وريث آل نصران

By fatem20032

17.6M 906K 183K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)
الفصل الرابع والستون ج 2 (الحبيب أول من هزمها)

الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)

106K 5.9K 1.6K
By fatem20032

الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن؟)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

"فعلتها من أجلك"
هذا أكثر كنز حقيقي يمكن أن يقال لك ويعطيك الحياة، ذلك الشعور بأن أحدهم فعل شيء من أجلك... أجلك أنت الذي خذلك العالم بأسره وظننت أنك ستبقى بائسا ما حييت.
كان "عيسى" على يقين من أنها لن تتركه وترحل وبالفعل عارضت هي حديث والد زوجها الذي أمرها بالرحيل وأخبرته بحزن:
أنا مش همشي يا عمو.
تستطيع رؤية الذهول البادي على وجه "سهام" والابتسامة الحانية التي ارتسمت على شفتي "رفيدة" وقبلهما النظرات الدافئة في مقلتي زوجها والتي يشملها بها.
سعال أتى من الخلف جعلهم ينتبهون للضيف الذي لم يرحل بعد، و لأنه وقف في الخلف يحضر كل ما حدث، أشار "نصران" لابنته ووالدتها قائلا:
خدي ماما واطلعي يا "رفيدة" دلوقتي.

وكالعادة نفذت "سهام" أمره على غير رضاها، رحلت برفقة ابنتها وما إن خلت الأجواء منهما، نطق المعالج بابتسامة:
أظن تقعد معايا بقى.
كان حديثه موجها لعيسى الذي أغمض عينيه بشدة محاولا بكل جهده ألا يفتك به، هذا الذي نجح ببراعة في إتلاف أعصابه.
استدار يطالع والده، وشمل الطبيب بنظرات غاضبة ثم أشاح بذراعه قائلا:
أنا مش هقعد مع حد... و روح علشان أنت معصبني.

احتفظ متلقي الحديث بكامل هدوئه واقترب من "عيسى" معرفا عن نفسه:
أنا دكتور "نور"، و أظن إنك ممكن تغير رأيك لما تعرف إن المدام عايزاك تقعد معايا.

تفحصه " عيسى" بضيق، شاب ربما أكبر منه بأعوام قليلة، ذات هيئة شبابية منمقة، وعيون واسعة يغرق تخبر الواقف أمامها بأنها كاشفة لكل ما يدور في خلده، و نظارة طبية ود "عيسى" لو دمرها له وخاصة بعد قوله الأخير الذي رد عليه "عيسى":
وأنا مش عايز أقعد معاك.

حث " نصران" زوجة ابنه بنظراته لتتحدث، فأزاحت دموعها بأناملها و اتخذت موقعها أمام "عيسى" تهتف:
مش لازم كل اللي احنا عايزينه نعمله، في مرات أكيد هتبقى مطالب تيجي على نفسك فيها، أنا جيت على نفسي من دقايق بس علشانك، وأظن إنه من حقي إنك تعمل نفس الحاجة و تقعد مع الدكتور.

رفع حاجبيه وهو يسألها بهدوء عكس العاصفة التي احتلت داخله:
ولو مقعدتش؟... هتمشي؟
انتظر ردها وبقت هي صامتة فقط تطالعه حتى نطق هو بحسم وقد أبعد عينيه عنها:
عموما لو الموضوع بقى كده، وأنتِ شايفة إنه راحتك في إنك تمشي، امشي... علشان أنا ميتلويش دراعي.

مط "نور" شفتيه بضيق وقد وصل الأمر لنقطة لم يرد أن يصل إليها أبدا، مما تم سرده له، شخصية كعيسى لن تقبل بأساليب كالمساومة.... ظن أن الأمر انتهى ولكنه انتبه حين سمع "ملك" تقول ما جعل "عيسى" يطالعها:
أنا مش بساومك يا "عيسى"، ولا بلوي دراعك... وعلى فكرة أنت لو مدخلتش دلوقتي أنا مش همشي.
ابتسم ولكن اختفت ابتسامته حين تابعت:
لكن هتبقى رفضت طلب علشاني، أنا بطلب منك...
أنا مش عايزة كل حاجة تبوظ، لو دخلت مع الدكتور اعرف إنك هتبقى عملتلي خدمة كبيرة أوي، وفي الآخر القرار ليك.

أنهت حديثها وتخطته ذاهبة نحو الداخل، وبقى هو محاوط بنظرات والده والطبيب الذي همس لنصران:
هيدخل؟
كان " نصران" على يقين من أن ابنه بعد كلمات "ملك" الأخيرة سيقبل بالدخول، استخدمت نفس طريقته، تضع أمامه كل شيء يجعله مجبرا على القبول ثم تقول في النهاية وبكل بساطة أن القرار قراره على الرغم من أنها حسمته مسبقا.
هز "نصران" رأسه مؤكدا أن "عيسى" سيقبل، و لم يمر ثوان حتى سمعا تأفف ابنه والذي أشار للمعالج نحو الداخل وهو يقول بانزعاج:
اتفضل.
ابتسم "نور" وطالع "نصران" بهدوء قبل يتجه نحو الداخل برفقته وخلفهما "عيسى"... ما إن وصلوا للغرفة قال "نور" لوالد "عيسى":
حاج نصران... ممكن اقعد مع عيسى لوحدنا؟

رحب نصران بالفكرة وهو يقول:
أكيد طبعا يا بني.
ثم غادر وتركهما وأغلق الباب خلفه، ألقى " عيسى" بنظراته غير المهتمة على "نور" وتوجه ناحية البراد يخرج زجاجة من مشروبه المفضل وعاد لمقعده من جديد وهو يفتحها، حمحم "نور" وخلع نظارته الطبية قبل أن يتسائل:
قلة ذوق مش كده؟
تصنع "عيسى" الاستغراب فأكمل "نور":
كان المفروض تعرض عليا أشرب من اللي بتشربه...
ده بابل تي برضو؟

تنهد " عيسى" ثم رد بابتسامة صفراء:
اه انا قليل الذوق، و اه ده بابل تي مكتوب على الإزازة أظن.

ضحك "نور" ثم بدأ الحديث بهدوء جعل "عيسى" يلتفت له مجبرا:
أنا مش مقعدك هنا علشان أشخصك، لأن أنت في الأساس مش معترف إن في حاجة، أنا بس عايز اتكلم معاك... أنت بتحب مراتك صح؟

احتدت نظرات "عيسى" وبدا الغضب على وجهه فتراجع "نور" قائلا:
طب خلاص بلاش مراتك.... أكيد بتحب والدك، بتحب اخواتك، ومراتك برضو يعني.

علق "عيسى" على هذا وقد استجاب للمرة الأولى:
أكيد بحبهم.

رضى "نور" عن الإجابة وقال:
جميل جدا.... هل هتستحمل تشوف حد فيهم بيتأذي؟

هز "عيسى" رأسه نافيا فتابع نور:
هتستحمل إنه يتأذي بسببك؟

لم يرد "عيسى" فأردف "نور" يكشف له شيء يعرفه عيسى جيدا عن نفسه:
أنت عنيد، وأنت عارف كويس إنك عنيد... على فكرة أنا مسمعتش منهم أي حاجة عن ماضيك، و من اللي عرفته أنك كنت أغلب حياتك لوحدك، فأنا مش عارف في إيه في دماغك.

ترك "عيسى" زجاجته على الطاولة واستدار يطالعه بملل جعل نور يضحك وهو يكمل:
ومش هقولك أن في مشكلة وأنك لازم تجيلي

_ طب ما تروح بقى وتخلصنا من الليلة دي.
كان هذا رد "عيسى" الذي واجهه "نور" برد اعتبره الأقوى:
أنا هروح فعلا، بس لازم تعرف إن ال IDE حاجة بتسحب قدرتك على اختيار التصرف الصح، بتمكن العنف منك.... وحاجة تانية مهمة بالنسبالي وهي إن بمعدل كل شهرين او تلاتة بيجيلي 5 سيدات بيعانوا من أزواجهم اللي كويسين جدا بس فجأة بيزعقوا ويشتموا ويتطاولوا... وآخرهم واحدة امبارح اتطلقت من جوزها
رأى بريق الاهتمام في مقلتي "عيسى" و انتبه إلى أنه ينصت فأكمل بابتسامة:
كلمتها اتطمن عن أحوال جوزها اللي متجوزاه عن قصة حب كبيرة وجتلي قبل كده علشانه، فبلغتني انها اتطلقت... عارف اتطلقت ليه؟

رأى التساؤل على وجهه فلم يتركه يلتهمه بل أكمل وهو يرتدي نظارته الطبية:
علشان الموضوع اتخطى العدوان اللفظي، جوزها ضربها ضرب دخلها المستشفى قدام أولاده... قصة الحب الكبيرة انتهت بدخولها المستشفى علشان كوباية الشاي كانت باردة شوية.

طالعه "عيسى" وهو يستمع للبقية:
سبب تافه مش كده؟ ... وغريب كمان، كوباية شاي إيه دي اللي تخليه يضرب الست اللي بيحبها لدرجة تخليها تدخل المستشفى.
مط شفتيه بأسف وتابع وقد رأى بهتان وجه الجالس أمامه:
بس للأسف يا عيسى هو ده ال IDE...
غضب غير مبرر على حاجات تافهة بيأدي أحيانا لكوارث، التجربة اللي حكتهالك دي أقلها.
رفع يديه قائلا بابتسامة:
أنا كده عملت اللي عليا، وأقدر دلوقتي أنفذلك طلبك وأقوم أروح.

ثم استقام واقفا استعدادا للمغادرة، وما إن مر أمام "عيسى" الذي يطالعه بصمت تام وضع ورقة على المكتب أمامه قائلا:
ده الكارت بتاعي، لو حسيت إنك عايز تحكي، اعرف إن العيادة مفتوحالك ومحدش في الدنيا هيعرف اللي هيتقال بيننا... و ده في حالة إنك حبيت، الاختيار بتاعك.

أنهى حديثه وخرج تماما من الغرفة، وما إن خرج تناول "عيسى" البطاقة التي وضعها "نور" قبل خروجه وطالعها بتعب صار على وشك الفتك به.

★***★***★***★***★***★***★***★

هذه الأمسيات اللطيفة هي أكثر ما تحبه، جلوسها برفقة والدتها في المحل الخاص بهم، تحتسي الشاي وتقضي حاجات الزبائن كلما حضر أحدهم، كانت تقلب الشاي الخاص بها ووالدتها تقول:
عرفتي يا "شهد" هتعملي إيه؟
.
هزت "شهد" رأسها بتأكيد ووالدتها تكرر عليها من جديد:
لو طاهر جه وقالك نكتب الكتاب دلوقتي والفرح في أي وقت، قولي لا... السربعة دي أخرتها وحشة.

_ يا ماما خلاص والله حفظت.
قالت هذا وهي تجذب علبة ما وُضِعت على الرف وتخرج ما بداخلها قائلة بحماس:
حلو البسكويت ده... في نكهة برتقال كده جامدة.
جذبتها والدتها من سترتها وهي تكرر خلفها باستنكار:
بسكويت!... هو أنتِ اللي بتخلصي البسكويت وأنا كل ما احط علبة ألاقيها فاضية وأقول راحت فين.

حاولت ابنتها التملص منها وهي تعلق بغيظ:
الله، يعني أشرب الشاي من غير بسكويت.

ضربتها والدتها بخفة وهي تتركها مردفة بضجر:
لا كلي البضاعة... كلي البضاعة يا اختي.

طالعتها ابنتها وتحولت نبرتها إلى آخرى جادة وكأنها ستخبر عن سر حربي خطير:
في حاجة صحيح... عارفة البت مريم بنتك
اهتمت "هادية" وتابعت "شهد" تفصح عن حالة شقيقتها بريبة:
من ساعة ما جت من الكلية وهي قافلة على نفسها، ومن شوية سمعتها من ورا الباب و زي ما تكون بتعيط، جيت ادخل اتخانقت معايا فخرجت.

أبدت والدتها لهفتها واستغرابها وظهر هذا في قولها:
بتعيط ليه؟... طب قومي اطلعي اندهيلها قوليلها كلمي أمك.
ما إن أنهت جملتها حتى وجدت ابنتها أمامها، حزينة، شاحبة وهي تقول:
ماما ممكن أخرج شوية وهرجع علطول، هشتري حاجات محتاجاها للكلية.

تسائلت والدتها بقلق:
مالك يا "مريم".

هزت " مريم" رأسها نافية وهي تبتسم بارتباك:
مفيش حاجة أنا بس كنت تعبانة شوية، ممكن أخرج بقى.
قد آن الغروب وهذا ما دفع والدتها لتنبيهها:
بس متتأخريش يا "مريم"، هاتي اللي عايزاه وتعالي علطول علشان عايزاكي في حاجة.
أدركت أن والدتها تريد الحديث معها فوافقت وقبل أن ترحل استوقفتها والدتها قائلة:
استني خدي " شهد" معاكي.

أسرعت تعترض، وهتفت بتوتر جاهدت كي لا يظهر:
لا... بلاش، أنا هروح لوحدي وأرجع علطول.

انكمش حاجبي "شهد" وردت عليها بضيق:
شهد لا ليه؟... هو أنا بشوكك؟
قبل أن تقف أجلستها والدتها وقالت للآخرى:
امشي يا "مريم" وترجعي بسرعة.

هزت رأسها موافقة وأسرعت تنصرف قبل أن تصر "هادية" على مرافقة "شهد" لها، منذ إرسال تلك الرسالة لها وحالتها شديدة السوء، السؤال الذي يتردد على عقلها دائما هل حسن صادق في حبه حقا أم أنه فقط يراوغها، وبعد الرسالة التي وصلت لها وكان محتواها أنها إذا أرادت التيقن من كونه مراوغ عليها أن تأتي إلى هنا في هذا الميعاد وقد قررت بعد تفكير طال أن تذهب.
لم تكن تهتم بالطريق أمامها بسبب شرود عقلها فأوقف "عيسى" الذي مر من الطريق سيارته ونادى:
يا "مريم"
لم تكن منتبهة؛ فنادى بنبرة أعلى مما جعلها تنتبه وتطالعه، ابتسمت بارتباك وسألها هو:
مالك ماشية تايهة كده ليه؟... أنتِ راحة فين، تعالي أوصلك.

رأت "طاهر" جواره الذي لوح لها مبتسما، لم ترد أن يكون أحد معها وخاصة هما، لذلك اعتذرت منهما بلباقة:
لا معلش أنا هروح لوحدي وخلاص،
بررت عدم انتباهها للطريق مكملة:
مأخدتش بالي من الطريق بس.

حثها "طاهر" قائلا بضحك:
يا بنتي اركبي، هنوصلك مش هنخطفك متقلقيش...
اختك "شهد" من قبل ما اعرض حتى بتكون راكبة وناقص ترميني من العربية.

ابتسمت على قوله المازح و فكرت قليلا قبل أن تحسم قرارها بالركوب معهما حتى لا تتأخر، أخبرت "عيسى" على مقهى تعرفه قريب من الموقع الذي تم إرساله لها مردفة:
وديني بس الكافيه ده، علشان صاحبتي مستنياني هناك، هاخدها ونروح نشتري حاجات.
وافق على هذا، وعادت هي للشرود من جديد، وكأنها داخل عالم خاص بها، تتأهب فيه فقط لرؤية ما يفعله "حسن" الآن، أشار "عيسى" لطاهر منبها لهذه الشاردة في الخلف، وهمس "طاهر" متسائلا:
هو في إيه؟
رفع "عيسى" كتفيه باستغراب، و ما إن وصل إلى الموقع الذي طلبت منه أن يأتي بها إليه حتى نبهها:
مريم.
فاقت من شرودها وطالعته مسرعة فأشار على المقهى قائلا:
الكافيه اهو.

شكرتهما قبل أن تترك السيارة، وما إن نزلت وسارت خطوات قليلة حتى استدارت تتيقن هل رحلا أم لا، وحين لم تجدهما قد رحلا قررت مجبرة الدخول إلى المقهى.
هتف "عيسى" محدثا شقيقه الجالس جواره:
أنا مش مرتاحلها... حاسس إن في حاجة.

أكد "طاهر" على الحديث مردفا:
فعلا، شوفتها حتى لما ركبت كانت قاعدة مسهمة ازاي.

ابتعد "عيسى" بسيارته قليلا ليختفي عن عينيها إذا خرجت، ولم يخب ظنه، لم تكمل الثلاث دقائق في الداخل، وغادرت المقهى بمفردها دون صحبة أحد مما جعل "عيسى" يقول:
مش أنا بقولك مش مرتاحلها، خرجت لوحدها ومش معاها حد.

_ طب خليك وراها، بس خلي بالك احسن تشوفك.
كان هذا اقتراح "طاهر" الذي وافق عليه "عيسى" وبالفعل سارا خلفها، حتى وصلت تحديدا إلى مكان وقبل أن تدخله قال "طاهر":
المكان ده أنا عارفه، أخوك " حسن" جابني هنا مرة.

عند ذكر "حسن" اتضحت الصورة تماما أمام "عيسى" خاصة بعدما ربط الخيوط التي بدأت بصورتها التي رسمها شقيقه لها وكانت في المرسم الخاص به و عثر "عيسى" عليها، قرر "عيسى" أن ينزل ويلحق بها و طلب من "طاهر":
طب بقولك إيه، خليك أنت وأنا هروح كده أشوف الدنيا إيه.
مكان قريب من النوادي الليلية، منطقة خارجية مطلة على البحر، وآخرى داخلية، بحثت بعينيها عنه في الخارج ولكن لم تجده، وقبل أن تقرر الدخول سمعت من الخلف صوت " عيسى" يسألها:
جاية تقابلي "حسن" ؟
سؤال جعلها تنتفض وتستدير مسرعة، ما إن رأته حتى قالت بتوتر:
في إيه يا "عيسى"؟

هاجمها بسؤاله:
جاية مكان زي ده ليه؟
تجمعت الدموع في مقلتيها فكرر سؤاله برفق:
جاية لحسن؟
هزت رأسها نافية وهي تصحح له سبب قدومها:
بس مش علشان أقابله.
طلب منها أن تخبره عما حدث بهدوء:
قوليلي يا " مريم" إيه الحكاية؟

ابتسمت بحزن وهي ترد على سؤاله:
أنا نفسي معرفش الحكاية، أعرف إن أخوك مبيبطلش يقولي إنه بيحبني، ومهما حاولت أبعده وأقوله إنه لو بيحبني يتخرج وياخد خطوة في الموضوع مبينفعش معاه... وبيفضل ورايا لحد ما عقلي بقى هيشت مني ومش عارفة هو صادق ولا كداب.
تابعت وقد تسابقت دموعها بانهيار وهي ترفع الرسالة له:
جاية النهارده علشان دي اتبعتتلي، جيت علشان أشوف هو بيعمل إيه، و اتأكد علشان لو كداب امسحه من حياتي خالص.

حالة الانهيار التي أصابتها جعلته يشفق عليها، ويزداد غضبه من شقيقه، بالتأكيد من أرسلت لها هذا واحدة ممن رافقهن، قرر الدخول معها وعدم تركها بمفردها، وبالفعل اصطحبها للداخل... تأملت هي المكان برهبة، ودارت عيناها في كل ناحية، تارة عند طاولة البلياردو، وآخرى عند زاوية المشروبات... كان قلبها يدق خوفا من رؤيته مع إحداهن هنا وفجأة وقعت عيناها عليه وهو يراقص واحدة تعرفها ... واحدة رأتها في كليتها مسبقا، كان "عيسى" جوارها... ويرى صدمتها وهي تطالعه بدموع زادت حين اقتربت إحدى الفتيات منها و هتفت بضحكة شامتة:
دي "صبا" ال Girlfriend الجديدة،
هو "حسن" معرفكيش عليها ولا إيه؟.... ال party الصغيرة دي هو اللي عاملهالها بمناسبة عيد ميلادها.

علق "عيسى" ساخرا:
لا كل سنة وهي طيبة، وعقبال ال 1000
جذب ذراع "مريم" مكملا بحزم:
يلا يا "مريم"

ما إن لمحهما "حسن" حتى انتفض مبتعدا عن الفتاة وهرول ناحيتهما، حاول قطع الطريق عليهم فقال "عيسى" بحدة:
ارجع للي كنت معاهم.
طالعته "مريم" باستحقار جعله يطلب بإصرار:
مريم استني بس.

_ في حاجة يا حبيبي؟
كان هذا صوت الفتاة التي رافقته فاستدار يطالعها بضيق و ما إن عاد يحاول منع خروجهما حتى لكمه "عيسى" أمام الحضور و جذبها مغادرا المكان بأكمله، صدمة أصابتها حولت انهيارها الصاخب إلى آخر جعلها تبقى صامتة بلا حديث... سارت جواره حتى سيارته وركبت في الخلف بهدوء شديد فتسأل "طاهر":
إيه اللي حصل؟
حثه " عيسى" بعينيه أن ينتظر أثناء ركوبه، و سرحت هي بعينيها في الطريق الخارجي و لم يخف عنها أبدا العبرات الساخنة التي سارت على وجنتيها... عبرات تندم صاحبتها على كل لحظة كانت مخدوعة بها، أغمضت عينيها بألم وتنفست بعمق وهي تتمنى الآن شيء واحد فقط... أن تنسى أنها قابلته من الأساس، ولكن ليست كل الأماني مع الأسف تُدرك.

★***★***★***★***★***★***★***★

جالسة في إحدى المقاهي الشبابية، تحتسي القهوة وعقلها في شرود، شرود فيما رأته أمس حين دخلت على "شاكر" ووجدته يرفع سلاحه في وجه "محسن".... دخولها هذا و سؤالها عما يحدث جعل
" محسن" يقول بضجر ونبرة عالية:
"شاكر" شكله نسي كل الحلو اللي صاحب عمره عمله علشانه، و بينكشله على الوحش.
ابتسم "محسن" و ربت على كتف "شاكر" مكملا:
عموما كتر خيرك يا صاحبي، على سلاحك اللي رفعته في وشي، أنا ماشي ولما تعقل وتحب تشوفني أظن إن عارف مش هتأخر.
أنهى حديثه وغادر المكان كليا، فوقفت "علا" أمام شقيقها الذي حملت عيناه النظرات الغاضبة متسائلة:
في إيه يا "شاكر"؟

أنزل سلاحه و رد وهو يضعه في جيبه:
مفيش حاجة.

أجبرته على النظر إليها حين نادته بنبرة مستعطفة وحين طالعها قالت بحزن:
أنا مش هسألك أنت بتحبني ولا لا... بس عايزة أقولك إن أنا بحبك.
لمعت العبرات في مقلتيها وهي تربت على كتفه مكملة:
أخويا وراجلي اللي مليش غيره في الدنيا.
لانت نظراته وأضافت هي بألم:
بس أنا بقيت بخاف منك يا " شاكر" ،
أنت اتحولت بقيت واحد تاني، من ساعة قتلك لفريد وأنا حساك بقى عادي عندك تعمل أي حاجة.

ضحك بسخرية وهو يعلق:
كلها بقت مدرسين وبتدي دروس.

ردت على قوله هذا باستنكار لسخريته:
ده مش درس يا شاكر، ده شعوري من ناحيتك...
من ناحية واحد مش عايز يحمد ربنا على نعمة زي مراته وإنه عنده كل حاجة ويريحنا بقى و يبعد و يبعدنا عن المشاكل...
صرحت له بما يفعله وكشفته هي ببراعة:
أنت عايز تكبر وبسرعة، علشان تطيح في الخلق أكتر و أكتر، واخد مراتك كوبري، و هتجوزني أنا كمان لصاحبك مصلحة، الطريق ده أخرته خراب علينا كلنا....
تناولت كفه وهي تقول بوجع:
أنا مش عايزة أخسرك.

رد عليها بنظرات حادة:
وأنا لو مكملتش وعملت اللي هيخليني أقوى من أي حد، هخسر نفسي يا "علا"

رده قطع أي سبيل للنقاش، طالعته بخيبة أمل مردفة:
براحتك يا "شاكر"... أنت حر.

فاقت من شرودها و انتبهت إلى النادل الذي حضر أمام طاولتها وقبل أن تطلب، لمحت أحدهم يدخل إلى المقهى، كان " بشير" لم يتوقع أن يجدها أبدا، ولكن كانت هي على أمل أن تراه هنا مجددا... توجه ناحية طاولته متجاهلا تواجدها وهمس متأففا بضجر:
هو أنا كل ما اجي هنا هلاقيها.

أخرجت هاتفها وفتحت محادثتها الإلكترونية معه، ترددت كثيرا قبل الإرسال، وقررت في النهاية ألا ترسل.
بقت في مكانها و نظرت بحذر نحوه، كان هو يطالع هاتفه ثم فجأة قبضت عيناه على عينيها فأسرعت تنظر في ناحية آخرى بتوتر، لم يستطع "بشير" عدم الابتسام، وترك مقعده وتحرك ناحية طاولتها يجذب مقعد له عليها وهو يسأل:
نعم؟...
_ أفندم؟
أبدت استغرابها فرد عليها هو:
لقيتك متنحة فيا، فقولت أجي أشوف عايزة إيه
نفت ما قاله مسرعة وكأنه جرم كبير ينبغي التخلص منه:
أنا متنحة فيك؟... و هتنح فيك ليه؟، وبعدين أنت سمحت لنفسك تقعد على ترابيزتي ازاي؟... أنا أذنتلك؟
ضحكة ساخرة صدرت عنه وكرر خلفها باستهزاء:
أذنتيلي؟... يا ماما أنا من ساعة ما دخلت وأنتِ مبتبصيش في ناحية غير ناحيتي.

ردت على هذا قائلة بارتباك:
أكيد بالغلط يعني، هبص ناحيتك أعمل بيك إيه؟

_ وبعتيلي Add تعملي بيا إيه؟
سأل هذا بابتسامة واثقة فردت مسرعة بتوتر:
علشان أشكرك، و بعدين هو أنت مش قاعد في القاهرة.... ليه كل ما اخرج اشم هوا ألاقيك في وشي، نقلت الإقامة اسكندرية؟

رد على السؤال بابتسامة صفراء:
حاجة متخصكيش.

هل تخبره أن عطره تعلقت به أنفها أكثر من أي شيء، وجوده يصيبها بالتوتر وتشعر وكأنها طفلة لم تتعلم الحديث، لم تعرف ماذا تقول فاستقامت واقفة لتغادر وهي تعتذر:
أنا أسفة.

كانت حالته مثلها تماما، أكثر ما يكرهه هو الجهل بما يتوجب فعله... هل يقترب أم يبتعد، فؤاده يحثه على الاقتراب وكل شيء حوله يجبره على الابتعاد، حتى اسم والدها هو أول من يذكره بمن تكون ولمن تنتمي... صوت "عيسى" يتردد في أذنه وهو يحذره من هذه العلاقة ولكن القلب كعادته سلطان، يلغي كل نداء للعقل ويجعلنا كالمغيبين وكذلك كان هو حين تمسك بمرفقها طالبا بنبرة تسمعها منه للمرة الأولى:
ممكن تخليكي؟
نبرة أربكتها أكثر وجعلتها على شفا خطوة واحدة من أن تفقد وعيها، خاصة حين التقت نظراتهما وقد استجابا معا لنداء واحد فقط.... هو نداء القلب.

★***★***★***★***★***★***★***★

بقت برفقة "بيرهان" قبل هذه المواجهة المحتومة،
كانت "ندى" خائفة من مواجهة الزوج الذي تركته وهربت... تستطيع سماع دقات قلبها بوضوح وهي على بوابة مسكن عمها "ثروت" وتعلم أن زوجها ووالده بالداخل وبالتأكيد والدها وعمها معهم، ابتلعت ريقها بذعر، وربتت "بيريهان" على منكبها مطمئنة:
متخافيش... بابا هيخلص كل حاجة بهدوء.

هزت رأسها موافقة، وتحركا معا نحو الداخل وقبل أن تجول بعينيها في المكان وجدت ذراعها يُسحب بعنف فشهقت بخوف وهي تسمع صوت "جابر":
أهلا بالهانم اللي قررت تفكها من حكاية بنت ذوات دي وتبقى شيخة منصر.

لم يكن هناك أحد سواه، بحثت " بيريهان" بعينيها عن والدها وحاولت دفعه بعيد عنها قائلة بغضب:
سيبها، متمسكهاش كده.

_ هي لسه شافت حاجة.
قال جملته بغضب مستعر ثم صفع "ندى" على حين غرة وجذبها من خصلاتها فعلت صرخاتها وهي تحاول التملص منه بينما هرولت الخادمة للبحث عن رب عملها قبل أن ينتهي الأمر بجريمة هنا.

★***★***★***★***★***★***★

أراد وبشدة الذهاب إلى هناك، لا يعلم ما حكمه تهوره أم ماذا ولكن كل ما عرفه أن له حق وتمنى أن يلاقي "شاكر" ليأخذه منه، دلف "عيسى" إلى منزل "مهدي" بنسخة مفاتيحه الخاصة، الصمت يخيم على المكان وكأن ساكنيه هجروه، يعلم غرفة غريمه دخلها مسبقا في أول مرة دخل فيها إلى هذا المنزل بصفته مالك له... لم يأبه أي شيء حين دخل، وبدأ في تحطيم كل ما تقع عليه عيناه، الطاولة التي حملت الإطار الحاوي لصورة "شاكر" سقطت على الأرضية من ركلته، يلقي بالأشياء هنا وهناك، فتح خزانة "شاكر" وجمع ملابسه ثم ذهب ناحية سلة المهملات وألقى بعضهم فيها، ومن النافذة ألقى البقية... الضجة التي أحدثها عالية جعلت "كوثر" التي لم يتواجد في المنزل غيرها تهرول ناحية غرفة ابنها بفزع، وما إن فتحت الباب حتى صاحت بصدمة وقد وجدت آخر من توقعت وجوده، قابلها "عيسى" بابتسامة صفراء، وأمام ذهولها رفع كفيه قائلا ببراءة:
أبويا وعدك إني هبعد عن ابنك لو هو اتقى شري، بس هو بقى متقاش، و حب يبدأ بالشر تاني.

كانت تطالع بصدمة غرفة ابنها التي تحولت إلى آخرى لا تعرفها وقد حطم بها الكثير، ولكن انتبهت حين قال:
عرفتي منين إن أخو سهام قتل أمي.

احتدت نظراتها وتحولت إلى آخرى عدائية وهي ترد عليه:
معرفش، وطول ما أنت مش بعيد عن ابني مش هتطول مني كلمة.

ابتسم وهز رأسه موافقا وهو يقول:
أنتِ حره.... أنا هعرف بطريقتي.

كان يتجه للمغادرة ولكن توقف يقول:
كان نفسي أوي أقابل "شاكر" بس مش مهم، هو لما هيرجع ويشوف أوضته هيتخيلني قدامه كويس...
ضحك باستهزاء مضيفا:
ابقي قوليله "عيسى" بيقولك هو ساب الكوباية مكسرهاش
وأشار ناحية كوب زجاجي في الغرفة وتابع:
علشان لما ترجع تملاه ماية وتشربها وأنت بتبلع الورقة اللي مضهالك.

أنهى حديثه واستدار مغادرا، بينما بهت هي وجهها
و هوت على الفراش، تندم الآن أشد الندم على تصريحها لنصران.... أغمضت عينيها بشدة وقد استطاعت سماع صوتها والمشهد القديم يُعاد... هي برفقة زوجة "منصور" في غرفتها وتقول:
بس يا حاجة....

قاطعتها تلك السيدة قائلة:
من غير بس يا ست كوثر الله يكرمك، أنا مقولتش لحد تاني علشان مفيش حد غيرك هيساعدني، الخدامة كانت شغالة في بيتك ومحدش هيدرى باللي هيحصل.

_ بس أنا مقدرش أعمل كده.
كان هذا رد "كوثر" الذي علقت عليه السيدة بضجر:
خلاص يا "كوثر" بقى حرام عليكي
انتي مش بتقولي إنها ولدته وماتت وملهاش حد...
هتعملي بيه إيه وبعدين أنا مش وخداه أعذبه ده هيتكتب باسم كبير البلد دي، بإسم الحاج "منصور".

فاقت " كوثر" من ذكرياتها وقد غزا العرق كل إنش بها، وهي تفكر في النتائج الكارثية التي ستحل بعد تصريحها هذا خاصة على رأس منصور وابنه.

★***★***★***★***★***★***★***★

يجلس "يزيد" بمفرده في الحديقة، يلعب بالكرة الخاصة به تارة ثم يتوجه ناحية الأرجوحة برفقة "تيسير" تارة آخرى... لمح "عيسى" القادم من بعيد ولم يرحب به كعادته، فمنذ ذلك اليوم الذي عنف فيه "ملك" أمامه في منزل "هادية" وهو لا يحدثه.... كان سيدخل ولكن جذب "عيسى" الكرة الخاصة به فتوقف وسمع تساؤل "عيسى":
أحنا هنفضل متخاصمين كده علطول؟

لم يرد الصغير على السؤال بل اقترب منه قائلا بانزعاج:
هات الكورة لو سمحت.

ابتسم " عيسى" وهو يعلق على قوله:
لا ده أنت زعلك وحش أوي يا أخي.

أخرج "عيسى" هاتفه وفتحه على إحدى الصور قائلا وهو يعرضها عليه:
إيه رأيك في اللعبة دي؟
حاول الصغير ألا يبدي أي اهتمام ولكنه لم يستطع، هذه اللعبة التي لا يكف عن طلبها.
وبعد أن رأى الصورة هتف متصنعا أنه لا يهتم:
عارفها ومبقتش عايزها أصلا.

أبدى "عيسى" حسرة مصطنعة وقال:
يا خسارة، يا ريتني ما اشتريتها.

لمعت عيون الصغير وتحدث محاولا إخفاء لهفته:
هو أنت اشترتها؟

هز "عيسى" رأسه وأكمل بتمثيل قلة الحيلة:
اه... بس خلاص بقى هرجعها، كنت جايبها لواحد صاحبنا كده، لو كان صالحن....
لم يكد يكمل حتى هتف الصغير بحماس وضحكة واسعة:
طب أنا مصالحك.... بس اوعى تزعق لحد تاني،
هي فين بقى؟

ضحك "عيسى" عاليا ومال ليصبح في نفس مستواه مطالبا:
طب هات حضن بقى.
احتضنه "يزيد" بحب ثم حمله "عيسى" على ظهره وأخذ يدور به وسط ضحكاته الصاخبة، التي لم يقطعها سوى "ملك" وقد نزلت وأخدت تحكم جاكيتها عليها وهي تقول:
أنا هروح لماما، و هرجع كمان شوية، علشان وحشوني.
صرف الصغير قائلا:
اطلع خد اللعبة من اوضتي.
هرول الصغير مسرعا ناحية الأعلى، وتوجه هو ليقف أمامها قائلا:
على فكرة أنا دخلت قعدت مع الدكتور.

هزت رأسها مردفة:
اه ما انا عارفة.

أشار على حاجبيها وقلد حركتها بابتسامة:
طب ضامة دول ليه؟... و مكشرة كده ليه؟

لم تنس بعد كلماته الجارحة، كان العتاب بين في عينيها، وقطع انفرادهما ببعضهما دخول أحدهم وقد اصطحبه الواقف على البوابة إلى هنا فقال بأدب:
من فضلكم عايز مدام ملك.
انكمش حاجبيها باستغراب وردت عليه بأنها هي، فأعطاها حقيبة أنيقة قائلا بابتسامة:
طب دي جاية لحضرتك... وياريت تمضيلي بالاستسلام.

استدارت تطالع "عيسى" فحثها ضاحكا:
امضي... لما نشوف مين باعتلك إيه.
لم يقل الآتي بمرسل هذا وانصرف بهدوء، طالعت "عيسى" بشك وفتحت الحقيبة لتجد بها علبة كبيرة دُوِن عليها من الخارج عبارة مختصرة ولكن وصفت كل شيء:
يعتذر قلبي الذي يوم أن صفا كانت رؤيته أنتِ.
ابتسمت و فتحتها لتجد بها قطع من الشوكولاتة المحشوة بصوص الفراولة، شهقت بفرح حين رأتها
فعلق هو متصنعا الاستنكار:
تقليدي أوي اللي باعت الشوكولاتة دي، فين المثير في الموضوع.

ردت عليه بغيظ:
أنت اللي باعت الشوكولاتة دي، أنت الوحيد اللي عارف إني بحب النوع ده علشان قولت قدامك مرة لما شوفنا إعلانها.

أشار على نفسه قائلا بتصنع البراءة:
أنا؟... ده ميحصلش أبدا، جو الشوكولاتة والورد ده مش بتاعي.

ٱشارت على الورقة التي كُتِب عليها الاعتذار:
ومش أنت برضو اللي كاتب ده؟

هز رأسه نافيا بابتسامة، ثم جذب قطعة من العلبة قائلا:
هاتي لما ادوق.
جذبتها من يده ووضعتها في العلبة من جديد وهي تردف بضيق:
لا، طالما بتقول إنك مش أنت اللي بعتها يبقى مش هتدوقها.

علت ضحكاته، وأخذ العلبة من بين يديها ووضعها على الأرجوحة ثم وقف أمامها مرددا:
أنا أسف.

مسح على وجنتها وهو يخبرها بصدق:
آخر حاجة هبقى عايز أعملها والله العظيم هي إني أزعلك.... عايزك بس تعرفي إني جنبك وفي ضهرك حتى لو اختارتي تبعدي بسبب حاجة حصلت مني وأذتك.

ابتسمت بحنان ولم يستمر قناع الجمود طويلا أمام قوله وهو يحتضن عينيها:
عايزك متزعليش، و تعرفي إن ابن "نصران" مبيحايلش حد قد ما بيحايلك علشان بيحبك

ضربته في صدره بغيظ وقد داهمتها الدموع:
واللي بيحب حد بيقعد يقوله كلام زي السم كده.

مسح عبراتها وهو يرد عليها:
أنا قليل الأدب إني زعلتك.

_ أنت كده كده قليل الأدب.
كان هذا ردها الذي جعله يبتسم وهو يعلق عليه:
الله... بقى كده؟
ضحكت هي الآخرى، و تنفست بعمق قبل أن تقول:
مش زعلانة خلاص.

فتح لها ذراعيه بضحكة واسعة فاحتضنته بحب، خطواته معها الآن أصبحت أصعب من السابق بكثير... الخوف لا يتركها وحالها، وخاصة شعور أنها مذنبة.... منذ ذلك اليوم الذي كانت معه في منزل "سهام" وأخذا خطوة جديدة في حياتهما، وهي متوقفة، صارت لمساته تربكها أكثر من السابق، تحاول جاهدة أن تنام قبل أن يستيقظ، و تهرب من انفراده بها لذلك رفع وجهها له يعاتبها:
مبقتيش تحضنيني كتير زي الأول، كنت فاكر إننا خدنا خطوة مهمة في حياتنا، بس من يومها واحنا مبنتقدمش، و بحسك بتهربي.

لم تتوقع أبدا أن يصارحها بحقائق كهذه، حقائق تنكرها بينها وبين نفسها... تاهت في عينيه الصافيتين وهو يسألها:
بتهربي مني؟
هزت رأسها سريعا نافية أن يكون هربها منه هو، بل هرب من الشعور بالذنب، فسأل سؤالا آخر بنبرة أرق:
طب خايفة؟
في حضرته حتى ولو كانت خائفة تحتضنه فقط وتبقى بأمان، تعلم جيدا أنه يتحمل منها الكثير، لذلك أخبرته بابتسامة ودقاتها في صراع عنيف:
قولتهالك قبل كده وبقولهالك تاني، أنا مبخافش وأنت معايا.
أنهت جملتها ثم ارتفعت قليلا لتصل إلى مستواه وقبلته على وجنته.
فبقى تحت تأثير هذا للحظات ثم أخبرها ضاحكا:
لا حبيبة قلب بابا في تطور ملحوظ...
أنا مش مصدق... دي مصر كلها بتدعيلي النهاردة باين.

ضحكت ووضعت كفيها على وجهها فاقترح:
اعمليها تاني بقى... وأنا هتفاجأ زي أول مرة
اعترضت مسرعا وهي تقول بضحك:
لا.... هي بتبقى مرة واحدة بس.

فمال هو عليها وقبل أن يقترب طلبت برفق:
طب تعالى نطلع فوق.
هزت رأسها نافية عنها ما يمكن أن يظنه:
والمرة دي مش بهرب.
ابتسم وهز رأسه موافقا بعد ابداء موافقتها هذه:
هنطلع حاضر... بس أردهالك الأول.
وقبل وجنتها كما فعلت وقبل أن يتجه بشفتيه ناحية عينها تجمدت هي أثناء سماعها لحمحمة أحدهم، وقد كان الواقف عند البوابة الخارجية وقد أتى من جديد إلى الحديقة ولكن هذه المرة برفقة هذه التي دفع مقعدها المتحرك حتى هنا، برفقة "قسمت" التي علقت بضحكة غامزة:
لا ده شكلك واقع جامد....
رحل الرجل الذي أتى معها مسرعا من هنا، وبقت هي فاستدارت "ملك" تطالعها وقد كست الحمرة وجهها، فتابعت "قسمت" بابتسامة:
هثبتلك إنه واقع... كنا مره في رحلة و بنلعب لعبة
What would you do if you met someone and felt that you fell in love now?
نطقتها بالعربية مكملة:
هتعمل أو هتعملي إيه لو قابلت أو قابلتي حد وحسيت إنك وقعت في الحب دلوقتي؟

تذكر "عيسى" هذا مسرعا وتابعت هي موجهة حديثها لملك:
عارفة عيسى جاوب قال إيه؟
كانت متشوقة لمعرفة الإجابة وأرضت "قسمت" هذا الشغف حين رفعت كتفيها تخبرها بكل يسر:
He said that if he met someone and felt that he fell in love with her now, he would hug her.
كانت تنطق بسرعة جعلت "ملك" تشعر بالضيق ولكنها سريعا ما محت ضيقها وهي تقول بابتسامة:
قال إنه لو قابل واحدة حس إنه بيحبها دلوقتي، هيقوم يحضنها.
ثم سألتها بتسلية:
تتوقعي لو كل راجل عمل كده، هيحضن كام واحدة في حياته؟

كانت جملة ملتوية، جعلت "ملك" تطالع "عيسى" بضجر قبل أن تذهب ناحية علبة الشوكولاتة وحملتها ثم توجهت ناحيته من جديد، وفعلت ما لم يتوقعه منها في هذه اللحظة، أحاطت به فصدمته فعلتها وأكملت إبهاره حين قبلت وجنته وردت على السؤال بابتسامة:
اسأليه.
ثم غادرت وتحركت نحو الداخل فاستدار هو يتابع أثرها وفي الخلف "قسمت" تتابع كليهما و ما إن عاد إليها "عيسى" وبدا الانزعاج في عينيه علت ضحكاتها الرنانة التي صدمته، وكأنها تحولت إلى آخرى مقبلة على الحياة، وهذا تحديدا جعله يشك في أن هذه الزيارة، ليست زيارة عادية أبدا.

يُتبع 💙
مساء الخير أو صباح الخير، كان المفروض الفصل ده ينزل بدري بس حقيقي أنا نفسيا مش في أحسن حالة
بسبب توتر النتيجة اللي للأسف مطلعتش، وكل شوية يتقالنا النتيجة النهاردة ونتفاجأ إنه محدش بيعبرنا بعد كده، ده غير الترم اللي مش عارفة أبدأه من غير ما اعرف عملت إيه الترم الأول
فمكنتش فعلا قادرة أكتب
ادعولي ربنا يقومها بالسلامة وتطلع 😂
ومتنسوش تعملوا ڤوت وتقولولي رأيكم في الفصل 🌸

Continue Reading

You'll Also Like

1.7K 295 26
تحرك للأمام بصدمه وعندها اتضحت له الرؤيه اكثر. شق ضخم طولي من بدايه صدرها حتى منتصف بطنها يقطعه شق اخر عرضي. الدماء متحجره على وجهها من ناحيه عينيه...
848K 64.4K 19
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
2.4K 107 6
سأبدا اول قصه قمت بتأليفها بالعاميه واتمنى ان تعجبكم ويعجبني دعمكم،لن اطيل الحديث لذلك سوف اترككم الآن مع خالد..
13.3K 635 20
بيتجوزها بالاتفاق إن جوازهم يكون على ورق بس.. وبعد مدّة صغيرة متكملش شهر المفروض يسافر ويسيبها لوحدها لمدة 5 سينين وطليقها وصحابه بيلاحقوها ومستنيين...