وريث آل نصران

By fatem20032

17.5M 898K 180K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)

الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)

96.3K 6.1K 1.1K
By fatem20032

الفصل التاسع عشر ( ذنب لم تفعله)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا لو طالك الانتقام؟
طالك على جرم لم تكن يوم فاعله...
طالك في من أحبهم قلبك.. أليس هذا كفيل لجعلك آخر لا يستطيع إدراك أن السهم كان من نصيبه هو؟
كذلك كانت حالة "عيسى" بعد اكتشافه أن الخادمة في منزلهم مأجورة، تضع السم لشقيقته التي لم تكن سيئة معها يوما ما... بعد أن عرف هذا السر من مكالمة هاتفية هرول مسرعا ناحية الأعلى تحديدا غرفة "ررفيدة، التي تجمع بها "ملك" و "مريم" و"سهام"... وحذرت "مريم" حسن حين أتى إلى الغرفة بحدة:
اياك تقربلها تاني.

تجاهلها "حسن" واستخدم الرفق هذه المرة مع شقيقته وقال بنبرة لينة:
طب قوليلي يا رفيدة مالك... محدش هيساعدك غيرنا يا حبيبتي... اتكلمي متخافيش، لو عايزة اخرج وتقولي لماما ماشي.
كانت ترتعد بشدة وتحتضن والدتها وشهقاتها في سباق.... لم يقطع كل هذا دقات هالة على الباب والتي تبعها دخولها وقولها:
اتفضلي يا أنسة رفيدة، كوباية ليمون تروق دمك وهتبقي زي الفل.

_ لا أنا اللي عايز ليمون.
صوت بث الرعب في خلاياها، هذا الذي لا ترتاح له مطلقا، صوت "عيسى" الذي ما إن قال هذا حتى أسرعت تقول:
لا ده بتاع أنسة رفيدة.

أخطأت وهي تعلم هذا... كان الجميع يتابع ما يحدث باستغراب وخاصة حين تداركت الخطأ قائلة بارتباك:
لو عايز هنزل اعمل لحضرتك.

كان قوله حاسم وهو يشير على الكوب بيدها قائلا:
اشربي الليمون ده.

جحظت عيناها، وحاولت قلب الأمر عليه وهي تصيح بحدة:
هو في إيه يا أستاذ عيسى... مالك بتكلمني كده ليه؟

ابتسم وهو يرد عليها بما أخافها أكثر:
أنا لسه مكلمتكيش...
كرر للمرة الثانية:
اشربي اللي في ايدك.

الرعشة أصابت يده وبدأ في فقد كل ذرة تعقل لديه، تناول الكوب منها وألقى بما فيه على وجهها فشهقت بصدمة وعلت الأصوات من حوله تعترض على فعلته ولكنه ألقى بالكوب على الأرضية ليسقط متهشما وهو يصيح:
أنا مش عايز أسمع كلمة من حد غيرها.

الموت أهون الآن... هذا ما حدثت به نفسها أما هو فكان يتكرر في أذنه الآن مشهد قديم، يسمع نفسه الآن يسأل شقيقته:
هو ايه اللي كنتي بتديه للبنت الجديدة ده؟
ويسمع صوت شقيقته تقول بابتسامة:
اديتها كام طقم من بتوعي، حرام هي صغيرة برضو، وأكيد ظروفها مش أحسن حاجة، بس متقولش لحد علشان خاطري علشان متحرجهاش .

فاق مما فيه على صوت هالة التي هتفت ببكاء:
أنا معملتش حاجة حرام عليك.

صاح بغير تصديق بما جعلها تتجمد وجعل الجميع ذاهلا:
يعني هي تديكي من هدومها باليمين، تروحي أنتِ بالشمال تحطيلها مخدرات يا جاحدة...
هزت "سهام" رأسها نافية بغير تصديق وهي تزيد من احتضان ابنتها، أما الإصرار في عين عيسى وهو يقول:
ده أنا هدفنك أنتِ واللي جابوكي النهاردة.
جعل "هالة" تتيقن من أنها أخر لحظاتها مما دفعها للهرولة، هرولت إلى أسفل ولحق بها عيسى، دخلت إلى الغرفة الصغيرة التي ترقد بها وتبعها هو فأخرجت مسرعة سلاح خاص بها وصوبته ناحيته محذرة:
أقسم بالله لو فكرت تعمل حاجة لهقتلك واقتل نفسي.
لم يهتم بقولها واقترب أكثر بنظرات متحدية وكأنه يخبرها بأن الموت لا يفرق معه وبان هذا حقا حين قال:
ده عندها.
وهنا فقط أدركت أنه لا مفر سوى معجزة، فمن أمامها ينوي نية واحدة فقط، نية لا يمكن تخطيها... نية قتلها ولكنها ستدافع عن نفسها بكل ما امتلكت من قوة، ستدافع وهي تعلم تمام العلم أنها مذنبة، ذنب لا يمكن نسيانه أبدا، وعلى الرغم من تبخر ثباتها ولكنها حذرته وهي تلوح بالسلاح:
أنا مش بخوفك... لو قربت مني أنا هضرب بجد.

رد على جملتها وهو مستمر في الاقتراب:
تفتكري تهديدك ده هيفرق مع واحد مش باقي على الدنيا.... أنا في لحظة عندي استعداد أحرق الكل والظاهر إنك هتكوني أولهم.

أخافها حقا، فتسابقت عبراتها وارتعدت وهي تدافع عن نفسها:
بس أنا معملتش حاجة، أنا مكنتش عايزة أذيها، بس لو معملتش كده كان هيأذيني.

وكأنها وجدت المفر فهتفت بلهفة آملة أن يتراجع:
أنا هقولك مين اللي طلب مني أعمل كده... وأوعدني يبقى حسابك معاه هو.

_صاوي.
قالها بنبرة قاتمة ليخبرها أن بطاقتها محروقة وفي لحظة كان ينتشل سلاحها من يدها التي لا تكف عن الارتعاش ويجذبها من مرفقها ناطقا باشمئزاز:
كارتك محروق.
فقد تعقله وسيطرته، أصبح لا يدري ما يفعله... يرى نفسه، ويرى ما هو قادم عليه ولكن لا يستطيع التوقف، صوب السلاح عليها فأغمضت عينيها بشدة خائفة ولم يمنعه مما يفعل إلا شقيقه الذي كان يراقب كل شيء وينتظر أن تقول الفتاة أي شيء يفهم عن طريقه ما يحدث ولكنه لم يجد إلا هذا الفعل المتهور فأسرع يُبِعد "عيسى" عنها ويردعه بقوله:
أنت بتعمل إيه؟
لا يملك جواب هو بالفعل لا يدري ماذا يفعل، تمكنت حالته منه ولم يقدر إلا على قول:
اقفل عليها لحد ما ارجعلها.

ابتعد تماما، وشرائط سوداء تتسارع في ذهنه، بداية تعارفه على قسمت، فترة انشغاله، تبدل أحوالها، إدمانها، إصابتها بالعجز، صاوي الذي لا يكف عن إلصاق عجزها به... وصل إلى غرفته وأغلق بابها عليه بعنف ثم صرخ عاليا، صرخة يبث فيها آلامه إلى العالم بأكمله... ولم تسلم الأشياء في الغرفة من نوبته الانفجارية فبدأ في تحطيم كل شيء يقع أمام عينيه، حتى شعر بقليل من الاسترخاء فجلس على الأرضية وعرفت الدموع طريقها لعينيه... لم يسمح لعبراته بأن تتحرر أكثر من ذلك، فتح باب غرفته فوجد "ملك" أمام وجهه كانت تقاسيمها منكمشة بحزن امتزج بخوفها عليه، كل من هنا ليس بخير ولكنها على يقين تام أن وجعه مضاعف، تخطاها وتوجه إلى غرفة شقيقته... حاوط الجميع بنظراته ثم قال:
أنا عايز "رفيدة" لوحدها.

استجابت "مريم" سريعا وتحركت نحو الخارج، في حين وقفت "سهام" أمامه ناطقة بانهيار:
أنت إيه اللي عرفك إن هالة بتعمل كده؟....
عارف لو كنت سبب في اللي حصل لبنتي ده ه..
سحبها من ذراعها وسط حديثها إلى خارج الغرفة معلقا على حديثها الذي بتره:
يلا مش ناقصين وجع دماغ.
أغلق الباب في وجهها وتوجه ناحية شقيقته التي انخرطت في نوبة بكاء شديدة، لا تدري ما يجري لها، جلس جوارها ومسح بحنو على خصلاتها وهو يحتضنها، كصغيرة يلاطفها ويراضيها حتى تسكن وبالفعل سكنت ورٱسها مستند على صدره ولكن خرج سؤالها بنبرة متألمة:
هو ايه معنى كلامك اللي قولته لهالة؟
أغمض عينيه بحزن شديد يعتصره واسترسلت هي:
أنا حاسة اني مش كويسة يا "عيسى"، وبشوف حاجات وحشة أوي وبعدين أكتشف إنها مش موجودة... هي الهلاوس دي ليه؟، هو أنا اتجننت؟

زفر بتعب وفتح عينيه وقد كساهما الحمرة، وتلألأت العبرات فيهما... رفع وجهها لتقابل عيناها عينيه وهو يخبرها:
لا يا حبيبتي أنتِ مش مجنونة... أنتِ هتكوني كويسة.

_ بجد؟
سألته بقلب أدماه ما يحدث، فهز رأسه سريعا يؤكد:
اه بجد، علشان أنتِ " رفيدة" اللي جواها نضيف، ومعدنها كويس، مش أنتِ قولتيلي قبل كده ربنا دايما بيقف معايا علشان بابا بيدعيلي؟
هزت رأسها مؤكدة فمسح على وجنتيها بابتسامة مستكملا:
أنا مش عايزك تخافي، احنا هنحل الدنيا وأنا عارف الليلة دي وعارف نهايتها وهبقى جنبك... أنا عايزك بس تستحملي معايا اليومين الجايين.

مطت شفتيها بحزن حين تذكرت أمر اختباراتها وشاركته هذا:
طب والامتحانات؟... هعمل فيها إيه، أنا مش قادرة و
قاطعها ناطقا بغير اهتمام بأي شيء سواها:
في داهية الامتحانات، أنا هخلي "طاهر" يتصرف في الموضوع ده، مش عايزك تشيلي هم أي حاجة.... أنا عايزك بس تتأكدي إنها هتعدي يا "رفيدة".

احتضنته من جديد وتشبثت به بكل قوتها وكأنه لا منقذ سواه، صرحت له بما نبع من فؤادها:
خليك جنبي وهي هتعدي.
ابتسم وعاد من جديد يمسح على خصلاتها، ظل جوارها حتى اطمأن أنها غفت فعدل من وضعيتها على الفراش بحرص ودثرها ثم ألقى عليها نظرات حانية امتزجت بألمه وحزنه على حالتها وشعور الذنب القاتل والذي لا يتهاون عن إخباره في كل ثانية أن ما حدث كان هو سببه، أنا شقيقته تدفع ثمن العداء بينه وبين
" صاوي"... تدفع ثمن ما لا ذنب لها به.

    ★***★***★***★***★***★***★***★

بمجرد خروجه من الغرفة وجد زوجة والده أمامه، كانت مندفعة وتتأهب للشجار وبدا هذا حين قالت:
أنا عايزاك دلوقتي حالا...
قاطع حديثها بجملته الحادة:
صوتك علشان رفيدة نايمة.
أنهى حديثه ونزل فهرولت خلفه وكذلك فعلت "ملك" التي طلبت من شقيقتها أن تصطحب الصغير للعب في الحديقة حتى يصبح بعيدا عن كل ما يحدث
وصل "عيسى" إلى الغرفة التي احتجز بها الخادمة وكان شقيقه واقفا أمامها فطلب منه أن يفتح بابها... قبل أن يقول أي شيء نطقت "سهام" التي هجمت على "هالة" وقد غرزت أظافرها بذراعيها صارخة:
مين اللي قالك تعملي في بنتي كده؟
كانت براكين الغضب تتراقص في عينيها ونجحت في إفزاع "هالة" التي صرحت بما لديها دون مقاومة:
صاوي هو اللي طلب مني أعمل كده، بس أنا...
انتقلت بنظراتها سريعا إلى "عيسى" تستعطفه:
أنا والله مكنتش بحطلها نفس الجرع اللي بيقولي عليها... أنا كان غصب عني.

دفعتها "سهام" بكل قوتها وقبل أن تسقط جذبتها من خصلاتها صارخة:
غصب عنك إيه؟
عقبت سؤالها بصفعة مكررة:
غصب عنك إيه يا بت.... ده أنا اللي دخلتك بيتي، أول ما تيسير جت حكتلي ظروفك خلتها جابتك... تقومي تعملي كده في بنتي.
صفعة آخرى جعلت "هالة" تصيح.... ونادى "حسن" لتيسير التي شبه ألمت بجوانب الموضوع، لم يكن لها يد ولكنها خُدِعت، ما إن أتت ورأت نظرات الاتهام في عيونهم وقبل أن تدافع عن نفسها وجه "عيسى" سؤاله لتلك التي تقبض عليها "سهام":
دخلك هنا ازاي؟

طالعت " هالة" الوقوف بخوف ثم جاوبت تسرد كيف أتمت هذه الفعلة:
عن طريق تيسير... هو سهلي اني اتعرف على بنتها، وبعد شوية لما اتعرفنا وأنا قولتلها إن ظروفي وحشة وهي قالت لمامتها وساعتها طلبت منها تشوفلي أي شغل أو تكلم تيسير انها تبلغكم بظروفي واجي اساعدها في البيت هنا.

أسرعت "تيسير" تعلق على حديثها:
أقسم بالله العظيم هو ده اللي حصل، أنا بنتي جت قالتلي إن معاها واحدة ظروفها صعبة، وجابتها معاها مرة وطلبت مني أكلمكم، وأنا كلمت الست "سهام" وهي وافقت.

شدت "سهام" على خصلات هالة بعنف فأكثر ما يقتلها هو أنها هي من سمحت بدخولها، رفعت بكفها ذقن هالة لتلتقي بنظراتها وهي تستجوبها من جديد:
مين صاوي ده، و ليه يعمل كده في بنتي أنا؟
زاغت نظرات "هالة" ناحية "عيسى" وهي ترد بنبرة مختنقة إثر البكاء:
بينه وبين الأستاذ مشاكل
لحظتها فقط تركتها "سهام" وتحركت ناحية "عيسى" سائلة بانهيار:
أنت برضو؟... يا أخي أنا كرهت اليوم اللي دخلت فيه البيت ده، عمال تهد في اللي ببني فيه من سنين و قالبها خراب على الكل...
لم تكمل بسبب مقاطعة "حسن" والذي هتف باعتراض:
ماما... أنتِ بتقولي إيه؟

_ بلا ماما بلا زفت، أنا خلاص جبت اخري
تحركت لتقف أمام "عيسى" الذي يقف جامدا وكأنه تمثال وتتابع:
لحد عيالي لا... قرفك ومشاكلك مع العالم مش عيالي اللي هيدفعوا تمنها يا "عيسى".

سألها بانفعال:
عندك حاجة تاني عايزة تقوليها؟...
أشار لشقيقه طالبا:
قولها يا " حسن" لو عندها حاجة تكمل وتقولها... ولا أقولك الأحسن
طالعها بنظرات مهاجمة:
الكلمتين سجليهم و ابعتيلي التسجيل، وأنا هبقى أسمعه مره الصبح ومره بالليل علشان متتعبيش نفسك وتقوليهم كل شوية.

صرخت فيه وقد أفقدها الخوف على ابنتها كل ذرة تعقل لديها:
هو أنت معندكش دم؟

دافع "حسن" عن شقيقه بقوله:
ماما اللي بتعمليه ده مينفعش، و صاوي ده أصلا عنده مشاكل مع بابا مش مع "عيسى" بس زي البت دي ما بتقول، مش فاكرة لما جه مره هنا ورفع السلاح قصاد بابا وساعتها أنا وعيسى وطاهر اللي وقفناله.

حذرته والدته بكلماتها التي تولت النظرات أمر دعمها:
خليك ساكت أنت يا "حسن"، متبررش ليه.

لم تحتمل " ملك" أكثر فتحركت لتقف في المنتصف بينها وبين "عيسى" وترد عليها بدفاع:
لا هو مش بيبرر يا طنط، المفروض تدوري هنعمل إيه نساعد بيه "رفيدة" مش ترمي اتهامات على عيسى... لو هو سبب في اللي حصل فحضرتك السبب الأكبر
اللي دخل البنت دي البيت حضرتك مش عيسى، اللي قاعد في البيت ٢٤ ساعة حضرتك مش "عيسى"، اللي المفروض " رفيدة" قصاد عينه طول الوقت برضو حضرتك مش "عيسى"، فمش من حقك أبدا تقوليله أنت السبب.

طالعتها " سهام" بغير تصديق، ولم تجد رد أمام هذا الدفاع المستميت عنه سوى:
أنتِ بتدخلي ليه؟... أنتِ تخرجي تشوفيلك حتة تقعدي فيها، أنتِ لا أخت "رفيدة" علشان تخافي عليها، ولا ليكِ حكم هنا علشان تحاسبيني.

ردت عليها بنظرات متحدية ولم تتزحزح إنش واحد:
أنا مرات عيسى، واللي يخصه يخصني... و من حقي اتكلم لما أشوف حضرتك بتتغاضي عن غلطك وترمي الغلط كله عليه.

توقفوا تماما عن الحديث حين حضر "نصران"، أتى للتو من الخارج وقد قابل " طاهر" في طريقه فرافقه... انكمش حاجبيه باستغرب من صوتهم المرتفع والذي دله على مكانهم وعبر عن هذا الاستغراب سؤال "طاهر":
هو في إيه يا جماعة؟

الإجابة يعرفها الجميع ولكنها صعبة القول إلى الحد الذي جعلهم يعجزوا عن التصريح بها.

★***★***★***★***★***★***★***★

لم يتطلب الأمر الكثير على الرغم من صعوبته، عرف
" نصران" كل شيء وسمع زوجته وهي تسدد الاتهامات لابنه من جديد:
البت بتقول إنه زقها على بنتك علشان مشاكله مع "عيسى"... مشاكله مع اللي مفيش وراه غير المشاكل.

وقف نصران أمامها وبإشارة من يده منع حديثها بقوله:
صاوي مشاكله معايا أنا من الأول مش مع عيسى، صاوي ده جده كان مشارك جد " منصور" ويوم ما نصران الكبير طلع منصور من هنا مطرود مكانش لوحده، طلع معاه جد صاوي... وأظن إنك عارفة إنهم معتبرين الأرض وكل حاجة هنا حقهم... معتبرين نفسهم أصحاب البلد وعايزين يرجعوها.

تحدته بكلماتها:
اه عارفه يا نصران، بس اللي اعرفه إنه منصور هو اللي بيعمل كده، صاوي ده عمري ما سمعت إنه عمل  مشاكل، مشاكله مظهرتش غير لما "ع..

بتر عبارتها بقوله الحاسم:
سهام.
صمتت مجبرة واسترسل هو:
لو عايزة تفضلي جنب عيالك، ما اسمعش كلمة تاني.
توترت الأجواء بشدة وانسحب " طاهر" منها قاصدا غرفة شقيقته يريد أن ينعم برؤيتها حتى يطمئن.
بينما استكمل "نصران" بحدة:
ولو هلوم حد يبقى هلوم اللي سمح للتعبانة دي تدخل بيتنا
كان يشير على "هالة" وأكمل:
مش أنتِ اللي جبتيها هنا، وقولتيلي ظروفها وحشة يا "سهام"؟... أنتِ دخلتيها من غير ما ترجعيلي ولما سألتك كانت مبرراتك حاضرة، وجاية دلوقتي تتكلمي؟

هتف " حسن" برجاء وهو يساند والداته:
خلاص يا بابا، ماما كمان تعبانة وأعصابها بايظة بسبب اللي حصل، رفيدة حالتها وحشة أوي.

_ يبقى نشوف رفيدة بدل ما بنرمي اللوم على بعض... أنا طالع أشوف بنتي
وأشار على "هالة" مكملا:
ودي متطلعش من هنا... ليها روقة.

رحل عن الغرفة ولحقت به "سهام" و "حسن" ... رأت "ملك" عيسى يخرج ويأمر "تيسير" بالخروج ليُغلِق على "هالة" الباب من جديد، أصابها القلق بشدة عليه وكأنه أخرج كل ما لديه في صرخته ولم يعد لديه أي شيء، سوى الاشتعال في عينيه والصمت.
حاولت الحديث معه ولكنه فر من المكان بأكمله، لمحة "طاهر" من الشرفة فهرع إلى أسفل ليلحق به قبل حلول كارثة آخرى...لا تعلم "ملك" وجهته ولكنه يعلم جيدا، ذاهب إلى صاحبة المكالمة، "قسمت" التي حذرته في الهاتف من أن الخادمة التي تعمل في منزلهم تدس السم لشقيقته... لم يهتم بطاهر الذي علم من زجاج سيارته أنه يلاحقه فقط تابع طريقه بسرعة جنونية يود لو أصبح الآن في القاهرة حيث منزلها بدلا من الاسكندرية في لحظة واحدة.... طريق طويل قضاه ضائعا وهيئة شقيقته لا تغادره ولكنه تغافل عن مشقة هذا الطريق ما إن وصل إلى منزلها... أوقف سيارته ونزل وتوجه ناحيته وبعد أن قابلته الخادمة اعتذرت له عن عدم وجود رب عملها ولكنه تخطاها صاعدا إلى أعلى حيث غرفة "قسمت" التي لمحها وهو في الخارج تطالعه من على مقعدها عبر النافذة، كان باب غرفتها مفتوحا فدخل دون استئذان ليجدها تجلس بمقعدها أمام الشرفة الزجاجية الطويلة

_ أبوكِ فين يا قسمت؟
جملة واحدة نطقها، سمعته ولكنها لم تلتفت بقت على حالتها تنظر أمامها ناحية النافذة فبادر هو وأدار مقعدها المتحرك لتواجهه وهنا فقط نظرت له، ولأول مره تراه هكذا، وكأنه آخر بل هو آخر... يطالعها بنظرات عنيفة لم تشهدها منه قط، أمام كل هذا لا تعرف من أين امتلكت الشجاعة لترد قائلة:
بابا مش هنا... وملكش..
بتر عبارتها فعلته حين تناول الإطار الزجاجي الذي حمل صورتها ووالدها وقذفه أرضا، فانتفض جسدها وصاحت بصدمة وأمام تسارع أنفاسه هتفت هي:
شوف أنت عامل ازاي و أختك محصلهاش حاجة،
اومال أنا كنت المفروض اعمل فيك إيه يا "عيسى"؟

سألها بعينين بان الشر فيهما إن تيقنت ظنونه:
كنتِ عارفة من الأول باللي أبوكي بيعمله؟

_ أنا لسه عارفة النهاردة ولما عرفت كلمتك وحذرتك...
علشان هي ملهاش ذنب زي بالظبط ما أنا مكانش ليا ذنب.

توجه بغضب شديد وقد قبض بكفيه على جانبي مقعدها ليواجهها ويلقي على مسامعها كلماته القاتلة صائحا:
أختي مش أنتِ... أنتِ سكة المخدرات دي مشيتيها بكيفك، وكانت على هواكي، أنا مبعتلكيش حد يحطلك مخدرات من وراكي زي ما أبوكي ال **** عمل.

اعترضت صارخة بغضب:
اخرس... اياك تتكلم عنه كده تاني، هما اللي جروني للسكة دي مين؟... مش صحابك؟، مش الشلة اللي كنت معاهم في السباق؟

_ عمرهم ما كانوا صحابي، أنا عملت كتير أوي ليكِ علشان أكفر عن ذنب أنا معملتهوش وفي الآخر...
لم يستطع أن يكمل لا يستطيع التصديق حتى، ضرب على رأسه وهو يقول:
في الآخر اختي!...اللي أنتوا عملتوا فيها كده دي كان
قاطعته مدافعة عن نفسها ناكرة صيغة الجمع في قوله:
أنا معملتش حاجة... أنتوا مين؟

ضحك باستهزاء ونظر لها وهو يرد عليها:
ما أنا كمان معملتش حاجة، مش هو تلقيح جتت بقى... تهمة بتهمة
وقبل أن يُكمل فُتِح باب غرفتها ولم يكن سوى والدها الذي ما إن دخل حتى سأل باستنكار:
بيعمل ايه ده هنا يا " قسمت" ...لا والبجاحة واخداه إنه يطلع هنا كمان
فأخرج " عيسى" سلاحه ورفعه وقد كان الإصرار كفيل أن يتحدث بدلا عنه ولكنه دعمه بقوله وهو يصوب على "صاوي":
لا هي وخداني لحتة تانية خالص... أنا البجاحة وخداني إني هطلع روحك
الذهول جمده من فعلة الواقف أمامه والذي حين رأى ذهوله سأله مبتسما وقد تملك غضبه منه:
شوفت بقى البجاحة وخداني لحد فين؟

هتفت مسرعة بصدمة:
عيسى لا... أنت هتعمل إيه؟
اقترب " عيسى" من والدها أكثر و هتف بما جمد "صاوي":
أنا مش هقتلك، اجمد كده
يرى الاهتزاز في عينيه، يعلم كم يخشاه " صاوي" الآن وكذلك "قسمت" التي هتفت بنبرة باكية:
ابعد عنه يا "عيسى".
أكمل " عيسى" وكأنه لم يستمع لها:
اللي قالي على وساختك بنتك.
لا يصدقه، وبهت وجه "قسمت" بينما تابع "عيسى":
وأنا مش هقتلك.... وده مش علشانك ولا علشانها،
أنا حق أختي هرجعه بطريقة تانية خالص.

_ واللي خلقني و خلقك تخف " رفيدة" وهتكون فضيحتك مسمعة في مصر كلها... هخلي الكبير والصغير يتريق عليك ومن غير نقطة دم واحدة.
كانت هذه آخر كلمات "عيسى" والتي خرج بعدها من الغرفة بأكملها، وما إن خرج رمق "صاوي" ابنته بغل شديد وعاتبته هي:
عملت كده ليه يا بابا؟
كان الرد أنه انحنى ليصبح في نفس مستواها وعلى حين غرة صفعها فصاحت بصدمة وقد سيطر عليها عدم التصديق بأن والدها حقا فعلها.

★***★***★***★***★***★***★****★

حين يعصف بك التفكير لا مفر، وبالفعل لم تجد "علا" مفر، كانت في غرفتها بمفردها بينما والدتها في الأسفل تتابع التلفاز بعد أن عادا أخيرا إلى منزلهم بالقرية، كلما داعب النوم جفني "علا" أتى هو من جديد ليعلن أنه لا نوم.
_ كده مش هينفع.
هذا ما قالته لنفسها التي لا تكف عن التفكير ب "بشير"
جذبت هاتفها وقررت فتح تطبيق التواصل الاجتماعي Facebook وتحديدا الدخول إلى الملف الشخصي لابنة عمها "ملك"، ظلت تبحث وسط ما نشرته ابنة عمها حتى وجدت " عيسى" في واحد من التعليقات، اتسمت بحماس وأسرعت نحو ملفه الشخصي وهي تقول:
أكيد بيكتب كومنت عنده، أو حتى عامله منشن.
رأت آخر منشورات "عيسى" وقد نشره منذ أيام والذي لم تستطع منع نفسها من الضحك وهي تقرأه حيث دون:
معذرة، أراك تتحدث وكأن الكواكب تدور من حولك في حين أريد سؤالك:
أنت حد مهم يعني على الليلة دي كلها؟

ضغطت لترى التعليقات وهي تضحك فاختفت ضحكتها تدريجيا ولمعت عيناها وهي ترى أول تعليق من الذي تبحث عنه، تعليق من ملف شخصي باسم "بشير السيد" وقد كتب لصديقه:
اه حد مهم، ورد على تليفونك يلا.
ضحكت وسريعا ما دخلت إلى ملفه الشخصي ولكن انكمشت ملامحها بضيق وهتفت بضجر:
أنت عامل locked للأكونت ليه طيب؟
حتى صورته تراها مصغرة ولا تستطيع فتحها، تبينت فقط ضحكته الجذابة والدراجة البخارية التي كان عليها ولم تعرف لماذا ولكنها أرسلت له طلب لتصبح صديقة لديه، حدثتها نفسها قائلة:
أنا بس هقوله إني كنت حابة أشكره على موقفه معايا في المطعم لما محسن وقعني وأشوف منزل إيه وبعدين أبقى ألغيه .

ردعت نفسها عن ذلك مسرعة وأتت لتقوم بالإلغاء ولكنها وجدته قد قبل طلبها فشهقت بصدمة ووضعت كفها على فمها ولكن أسفل كفها ارتسمت ابتسامة حملت الكثير من المشاعر المضطربة أهمها الإحراج الشديد من الموقف الذي وضعت نفسها به وخاصة حين استقبلت رسالة منه كُتِب فيها:
أنا كان ممكن أفضل معلقك وأعمل فيها تقيل وبتاع بس حابب أعرف سيادتك عايزة مني إيه؟

تأهبت للرد عليه ودقات قلبها في سباق عنيف وكأن كل دقة فيهم تتسابق لترد هي أولا على من تسبب في هذا الاضطراب الكبير... عليه هو.

★***★***★***★***★***★***★

ما إن انتهى عيسى من زيارته حتى قرر العودة إلى الاسكندرية من جديد، وجد "طاهر" في الأسفل جوار سيارته والذي قال بضجر:
هتتفضل تروح معايا، ولا ناوي تجريني وراك في حتة تاني؟

_ أنت عايز مني إيه يا "طاهر"؟... سيبني في حالي.
رد عليه طاهر بضيق:
عيسى علشان خاطري، محدش هيستحمل التصرفات دي، كلنا قلقانين عليها، ولازم دلوقتي زي ما أبوك قال نفكر في مصلحتها قبل أي حاجة.

تنهد " عيسى" بتعب ثم هز رأسه موافقا فقال له "طاهر":
بص الواد عز زمان كان مشي في السكة دي شوية وأبوك هو اللي ساعده، فأكيد هو هيقدر يساعدنا مع الدكتور.
قال " عيسى" ما لديه هو الآخر:
أنا هكلم دكتور معرفة وهخليه يجي يشوفها وهو هيظبط معانا وربنا يعديها على خير.

_ بإذن الله هيعديها.
كان هذا قول "طاهر" والذي تبعه بآخر:
يلا بقى نرجع، وخليك ورايا الله يباركلك ما تروح في حتة علشان أبوك هاريني اتصالات.
تحرك بالفعل للعودة إلى الاسكندرية من جديد، يريد قسط صغير من السكون والراحة حتى يستطيع أن يفكر في كل شيء، حتى يستطيع مواجهة كل هذا... كان الإرهاق يتحدث بدلا منه على تقاسيم وجهه وفي عينيه وكأنه لم ينم منذ شهور، ما إن وصلا حتى توجه مسرعا ناحية غرفة شقيقته فلم يجد أي أحد، وقبل أن يتسائل هو و "طاهر" خرجت "ملك" من الغرفة بعد أن سمعت صوت في الخارج، أخبرتهما بهدوء:
عمو خدها وحسن وطنط راحوا معاه، هو قالي أفضل موجودة علشان لو رجعتم، وبعت يزيد مع مريم يقعد عندنا.

_ خدها وراح فين؟
كان هذا سؤال "عيسى" فرفعت كتفيها في إشارة لعدم معرفتها فأخبر "طاهر" الواقف جواره:
أنا هنزل أشوفهم ولو عرفت حاجة هكلمك... ارتاح أنت شوية.

هز "عيسى" رأسه موافقا وما إن غادر "طاهر" حتى توجه "عيسى" إلى غرفته ولحقت به "ملك" التي رأته يجلس على الفراش واضعا رأسه بين كفيه، ظنت أنه سيغفو قليلا ولكنه بقى على حالته هذه حتى وضعت كفها على كتفه منادية:
عيسى.
رفع رأسه وطالعها فطلبت منه برفق:
اتكلم معايا... قول كل اللي مزعلك حتى لو أنا أعرفه، لكن متعملش كده.

حتى الحديث زهده وبان هذا حين حطم آمالها بقوله:
أنا مش عايز اتكلم، عايز أنام.
تمدد على الفراش وأسند رأسه على كفيه من الخلف وبقى يطالع سقف الغرفة بشرود فسألته باستنكار:
كده أنت نايم بقى؟
_ ملك أنا عايز منك حاجة واحدة.
سألت عن طلبه فجاوبها لما أغضبها:
تسكتي.

تأففت بانزعاج وغادرت الغرفة بأكملها، لم يكد يختلي بنفسه أكثر من نصف ساعة حتى وجدها تعود بالحامل المعدني عليه بعض الشطائر وجوارها كوب من العصير
ووضعتها على الطاولة جواره ناطقة بتذمر:
ممكن الباشا يقوم ياكل بدل ما بيتأمل السقف، ما هو الحل مش هينزل من السقف والله.

قالت جملتها الأخيرة بغيظ فكان رده عليها:
ما تروحي لمامتك.
رفعت حاجبيها بغير تصديق وسألته بحزن:
كده يا "عيسى"؟... طب أنا هروحلها.
قررت الذهاب بإصرار فاعتدل ليجلس على الفراش قائلا:
استني يا " ملك" .
وكأنها لا تستمع له فترك مكانه وجذبها من مرفقها طالبا:
استني علشاني... ما هو أنتِ لو روحتلها أنا مش هكون كويس.

_ أنت مش كويس أصلا يا "عيسى".
قالتها بحزن على حالته فلم يستطع أمام عينيها إلا البوح بكل شيء فقال:
أنا مخنوق... وحاسس إني عايز أخلص من كل حاجة، أدوس على زرار اتبخر.

انكمش حاجبيها بأسى ولم يطل وقوفها هكذا أمام قوله:
احضنيني.
احتضنته وكأنها تخفيه من العالم بأسره، وحينها فقط شعر بأن البرد الذي لم يقصر في غزوه تبخر، حين تاه في عالمها غمره شعور آخر لا يعرفه إلا في حضرة بعض الأشخاص هي أهمهم... غمره ما لا يمكن أن ينساه أبدا، غمره الدفء.

يُتبع 💙

وحشتوني أوي... أخيرا رجعنا اشتقت والله لأجواء الفصل ✨
إن شاء الله الفصل يعجبكم والفصول الجاية كلها حماس وهتتبسطوا جدا
محدش ينسى يعمل ڤوت وتقولولي رأيكم ويارب دايما مع بعض ❤

Continue Reading

You'll Also Like

17.5M 898K 181
حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصب...
3.5K 104 20
لكل طريق مسار هناك مسارت كثيرة يمكننا اختيارة و لكن مسار الحب إجباري.
2.7M 183K 73
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...
7.7K 263 43
خيانه ادمت قلبي وكسرته دائما كنت بلا ذنب او خطيئة ولكن ادفع ثمن ما لا ارتكب دائما