الثامن والثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

اتسعت عينيه ليردف بحزن:

-اه صح نسيت دي، اقلع طيب خلقاتك البسها، وانت البس خلقاتي واكده مش هتعرفنا واصل..

عاود لـ نوباات الضحك من جديد ليردف بدر بغضب وهو يبتعد عنه:

-بعد عني انا زعلان ومخاصمك متكلمنيش واصل..

توقف عمار بلهفة اثر سماع كلمات اخيه ليردف بجدية:

-لا لا ياحبيي انا اسف خلاص واالله مش هضحك تاني، خلاص بقي متزعلش وتعالي اقولك هنلخبط شمس ازاي ومش هتقدر تعرفنا من بعض..

ابتسم بشدة ليهز رأسه بالموافقة يطاوعه فيما يقول..

ـــــــــــــــــــــــــ اللهم صلي علي النبي ــــــــــــــــــــــــ

كان يخرج من غرفته يحمل في اليسري حقيبته المعتادة، وبيمينة يجعل من قبضتها سجينته يحتلها بحزن يأبي تركها، أما هي فكانت تدمع بصمت، وقف في ردهة المنزل يطالعها بحزن ليردف بتؤسل:

-وبعدهالك يانور من الصبح وانتي بتعيطي…

كفكفت دماعتها المتساقطة اعلي وجنتيها لتردف بصوت مبحوح:

-خلاص بطلت اهو..

طالعتهم زينب والتي كانت تتوسط مقعدها تنتظر خروج عمرو لتوديعه، اقتربت منهم لتردف بهدوء:

-خلاص يانور ياحبيبتي كلها سبوعين ويعاود وياخدنا معاه..

عمرو بتأكيد:

-ايوة وحفسحك في مصر وافرجك علي كل حته فيها..

نور بابتسامة:

-ترجع بالسلامة..

مال بجذعه ينزل لقامتها القصيرة احتضن خصرها في عناق طويل، استقام بهدوء بعدما رمقها بابتسامة، ليتجه الي والدته احتضنها ثم قبل جبينها، اتجه الي الباب يلوح اليهم قبل ان يفتح الباب ويوصده خلفه..

انغلق الباب فانفجرت سوداويتها بالدموع، اقتربت منها زينب وعلي محياها ابتسامة عذبة، احتضنتها لتردف بهدوء:

-بتحبيه..

هزت رأسها بخجل، ابتسمت زينب بفرحة لتقول:

-طيب متزعليش يلا تعالي نعمل حاجة ناكلها...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هبطوا سويًا من اعلي الدرج، حتي وصلوا الي الصالون حيث جلوسها، كانت تشاهد التلفاز الي ان سمعت خطوات التفتت بابتسامة، وقبل ان تتفوه بكلمة، اتسعت عينيها وهي تراهم يقفون خلفها، احداهما يرتدي بنطال جينز وقميصا من اللون الازرق وحذاء رياضي ابيض، والأخر يرتدي بنطال اسود من خامة القطن، وتيشرت اسود من نفس الخامة وحذاء رياضي ابيض، استقامت من مقعدها تطالعهم بهدوء لتقول:

لست هواريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن