-جويد، بتغار من جويد

عقد ما بين حاجبيه، انطفأت زيتونته الفاتحة ليردف بغضب:

-متقوليش اسم راجل علي لسانك ياجملا..

اذدادت ضحكاتها لتردف بمشاكته:

-ليش بقي ما انطق، هادا طفل، طيب حويد جويد جويد.

استشاط غضبا لعنادها وعدم تنفيذها لـ حديثه، استقام يزيح غطاءه عن جسده ليقف امام نافذته بشرد، عضت هي شفتيها بندم لاغضابه ومناكفته بتلك الطريقة الفظة، استقامت تخطى بدلال انثوي، تدب باناملها الارض لترتفع الي قامته الشاسعة حاوطت خصره اولًا ثم قالت بهمس حنون:

-ويش بيك هلا ليش انزعجت مو كنا نمزح..

التفت بغضب فرق شاسع تراه امامها بين مدثر الهادئ بغابات زيتونية رائعة ومحيا ابيض كبياض الثلج، وذاك الذي يقف امامها جعل الغضب من زيتونته وكأن غابات زيتونية تحترق ومحياه الذي انصب بحمرة الغضب، وعيناه المنغلقتان قليلا، اردف بصوت لم تسمعه من قبل ليقول ببحة ولهجة لم تروقها:

-اياكي ياجملا كلامي يتعصي، ومدام قلت متجيبش سيرة راجل يبقي متجبيش..

طالعته بدهشة وعبراتها تطرق بؤبؤيه، حركت جفنيها بانحاء الغرفة تحاول التخلص من تلك الدمعات، قبل ان تسقط بحضوره، لتردف مقررة الاعتراض لن تمسح له التحكم من اول يوم بزواجهم فـ الزواج مشاركة وتفاهم لتقول:

-انا حقول الي بدي اياه، وانت حر في اللي بدك..

اتسعت عينيه لا يصدق ردها هكذا ترد الزوجة علي زوجها الصاع صاعين دون احترام، نفذت طاقته فالغضب تعالي الي عروقه ان ظل ثانية سينفجر بركان غضب خامل، فليرحل قليلا هارب بغضبه يصبه بعيدا عن محبوبته، ارتدي سترة نومه الخفيفة ليتجه الي الباب فتحه برفق وقبل ان يغلقه خلفه قال:

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا* وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 34

-اللي بينما كلام ربنا وانا اكلمت بهدوء وانتي عانديني يبقي الهجر بينما..

اغلق الباب خلفه بسرعة فور انتهائه، لتقف تتسع حبريتها بدهشة ما الذي فعلته ليغضب هكذا ويقيم عليها الحد، ااجعل من مناكفتها له جد، ايغار الي هذا الحد، التفتت بأنحاء غرفتها الصغيرة تشعر انها تختنقها، استدارت ترتدي ملابسها في عجلة ثم جلبت جاكت ثقيل لتقترب من الباب تخرج تغلقه خلفها بهدوء تلحق به...

لست هواريةWhere stories live. Discover now