وريث آل نصران

By fatem20032

17.7M 908K 183K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... More

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)
الفصل الرابع والستون ج 2 (الحبيب أول من هزمها)

الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)

83K 5.3K 206
By fatem20032

الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
#رواية_وريث_آل_نصران ♥




بسم الله الرحمن الرحيم

لاح نجم في السماء فظننته أنت
أتطل منه لرؤيتي وتعود كما كنت.
رباه قلبي معذب، والعين دامية..
ارسل لي جبر من سمائك يعيدني حية.

_امضي يا "ملك".
جملة واحدة قالها " عيسى" في وسط الأجواء التي سادها التوتر بعد أن ألقت القلم من يدها، ربتت والدتها على كفها وهمست بما تخبرها به أنها تدعمها:
أنتِ مش عايزة؟
وصل ل "عيسى" همس والدتها فاستأذن الحضور قائلا :
بابا لو سمحت هاخد "ملك" دقيقتين في المكتب.
قبل أن يبد والده أي اعتراض أشار "عيسى" للصغير:
تعالي يا "يزيد" معانا.
نطق بها قبل أن يعترض عمها على تواجدها معه بمفردهما.
وحثها من جديد:
قومي.
قامت معه، ولم تكن خطاها ثابتة، لم تكن هي نفسها متزنة .... كل ما تشعر به الآن يخل بتوازنها، تبعته إلى غرفة المكتب الخاصة بوالده وقد تعلق "يزيد" بذراعها، وبمجرد دخولهم أغلق "عيسى" الباب خلفه... كان التوتر مرافقها في حين ذهب هو إلى الشرفة وفتحها ل "يزيد" طالبا:
العب هنا يا "يزيد" لحد ما اخلص كلام مع "ملك".
رحب الصغير بالفكرة، وعاد " عيسى" لها، كانت ما زالت واقفة مكانها، تهرب بعينيها إلى كل شيء عداه حتى سألها:
هو أنا مش قولتلك قبل ما أجي لحد بيتكم لو مش عايزة قولي؟

هزت رأسها بالإيجاب، فتبع سؤاله بأخر:
ومش جيت لحد البيت وقدام والدتك قولتلك لو طلبي مرفوض قولي لا، ودي حريتك... حصل ده ولا محصلش؟

_حصل.
قالتها فسمعت بعدها نبرته المنفعلة التي جعلتها تنتفض من الصدمة:
لما هو حصل، رميتي القلم ليه أول ما المأذون قالك امضي؟

لم تعطه إجابة، فاسترسل في حديثه:
اسمعي... أنا لو أبويا اللي برا ده طلب روحي هديهاله، علشان أنا روحي أصلا لأبويا، كل واحد نفسه غالية عنده وأنا نفسي غالية عندي فوق ما تتصوري، ورغم كده قدمتهالك واحنا مفيش بيننا أي حاجة رسمي.. ليلة فرح صاحبتك فاكرة؟

تخلت عن الصمت وتحدثت بألم:
"فريد" قدملي روحه برضو، بس مفيش مرة من ساعة ما عرفته من عليا بإنه ممكن يقدملي روحه في يوم من الأيام.

ذكرت شقيقه فأجابها بما حمله شقيقه لها:
علشان هو كان بيحبك، لكن أنا "عيسى" مش "فريد"... وده اللي لازم تبقي عارفاه كويس أوي، أنا مش عيل صغير علشان تهزقيني قدام كل اللي قاعدين برا دول وتقولي لا واحنا بنكتب الكتاب... أنتِ كده بتلعبي، وأنا اللي يلعب قصادي غالبا بيطلع خسران.

ابتسمت بحسرة وهي تخبره:
ما هو علشان أنت " عيسى" مش "فريد" أنا القلم وقع من إيدي... علشان أنا شايفة قدامي "فريد" بس مش لاقية روحه، مش لاقية نفسي اللي كانت بتبقى طايرة وهي شايفاه، قولتهالك قبل كده وهقولهالك تاني... أنا ضيعت ومش لاقياني.

اعترض على حديثها بقوله:
بصي حواليكي، في واحد أنتِ لسه قايلة ببوقك من شوية انه راح علشانك، أنا قاعد برا وبحط ايدي في ايد عمك اللي ابنه قتل أخويا علشانك... أنتِ عارفة عمك جه هنا ازاي؟

لاح في ذهنه ما حدث قبل ذلك، حين دعا والده "مهدي" إلى المنزل، استطاع الآن سماع صوت "مهدي" وهو يقول باعتراض:
أنا مليش علاقة بحاجة تخص بنات "هادية"، بعد اللي هما عملوه في ابني.

تقدم منه " عيسى" هاتفا:
عيب... بنت أخوك وبتتجوز وأنت قاعد كده، ما أنا كنت ممكن أروح أتجوزها بعقد في المحكمة، بس عيبة في حقك أوي تبقى بتتجوز وأنت مش وكيلها.

لانت تقاسيم "مهدي" المحتدة ووجه حديثه إلى "نصران":
يا حاج " نصران" شاكر معملش حاجة، "شاكر" مشي من خوفه، خاف تعملوا فيه حاجة... وخايف يرجع متصدقهوش.

كلاهما يعلم كذبه، بالتأكيد "شاكر" لم يخبره عن حماقة مكالماته الهاتفية، وما فعله ليلة حفل زفاف "تقى" لذا سأله "نصران":
ويخاف ليه؟... قولتلك لو معملش حاجة يجي ويقول، وعموما أنا ابني النهاردة هيحط ايده في ايدك

دعم " عيسى" قول والده ناطقا :
يعني احنا عاملين بأصلنا للآخر، ولسه سايبين فرصة ليه يدافع عن نفسه.

حديثهم لا تشوبه شائبة، ولكن هو قطع تفكيره صوت "عيسى" يتابع:
احنا جايبينك لحاجة... هتبقى وكيلها ولا لا؟

أعاده إلى الحاضر دقاق على باب المكتب فقال لها:
احنا مصلحتنا واحده ، احنا الاتنين عايزين حق "فريد"، وأنتِ لو بصيتي هتلاقي إن مصلحتك أكبر، فوق حقه أنتِ عايزة الحماية.

قال أخر كلماته قبل أن يتوجه ليفتح باب المكتب:
قبل ما أفتح الباب ده قولي كلمتك، موافقة ولا أخرج أروحهم.

كانت تطالعه وهو يفتح الباب الذي ما إن فتحه حتى اتجهت إلى الخارج دون إجابة، كان جوابها ما قامت به حين تناولت القلم الموضوع على الطاولة ودونت أمام الجميع اسمها، استغرق الأمر منها دقيقة وما إن انتهت من إتمام الكتابة في جميع الخانات المطلوبة، حتى وضعت القلم فوق الأوراق ناطقة باعتذار:
أنا أسفة على اللي حصل... كنت مرهقة شوية.

اقتربت من والدتها وقبل أن تعود للجلوس جوارها مجددا، أشار " نصران" لابنه فأخذ "عيسى" العلبة الموضوعة على الأريكة جوار والده وأخرج الخاتم منها...توقفت عندما لا حظت اقترابه منها وأمام نظرات عمها المراقبة جيدا، ألبسها الخاتم الذي احتوى على فص ماسي في منتصفه، طالعت الخاتم الذي زين يدها وأبرز لون طلاء أظافرها وأثناء ذلك اقترب هو مقبلا باطن كفها قبل أن يقول:
مبروك.

"مهدي" في أقصى حالات توتره الآن، ماذا سيفعل ابنه إذا شاهد ما يحدث؟... ابنه الذي قتل من فضلته عليه سابقا، أي حماقة سيفعلها إذا علم أنها تزوجت الآن؟
استأذن وهو يقول:
أنا هروح يا حاج "نصران"

_وصله يا "عيسى".
قالها " نصران"، وقتل أي عرض لمكوثه فترة أطول، تحرك "عيسى" معه حتى وصلا إلى البوابة الخارجية فسأل باستنكار:
مسمعتش مبروك يعني؟

أجاب "مهدي" على سؤاله بسؤال أيضا:
في مبروك أكتر من إني جيت لحد هنا وبقيت وكيلها؟

ضحك "عيسى" وغمز له نافيا:
لا سيبك من ده، أنا عايز اسمع مبروك، وأهم حاجة تبقى من قلبك... مشوفتش مبروك بتاعتي اللي اتبعتتلك مع نقطة "علا" بنتك؟

_كلامك دلوقتي بقى غير كلامك قبل كتب الكتاب... من شوية كنت بتتكلم وكأنك مصدق ان "شاكر" معملش حاجة وبتقولي اجيبه، ودلوقتي بتتكلم وكأنك متأكد إنه هو اللي عملها.
قال له "مهدي" فابتسم "عيسى" وهو يخبره:
لا ما هو أنت لو قولتله ينزل مش هينزل، جرب كده تقوله... مش هيرضي يجي، عارف ليه؟

استغرب "مهدي" الحديث ولكن محا "عيسى" استغرابه بقوله:
علشان ابنك عارف إن أنا عارف إنه هو اللي عملها... شاكر اتصل مرة ب "ملك" يهددها، تاخد الكبيرة كمان قابلني وش لوش...
رفع "عيسى" سترته فظهر جرح معدته الذي وُضِع عليه لاصقة بيضاء فأشار إليه بعينيه قائلا:
وكان معاه كام واحد سابوا ده... وأنا مبحبش حاجة تفضل عندي من غير ما ترجع لصاحبها... ومكفاهوش كده كمان ده حاول يهددها تاني من أسبوع.

تلاحقت أفعال ابنه على مسامعه وصوت "عيسى" وهو يتابع:
لو هو مقرطسك فأنا حبيت أنورك... علشان منظرك اللي بقى صغير أوي وأنت كل شوية جاي تقنعنا انه معملش حاجة.

ربت على كتفه ناطقا آخر ما لديه بسخرية:
مع السلامة يا أبو "شاكر".

رحل إلى الداخل أما " مهدي" فشعر وكأن أحدهم صفعه للتو... صفعه بأفعال ابنه التي لا تفعل شيء سوى توريطه أكثر.

  ★***★***★***★***★***★***★***★

كان الهدوء هو رفيق منزل "منصور" بسبب ذهاب "ندى" وزوجها إلى الطبيب، بينما جلس "منصور" في مكتبه مع والد "ندى" الذي أتى قبل قليل
ارتشف "منصور" من كوب الشاي الساخن وهو يسمع والد زوجة ابنه يقول:
يا حاج "منصور" أنا حطيت فلوس كتير في المشروع ده معاك... يعني ايه خسر؟

رفع "منصور" كفيه ببراءة وهو يخبره:
والله يا "خليل" ده اللي حصل، والخسارة جت عليا زي ما جت عليك، محصول الأرض السنادي مكانش قد كده، وتمن الحاجة نزل الأرض.

_أنت عارف كويس إني طلعت على المعاش، وحتى شغلي الخاص بتاع العربيات مبقاش موجود، خسارة زي دي كبيرة عليا أوي.
قالها "خليل" بانفعال مما جعل "منصور" يقول باستنكار:
الله طب ما أنا خسران زيك.

رد عليه بغضب:
بس أنت عندك فلوس غير اللي خسرتها تشغلها، وعندك الأرض، لكن أنا من ساعة ما شاركتك مرة مكسب قصادها تلاتة خسارة لحد ما نزلت الأرض.

هدأه "منصور" بقوله:
خلاص اهدى، احنا نفضها سيرة وشغل فلوسك بعيد عني

كرر "خليل" باستنكار:
فلوس ايه اللي أشغلها، أنا مبقاش معايا حاجة أشغلها.

ابتسم "منصور" قبل أن يقول:
جيت في جمل يعني...هسلفك وشغلهم ورد من المكسب.

قال "خليل" بقهر بعد كلمات "منصور":
هتسلفني وتمضيني على وصل أمانة، زي الوصل اللي حبست بيه " فؤاد" السنة اللي فاتت؟

في نفس التوقيت توقفت سيارة "جابر" أمام المنزل من الخارج، كان الغضب يكسو وجهه، غضب رافقه شعور بالنقص... رمقته "ندى" بنظرة جانبية ثم قالت بنبرة طعنه حديثها:
متضايقش يا "جابر"، لو حابب متكلمش مع عمو عن اللي الدكتورة قالته وإنك مبتخلفش مش هتكلم خالص.

زادت حمرة عيناه، كان يمن عليها أمس بانتظاره حتى الآن دون أطفال، ولكن بعد ما حدث بماذا سيبرر؟
تبدلت الأدوار ولم يحسب لهذا حساب أبدا.

   ★***★***★***★***★***★***★***★

من المفترض أنها مناسبة سعيدة، لكن هذا الترقب الذي كسا منزل " نصران" لم يكن مع هذا أبدا...نظرت "هادية" للأرضية هامسة باستنكار:
بقى أنا بنتي يتكتب كتابها كده!... مفيش زغروطة حتى وكأنه ميتم مش فرح.

تأهبت "مريم" وهي تسأل والدتها:
أزعرط يا ماما؟

_اسكتي أنتِ كمان.
قالتها "هادية" بغيظ ثم رفعت رأسها لتقابل نظرات "سهام" المتعالية، التي قطع تأملها لها صوت "نصران":
لما حق الغالي يرجع، هعملهم فرح كبير يا ست
" هادية".

نطقت "سهام" بتذمر:
والله ما أنا عارفة كتب كتاب إيه، واحنا لسه معرفناش حتى مين اللي قتل "فريد".

تبادلت " هادية" و بناتها النظرات المندهشة في حين اعترض "طاهر" على حديث والدته:
ماما... ملهوش لزمة الكلام اللي بتقوليه ده.

نظرات صارمة اتجهت من عين "نصران" إلى "سهام" قطعها صوت "يزيد" الذي قال مشيرا على السلحفاة:
بصوا "غرام".

انتبهت لها " شهد" قبلهم، وعلت ابتسامتها وهي تسأل "يزيد" بمكر:
مين سماها " غرام" ؟

رفع "طاهر" حاجبه الأيسر ضاحكا والصغير يقول:
بابا سمها... اسمها حلو أوي صح؟

هزت رأسها بالإيجاب، ولكن هناك عين "رفيدة" التي لم تغفل عن النظرات المتبادلة بين شقيقها وهذه الفتاة... أتت "تيسير" بأطباق الحلوى ووضعتها أمام كل من الجالسين وهي تقول بفرح:
مبروك يا أستاذ "عيسى"، مبروك يا ست " ملك"... ألف مبروك يا حاج "نصران".
قالت جملتها الأخيرة ثم انطلقت تزغرد فطالعتها
" سهام" بغضب وهي تقول:
أنتِ بتعملي ايه؟... محدش يزغرط في البيت ده غير لما حق "فريد" يرجع يا "نصران".

نزلت الدموع من عينيها عقب ما تفوهت به، فربت
" نصران" على كفها قائلا:
"تيسير" مقصدتش، حق "فريد" ده حق ابني وأنا مبفرطش في حق الغريب... هفرط في حقه؟

_يلا يا "ملك" علشان هنمشي.
قالتها "هادية" بحزم وهي تحثهن على القيام، تبادلت "شهد" النظرات مع شقيقتها "مريم" وقطع هذا صوت "عيسى" الذي سأل:
تمشوا فين؟

بررت "هادية" رغبتها بقولها الصارم:
نرجع بيتنا، كتب الكتاب واتعمل، وقعدتنا دي ملهاش لزوم.

أدرك "نصران" ما يحدث من خلاف، فقول "سهام" بالتأكيد جعلها تشعر بالإهانة لذا تأفف بانزعاج،
فحاول "حسن" تخفيف حدة الأجواء بمزاحه:
قعدة ايه بس اللي مالهاش لزمة، طب تصدقي اليوم اللي بتدخلوا عندنا فيه البيت نفسي بتتفتح على المذاكرة ودي عند الحاج "نصران" ليلة عيد.

ضحك الجميع على ما قاله عدا والدته، بينما قال "طاهر":
احنا عاملين مكان حلو في الجنينة يا " عيسى"، خد "ملك" واخرج شوفه وقولي رأيك.

نطق "حسن" الذي جاور "طاهر" في جلسته:
مكان ايه ده اللي عملتوه في الجنينة... أنتوا عملتوا إيه في المرسم بتاعي؟

ضربه "طاهر" في قدمه بغيظ، هو يحاول أن يوفر لهما جو هاديء بعيد عن هذا التوتر، و"حسن" يفسد ما يصنعه.

طلب منها "عيسى" اصطحابها إلى الخارج، وغفلت "سهام" عنه وهي تلاحظ "حسن" الشارد في نقطة ما، نظرت إليها لتجدها ابنة "هادية" الصغرى "مريم".
فقالت:
قوم يا " حسن" قول ل "تيسير" تجهز الأكل.

أتت لتعترض "هادية" ولكن صنعت "سهام" ابتسامة مزيفة وهي تردعها:
متقوليش حاجة لازم تتغدوا.
كانت محاولة لإرضاء "نصران" حتى لا يحزن، بينما في الخارج جلست "ملك" على أريكة خشبية توسطت البقعة الخضراء، وجاورها هو وقد حل على الأجواء نسمات باردة ولكنها منعشة... تحدثت بعد صمت طال:
أتمنى مندمش على اللي عملته النهاردة، زي ما بندم على حاجات كتير في حياتي.

ابتسم قبل أن يرد على قولها:
عادي تندمي، كل واحد بيختار حاجة ممكن بسهولة يندم عليها احنا بشر، أنا وعدتك بالأمان طول ما أنا قادر أعمل ده، لكن موعدتكيش متندميش على الجوازة فوارد جدا تندمي.

سألته بانزعاج وقد أغضبها ما قال:
هو أنت هتتعب لو سيبت اللي قدامك يتطمن؟

ضحك، نبعت الضحكات من قلبه وهو يقول:
اهي القطة طلعت.
قصد ذلك التحول المفاجئ من الوداعة إلى الشراسة، تنهدت بغيظ فأخبرها:
عندي لما أصارحك بحقيقتي، أحسن ما أعلقك بوهم... أنا ممكن أمدح في نفسي دلوقتي، وأقولك أنا إنسان مفيش منه وهتعيشي معايا في السعادة اللي مفيش بعدها سعادة وهتصدقيني بس لو جيتي لحظة قدام واكتشفتي اني مش الشخص ده هتتوجعي أوي... علشان كده بقولك جايز تندمي، أنا وعدتك بالأمان بس ما وعدتكيش متندميش.


_أنا خايفة... خايفة أوي، خايفة من كل حاجة هتيجي... خايفة تكون بتوجع زي الحاجات اللي عدت وداست على روحي.
قالتها بصدق نبع من قلبها... نطقت ولم تنتظر إجابة ولكن جوابه كان مختلفا، احتضن كفها ربما لم يقل لا تخافي، ولكن هذا كاف لبثها الأمان...ولكنها سحبت كفها، بل وتركت مكانها بالكامل، وهي تقول باضطراب:
أنا داخلة علشان بردت.

ذابت كليا ولم يبق سواه، فأخرج هاتفه يتطلع إلى صوره مع شقيقه، صورة تبعها صورة تأملها باشتياق، اشتياق فاق الحد إلى نصفه الآخر، إلى أم لم تكمل رحلتها معه، ظل يقلب بين الصور حتى توقف عند صورته مع "ندى".... الصورة الوحيدة الذي بقى عليها من ذكرياته معها، ولم يمسحها أبدا... لم يمسحها لتذكره.

   ★***★***★***★***★***★***★***★

رحل الجميع ليعم السكون على منزل " نصران" وقد خلد بعضهم للنوم، والبعض الآخر في الخارج لقضاء شيء ما، دخل "عيسى" غرفته أخيرا، يشعر بالخفقان يداهمه، خفقان تبعه ذلك الشعور... القنبلة الموقوتة التي توشك على الانفجار... استغرب من باب غرفته الذي تم فتحه بواسطة زوجة والده وقد دخلت وأغلقته خلفها...

تمكن الانفعال منه وهو يقول:
اطلعي برا أنا عايز أنام.

وكأنها لم تسمعه بل جلست على طرف فراشه تسأل:
قولي يا "عيسى" عرفت مين اللي عمل كده في بيتي؟

كرر بانفعال أشد، وكأن كل انش به يشارك في هذا التأهب:
قولت اخرجي عايز أنام.
واصلت حديثها على الرغم من استغرابها الشديد من انفلات أعصابه الغير مبرر:
أصل تصدق أول ما دخلت البيت وشوفته على حالته دي... شميت ريحة ال perfume بتاعتك... معقولة اللي عمل كده بيحط من نفس ال perfume بتاعك؟

سألها وقد علت نبرته:
عايزة تقولي إن أنا اللي عملت كده.

حافظت على هدوئها وهي تقول بزيف:
لا ما اقصدش طبعا.

ابتسم بشراسة أخافتها، لأول مرة تهابه إلى هذه الدرجة، حالته ليست طبيعية أبدا خاصة وهو يصرح بما ثبتها من الصدمة:
لا ما هو أنا اللي عملت كده فعلا.
قالها وأضاء في ذهنه صورة منزل "سهام" المحطم، تبعها ذلك المحل الذي جعله لا يصلح لشيء، وأخيرا ذلك المنزل المهجور المجاور لقطعة الأرض التي قُتِل بها شقيقه... ذلك المنزل الذي أشعل النيران به.
اختتم بنبرة اخترقت أذنها:
أنا حصاد الدم اللي غرق ايدك وايد أخوكِ... وبقبضته ضرب بعنف على الحائط قائلا:
برا.

إنه أنا...ذلك الذي طلبتم وجوده، طلبت الأخشاب النار ... رفضت كثيرا، ولكن مع إصراركم أتيت... أتيت لأحرقكم جميعا.
يُتبع 💙
أنا عارفة انها صدمة 😂.. مستنية رأيكم فيها علشان حقيقي فصول الفترة دي بتنزل تحت ضغط، متنسوش تعملوا ڤوت وتصبحوا على كل خير 🌸

Continue Reading

You'll Also Like

13.2K 786 28
روايتي تتحدث عن أشخاص و لحظات تكاد تكون حقيقة ، نعم أعترف بأنها من وحي خيالي ولكنها أقرب من الواقع .. أتمنى لكم قرآءة ممتعه و دمتم في أمان الله🌍❤
13.4K 636 20
بيتجوزها بالاتفاق إن جوازهم يكون على ورق بس.. وبعد مدّة صغيرة متكملش شهر المفروض يسافر ويسيبها لوحدها لمدة 5 سينين وطليقها وصحابه بيلاحقوها ومستنيين...
180K 18K 18
المَـريخ وعِـدة مجرّات اخـرى ، استوطَـنهَا البَـشر لأن الأرض اصبَـحت ضَحِـية لتَجَـاربهم الفَـاشلة كالنَـووى وغَـيرِهَـا ولَـكن اخطَـرها الآن رَغبَـ...
4K 125 20
لكل طريق مسار هناك مسارت كثيرة يمكننا اختيارة و لكن مسار الحب إجباري.