دخلت ببطئ تحمل كأسين اللبن، طالعته يغمض عينيه ورموشة تهتز برفق، عقدت حاجبيها المنمق بغضب لتسند الكوبين اعلي منضدة بجوار فراشهم جلست لتربت علي منكبيه هاتفة بغضب:

-علي فكرة انت صاحي بتعمل اكده عشان تتهرب من كوباية اللبن، طيب وانا كمان محشربهاش عاد

فتح جفنيه يطالعها بسوداوية والهة فور اكتشاف كذبته، جلس برفق بجانبها يحتضن كفيها ليقول:

-ياحبة القلب لازما تشربي لبن كل يوم عشان اللي في بطنگ، وعشان تبقي قوية اكده ومتتعبيش في الولادة

زمت شفتيها لتقول بتذمر:

-طيب وانت كمان تشرب عشان تبقي قوي

قهقه بشدة ثم مال يطالع كحيلتها بقوة ليقول:

-وانا علي اكده مش قوي، دنا عديت ٨٠كيلو بكتير

" تقصد ايه عاد، انت وعدتني عشية تشرب معايا "

قالتها بغضب طفولي، ليستدير هو بجسده يلتقط بقبضته كؤس اللبن، اعطي لها أحداهما ثم التقط الاخري ليقول:

-اهو حشرب يلا انتي كمان

طالعته بابتسامة، ثم التقطت كوب اللبن من قبضته ترتشف منه القليل بابتسامة وهي تطالع ملامحه الغاضبة وهو يرتشف القليل بغضب، لترتسم ابتسامة اعلي وجهها وقد علمت مدي حبه لها في ابسط امورهم...

************* صلي علي النبي **************

حل الليل سريعًا، ساعة تلوي الأخري والجميع سواگن، يجلس بـ خجل و مأخرة رأسه تعتلي بشدة والوجه محمر بغضب.

..أما ذلگ الغاضب فـ زيتونيته أنقلبت لـ غابة مشتعلة جمرها ملهب يستعد لألتهاب أيًا من يقترب منه، يحرگ قدميه بعنف و نواجزه الأربعة يسحقان بعضهم بغضب، 

والكفوف يتشابگان بقوة والسباباتان يطرقان بعضهما بنفاذ صبر، نفذ صبر أيوب ليجمع شتات جوارحه، يطيح بالأرض واقفًا ليطالع والده المطأطأ للرأس هاتف بغضب استلوي علي احباله الصوتية:

-في ايه ياحج، احنا هنستني الأستاذ ده كتير ولا أيه هو مش معاده الساعة ٧ ادينا بقينا ١٠، والحجج اللي بتخترعها دفاعًا للاستاذ  خلصت ياحج مرة عشا، ومرة صلاه، ومرة شغل...

علي حاله لم يحرگ أصبع واحدًا  فولده علي حق ولكن ماذا يفعل أيخبره ان شقيقته معيبة وذلگ الرجل الوحيد الذي سيستر عليها، لولا ذلگ لـ كان أقام الدنيا ولم يقعدها علي تلگ المهزلة التي لامست كرامته العالية…

لحظات من الصمت، تنحب مغطاه اسفل نقابها فكم اثرت في نفسيتها تلگ الفعلة، وتلگ الفتاه تجلس بجوارها بحزن تربت اعلي قبضتها بحنان فلقد استشعرت طيبتها..

لحظات والجميع صامت لـ يلتفتون علي صوت رجل، دخل الي غرفة الصالون فور ان فتحت له ام محمد البواب، ليدلف يقف أمامهم بطوله الفارع ومنكبيه العريض وعمامته تخفي نصف جبينه الغليظ، يطالعهم بعينان كعيون الصقر، وقع انظاره علي ذلك الرجل الغريب، ليردف بصوت أجش:

لست هواريةWhere stories live. Discover now