وريث آل نصران

By fatem20032

17.5M 898K 180K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)

الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)

120K 5.7K 1K
By fatem20032

الفصل الأول (منافسة على الموت)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

حاصر حصارك لا مفر .. قاتلْ عدوك لا مفر .. سقطت ذراعك فالتقطها .. و سقطتُ قربك فالتقطني ، واضرب عدوك بي .. فأنت اليوم حر وحر وحر .
(محمود درويش)

عمل شاق، بل ملحمة جعلته في أشد الحاجة إلى الراحة... هذه الليلة ستظل في ذاكرته إلى الأبد، الليلة التي قتل فيها جزء من روح غريمه برفقة صحبته، نجح فيها في إذلال "شاكر".
عادوا جميعا إلى المنزل هنا بعد إتمامهم الأمر، حتى بشير الذي استضافه في الدور الخاص بطاهر في الأعلى... لم يدخل "عيسى" المنزل عند والده بل صعد إلى الأعلى، إلى الطابق الخاص به وهو يتذكر كيف طلب منها البقاء معه ليلة واحدة، طلبت الرحيل في الصباح ولكنه طلب برفق:
طب ممكن لما ارجع؟
عارضت في البداية ولكنها وافقت في النهاية وخرج هو ولم يعد إلا الآن، وقد أوشك صباح يوم جديد على أن يحل.... لم تذق النوم وخاصة أنه لم يرد على أي اتصال بل اكتفى برسالة:
ملك في شغل مهم بخلصه وهبقى أكلمك.

بدا الغضب والتذمر على وجهها وهي تخبره:
أنا استنيتك يا عيسى، لكن شوف انت راجع قرب الفجر وكمان مردتش عليا... فلو سمحت أنا عايزة امشي دلو....

بترت عبارتها وهي ترى باطن كفه الذي بدا عليه الاحمرار جليا مما جعلها تقول بقلق وهي تتفحصه:
ايه اللي معلم في ايدك كده؟

هل يقول أنها السلسلة الحديدية التي استخدمها لضرب "شاكر"، لمع المكر في عينيه وهو يرى قلقها البادي على وجهها، وابتسم خلسة بشقاوة، ثم سريعا ما تصنع التعب ببراعة وهو يضع يده على رأسه قائلا:
آه مش قادر.
قلق امتزج بلهفتها وهي تسرع في مساعدته على الجلوس على الأريكة وتنطق بخوف:
مالك يا عيسى بس؟... أنت كويس؟..
طيب حاسس بإيه؟؟

نبرة برع في إخراجها مؤثرة وهو يقول:
مش عارف في ايه... الشغل كان كتير أوي وحاسس إني خدت دور برد بس دماغي دلوقتي هتموتني.

طلبت منه مرافقتها وهي تقول باهتمام ظهر واضحا في صوتها:
طب قوم ادخل الأوضة ارتاح، هجبلك حاجة تاكلها ومسكن ونام شوية تصحى كويس إن شاء الله.

تصنع أنه لا يستطيع الاتزان أثناء الوقوف ومن داخله يسعى بصعوبة ألا ينفجر ضاحكا فأسرعت هي تسنده قائلة بخوف:
لا انا هنزل لعمو يشوفلك دكتور.

رفض مسرعا مبديا اعتراضه:
لا دكتور ايه... دخليني بس أرتاح شوية.
بالفعل وصلا إلى الغرفة، ولكنه قال:
مش هعرف أنام بالهدوم دي.

جذب ملابسه المنزلية من على الفراش وقد أتى بها من الأسفل أمس وتوجه ناحية المرحاض مما جعلها تقول بخوف:
طب ما بلاش يا عيسى دلوقتي... أنت مش قادر تمشي.

_ متخافيش.
كذلك طمأنها فطلبت منه بقلق:
طب لو حصل حاجة اندهلي، أنا هروح اجيبلك الأكل

أغلق الباب وخشت هي أن ترحل فيحدث أي شيء لذا مكثت تنتظره في الخارج، سمعت صوت صنبور المياه العالي ولكنها لم تطمأن فدقت عليه الباب سائلة:
عيسى أنت كويس صح؟

رد عليها فاطمأنت وعادت لجلستها، لم يبق في الداخل كثيرا، انتهى بعد فترة وخرج وقد بدل الثياب التي علق في أكمامها نقاط من دماء شاكر بأخرى نظيفة، لم يلفت انتباهها شيء، فقط لفت هو انتباهها حين رأته وقد ظهر على خصلاته أثر المياه فذكرها هذا بهيئته حين قفز خلفها في المياه، يبدو جذابا هكذا، ردعت نفسها مسرعا وانصرفت عن تأمله وهي تقول بارتباك:
معلش معرفتش اعمل حاجة، خوفت تنده وما اسمعش فاستنيتك، هروح اهو...
قامت فمنعها بإمساكه لذراعها قائلا:
خليكِ أنا مش عايز حاجة غير أنام بس.

اتجه للفراش وقبل أن يتمدد عليه لاحظ اتجاهها للخارج فسأل:
أنتِ راحة فين؟

كان الارتباك هو السائد والمسيطر فلم يسعفها إلا أن تبرر خروجها بقول:
علشان تعرف ترتاح.

جلس على الفراش وأسند ظهره على الوسادة من خلفه وهو يقول بغيظ:
خدي يا ملك اما اقولك تعالي.

بالفعل اتجهت ناحيته بحذر فجذبها بغتة لتصبح جواره مما جعلها تشهق بصدمة وهي تلقى عليه سهامها الغاضبة التي لم يهتم بها وهو يضمها لتصبح رأسها على صدره أثناء قوله:
بقولك جاي تعبان من برا، ومسنداني وناقص أقع قدامك وفي الآخر سيباني وراحة تنامي برا... ايه الجحود ده؟

ليست دقات عادية بل كهرباء تهز جسدها بأكمله، حين فعل هذا قبل ذلك كانا في منزل ميرڨت، لكن الآن هي بمفردها...أبعدت الوساوس عن رأسها وخاصة وهي تسمعه يقول:
أنا لو خاطفك مش هتترعشي كده.

وثقت به لقد وعدها أنه لن يحدث شيء دون إرادتها، وبالفعل هدأت ولكن رفعت عينيها له تقول بانزعاج:
أنت فايق وكويس أهو وشكلك مش عيان ولا فيك حاجة....

مسك رأسه من جديد، رسم الألم على وجهه ببراعة شديدة جعلتها تقول:
أنا حسدتك ولا ايه؟

_ بترغي وأنا مصدع أساسا، اسكتي.
طالعته بغيظ فنظر لها بعينيه وقد نجحا ككل مرة في إرباكها، هربت منهما ولكنه اقترب من وجهها مما أجبرها على النظر له، وهي تنطق بعيون قطة خائفة:
عيسى أنت وعدتني.

ضحك على تفكيرها وهو يقبل الشامة الواقعة في نهاية وجنتها بالقرب من شفتها العليا وهو يكرر عليها:
مش محتاجة تفكريني يا ملك، أنا عند وعدي، تصبحي على خير.

رقته هذه معها تأسرها دائما، كلماته المطمأنة كالبلسم لروحها...مما جعلها تستكين على صدره وقد أغمضت عينيها وهي تهمس بابتسامة:
شكرا.

_ مش هقولك لا مش عايز شكرا وممكن حضن، علشان أنا حاضنك أصلا.

اتسعت ابتسامتها ومال هو ليرى وجهها قائلا بضحك:
بتضحكي ها؟

لم ترد عليه إلا بقولها:
نام يا عيسى واهمد.

ضحك وبالفعل نامت هي أخذ قلبها يدق عاليا وهي تستعيد قبلته الرقيقة... مشاعر متضاربة أقوى منها لكنها تناستها واختارت السكون تماما بدون أي تفكير، لم ينعم بهذه اللحظات الدافئة معها وقت طويل، بقى مستيقظا يعلم أن هناك ما سيحدث ولكنه لم يتوقع أن يكون بهذه السرعة حين أتاه اتصال من الاثنين الواقفين على البوابة الخارجية يخبرانه بأمر "ندى" التي تريد َمقابلته صانعة ضجة كبيرة، ترك الفراش وعدل من وضعية نومها واضعا أحد الأغطية عليها بلطف، شعرت بالحركة في الغرفة فرمشت بعينيها، لم تبد استيقاظها كانت فقط تراقب بعيون شبه مغلقة ما يفعله، شعرت أنه يستعد للخروج حين رأته يعدل من هندامه ويضع هاتفه وبعض الأشياء في جيبه وقبل أن يتجه للخارج لمح عينيها تتحركا، ابتسم وقد تيقن من تصنعها النوم فاقترب من الفراش ناحيتها ومال عليها ففتحت عينيها على وسعيهما تطالعه بحدة:
ايه في ايه؟

ضحك عاليا وهو يخبرها:
طب ما أنتِ صاحية اهو.

_ لا أنا كنت نايمة.
هكذا دافعت عن نفسها فقال بضحك:
حاضر مصدقك... المهم
قاطعته وهي تقول بإصرار:
همشي يا عيسى، متقوليش انا خارج ومتمشيش غير لما أرجع، علشان هتخرج وترجع بكرا وش الفجر، وبعدين انت خارج رايح فين الفجر لسه مأذن من مفيش.

اقترب أكثر من وجهها فحسته على الابتعاد معنفة بأعصاب تالفة :
ابعد يا عيسى.

ابتسم وهو يخبرها دون أن يتزحزح إنش واحد:
مش هتروحي لحد ما ارجع وهروحك أنا.

قربه هذا أربكها فحاولت إبعاده طالبة برجاء:
طب ابعد طيب.

غزت الحمرة وجهها وتسارعت أنفاسها وهي تهرب بعينيها من عينيه المحاصرتين... سرت رعشة في جسدها وهو يكرر على مسامعها:
مش هتمشي يا ملك غير لما ارجع.
لم تتحمل أكثر وطالعته فأكمل:
علشان خاطري.

هزت رأسها موافقة وطلبت منه برجاء:
متتأخرش طيب.

ابتسم وهو يسألها بمكر:
ابعد ولا متأخرش؟
دفعته بغيظ قائلة:
اعمل الاتنين يا عيسى...وكفاية بقى علشان وترتني.

ضحك عاليا وهو يتجه للخارج، ابتعد أخيرا شعرت بعودة الأنفاس لها وابتسمت وهي تعود للنوم مجددا أما هو فوصل إلى
مدخل القرية وجد "ندى" وقد أوقفها الحارسان حتى حضر هو  الذي أعطى أوامره مسبقا بعدم دخول أي أحد في هذه الليلة بالتحديد، الليلة غير مسموح لأي حد بالدخول هنا، هو سيلتقي بهم عند المدخل دون ضوضاء في الداخل... كانت نبرته باردة حين حضر وسألها:
عايزة ايه؟

صرخت وهي تريد منه الانكار:
أنت اللي عملت كده في شاكر؟

_ شاكر مين؟
سألها ضاحكا فردعته بدموع:
متعودة عليك صادق... أنت اللي عملت كده؟
أنت اللي بوظت فرحة بيريهان وقهرتها؟، أنت الليىفضحتها وسط الناس ورميته غرقان في دمه ؟
أنت لو شوفت حالتها كأنها ميتة
صرخت بجملتها الأخيرة فردعها:
أنا مليش دعوة بحد، ولا أعرف ايه حصل لسي شاكر وعموما لو مات قولي لبنت عمك البقاء لله وإن هي الكسبانة.

_ مش أنت اللي عملتها صح؟... أنا لسه شايفة في عينك الصدق، أنا ضايعة يا "عيسى" ومش عارفة أعمل ايه.
قالت اخر كلماتها بقهر صارخة ثم ألقت نفسها بأحضانه فتجمد هو مكانه.
لحظات كثيرة مرت هنا، شريط طويل من ذكرياته معها... هذه اللحظة ذكرته بأول شجار وقع بينهما أثناء فترة خطبتهما حين جلسا معا على أحد الأسوار المجاورة لمنزلها وقالت بتذمر:
انت بتضيع اللي بينا على فكرة، بتعمل مشاكل من مفيش يا عيسى.

طالعها بضجر سائلا:
هو عادي انه يبوس ايدك؟... ده عادي يعني أي حد معدي في الشارع بيعمله؟

_ خلاص بعد كده هطلب منه ميعملش كده تاني... متكشرش بقى.
قالت ذلك وهي تحتضنه، فاق من شروده وهو يدفعها بغضب قائلا:
أنا لو واحد وسخ مكنتش هقولك الكلمتين دول بس انا مش كده فهقولهم... اللي تحضن واحد غير جوزها مبيتقالش عليها غير كلمة واحدة مرضهالكيش يا ندى، مش طايقة عيشتك مع جوزك اطلقي بس بعيد عني ولا هو جابرك على العيشة معاه؟

قال جملته الأخيرة بسخرية ودت لو ردت عليها صارخة بحرقة أنها بالفعل مجبرة على العيش معه لكنها لم تفعل وهي تتابع حديثه بدموع:
أنا مبكرهكيش يا ندى، بس أنا بحب "ملك".
كانت عيناه صادقة تبرهن قوله وهو يكمل:
ومش بقول كده علشان أي حاجة في دماغك، أنا بحبها علشان هي أكتر واحدة لما مبتبقاش موجودة بتعكنن.

_ أنا مش جاية هنا علشان تقولي أنت بتحبها أو لا، وأسفة على اللي عملته.
كانت تقصد إلقاء نفسها بحضنه، مسحت دموعها وتنهدت قبل أن تضيف:
أنا جاية أسألك انت اللي عملت كده في شاكر ولا لا؟

ابتسم بتهكم تبعه قوله:
ابقوا اسألوه... الكلام خلص.

أعطاها ظهره وهو يستعد للرحيل عن هنا فابتلعت غصة مريرة في حلقها وهي تناديه بدموع:
عيسى.

استدار لها، لمح الانكسار في عينيها وسمعه في صوتها وهي تطلب:
ينفع لو احتاجت منك مساعدك اكلمك؟

_ لو احتاجتي أي حاجة يا ندى أنا أقدر اعملها ابقى كلميني.
كان ودودا معها في كلماته الأخيرة فلم يستطع أن يحملها أكثر من طاقتها وهو يرى هذه النظرات في عينيها، توجه وقد علم وجهته جيدا كانت وجهته قبر شقيقه... النسمات الباردة وبوادر الصباح أنعشت صدره، ليس من السهل عليه أن يرى حالتها هكذا ولكنه ليس في يده أي شيء هكذا حدث نفسه، وكأن صادق الوعد حين قال أنها إذ احتاجته سيساعدها، نسى كل شيء حين وصل إلى الشاهد الذي حمل اسم شقيقه، أخذ نفسا عميقا وهو يجلس على المكان الذي اعتاد الجلوس عليه ويطالع اسم شقيقه بحزن تبعه قوله:
أنا عارف ان حسن وطاهر جم ليك من شوية، بس أنا مقدرتش اجي يا فريد، أنا بقيت بحس باحساس صعب أوي وأنا جايلك...
النهاردة أنا دوقته من اللي عمله يا فريد، اتكسر واتذل شوفت في عينه نظرة تشفي غليلي مية سنة، شوفت الندم في عينيه وده كفاية أوي عليا، الموت راحة للي زيه خسارة ينولوها... مسح وجهه وقد شعر ببوادر الدموع وأكمل:
أنت مرتاح دلوقتي صح؟... أنا أسف اني حبتها يا فريد بس أنا مقدرتش، قبل ما تمشي كنت علطول تتكلم عنها، اعتبرتها أمانتك، منكرش اني لما اتجوزتها كان علشان العب بشاكر بس مقدرتش... هي ادتني حاجات كتير اتحرمت منها، عرفتني معنى انك تبقى اختيار حد، هي أقوى مني هي احتوت حاجات كتير شافتها مني ومحدش قدر يحتويها غيرها، جايز اللي انا اتحرمت منه كان بسبب اللي عرفته وانا لسه عيل تفكيره ميستوعبهوش، جايز الحاجات اللي قولت انها بتديهالي تبقى عندك موجودة بس أنا والله العظيم يا "فريد" كان غصب عني...
أنا عمري ما اختارت نفسي، دايما بختار غيري بس وعد مني يا فريد هفضل طول ما انا قادر مأمن حياتها، هفضل حافظ الأمانة، وهعتبر الحب ده أمانة منك غالية عندي أوي، هعتبر وجودها في حياتي هو بصمتك اللي سبتهالي قبل ما تمشي...
ابتسم وهو يقول بعينين دامعتين:
وأنت عارف أخوك قد كلمته، بس ريحني.

أنهى كلماته وأخرج هاتفه حين سمع اهتزازه، كان والده فأدرك أنه عليه الرحيل من هنا ولكنه لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة على حساب شقيقه، ابتسم بحنان وهو يرى صورته، نزل يطالع منشوراته التي حفظها عن ظهر قلبه ولكنه للمرة الأولى يدركها حيث شعر بدقاته تتسارع وهو يقرأ اخر ما نشره شقيقه:
ما ذقنا مرارة حرمانه ربما نذق حلاوة وجوده في يوم ما، وحينها فقط لا نفرط به أبدا.

قرأ الجملة الأخيرة بنبرة عالية وهو يطالع قبر شقيقه بلهفة وقد اتسعت ضحكته كصغير ضل الطريق ووجده هنا:
أنا طلبت منك تريحني وأنا خلاص ارتاحت، مش هفرط فيها يا فريد.. مش هفرط.

قال كلماته هذه ولا يعلم كيف عاد إلى المنزل فلقذد أفسد جلسته كثرة الاتصالات، وجد حالة من الهرج سادت في منزل والده، الكل مترقب رجوعه وما إن وصل حتى قال الجالس مع والده وأشقائه:
معلش يا حاج بس دي الأوامر... اتفضل معايا يا عيسى.

طالعه باستغراب ووقف والده يحاول فهم ما يحدث مدافعا:
عيسى مكانش هنا النهاردة، اللي بيتقال ده غلط.

اعترض أحد الحاضرين من المركز باحترام:
يا حاج نصران أنت على راسنا، بس دي مش مشكلة في البلد علشان تحلها وتطلعنا احنا منها، في بلاغ رسمي متقدم من "بيريهان ثروت" بنت معالي الوزير "ثروت الأسيوطي" بتتهم فيه عيسى إنه المسؤول عن اللي حصل ل..

_ أنا جاي معاك.
كان هذا قول عيسى وهو يتبادل مع "طاهر" و"حسن" النظرات، توجه للخارج معهما مطمئن والده:
بابا متقلقش، ومحدش يجي.

لم يدر أحد في المنزل بما يحدث الجميع نيام عدا والده و"طاهر" و"حسن"... لحقوا به وهاتف "حسن" بشير الذي كان في الدور العلوي وطلب منه اللحاق بهم أيضا

وصل "عيسى" إلى المركز وجلس أمام من يستجوبه الذي كان يعلم تمام العلم بالخلافات الدائرة بين "شاكر" وبين هذه العائلة... كان لديه شك بأن عيسى من فعلها، فوجه سؤاله للجالس أمامه لا يبدي أي ردة فعل لما يحدث:
أنت كنت فين يا عيسى النهاردة، تحديدا من الساعة ١٠ بالليل للساعة ١٢.

استدار ينظر له وهو يرد:
كنت في القاهرة أنا وحسن وطاهر... جم معايا المعرض بتاعي علشان كل واحد فيهم عايز يغير عربيته، وبعدين أنا روحت عند بشير صاحبي البيت خلصنا شوية حاجات في الشغل، ورجعنا كلنا اسكندرية وبشير حتى جه معانا يغير جو كام يوم.

_ طب الكلام ده كان على مدار اليوم أنا عايز أعرف من ١٠ ل ١٢ كنت فين؟
سأله بنبرة حادة أجاب عليها "عيسى" ببرود:
كنت بتفرج على فيلم.

طالعه الضابط بغضب وهو يقول:
بقولك ايه أنا جديد هنا، ومن ساعة ما جيت وأنا بسمع عن الحاج نصران وعن إن الحكومة ملهاش دعوة باللي بيجرا في قرية الحاج نصران، وعديت الكلام ده بمزاجي وممشي الدنيا لحد دلوقتي ودي، وبرضو بسمع عن الخلافات اللي بينكم وبين شاكر... لكن م

قاطعه قائلا:
الحمد لله، نعمة سمعك دي اشكر ربنا عليها ،
أنا واحد سمعه تقيل وبحسدك أهو.

انفلتت أعصابه تماما وصاح:
كلمة كمان وهتتحبس حتى لو معملتش حاجة، ونستنى بقى لما اللي في المستشفى ده يفوق ويقول مين اللي عملها.

ضحك "عيسى" بصمت وهو يطالع الأرضية وكرر الجالس على المكتب:
كنت فين من ١٠ ل ١٢.

تنهد "عيسى" متصنعا الضجر وهو يسأله:
يوه، اتكلم ولا متكلمش، على فكرة التشتت ده مش حلو
تذكر كلمة "ملك" فابتسم وهو يضيف مكررا كلمتها:
بيوترني.
حين لاحظ تعبيرات الآخر وقد أثار غيظه رفع كفه يقول ببراءة:
طب اعمل ايه ما انت مش عايز تصدقني، أنا كنت حاجز حفلة تسعة أنا وبشير علشان ندخل فيلم العارف
ابتسم ابتسامة صفراء موضحا معلومة ليس لها فائدة أثارت غيظ الجالس أمامه :
بتاع أحمد عز....
تابع بهدوء:
بس جيت من القاهرة على تسعة ونص فكسلنا، خرجنا اتغدينا سوا ودخلت الفيلم في حفلة ١٢ أنا وهو.
وضع يده في جيبه يخرج شيء ما ثم قدمه قائلا بهدوء:
وتذكرتي اهي.

تابع والضابط يتفحص التذكرة يضيف بأريحية:
طلعنا من هناك على البيت عند الحاج نصران، وبعدها بشوية نزلت قابلت مدام ندى بنت عم مدام بيريهان علشان كانت جاية تتهمني وقولتلها اني معرفش حاجة فمشيت، وبعدها روحت زيارة للمقابر، وبعدين شرفت هنا وجيت معاكم.

كان يريد النوم حقا، لا يستطع الإكمال هكذا... سمع بأذنيه طلب استدعاء "بشير" واطمأن بمعرفته لوجود صديقه هنا
دخل "بشير" الذي أكد صحة حديث صديقه وحتى حينما سأله الضابط محاولا أخذ أي معلومة:
ولما جيتوا من القاهرة عملتوا ايه؟

أجاب "بشير" بهدوء:
عيسى عزمني على الغدا، وقعدنا شوية، وبعدين روحنا سينما

_ دخلتوا فيلم ايه؟

توتر "بشير" ولكن لم يظهر عليه وقال:
ثواني هشوف التذكرة معايا ولا ايه؟

منعه الضابط:
لا أنا عايز أعرف اسم الفيلم قبل ما تشوف التذكرة.

نسى بشير الاسم، لقد دخلا لحظات وخرجا حسب الخطة المتفق عليها، حتى التذكرة لم ينظر فيها ولكن أتى إلى ذهنه فجأة أنه لمح الممثل "أحمد عز" على الشاشة، يعرف اسم فيلمه الجديد، يرى اللوحات المعلقة للإعلان عنه على الطريق دائما لذا قال مسرعا:
كنا بنشوف فيلم العارف.

انتظمت أنفاس "عيسى" وحمد الله أن صديقه لم يخرب كل شيء، كان الضابط يتأمل تعابيره ولكنه لم يبد أي شيء يدل على ما يشعر به، حين لمحه أعطاه ابتسامة قائلا:
بتاع أحمد عز.

تنهد الضابط بانزعاج شديد واتجه إلى هاتفه وبيده تذكرة "عيسى"، بعد مكالمات لم تكن قصيرة توصل إلى أنهما بالفعل دخلا الفيلم.

طالعه "عيسى" بنظرة ساخرة وهو يراقب بتهكم جهوده لإثبات أنه الفاعل تذهب بلا فائدة.
صرح له بالخروج قائلا:
تقدر تمشي ولو احتاجتك تاني هبعتلك.

قام "عيسى" من على المقعد وقد ابتسم وكل شيء على ما يرام كما أراد ولكنه لم يكن يعلم أنه سيجد "بيريهان" واقفة في الممر خارج المكتب وبمجرد أن رأته صاحت بغضب معترضة فخرج الضابط من مكتبه على إثر صوتها وهو يسمعها تقول بانهيار لعيسى:
أنت رايح فين؟

صرخت بغضب موجهة حديثها للضابط:
هو خارج ازاي؟... ايه اللي بيحصل هنا؟

رغم كل ما تفعله، رغم كل شيء ولكن أشفق عليها، ثوب زفافها الذي لم تغيره، مساحيق التجميل التي امتزجت بالدموع فبان القهر على وجهها، نبرتها التي توحي بانهيارها التام، وصرخاتها المعترضة، ربما لم يشعر أشقائه بالشيء نفسه ولكن شعر هو و"بشير" لأنهما يعرفانها، وخاصة "بشير" الذي كن لها إعجابا رفضته لتلقي بنفسها في هلاك "شاكر".

ردعها الضابط بقوله:
مدام "بيريهان" من فضلك تهدي، هو جه هنا بعد ما وصلني اتهام حضرتك وكل حاجة مشيت رسمي
بيريهان" من فضلك تهدي، هو جه هنا بعد ما وصلني اتهام حضرتك وكل حاجة مشيت رسمي، لكن الوقت اللي قولتي انه استاذ شاكر اختفى فيه استاذ عيسى مكانش متواجد... احنا هننتظر لحد ما يفوق أستاذ شاكر ونعرف منه مين اللي عملها، ولو حضرتك شاكة في حد اتفضلي قولي.

اقتربت من" عيسى" بانفعال وهي تقول بنظرات متهمة:
يعني ايه يخرج ويعني ايه مكنش متواجد... أنا هوديكم في ستين داهية.

_ بس يا بيريهان.
كان هذا قول والدها "جابر" زوج ابنة عمها والذي أرسله والدها للحاق بها إلى هنا، اصطحبها قائلا:
الباشا كلامه صح، لما شاكر يفوق هنعرف اللي عملها.

سدد له "عيسى" نظرات ساخرة تتحدى نظراته المتهمة وعلق "طاهر" بتهكم:
يفوق على خير إن شاء الله

قال "حسن" هو الاخر بسخرية:
ابقى قوله ألف سلامة.

خرجوا جميعا من المركز وبمجرد خروجهم تركت "بيريهان" يد "جابر" واتجهت ناحية "بشير" قائلة بغضب:
انا غلطانة، علشان اعتبرتك انسان محترم وقولتلك اني رفضاك بالأدب، الناس اللي زيك مينفعش معاهم غير الإهانة، أنت راجل أنت أكيد مشترك معاه علشان تنتقم مني بعد ما رفضتك واختارته.
كانت تصرخ وتقول الحديث من بين عبراتها، حمل من الغضب ما حمل ولكن خرج رده جامدا وهو يقول:
أنا مش هرد عليكِ، بكرا تيجي بنفسك وتعتذري عن كل كلمة قولتيها دلوقتي... بكرا تعرفي ان اللي مموته نفسك علشانه ده كلب ميسواش، ومش انا الراجل اللي يجري ولا ينتقم من واحدة رافضاه، اللي فيه الصفات دي انتِ بقيتي مراته دلوقتي.

دفعته بغضب شديد، بقدر قهرها مما حدث، وأجبرها "جابر" على السير معه والابتعاد عن محيطهم وبالفعل ابتعدت معه، ساد الصمت في رحلة عودتهم للمنزل، فقط تبادل نظرات وترقب لردة فعل والدهم الذي أعطى أمره لطاهر:
اطلع على المضيفة مش على البيت.

هذا القول جعلهم يتيقنوا أن الليلة لن تمر بخير أبدا، بالفعل وصلوا جميعا إلى وجهتهم، فتح نصران الباب ودخلوا هم خلفه، لم يجلس سواه وبقوا هم في انتظار أي قول منه، قرر "حسن" الجلوس فسمع نبرة والده الحادة:
انا قولتلك تقعد؟

عاد للوقوف مرة ثانية، وهمس "بشير" لعيسى:
قولتلك من الأول أبوك لازم يعرف باللي بنعمله، قولتي لا ...اتفضل البس بقى.

_ أنا عايز أعرف اللي حصل بالظبط.
لم يرد سوى "طاهر" الذي قال:
محصلش حاجة، هو بس احنا حبينا نعمل سنوية فريد بطريقة تليق بيه.

سألهم بعيون حملت من الغضب الكثير:
و عملتوا ايه بقى؟
قبل أن يتحدث أي أحد جاء قول "نصران" حازم:
عيسى هو اللي يتكلم.

حاول "عيسى" قدر الإمكان أن يبقى هادئا حتى لا يتعرض لأي نوبة في هذا التوقيت خصيصا، تنحنح قبل أن يقول:
هو يا حاج اللي طاهر قاله، شاكر من فترة بعد يهدد ملك إنه في سنوية "فريد" هيحسرها تاني فقولنا بمناسبة  سنوية فريد وبمناسبة فرحه نحتفل بيه.

ترك "نصران" مكانه وتوجه ليقف أمام ابنه موجها سؤاله:
ازاي الاحتفال ده؟

نظر لوالده ولم يندم للحظة بل هتف:
هات يا حسن موبايلك.

أعطاه "حسن" الهاتف ففتحه "عيسى" على مقطع مصور، ثبت الهاتف في الغرفة أثناء تنفيذهم ليوثق كل شيء، أعطى الهاتف لنصران الذي جلس يشاهد كل شيء من بدايته، يشاهدهم وكل منهم لا يبخل بقوته لإذلال "شاكر"، ما إن انتهى من مشاهدة المقطع وطالع ابنه وجده يقول:
وبعد ما خلصنا رمناه عندهم، وبالنسبة لجبناه من الفرح ازاي، هو اللي خرج مع صاحبه يخلصوا حاجة وعرفنا نجيبه، و متقلقش محدش فينا عليه حاجة، و اديني دخلت القسم وخرجت اهو، وبالنسباله فهو مش هيقول حاجة ولو قال كلامه ملوش لزمة.
أثناء الحديث عاد نصران لمشاهدة المقطع مجددا، لا ينكر أبدا أنه شعر وكأن نار تلتهمه قد انطفأت، وكأن حمل ثقيل تمت إزاحته وهو يرى نظرة الذل والانكسار في عيون قاتل ابنه... وهو يرى الندم في عينيه والوجع باديا بوضوح على تعابير وجهه.

شملت نظراته جميعهم وهو يسأل:
وانا معرفتش حاجة عن الكلام ده ليه؟

_ حبينا نفرحك ونوريهولك وهو مذلول.
كان هذا قول " حسن" الذي تبعه سؤال والده:
وورتوهولي؟

نظروا لبعضهم وأثناء ذلك قال والدهم أمره:
لحد ما يفوق واعرف ناوي على ايه، محدش فيكم يتدخل تاني، مش خدتوا حقكوا وحق اخوكم، مشوفش واحد فيكم بيتدخل تا...

قاطع "عيسى" والده:
اه خدناه، وناخده مره واتنين وتلاتة لحد ما نزهق.

_ أنا قولت كلمتي.

رد على والده متحديا:
وأنا مش موافق
نطق "طاهر":
خلاص يا عيسى بلاش كلام دلوقتي.

_ ليه سيبه يكمل، سيبه يسمعني عايز يعمل ايه تاني، سيبه علشان مفكر ان الشيطان ده هياخد على دماغه ويسكت.
رد " عيسى" على حديث والده بانفعال:
لا مش هيسكت خليه يوريني هيعمل ايه.

صاح "نصران" ناهيا الحوار:
قولتها ومش هكررها، لحد ما انا اقول محدش ليه دعوة بشاكر تاني... واللي هيعمل حاجة من ورايا يعتبر نفسه بقى عدوي زيه بالظبط، واللي مش عاجبه الكلام يطلع برا، وهينفذه غصب عنه حتى لو مش عاجبه.

بقى مكانه يطالع والده بغضب، لا يستطيع قول شيء بعد قول والده الذي أنهى حديثه واتجه إلى  الأريكة فاستأذن "حسن":
بابا هات التليفون.

_ لا عايزه.
قال " نصران" هذا وهو يتابع المقطع من جديد بنظرات متشفية جعلت "عيسى" يقول:
ماهو عاجبك اهو... مكدرنا ليه بقى؟

رفع نصران حاجبه دون النظر له وحث "طاهر" بقوله:
خدهم يا طاهر وامشي من هنا علشان ما تشوفوش التكدير بجد.

لم يعد هناك أي وقت لأي شيء لقد أتى الموعد الذي تأجل كثيرا، أتى السباق، لذا اتجه مع صديقه قائلا:
يلا يا "بشير".

حمد ربه أن السباق ليس بالقاهرة، هو مقام هنا وتبقى عليه ساعات قليلة عاد فيها إلى " ملك" وجدها نائمة فلم يزعجها أخذ سروال أسود وجاكت من الجينز أسفله قميص صيفي أبيض اللون، اتجه ناحية المرحاض وبدل ملابسه ولم يرحل إلا وقد دون على ورقة صغيرة:
متمشيش
ووضعها على الطاولة جوار الفراش.
نزل لصديقه الذي تناول معه وجبة الإفطار في إحدى المقاهي الشبابية، كان في حالة تنذر بقدوم نوبة، حديث والده أفلت أعصابه مما جعل "بشير" يقول:
ما بلاش يا "عيسى" نروح النهارده.... اتصل واعتذر.

لم يستمع له بل قام وأخذ قراره في الذهاب، قاد "بشير" السيارة حتى وصلا إلى مكان السباق، لصديقه عينان صافيتان وكأن العسل امتزجا بهما كما تقول "ميرڤت" تماما ولكنهما تحولا الآن إلى قاتمتين ينذرا بأن طاقة غضبه ستخرج في هذا السباق.
رأي "باسم" ولكن لم يقف بل تخطاه مما جعل باسم يسأل "بشير" بسخرية:
ماله صاحبك، اول مرة يجي سباق مببضحكش، خايف يخسر ولا ايه؟

كان القلق ينهش "بشير" وكذلك الخوف على صديقه فتجاهل باسم وحاول بذل قصارى جهده كي لا يتم السباق ولكن ليس كل ما يتمناه يدركه، فهو الآن يرى صديقه في سيارته و"باسم" في واحدة اخرى وجاورهما ثلاثة كل واحد منهم في سيارته، خمس سيارات تستعد ثبتت عين "بشير" على سيارة صديقه فقط التي ما إن أعلن منظم السباق عن البدأ انطلقت لدرجة أن من يراها يظن أنها طائرة، ليس هو من يقود بل غضبه وانفجاره من يقودا... كان "باسم" يحاول التركيز قدر الإمكان ولكن أصابه الذهول مما يحدث،
لا يرى أمامه شخص يريد الفوز بل يرى اخر يريد الموت ... نظر "بشير" إلى هاتفه الذي اهتز ليجده نصران ونظر ناحية صديقه ورأى أنه المتقدم بل ويفعل ما هو أكثر جنونا، شعر أن السيارة على وشك الانقلاب به مما جعله يتيقن أنه ليس في حالته الطبيعية، إنها النوبة فقال بنبرة عالية للمنظم:
وقفهم...
وقف السباق دلوقتي.
ولكن صديقه ينطلق، ويسمح لغضبه وانفجاره بالانطلاق معه دون السماح لأي أحد ... المتحكم الوحيد ليس العقل ولا القلب... المتحكم هو انفجاره.
يُتبع

وحشتوني أوي، قولولي رأيكم بقى واعملوا ڤوت وتصبحوا على خير 🌸

Continue Reading

You'll Also Like

2.7K 167 7
"منٓ أنا، أنا تلك الفتاة التي يبتسم الجميع في وجهه، لكن تُخفي هذه الإبتسامة الكثير و الكثير، تعلم ماذا أنا الانٓ أتحدث كثيراً عن نفسي، هيا تعال لكي...
411 50 15
رواية رومانسية دراما للكاتبة / ميرنا علي
3.5K 104 20
لكل طريق مسار هناك مسارت كثيرة يمكننا اختيارة و لكن مسار الحب إجباري.
1.1K 104 23
في جميع الصراعات التي سمعنا عنها في الكُتب والأساطير هناك خير وشر ...... فالخير ظاهر ، والشر ظاهر ، لاكن في قصتي الأمر مختلف تمامًا.... لذا لا تحكم ع...