فخ، فخ تم التدبير له جيدا حتى يقع فيه صيد ثمين ومنه يسترد جابر كرامته التي أهدرها أحد أبناء هذه العائلة ذات يوم، ليقسم هو أن يكرر لهم اليوم ولكن الضحية هذه المرة منهم.

يُتبع 💙
متنسوش تعملوا ڤوت وقولولي رأيكم في الفصل...
صباح الفل عليكم 🌸

Continue Reading

You'll Also Like

635K 48.5K 16
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
1.3K 77 8
وما بين عنادها وكبرياءها وحبها تقلبت ليالي كثيرة، وآن الآن أن يخفت صوت عنادها وكبرياءها وعلا صوت حبها يناشدها الإنتصار له، فما كان منها إلا الإستسلام...
17.5M 898K 181
حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصب...
1.2K 57 5
يقولون إنه يجب على المرء أن يتحمل ما يمر به من صعاب ، ولكن إلى متى يتحمل ، وهل يجب عليه أن يتحمل وزر ذنب لم يقترفه ؟! ، ام يتحمل نظرات الناس ذات التف...