وريث آل نصران

By fatem20032

17.5M 899K 181K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)

الفصل الثالث (هل معك صورة!)

117K 5.5K 901
By fatem20032

الفصل الثالث (هل معك صورة!)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الرحمن الرحيم
ارحلوا واتركوني فسفينتكم هلاكي،
وأملي الوحيد في النجاة هو عيناها....
إن اختارت الخراب سأبقى معها ما حييت... ارحلوا إلى حيث شئتم، واتركوني هنا ربما أكن محسنا فيجزيني الله برؤية عينيها دائما وأبدا.

هناك مواقف نظن أننا لن نتعرض لها ما حيينا ولكنها تكشف لنا كم أننا في غفلة... كذلك كان الموقف الذي وُضِعت فيه... كانت قد حسمت الأمر ووضعت في كوبه الحبوب وبدأت التقليب لكنها تجمدت حين سمعت سؤاله من خلفها:
بتعملي ايه يا "ملك"؟

عادت بذكرياتها إلى ما حدث قبل هذا، شردت في مقابلتها مع " نصران" في المرة التي طلب منها أن تضع لابنه الحبوب فيها، استطاعت سماع صوتها وهي ترفض:
لا يا عمو، أنا مش ممكن أعمل كده.

_ لو معملتيش كده، متبقيش عايزة تساعديه.
ردت على قوله مؤكدة:
عيسى محدش هيساعده غير نفسه.
حاول "نصران" استمالاتها بكامل الطرق وهو يقول:
اسمعي يا "ملك"، ابني علشان يعرف يساعد نفسه لازم احنا نساعده الأول

هزت رأسها رافضة بإصرار وهي تخبره بما عندها:
نساعده بأي طريقة تانية غير دي.

رد عليها يحاول إقناعها:
الحبوب دي مش هتعمله حاجة، هو محتاج دكتور، ولحد ما نعرف نعمل ده هنحاول نحجم الحالة شوية... كل اللي هتعمليه انك هتحطيله الحبة لو حسيتي انه داخل على بوادر الحالة اللي بتجيله دي، علشان متجيلهوش ويأذي نفسه واللي حواليه.

لم ترض أبدا عن أي مما يقال حتى بعد أن أكمل والد زوجها:
وده زي ما قولتلك وضع مؤقت لحد ما اتصرف واعرف اجبره يروح لغاية الدكتور، اسمعي الكلام يا بنتي الله يكرمك، أنا من ساعة ما عرفت وأنا أعصابي بايظة... ميرڤت قالتلي انها قايلالك من كتير مجتيش قولتيلي ليه؟

لم تجد مبرر تعطيه وتابع هو ضغطه بوضعه علبة الحبوب في يدها وهو يحثها أثناء نظره في عينيها:
خليها معاكِ، وأنا عارف انك هتفهميني وتعملي الصح.

فاقت من شرودها ولم يسعها إلا أن أسقطت الكوب على الأرضية بغتة متصنعة أنها لم تقصد فهرول مسرعا ناحيتها وهي تكرر بأسف:
أنا اسفة... أنا..

_ خلاص يا بنتي مفيش حاجة.
هكذا طمأنها وشرحت هي له بتوتر:
تيسير جابتلك الشاي، أنا كنت بقلبه عادي واتخضيت لما انت اتك

قاطعها ناطقا بغيظ:
خلاص افصلي، مش كارثة هي... أنا ليل نهار بكسر كوبايات.
قالها مازحا فابتسمت ليؤكد هو مخففا من توترها:
ما بكذبش عليكِ، كل ما اتعصب بكسر واحدة على الأرض أو على دماغ اللي قدامي على حسب الموقف يعني.

ضحكت ثم أخبرها هو برفق:
سيبيها انا هلمها.
أبدت اعتراضها وهي تلحق به أثناء خروجه من الغرفة فرفض وهو يخبرها:
خليكِ يا "ملك" بقى بدل ما حاجة تدخل في رجلك.

بقت مكانها وبمجرد خروجه استطاعت أن تلتقط أنفاسها من جديد، لقد خشت كثيرا أن يراها، وضعت يدها على قلبها تستشعر دقاته السريعة وسريعا ما انخرطت فيما حدث قبل هذا الموقف الذي سلب أنفاسها عنوة، خاصة ذلك اليوم الذي أعادها فيه إلى منزلها وأخبرها أنهما سيخرجا سويا في الليل ولم يأت... مر يومان حتى رأته مرة ثانية، راسلها فيهما وأخبرها أنه انشغل كثيرا بسبب شيء سيخبرها عنه، تهرب من كل أسئلتها حول "شاكر"...
حتى قدم وأخذها من المنزل وحينها فقط استطاعت مصارحته بأسئلتها حول " شاكر"، كانت جواره في السيارة وهي تستفسر:
عيسى ممكن تفهمني؟... أنت سايبني بقالك يومين ومش عايز ترد على أي سؤال، قولي علشان خاطري أنت ليك دعوة باللي حصل لشاكر؟

رد عليها بابتسامة وهو يتابع القيادة مراقبا الطريق أمامه:
أول حاجه هنروح نزور واحد صاحبي تعبان وفي المستشفى، تاني حاجة هوديكي مكان حلو، تالت حاجة...

قاطعته هاتفة بإصرار:
تالت حاجة هترد على تساؤلاتي وتروحني البيت.

_ تساؤلاتك؟
كررها خلفها ضاحكا فطالعته بغيظ وهي تقول:
قصدي اسئلتي... وتساؤلات مش غلط على فكرة.

استدار ينظر لها سائلا بضحكة شقية:
هو أنا قولت غلط؟... أنتِ مالك قاسية عليا كده ليه النهاردة؟

طلبت منه برجاء:
عيسى بطل تتوه، ماهو هترد عليا يعني هترد.

أوقف السيارة أمام المشفى مرددا بضجر:
يخربيت الزن.
رمقته بعتاب فقال:
لا متبصيش كده، أنا مقتلتش حد من أهلك.

شهقت بصدمة وهي تعدل عليه بغضب:
اسمع بقى أنا أبص براحتي، العين بتاعتي وأنا حرة فيها..وحسن أسلوبك السوقي ده.

اقترب بوجهه منها قائلا بابتسامة:
طب بصي...
ابتعدت بوجهها سريعا وهو يتابع بنفس ابتسامته:
قمر مش كده؟

جاهدت كي لا تبتسم وأسرعت تنزل من السيارة التي أوقفها لتفر من التوتر الذي يحاصرها به، ولكن ابتسمت في النهاية لتسمعه يقول من الخلف وهو يجذب باقة الزهور من السيارة لاحقا بها نحو مدخل المشفي:
بتضحكي ها؟

استدارت له تقول بوجه بدا عليه كم يعاني كي لا تظهر ابتسامته:
أنت عايز ايه يا "عيسى"؟

جذبها من ذراعها قائلا بابتسامة:
مش عايز حاجة وامشي يلا بقى

_ طب هو مين صاحبك اللي احنا جايين نزوره ده؟
سألته "ملك" المرافقة له وهما يدلفا إلى المشفى فأخبرها ضاحكا:
لو صبر القاتل على المقتول مكانش قتله.

ابتسمت ثم نطقت بغيظ:
طب يا مقتول احنا هنمشي من هنا وهروح بيتنا يا عيسى، بيتنا اللي فيه أمي واخواتي
ضغطت على كلماتها الأخيرة مضيفة:
واخد بالك صح؟

_ اه واخد وهنروح بيتنا حاضر.
قوله جعلها تتصنع الاستغراب سائلة:
ايه ده هما طردوك وهتيجي تقعد عندنا ولا ايه؟

كانا قد وصلا أمام الغرفة المرادة فدق هو الباب واستدار لها غامزا:
هفرجك على منظر حلو أوي دلوقتي.

ارتابت مما يحدث، وصدق ظنها حين انفتح الباب ولمحت "بيريهان" التي هبت واقفة تطالع "عيسى" بعدائية تجاهلها هو، ومنح تركيزه لتعابير "شاكر" الجالس على الفراش وقد أسند ظهره على الوسادة خلفه، اللاصقة الطبية على مكان الجرح في وجهه، رأسه التي لم يتحمل ألمها فتم ضغطها بواسطة رباط مناسب، ساقه التي مازال جرحها حيا وجانبه الذي لم يخفت وجعه.... كانت نظرات البغض جلية في عين "شاكر" وهو يتطلع إلى "عيسى" الذي وضع باقة الزهور على المائدة ناطقا بابتسامة:
ألف سلامة عليك.

كانت "ملك" تطالع ما يحدث باستغراب، لأول مره بحياتها تستطيع أن ترى نظرات الانكسار في عيون ابن عمها، لا تعلم ما حل به ولكن الأكيد أن الأمر ليس هين أبدا خاصة حين صاحت بيريهان بغضب:
حتى لو هو قال إنك معملتهاش يا عيسى وحتى لو طلعت منها، بس أنا متأكدة إنك أنت اللي عملت ك....

_ بس يا "بيري"
كان هذا قول "شاكر" الذي جعلها تتراجع و"عيسى" يغمز للجالس على الفراش:
ما تقول مين عملها... بدل ما مراتك مولعة الدنيا كده.

نقل "شاكر" نظراته على "ملك"، أراد أن يرى ما في عينيها، يعرف هل شعرت بشيء حين رأت حالته هكذا أم لا ولكنه لم يجد أي تعبير يدل على الاهتمام فقط تعبير يدل على عدم راحتها وهمسها لعيسى:
يلا نمشي.

ضحك " عيسى" وهو يقول:
أنا قولت اجي اعمل الواجب، كده أنا عداني العيب.

لمحات مما حدث طرأت على رأس "شاكر"، حين كان مُلقى على الأرض واقترب منه عيسى بشر يضربه بالسلسلة الحديدية في يده ولا يبالي بصراخه بل يقول بنبرة أعلى:
لا ده مش حقي أنا، أنا أسود أوي من جوا ولسه حقي مجاش، اللي بيتعمل فيك ده حق " فريد".

ركله بقدمه ثم أسقط لفافة تبغه التي لم تنتهي بعد على عنق الراقد أمامه مكملا:
"فريد"  يا ***

لا يوجد أي فرصة للرد، يوجد فقط للألم هو من ناحية و"طاهر" من الاخرى وقد شعر ببصقه عليه، وحسن من الثالثة وصديقهم هذا من الرابعة....

فاق من شروده واغتصب ابتسامة هاتفا بنبرة ذات مغزى:
ابن أصول وعارف الواجب.

رغم عدم رضاها وعدم معرفتها بأي شيء لكنها لم تستطع منع نظرة متشفية في عينيها، تذكرت الجبروت الذي قتل به "فريد" تذكرت ضحكته الباردة والإصرار في عينيه وهو يطلق عليه قائلا:
أنتِ اللي اختارتي.
تذكرت أنه لم يشعر بالذنب ولو لثانية... ساهم في تدميرها بل كان هو مؤسس الدمار ... رغم انكساره الآن ترى نظرات الغل في عينيه، تسمعها في صوته حين قال:
مبروك يا "ملك" الجواز... وزيارتكوا مردودة بإذن واحد أحد... هما عموما بيقولوا في الحاجات اللي زي دي منجيلكوش في حاجة وحشة، بس أنا هجيلكم في حاجة وحشة.

رفع عيسى حاجبه وقد زين جانب ثغره ضحكة وهو يقول:
ده عندها.

فهم "شاكر" ما يقصده، كان يطالعه بغضب شديد، نيران مشتعلة بداخله وهو يتذكر ما فعلوه به، وتزداد اشتعال وهو يراها معه، لم يرى منها نظرة حب واحدة، بينما يرى في عينيها لعيسى أكثر مما كان يراه لفريد، يرى أمامه من حصل عليها... من أمامه ليس إلا عدوه الأول
لذا لم يتردد في قوله قبل خروج عيسى تماما:
خد الورد ده يا "عيسى"... ابقى حطه عند قبر فريد.

الحريق بداخل " شاكر" لا يهدأ منذ اللحظة التي فعلوا فيها به هذا، غليانه لا يتوقف منذ أن فتح عينيه مساء أول أمس، من أجل حريقه قال هذا... للمرة الأولى يشعر بالمذلة ويذق طعمها... مرارة الانكسار وما فعلوه به ما زالت في حلقه... لا ينام فقط يتذكر ومن أجل هذا تفوه بهذه الكلمات التي بسببها استدار له عيسى وطالعا بعضهما بنظرات تفتك... نظرات لا تُنسى .
طلب "عيسى" من الواقفة خلفه:
استنيني يا "ملك" في العربية.

خشت عليه كثيرا، خشت حتى نظرات "شاكر" لذلك تمسكت بذراعه، حركة تلقائية جعلت "شاكر" يطالعه بمقت شديد، حقد يحرق كل ما حوله وهي تقول كصغير تشبث بوالده:
طب يلا نمشي.

رمقها "عيسى" بنظرات ثابتة وكأنه يبثها القوة، يخبرها ألا تظهر اهتزازها وكرر نفس كلماته:
اخرجي استنيني.
مال عليها هامسا جوار أذنها:
ومتخافيش... اللي كان بيخوفك مرمي قصادك اهو، أنا جبتك هنا مخصوص علشان تشوفيه كده، علشان تشوفي حقك... رقدته دي حقك يا "ملك"، وصاحب الحق مش خواف.

كلماته هذه جعلتها تطالع " شاكر" دون خوف، جعلتها ثابتة أمام نظراته المقيتة التي تهزها دائما، وبالفعل استمعت لحديثه وغادرت لتنتظره بالسيارة... عاد هو إلى "شاكر" بنظرات شرسة، كانت أنفاسه تتلاحق وكأنها في سباق بعد جملة "شاكر" الأخيرة، ما قلل هذا هو أن نظرات التبجح في عيون "شاكر" لم تكن ككل مرة... يزداد يقينه بأن ما فعله ساهم في دمار ولو قليل منه، سأل "عيسى" متصنعا أنه لم يسمع:
كنت بتقولي أحطه عند قبر مين بقى؟
رمق "بيريهان" وأكمل وكأنه تذكر:
قبر "فريد" صح؟

مال عليه "عيسى" هامسا بشر ونبرة لا يسمعها إلا هما:
لا متقلقش "فريد" مش محتاج ورد... جبتله الأحسن

كانت جملة مبهمة سريعا ما وضح المقصد منها حين بزغت ابتسامة "عيسى" وهو يضيف:
أصل المكان اللي اتروقت فيه كان عند قبر "فريد"... بالله عليك يا شيخ مش ده أحسن من الورد؟... طب مزيكا صوتك وأنت عمال تتأوه كده ومحدش لاحقك مش تشفي غليل أي عدو ليك...
اشتعلت نظرات " شاكر" يود لو يستطيع أن يقوم ويهدم كل شيء، ولكن ألم إصاباته أخبره أنه عاجز لا يستطيع وعيسى يتابع:
يا شيخ ده الجنزير لسه معلم على وشك... ورد ايه وبتاع ايه ده أنا مطفي سيجارتي في رقبتك... الورد ده كنت هحطه قصاد تربتك بس قولت بلاش خسارة الموت فيك...

لاحظت "بيريهان" تحول وجه "شاكر"، انكمش وجهها بضجر وشدت " عيسى" من ذراعه بغضب قائلة:
أنت بتقوله ايه، اتكلم ومتبقاش جبان.

أبعد "عيسى" كفها عنه متصنعا الاشمئزاز وقبل أن يقول أي شيء هتف "شاكر" وقد فقد كل ذرة احتمال لديه:
مش هسيبك، حقي هرده... والله همو...
قاطعه "عيسى" طالبا بتصنع الرفق:
اهدى على أعصابك... أنت تعبان مش كده

_ كفاية بقى.. ايه البجاحة دي؟
هكذا صاحت "بيريهان" وهي تحاول تهدئة "شاكر" فرد عليها "عيسى" بحدة:
هو مش البوليس جه امبارح؟... وجوزك بنفسه قال ميعرفش اللي عملوا فيه كده؟... لو عايز يروح يقول إنه أنا المركز مش بعيد... وأظن أنتِ عملتيها قبله.

صره "شاكر" بغضب:
خلاص يا "بيريهان".
لم تصمت بل صرحت وهي تطالع " عيسى" يقهر:
أنا اعتبرتك اخويا... أنت كسرت فرحتي، وكسرت قبل كده قلب بنت عمي... أكتر واحد مؤذي شوفته في حياتي، أكتر واحد بيعرف يدوس على الناس مهما كانوا ويمشي ولا يرمشله جفن... المهم نفسك وبس.
قالت جملتها الأخيرة بصياح وهي تدفعه في صدره بقبضتيها، ابتسم بسخرية، ساذجة أوقعت نفسها بين براثن "شاكر" لذلك علق على حديثها قائلا لشاكر:
مخدوعة فيك أوي...
نظر لها وهو يخبرها:
أنا نصحتك مرة واتنين ودي التالتة يا "بيريهان" ... انفدي بجلدك قبل ما ماتعرفيش وتقولي ياريت.
رمق "شاكر" باستهزاء موجها حديثه لبيريهان:
كل واحد بيشيل خيبته يا "بيريهان"، وأنتِ خيبتك من كتر ما هي كبيرة مش محتاجة تتبروز، هي بتنطق كده وتقول أنا صاحبتي كانت بتسعى تبقى مختلفة بس مشيت في سكة التخلف بالغلط... ربنا يحرمنا من اختياراتك اللي تجيب الأرض دي.

غادر بعد أن تأكد من أنه فعل المطلوب، أمام أنظارهما، منذ أن علم أنه فاق وهو يرغب في القدوم إلى هنا ولكنه أجلها حتى يتم استجوابه ويعلم ما سيقول وحدث ما توقع لم يعترف بأي شيء، كما أنه على يقين بأن " بيريهان" قصت له كل ما فعلته حين تقدمت ببلاغ ضده وخرج هو دون أن يتم احتجازه لليلة واحدة، وصل إلى السيارة فوجدها، كانت متلهفة كما توقع تنتظر منه أي شيء، أي كلمة ولم يطل انتظارها حيث هتفت ببوادر انهيار:
ممكن بقى تتكلم وتقولي اللي حصل؟... عملت فيه كده ازاي؟

_ اللي يشوف عصبيتك دي يقول انك زعلانة عليه.
قالها بانزعاج ردت هي عليه باستنكار:
زعلانة عليه؟... هو أنت سامع نفسك؟

هز رأسه يقول وقد انفعل:
اه سامعها، وشايف حالتك... مالك كده؟،
مهزوزة ليه؟... جايبك تشوفيه وهو مرمي مش قادر حتى يبص في وشك... تشوفي اللي قهرك ودبحنا واخرج الاقيكي ناقص تعيطي وبتقوليلي عملت كده ازاي؟

واجهته بحدة ترد على اتهاماته بغضب:
لا أنا مش مهزوزة يا "عيسى"، أنا خايفة عليك... خايفة تضيع معاه وهيبقى نجح أنه يخليني اخسر للمرة التانية...كفاي....

_ اسكتي يا " ملك" .
نطق بها بانفعال واضح ولاحظت رعشة كفه، خشت ما يحدث كثيرا، نوبة جديدة وربما إن لم تصمت لفعل ما لا يُحمد عقباه... كانت ترغب بشدة في رؤية ما سيحدث وخائفة بشدة من ذلك ولكنها تجرأت وأكملت:
يعني ايه اسكت؟...أنا عايزة اخرتها، عايزة أعرف اخرتها ايه؟.... شاكر وأنا عارفة إنه مش هيسكت، وأنت...

صرخ بهياج:
قولتلك اسكتي
مما جعلها تنكمش في مقعدها تطالعه بعينين خائفتين وهي تراقب تطور الحالة، تراقب وهي على يقين أنه على وشك أن يفعل أي شيء، نزلت دموعها وهي تسأله:
كده؟... تفتكر هينفع كده؟
قصدت حياتهما معا، طالعها بعيون حمراء وهي تكمل بقهر:
والله ما هينفع يا "عيسى"...مش هينفع أشوف بين ساعة والتانية الوحيد اللي اداني الأمان وهو بيقولي خلاص خلص فوقي، اللي بيتعود على النعمة الحرمان بيقهره يا " عيسى" .

كل ألمنا أنهم أحبتنا، الألم كله يكمن في أن من أحبهم هو فؤادنا، ومن رأى نقاطهم السوداء هو أيضا... كارثتنا أننا نحن، وحسرتنا ترافقنا فقط لأننا عشقنا ليتردد في أذننا في كل ثانية:
هل العشق ذنب؟

في نفس التوقيت

كان اليوم هو التالي لرحيل "طاهر"، خرجت بحرية من مدخل القرية أرادت أن تثبت لنفسها أنها تستطيع فعلها أثناء غيابه، والصدق الذي يكذبه قلبها هو أنها أرادت أن تذهب وتراه مرة ثانية ويتشاجرا من جديد... ترى عينيه الواسعتين، وابتسامته التي تنجح في أسرها كل مرة، تسمع نبرته المميزة ولكن هوت أمالها أرضا حين لم يعترض طريقها أحد، وهوت أكثر حين أخبرها الواقف برسمية:
أستاذ " طاهر" راح شغله.
وكأنه يعطيها سبب لتفرح، لم تجد إلا رد قالته بضيق:
اسمع... أنا اخرج براحتي سواء في وجود الأستاذ بتاعك أو لا.
وبالفعل ها هي تجلس في المقهى الشبابي ... تتأمل سواد الليل من الشرفة الزجاجية جوارها حتى سمعت أحدهم يقول وهو يجلس على الطاولة أمامها:
مش معقول يا "شهد"... كل مرة أحلى من اللي قبلها كده؟

انكمشت بصدمة وهي ترى "جابر" أمامها وتقلصت تعابيرها وهي تسأله:
هو أنت سليم يا بني ولا حالتك ايه بالظبط؟
أكملت بنبرة عالية:
ولا هو أنت كيفك تتهزق وتبقى فرجة... عرفني علشان لو ده كيفك أنا شاطرة أوي هنا.

_ كيفي أشوفك.
قالها ببراءة مصطنعة جعلتها ترفرف أهدابها متصنعة التأثر وهي ترد عليه:
لا ثبتني خلاص... المفروض كده أقولك قوم اتجوزني بسرعة علشان مش عارفة اعيش من غيرك.

_ تعيشي من غير مين يا "شهد"؟
سمعتها من خلفها واستدارت بصدمة لتجد شقيقتها
" مريم" وبيدها "يزيد"، قبل أن تسأل عن سبب قدوم شقيقتها هتفت " مريم":
بقى هو ده اللي هتمشى شوية يا ماما وراجعة... ماشي.

كان "جابر" يتابع المشهد حتى وجهت "مريم" له نظراتها تقول بابتسامة صفراء:
هو مش أنت جابر ابن الحاج منصور؟... كان نفسي اعزمك على حاجة والله بس أنا مش هعرف أقولك غير تقوم من هنا علشان كده ميصحش.

ترك مقعده وهو يخبر "شهد" التي تستوعب ما يحدث :
اختك عاملة مشكلة من لا شيء.
أعطى "مريم" ابتسامة قائلا:
عموما اتشرفت بيكِ، وأنا كنت بسألها لو محتاجة حاجة، وأنا هنا جنبكم لو احتاجتوا.
رمته "مريم" بسهام غاضبة حتى رحل إلى طاولة اخرى حينها فقط جلست أمام شقيقتها وأجلست "يزيد" على المقعد جوارها قائلة:
اقعد يا حبيبي...

_ أنتِ ايه اللي جايبك ورايا؟
هكذا هتفت "شهد" بضجر ردت عليه "مريم" مسرعة:
بت أنتِ ليكِ عين تتكلمي؟... أنا مجيتش ورا حد يا اختي، أنا مستأذنة ماما ها ماما إني هخرج "يزيد" شوية في أقرب حتة ونرجع، حظك اللي زي وشك خلاني شوفتك من برا.
لم تقل الحقيقة كاملة، وساعدها في تدارك الأمر صوت الصغير الذي عاتب "شهد":
أنا زعلان منك... بتخرجي لوحدك مع ناس تانين غيري.

كانت ستراضيه ولكن أتى النادل فهتفت " مريم" بإصرار وهي تطالع شقيقتها:
٥ آيس كريم مانجا، و ٥ تشيز كيك بالتوت.
أسرعت تقول قبل أن يرحل:
خليهم ٧ أيس كريم الاتنين الزيادة فراولة.
وما إن رحل بعد أن أخذ الطلبات حتى همست"شهد" بغضب:
ايه كل ده؟.... مين هياكل الحاجات دي؟

حاوطت "مريم" الصغير بذراعها هاتفة بتشفي:
هاكلهم أنا والواد الهفتان ده...
طالعت "يزيد" تسأله:
مش أنت بتحب الأيس كريم يا حبيبي؟
هز رأسه بابتسامة واسعة فطالعت "مريم" شقيقتها بابتسامة تقول:
شوفتي بيحبها اهو... وعلى فكرة أنا مش معايا فلوس ادفعي أنتِ بقى.

هتفت بانزعاج وهي تطالعها بعينين مشتعلتين:
هو أنتِ غبية أنا مش معايا فلوس لكل ده.

قالت "مريم" ببراءة وهي تنظر مع "يزيد" في الهاتف يلعبا:
مليش دعوة... ابقى قومي امسحي المكان ولا اغسلي طبقين.
اعتدلت لها تكمل:
مش أنتِ معاكِ فلوس بقى وعايشة في جو بنات وكافيهات... اصرفي علينا بقى احنا ممعناش.
قبل أن تسأل الصغير هتف مسرعا:
أيوة أنا كمان مش معايا وعايز أيس كريم...
بابا قالي لو عوزت حاجة قول لشهد.

ضربت على رأسها بضيق وضحكة شقيقتها متسعة وهي تقول متوعدة:
هو أنتِ لسه شوفتي حاجة، اتكي على الصبر لغاية ما نروح بس.

_ ما تتلمي بقى يا بت أنتِ ده ايه القرف ده؟
كررت "مريم" خلفها بملامح منكمشة:
ايه؟... قرف؟، قولتي قرف؟... لا sorry  لازم أقول أكلم ماما.
جذبت ذراعها مسرعة فابتسمت "مريم" بظفر ثم سمعت الصغير يقول بحماس:
يلا يا "مريم" نتصور.
كان قد فتح الكاميرا الأمامية فضحكت وهي تقول:
كل يوم أقول بكرا هعرف بتروح فين، يا خبر بفلوس بكرا يبقى ببلاش
أشارت للهاتف متابعة:
يلا يا حبيبي، أيوه هات الفلتر ده...
بالفعل حددت الفلتر ثم قالت:
نتصور وننزلها على الانستجرام ونعمل منشن لشهد ونكتب:
صورة حصرية للخبر أبو فلوس اللي بقى ببلاش النهاردة.... لحظات موثقة لقفش الإنسان لأخوه الإنسان بدون مخطط سابق علشان هو بركة.

أكملت هامسة لها:
قفشها وهي قاعدة مع ابن منصور... ده أنا إما قومتهالك حريقة في البيت النهاردة مبقاش "مريم"

تأففت "شهد" بانزعاج وهي تمنع نفسها بصعوبة من ضربها، أتى النادل بالطلبات التي جعلت "مريم" تقول بابتسامة:
شكرا.
رد عليها ووضعهم باحترام فبدأت هي والصغير في أكل المثلجات قائلة:
كل يا حبيبي...طري على قلبك.
أخبرت "شهد" بابتسامة صفراء:
كلي يا شوشو ما هو الحساب عليكِ.

_ يزيد يا روحي.
صوت من خلفهم قال هذا، استداروا ثلاثتهم وما إن وقعت عين "شهد" على "حورية" خالة الطفل حتى قالت:
يا أهلا يا أهلا... أنا من الصبح بقول في حاجة غريبة النهاردة دلوقتي بس عرفتها.

عرفتها "مريم" فلقد قصت لهم "شهد" ورأوا صورة لها، تجاهلت "حورية" الحديث واتجهت نحو الصغير تحاول جذبه وهي تقول باشتياق:
Miss you ...
قاطعتها "شهد" وهي تبعدها عن الطفل واقفة لها بالمرصاد وهي تقول:
لا مفيش miss you ومفيش يزيد... لما أبوه يرجع بالسلامة ابقي روحي شوفيه.

_ أنتِ مين يا بتاعة أنتِ علشان تمنعيني من ابن اختي.
هتفت "شهد" غير آبهة بالمحيط من حولها:
أنا مستلماه من أبوه يا حبيبتي، وامشي بقى من هنا علشان أقسم بالله هفرج عليكِ أمة لا إله إلا الله.
انتبه كل من في المكان لهم وأتى "جابر" مسرعا وحاولت "مريم" إبعاد شقيقتها:
خلاص يا "شهد".

حاولت " حورية" جذب الصغير عنوة وهي تقول بغضب:
يعني ايه الكلام ده... أنا مش هخطفه، هقعد معاه عشر دقايق وارجع البيت.
دفعتها "شهد" وهي تأمر شقيقتها:
خدي يا "مريم" يزيد وروحي علشان أشوف المدام عايزة ايه.

_ طب بس يا "شهد" علشان يزيد.
بالفعل لاحظت شهد أن الصغير يتابع الأجواء بخوف جعلها تربت على شعره مردفة بحنان:
متخافش يا حبيبي، روح مع مريم يلا وأنا جاية وراكم.
طمأنته، وطلبت من "جابر" الواقف خلفها بنبرة هامسة:
خرج اختي والواد بدل وقفتك دي.

لم يجد فرصة أفضل من هذه وبالفعل نفذ ما طلبت وسط صياح "حورية" المعترض والذي سخرت منه "شهد" قائلة بغل:
ومش هتشوفيه طول ما انا موجودة... بحق اللي عملتيه فيا، بقى أنا اللي ملففة بلدك كلها تضحكي عليا وتديني على قفايا... العيب مش عليكِ العيب على المغفلة اللي صدقتك.

_ أنا مش هنزل للمستوى ده... ولما أبوه يرجع أنا هتصرف.
هكذا قالت "حورية" بتوتر ممزوج بغضبها مما جعل "شهد" تقول وهي تراها ترحل:
تنزلي فين تاني، أنتِ جبتي اخرك في النزول خلاص... واللي عندك ابقي اعمليه وهاتيني اتفرج.

هتفت "حورية" بانفعال وهي تتجه خارج المقهى:
أنا هعرفك مقامك دلوقتي.

جملة مبهمة لم تهتم بها "شهد" بل انتظرتها على أحر من الجمر لترى ماذا ستفعل... فطاقة الغضب والكره تجاه ما دمرته هذه السيدة بالنسبة لها تستحق أن يتم إطلاق سراحها الآن.

★***★***★***★***★***★***★****★

كان "بشير" في طريقه إلى القاهرة بعد أيام قضاها هنا مع صديقه في عروس البحر المتوسط، وبعد أن أجل ذهابه وعاد من جديد حين علم بخبر إفاقة "شاكر"... جذب انتباهه وقوف شابة عند مدخل القرية وقد منع الحارسان دخولها فأوقف سيارته ونزل يسأل:
هو ايه اللي بيحصل.

أخبره أحدهما بأدب:
مفيش يا أستاذ " بشير" ، بس احنا عندنا أوامر محدش يدخل تبع عيلة الحاج مهدي...

_ ما انا كنت بدخل قبل كده، هدخل اقتلكم ولا اعمل ايه؟
هكذا قالت "علا" بغضب شديد جعل "بشير" يقول:
اهدي بس... أنتِ تقربي ايه ل...

قاطعته قائلة بضجر:
أنا اخت شاكر... وعايزة أقابل اللي اسمه "عيسى".

ضحك وهو يكرر خلفها باستهزاء:
اللي اسمه عيسى؟... وعايزة تقابلي اللي اسمه عيسى ليه بقى؟

قالت بضيق شديد:
بقولك ايه متصدعناش، وأنت مين أصلا علشان واقف تسأل وتاخد وتدي كده.

هتف الحارس:
يا ست بلاش مشاكل وامشي يلا.

_ أنا صاحبه... قولي عايزة ايه أنا عارف الداير بينه وبين أخوكي.
جملته جعلتها تنتبه له، تطلب برجاء وكأنها لم تكن المتحدثة منذ دقائق:
طب ممكن رقمه؟
هز رأسه رافضا مما جعلها ترمقه بانزعاج، وتزفر بتعب قبل أن تقول:
طب اسمع يا ابن الناس....
حاولت جاهدة أن تبقى ثابتة وألا تدمع عينيها وهي تقول برجاء:
قوله بالله عليك كفاية، قوله هو وأهله خدوا حقهم وبزيادة... كفاية بقى وأخويا مش هيهو.....
نزلت دموعها، وشعرت بمرارة القهر في حلقها وهي تطلب برجاء:
بالله عليك تدخلني أو تديني رقمه، أنا عايزة أقول الكلام ده ليه.
شعر بالشفقة تجاهها، شخص جديد يتأذى بسبب
" شاكر"، يبدو أن هذه الفتاة تعاني من أفعال أخيها لذلك
لم يتردد وهو يقول:
دخلها يا بني.

هتف الحارس بآلية:
دي أوامر الحاج يا أستاذ بشير.
_ وأنا بقولك دخلها.
هكذا هتف "بشير" فأسرعت تقول:
لو مش هينفع، اديني رقمه وأنا هكلمه.

طلب منها هاتفها بهدوء واستجابت هي بلهفة، كتب الرقم لها وأعطاها الهاتف قائلا:
اتفضلي، واتمنى بعد المولد ده كله متكونيش جاية على حاجة تحرق الدم.

ردت على جملته مردفة:
كتر خيرك.
وبالفعل غادرت المكان سيرا ولم تستدر إلا مرة واحدة لتلقي عليه نظرة فضولية ولكن صدمها أنه قد تحرك بسيارته ليصبح جوارها ويقول بغيظ:
ما هو بصي قدامك بقى، عطلتيني وهتخليني أعمل حادثة كمان؟

سارت مسرعة بالفعل لتبتعد، ما أرادته الآن أصبح معها، لقد حصلت على رقمه و بقى فقط الاتصال... الأمل الوحيد لديها بأن تستطيع إنهاء كل شيء.

***********************************************

بعد رؤيتها لاضطرابه هذه المرة، حسمت الأمر يجب أن تستمع لحديث نصران... هذا ما فكرت به وهي جواره في السيارة، وما إن استرخى تماما بعد ما حدث حتى اعتذر بهدوء:
متزعليش.

_ عايزة أروح من فضلك.
كان هذا ردها وهي تتحاشى النظر له مما جعله يسألها بعد أن تنهد بتعب:
مش هتروحي وأنتِ زعلانة يا "ملك".
نزلت دموعها بصمت فأدار وجهها له سائلا:
أمان ايه اللي اخده منك؟
مسح دموعها وأجبرتها عيناه الصافيتين على النظر لها وهو يتابع بابتسامة أسرتها:
لو اختارتي تقعدي في مكان مفيهوش غير الخطر وبس وجتلي كل الناس وقالتلي اسيبك وامشي... مش هسيبك وامشي، هاختار أفضل حتى لو سكان المكان كله مشيوا، هختار أكون موجود علشان حاجة واحدة...

_ ايه هي؟
سألته وقد وقعت تحت تأثير حديثه الصادق فتملك الخدر منها كليا وهي تسمع سبب البقاء:
علشان "ملك"...
أكمل بنظرات صادقة:
اللي لو كانت اتسمت بأي اسم تاني مكانش هيليقلها غير إنها تكون "ملك".

تسارعت الأنفاس وهي تسمع كل هذا دفعة واحدة، بعد أن نطق اسمها بهذه الطريقة تجزم أنها ستبقى تحب هذا الاسم طوال حياتها...
سألها قبل أن يقبل باطن كفها:
لسه زعلانة؟
هزت رأسها نافية بابتسامة فقال ضاحكا:
أنا ميتزعلش مني أصلا.

رفعت حاجبها بغيظ فضحك وهو يسألها:
تخليكِ معايا النهاردة ولا تروحي؟

_ هرو...
قاطعها وهو يقول وقد تحرك بسيارته:
أنا برضو كنت بقول تخليكي معايا.
وهكذا أصبحت هنا في منزل "نصران"، فاقت من شرودها وقد تذكرت كل ما حدث حتى قدمت معه إلى هنا خاصة وأنها تريد معرفة أكثر عما حدث مع "شاكر"، حدث بعد ذلك موقف كسر الكوب الذي ظنت أنه نهايتها، كانت تنتظره في الغرفة، تجلس على مقعد جوار خزانته الصغيرة، أول مرة ترى غرفته هذه في منزل والده... كل شيء هنا يعبر عنه وكأنها مملكة خاصة يتمتع بها صاحبها فقط، مالت لتقرأ ما دُوِن على الأوراق المبعثرة التي قام بلصقها بطريقة عشوائية على الخزانة، تكاد تجزم أن نصفها لا يكتب به سوى اسمه حتى قطع جلسته دخول من ظنت أنه هو ولكنها وجدتها "سهام" وبيدها الحامل المعدني وبه الطعام فقالت مسرعة بابتسامة مهذبة:
ليه بس بتتعبي نفسك يا طنط.

_ بطمن عليكِ يا حبيبتي.
كذلك هتفت "سهام" بابتسامة مزيفة تبعتها بقولها الهامس بنبرة ذات مغزى:
مع إني عارفة جرحك بيلم بسرعة ازاي.

انكمشت تقاسيم "ملك" ومن أمامها تتابع:
هتستحملي؟... اللي تعيش في البيت ده لازم تبقى بتستحمل.

لم ترد فقط طالعتها بنظرات غاضبة، فأكملت "سهام":
أنا خايفة عليكِ... قبلك كان بيحبها أكتر منك ومستحملتش

على وشك أن تبكي، خاصة وسهام تتابع:
افتحي درجه كده واتفرجي.
في موقف اخر لم تكن تفتح أبدا ولكن بعد إشعال الغيرة فتحت الدرج الذي أشارت عليه "سهام" لتجد صورة، فلتت شهقة منها وحينها خرجت "سهام" من الغرفة بظفر، تطلعت "ملك" إلى الصورة بدموع، كانت صورة له مع "ندى" التي تعلقت بذراعه، ما مزقها حقا هو ما كُتِب خلف الصورة... دخل الغرفة فاستدارت تواجهه بمقلتيها الدامعتين وهي تلقى على مسامعه بنبرة متألمة:
" ندى" لا تصفها الكلمات... يصفها العمر.
أنهت حديثها ورفعت الصورة أمام وجهه وفي عينيها الاتهام وكأنها تخبره هذه المرة أن حرب النظرات هي الفائزة فيها وبجدارة... وأنه مهما فعل لن تكون النجاة نصيبه، النجاة التي احتمت في عينيها يراها الآن إنذار ولكن... بالهلاك.

يُتبع 💙
شكرا لكل حد سأل عليا، وبعتذر لو زهقت المرة اللي فاتت بس فعلا كان في بعض الناس اتعاملوا معايا بأسلوب وحش جدا ... لكن الناس اللي بتتابعني وبتعترض بهدوء كلكم على دماغي من فوق 😍
إن شاء الله فصل النهاردة يعجبكم ومتنسوش تعملوا لايك وتقولوا رأيكم

Continue Reading

You'll Also Like

235K 12.4K 69
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
Mr.carrot By Thend

Teen Fiction

241K 16K 30
لطالما اردتُ بأن احظى بحياة هادئه فتًا يتبع حميه جزريه ، و يتوجب عليه تناول الجزر كي يخسر من وزنه الذي اتعبه بالفعل ، ليصبح مشهورًا بإسم السيد جزر�...
956K 64.6K 27
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
509K 34.8K 63
حـقـيقيـة ٪100 أَرْبَعَةٌ لِبَوَاتِ يَدُورُ حَوْلَهُنَّ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الذِّئَابِ لَڪُلِ مِنْهُمَ غَايَةِ.... _متجبرات _قَوِيَّاتِ _شَامِخَاتٌ ...