الفصل الرابع

Start from the beginning
                                    

ملء العبوس وجهها الأبيض لتردف تلك الفتاة هادئة الطباع بخوف:وبعدهالك ياورد كأنك عاوزة تجيبي رجابنا عاد.

حدجتها بغضب هاتفة تعنفها بزعر:وبعدهالك انتي ياسلمي هتفضلي جبانة اكده لميته عاد،وبعدين فيها ايه لما ننزل نعوم هبابة ونطلع.

سلمي:باه!! وافرد حد من اهل البلد وعيلنا عاد كان ابوكي جز رجابتنا بسيكين واحد،ونضيع عشان جنابك عاوزة تتحممي في البحر عاد كيف البحاورة.

صكت علي صفوفها البيضاء غضبا لتجذبها من ساعديها تعنفها بشدة:
_قلتلك قبل سابق محدش يستجرأ يجي المنطقة دي كل اهل البلد عارفين انها بتاعة ابوي،وياويل اللي يعتب ممتلكات أدريس الهواري.

سلمي ببلاهة:بعرف بس بردوا محنزلش ياورد انا خايفة

ورد بغضب:
_جبانة ياسلمي وحتفضلي طول عمرك اكدة، خليكي استنيني اهني جنب خلقاتي علي ما اخلص واعاودلك.

مطت شفتيها شبرا للأمام لتتمتم بغضب فور رحيلها:
_عندك حق يا ورد اني جبانة ومش قوية زيك اكده.

جلبت ملابس ورد فور خلعها، ثم جلست اسفل تلك شجرة ورق العنب،تندب حظها وهي تطالع ابنة عمها وهي تتلاعب بمياة النيل الأزرق..

                ـــــــــــــــــــــــــــ

نفس المشهد ،ونفس اللحظة وكأن السماء رتبت لتلك الصدفة ذلك المشهد تكرر بنفس السناريو، باختلاف الأماكن، والأشخاص، والأزمنة..
في احد المستشفيات:
ينظرالي ذلك الجهاز بخطوطه المتعرجة قطرات ساخنة كست بؤبؤيه العسلية،تشير بأحد اصابعها إليه ليقبل هو يركع علي ركبتيه امام فراشها والاسلاك تحيطها،تشهد انفاسها اخر ذرة هواء تستنشقها رائحته العطرة،وحيدها من عاشت له ولأجله،حان الوقت الان وقت الفراق،حانت منها دمعة حارة لتدع لعينيها الاذن في افلات بقية الدموع شددت من قبضتة جيدا لتردف بنظرة اسف:
_عمار ياولدي عاوزة اقولك حاجة.
وضع ابهامة في محاولة اسكاتهاا فحالتها لا تلزمها الي الحديث والبكاء،ابعدت هي شفتاه عنه لتكمل بحزن:
_خليني اكلم يابني قبل ما..
قاطعها بدمعة تليها قبلة اعلي كفيها ليقول:
_بعد الشر عنك ياامي متقوليش كده انتي هتخفي باذن الله
رفت عينيها بحزن تستجمع كل قوتها لتردف بحزن:
_اسمعني عشان خاطري مفيش وقت.
ازال دمعتها بظهر كفية ليقول بشبه ابتسامة:
_انا سامعك ياست الكل اتفضلي عاوزة تقولي ايه.
رمشت عينيها عده مرات ثم قالت بهمس ممزوج بالخوف من ردة فعله:
_انا مش امك
اتسعت عينيه وهولا يستوعب ما سمع، اتمزح معة والدتة؟ليس وقته او مكانه.
فور رؤيتها دهشته اكملت بسرعة لتقول:
_انا خالتك
افلت قبضته من قبضتها محاولا استعاب ما تقول ليردف بحاجبان مرفوعان:
_ازاي مش فاهم
ادارت وجهها ارضا لتردف بخجل وندم:
_من٢٥سنه مكنتش بخلف خالص لان عندي مشاكل في الرحم،وفي يوم سافرت لاختي بالصعيد كانت ولادتها ساعتها، كانت حامل في تؤام في مشيمة واحدة، وواحد من التوام نزل ناقص بسبب نقل الدم للاكسجين ،كانوا قلقلين عليه وعلي طول في المستشفي معاه، وانا كنت بقعد بيك في البيت،وساعتها معرفش ازاي حبيتك واتعلقت بيك وقلت لنفسي يمكن تكون اختي جابت تؤام عشان التاني يبقي نصيبي،و في لحظة، الشيطان لعب في مخي وأخدتك وهربت لمصر.
عقد حاجبيه ليردف بسخرية:
_ليه هو بالسهولة دي وامي وابويا سابوكي عادي.

لست هواريةWhere stories live. Discover now