❤️الفصل الواحد وعشرون❤️

2.8K 72 1
                                    

*والله وبالله لن أسمح لك أن تتسلل إلي قلبى أبدآ..فاحول قلبى تنمو مدينة من الأشواك*
*فوق كومة من التبن جلست تضم سيقانها الطويلة الي صدرها لتحاوطهم بذراعيها وجسدها الرشيق يتحرك بحركة آلية تنتابها حينما تشعر بالتوتر..
نفخت مستاءة من نفسها كيف أمتثلت إلى أوامر قلبها اللعين أين كان عقلها الذي يصدر دائما أشاراته التحذيرية عندما تضعف بهذا الشكل المهين...
*كيف سمحت له يتسلل إلى قلبها كالص اللعين لماذا لم تمنعه من..تمنعه ههه كيف؟!!!!
وهى حتى لم تستطع أن تمنع نفسها من أقتحامه الجرىء بغزو شفتيها...اللعنة عليه وعلى نفسها وعلى كل الرجال...
*بكم قميصها القطني مسحت شفتيها بقوة كأنها تزيل أثر بغيض يقبع فوقهم ليوصمها بالعار..نعم القبلة عار..اللمسة عار..العشق عار..كل مايخص الرجال فهو عار..عااار..
*اغمضت عينيها بشدة كم لو تتمني فقعهما الآن بعد أن سمعت وضعفت واستسلمت الي صوته الاجش وهو يتغزل في لونهما حيث وصفهم بخضار البحر عند المغيب...وانامله تعزف مقطوعة من الغزل الصامت فوق وجنتيها المحترقة تحت وطأه لمسته...دمدمت وهي تكز على شفتها المتورمه من
أثر هجومه:
_الحقير..السافل طبعا متعود علي كده فاكرني وحدة من الالضيش الى يعرفهم..
*رفعت رأسها بفخر أنجازته ويحسب لها بكل تقدير تكمل:
_على كل حال انا أخدت حقى منه وأديته درس علم علي وشه الى فرحان بجماله..أنا كان لازم اضربه بوكس كمان في عينه وفى مناخيره وفى قلبه ضربه فى قلبه...
*كانت تصيح بينها وبين نفسها و تضرب في الهواء بقبضة يدها المضمومه وهى تتخيله أمامها تفرغ فى وجهه الوسيم كل ضربتها...وفجاة أنتفضت على صوت وهن يقل بدهشة:
_يابشمهنذسه..ياست كابر..بسم الله.
_نعم في إيه ياعم ابو الخير..خير.
*هتفت بقوة وهي تقفز من فوق كومة التبن الذي أصبح يملأ ملابسها وذيل فرسها الطويل...قال الرجل العجوز وهو يبتعد عنها قليلا بحرص:
_جبتلك كشف الأنفار الى بعته البشمهنذس عمر بيجولك وجعى عليه أهنيه.
*ضيقت عيناها وجذبت الكشف من بين أصابعه تنظر فيه ودون تركيز سحبت القلم المعلق خلف اذنها ووقعت على الكشف ثم إعادته الي مكانه حيث كف أبو الخير الممدود قائله:
_أنا فى الناحية الغربية وياريت متجيش ورايا سبني شويه مع نفسي..اووف حاجه ملل.
*وتركته ورحلت بعد أن افرغت طاقتها السلبية بوجه الرجل المسكين...الذي ضرب كفيه ببعضهم قائلا بقلق:
_لا حول ولاجوة الا بالله البنية لساتها صغار على اكديه تكونش النداهة نادتها وى وى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..أعوذ بالله لطفك يارب.
*وركض ابو الخير في الأرض الواسعه وهو يعتقد بأن كابر الفتاة الجميلة والتي مازالت تتحدث مع نفسها وتلكم الهواء قد نادتها النداهة وها هى تسير خلفها بلا توقف..
**********************
*وقف حمزة أمام المرأة يمشط لحيته وعينيه تراقباها وهي تضحك بجمال وعيناها تشع بالجاذبية والعشق وهي تبادله النظرات لتقل لسلمى التى كانت تحدثها ع الهاتف:
_هقولك كل حاجه لما اشوفك انتي بس استعدي ساعتين بكتير وهعدي عليكي اخدك.
*ظلت سلمى تسئلها بألحاح فقالت نيرة وهي تحرك حاجبيها إلى حمزة الذي ابتسم وجلس فوق المقعد يرتدي حذائه الأسود بالرقبة:
_ريحي نفسك مش هقولك على حاجه دلوقتي واعملي حسابك اخوكي خلاص حجزلك عشان تسافري معانا بكره على مصر..
*أجابت نيرة بنفاذ صبر:
_لا انا وانتي ودهب واخوكي الغالي ياحبيبة اخوكي....على و عمر هيحصلونا طبعا لازم كلنا نكون جنب سمية والأهم من كده حمزه هيكون شاهد طبعا آدم طلب منه وسلمان كمان محمود غالى ع الكل ربنا يسعدهم...
يووو يا سلمي اقفلى بقا ورايا حاجات كتير عايزه اخلصها.. حاضر يوصل.
*وهتفت بصوت مسموع وصل الي سلمي:
_اختك بتصبح عليك وبتقولك صباح الورد ياحبة عين اختك.
*قال حمزة بصوته الخشن الاجش وهو يرشف من كأس عصير البرتقال بالجزر الذي اعدته نيرة طازج ككل صباح:
_صباح الفل ياست البنات كلاتهم.
*جذبت نيرة خده بغيرة مرحة وهي تكمش انفها واغلقت مع سلمي...ثم تحركت نحو خزانة الملابس لتخرج منها عباءة حمزة الكحلية التى تتماشى مع جلبابه السمني ثم وضعتها فوق المشبج وهى تقل:
_تفتكر خالة كابر هتوافق.
_متوافجش ليه ده الصوح هما ولايا وحديهم وميصحوش ولدك يفضل داخل طالع عليهم أكده من غير صفة رسمية.
*هتف حمزة بتشدد...رفعت نيرة حاجبيها تداعبه وهزت رأسها بخفة تقل:
_هو ممكن جزء من كلامك يكون صح بس في سبب تاني مش معقول بين يوم وليلة تقرر كده...حمزة الى ربى خير من الى اشترى قول ال عندك ياواد الناجوية.
*اطلق ضحكة صاخبة جميلة ذادت من هيبتة ووقاره وجاذبيته برغم الشيب الذي غطى فوديه إلا أنه ليس هناك من اوسم منه...أشار إلى فخده القوي لتأتي وتجلس فوقه في مكانها المعتاد بين ذراعيه وبجانب قلبه..
*حدقت فيه بعينيها الفيروزتين وتبسمت بدلال تطلق من بين شفتيها الناعمتان صوت صغير:
_تؤ تؤ تؤ الجلابية تكسر.
*أغمض عيونه وهمس بصوته الرجولى القوي وهو يربت فوق فخده بصوت خفيف:
_تعالى لاهنيه ومالكيش صالح بخلاجاتى.
*رفرفت نيرة رموشها وهي تناظره واقتربت بالفعل لتجلس في مكانها القوي الدافي تضع رأسها فوق كتفه ليسقط ذيل فرسها الأشقر فوق ظهره بينما ذراعه الأيمن يلتف حول خصرها والآخر يجول فوق تضاريسها الناعمة:
_بجا الى ربي خير من الى اشتري هه..
*هزت رأسها وهى تحرك وجهها في عنقه مثل قطة صغيرة تتمسح في صاحبها تهمس بخجل:
_طبعا ولا أنت فاكر نفسك أنت بس الى ربتني وكبرت على إيدك..أنت كمان كبرت على ايدى ومن نظرة عيونك الحلوة اعرف أنت بتفكر في إيه ياحبيبي.
*ملس على شفتيها قائلا بابتسامته المعتادة:
_طيب عرفتي ايه دلوكت.
*ضحكت ومالت عليه تقبل شفتيه وعندما حاولت ان تبتعد لم يسمح لها بعد أن اشعلته بجمالها حبيبته التي لم تفقد ذرة من جمالها واغوائها ونعومتها وبعد أن اشبع عطشه من شفتيها قال وانامله تملس علي وجنتيها الحمراء:
_عمتصغري كل يوم عن الى جبله وأنى بشيب وأعجز يوم بعد يوم حاسس انى...
*وضعت أصابها علي شفتيه وقلبها يخفق بوجع لتهمهم بصوت مختنق وقد احتشدت العبرات في عينيها:
_أياك ياحمزة..اياك تقول كلمة توجع بيها قلبى بعد الشر عليك ياحبيبي.
*ارتسمت إبتسامة حزينة على ثغره تحت ملمس أصابعها وقال برفق:
_ده الحج هنروح منه فين ربنا يحسن خاتمتنا يارب.
*توقفت لتبتعد عنه بغضب...فأمسك بكفها وقال بهدوء:
_اجعدى يانيرة..اجعدي حبيبتي.
*هزت رأسها بعنف تهتف:
_اقعد عشان تقول كلامك ده الى بيضايقني ياحمزة حرام عليك والله انا مش ناقصه وجع قلب كفايه الى انا فيه.
*قال حمزة بتوجس من حالتها الغريبة التى ظهرت فجأة:
_حوصل ايه؟ مالك؟ انتى مرضانه ولا ايه؟ نيرة...
*قاطعته باهتمام وهي تمسك كفه الممدود لها قائله بتأكيد:
_أنا كويسة الحمد لله متقلقش كده..هه قولى ايه الى حصل عشان تاخد القرار ده.
*نظر طويلاً الي عينيها المنطفئتين فجأة لتضيق عيناه بالشك يقل:
_نيرة في ايه مخبياه عنى؟
*هزت رأسها تهمس:
_مفيش حاجه ياحمزة...
*طالت نظراته إليها..فقالت بعد فترة بضيق:
_لا حول ولا قوة الا بالله..دهب قلقانه عليها ياحمزة وقلبي مش مطمن حاسه أنها مش علي طبيعتها و....
*انتفض في مكانه يقف ووجهه انتحب بالشحوب والقلق وصاح بصوت متوتر:
_مالها دهب فيها ايه؟ هروح اطمن عليها.
*وقفت أمامه قبل ان يخرج من الغرفة لتمنعه وكفها ينفرد فوق صدره الذي يرتفع وينخفض باضطراب..كيف لا يقلق على دهب وهي دنيته الصغيرة ونقطة ضعفه:
_استني ياحمزه تلاقيها نايمة..دهب كويسة انا اتكلمت معاها اطمن لو في حاجه هقولك؟
*شدد علي ذراعيها بقبضته وقال من بين أسنانه:
_إياك يكون واد البكري وانتى مخبيه عنى بتك رفضت واحد من الرجالة يكون وياها وجالت محباش حد يراجبها بس انى حاطط عيوني عليها بس بردك خابر ان جاسم كيف التعبان الى مالوش امان...لو خابره أيتها حاجه عن بتك جوليلى.
*ابتلعت ريقها تقل بتردد:
_أنا خايفة ياحمزة قلبى زيك مش مطمن لقاسم البكري ده خايفه عليها منه وقلبي مش مرتاح بس دهب بتقولي انه مش بيقرب منها زي الاول...وكمان في حاجه تانية.
_حاجة ايه؟ جولي.
*دمدم من بين أسنانه وقد توحشت عينيه واصبحت اقسي من الحجر:
_دهب مش عايزه تجوز حمزة؟
*زفر أنفاسا مشحونة بعذاب القلق وهو يضرب كفيه ببعضهما قائلا بعبوس:
_بتك تعرف حد وانتى نايمه فوج ودانك ولا ايه؟
*رفعت رأسها وعينيها مفتوحتين بذعر تحدقان بوجهه الاسمر القاسي:
_حمزة أنت بتقول ايه..أنت مش واثق في دهب.
*زفر بقوة غاضبة وسحب عبائته من فوق المشبج يضعها فوق اكتافه:
_لما ترفض واد عمها وتجول مريداش تتجوزه يبجي الحكايه فيها ان.
*تجهم وجه نيرة وقالت معترضة بجفاء:
_ان..لا..ولا ان ولا بتاع كل الحكاية انها مش عايزه تاخده من علي مراته وابنه الى جاي...وبعدين حتى لو حد كويس عايزاه فيها أيه يعني ولا هو لازم حمزة؟
_ايوه هو لازمن حمزة...مش واد عمها ويخاف عليها.
*هتف حمزة بسخط...ليفتح الباب ويخرج منه وخلفه نيرة تهرول لتلحق بخطواته الواسعة:
_استني بس ياحمزة احنا لسه مكملناش كلامنا في... موضوع على مقولتليش السبب.
*تشنجت ملامحه وهدر بغيظ:
_عشان ولدك ميضمنش لو كان عمر ولا حسن كنت اكتفيت دلوكت بالخطبة ثم البيه ولدك خلفت الندامة البنته الفاجرة الى كان يعرفها وكان داير وياها على حل شعره دايرة تلسن عليه وتجول انه رايد يتچوزها وأنه كان ماشي وياها....
وبوها راح لآدم ع المصنع يسأل عنى وجال انه رايد يصفي الموضوع والا ولدك الحيلة راح يجع في المشاكل....
*ضربت نيرة فوق صدرها تشهق لتهمس بخوف:
_مشاكل ايه لأحسن يعملوا حاجه فيه...انت عرفت ازاي.
*قال حمزة بغضب:
_آدم جالى وايوب كماني خابر البت دايره تلسن علي ولدك في كل حته عشان اكديه جولت يعجد علي كابر بسرعه جبل ما يجع في المصايب ويوسخ سمعتنا.
_طيب هتعمل ايه مع ابو البنت ديه وقصده ايه يصفي الموضوع.
*تسائلت نيرة بقلق وهي تضع كفها فوق صدرها من الخوف:
*شد حمزة علي كتفها يطمئنها:
_متجلجيش انا خابر كيف اتصرف مع الأشكال ديه اهم حاجه على يتچوز بسرعه جبل مايتورط مع البنته ديه فهمتي المهم روحي واتحدتي ويا خالتها وانا هتحدت مع ولدك.
*وأكمل حمزة وهو ينزل الدرج:
_بعد ما نعاود من مصر ان شاء الله رايد اتحدت مع دهب واعرف بتفكر في ايه؟
*وبنبرة متفاهمة هادئة همهم:
_أنا مجدرش اغصب عليها في حاجه معيزهاش تكرهني وتجول عنى ابويا ظلمني.
*هزت نيرة رأسها لتبتسم ابتسامه مرتجفة وهي تقبل كتفه قائله:
_ربنا ميحرمنا منك يارب..كنت عارفه انك هتتفاهم معاها وتعرف هي عايزه ايه.
*خرج حمزة من بوابه السرايا الكبيرة وهو يلتفت يمينا و يسارا ليهتف على حسنين الذي جاء يركض تاركا مابيده:
_ايوه..ايوه ياكبيرنا اامورنى.
*تقدم حمزة من سيارته التي فتح حسنين بابها سريعا وقال وهو يضع مفتاحها في كف حسنين:
_سوج انت عشان رايد اتحدت وياك في موضوع.
_امرك ياسيد الناس..تحت امرك.
*استقل حمزة سيارته بجانب حسنين الذي قادها الي حيث أمره حمزة الناجى وهو يستمع اليه بنتباه:
******************
*وعلى فراشه جلس على بنصف جسد مستقيم يضع فوق وجهه المكدوم كيس الثلج ويتأوه بتعب وهو يتسائل مع نفسه كيف يطلق عليها لقب أنثي بالتأكيد هناك خطا فادح في جيناتها الوراثية...كيف أنثي متفجرة الأنوثة والكمال مثلها تملك هذا القدر من الأفعال الصبيانية العنيفة والتي لا تتماشي مع جمالها ونعومتها:
*فرك جبهته التى نالت ضربة قوية من راسها الحجري والتي كاد أن يفقد عيناه الساحرتان بسببها وربما يكون أصابه الحول..نعم يشعر بأنه يري كل شئ من جانب عيناه قفز من على الفراش ليقف امام المرأة وينظر الي عينيه الرمادية التي يعتبرها مصدر رزقه في الفتك بقلوب العذاري وظل ينظر بتحديق يحرك حدقتي عينيه ليتاكد انه سليم ولم يصيبه الحول غمغم وهو ينظر إلى الكدمات الملونة
التي تزين وجهه:
_يخربيتك بت ويخربيت جمال عيونك أنا بردك اخدت حقى منك اينعم وشي باظ بسببك بس كفاية دوقت طعم شفايفك.
*وتحت المياه الدافئة توقف بجسده الفارع صلب الجزع يتذكرها وشعور بتلذذ غريب يغزو رجولته لأول مرة بهذا الشكل من الاكتمال لقد شعر باستسلام جسدها برغم مقاومتها له بروحها وقلبها العنيد ولكن كان لجسدها رأي اخر عندما ذاب بين أصابعه عندما ملس فوق ذراعيها وشفتاه تقتحم شفتاها...كانت شهية بطعم لم يتذوقه من قبل شرسه مثل قطه سيامي صغيرة وجميلة ولكن قوية تدافع عن نفسها بشراسة ولا تستسلم:
*ارتدي على ملابسه ليستعد للخروج وهو مازال يضع كيس الثلج فوق كدمته التى تحولت من حمراء قرمزية...لزرقاء ملتهبة دلفت بهية بعد أن طرقت فوق باب غرفته ثم أطلت برأسها:
_صباح الخير ياولدى.
_صباح الخير يا خالتى.
*رد على باقتضاب وفجأة انتفض كالملسوع علي صرخة بهية التى ضربت فوق صدرها وهى تقترب منه وتنظر الي وجهه بعينان ضيقة:
_وي وي وي ايه الى شلفطك أكده ياعلى..يالهو بالى.
*عقد على حاجبيه متسائلا:
_في حاجه ياخالتى بهية.
*رفعت بهية رأسها عالياً تنظر الي الخريطة الملونة والتي يطلق عليها لقب وجه وقالت بقلق:
_جولى بالأول مين الى خربت وشك أكده يالهو بالى تكونش اتخانجت مع واد البكري...يامراري منيك امك لو شافتك أكده راح يطير عجلها من الخوف عليك وانت ولاعلى بالك...
*اسكتها على بنزق:
_يووووو خالتى بهية خلصنا والنبى انا متخانجتش مع حد ولا ابن البكري ولا غيره...ده حادث بسيط.
_حادث بسيط كيف يعنى؟ فسر كلامك ياخويا عشان افهم عليك.
* هتفت بهية وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا و تلطم وجهها بخفة:
*رفع على حاجبه بشرر قائلا:
_في حاجه تانية؟
*لوت بهية شفتيها ودارت بالغرفة الغير منتظمة بالمرة حيث كل شئ بغير مكانه الملابس فوق الفراش أحذية رياضية وكلاسيكية بكل مكان في الغرفة حتى آلة الركض الرياضية لا تخلو من بعض الأشياء....ومايفزع بهية دائما ويقشعر جلدها هذا الوحش المرسوم على قماش الوساده الجلدية المعلقة والتى يضربها على ويلكمها في اوقات فراغه:
_ديه أوضه ديه ولا زريبة مواشي...لازمن تتعود ع النظافة مش كل النسوان كيف امك وخالتك بهية يامراري ايه ده لاجح الشربات في الغسيل ياعلى.
*كانت بهية تلتقط الأشياء وترتب الغرفة وتتحدث مع على من وقت لآخر وهو غير منصت لها...يحدث صديقه حازم الذي كان يطالعه على اخر المستجدات:
*كتب على وهو يميز غيظاً:
_مش فاهم البت ديه عايزه ايه منى؟
*رد حازم وهو يرسل ايموشنز وجه عابس ثم كتب:
_لازم تتصرف احنا داخلين على موسم جديد...وعقود احتراف والموضوع كده ممكن يأثر عليك يا على.
*زفر على يمرر أصابعه بين خصلات شعره الناعمة الخالية من كريم جيل التثبيت فأصبح شعره ناعم متهدل فوق جبينه...كتب وهو يدمدم من بين أسنانه:
_مش عارف البت ديه عايزه ايه هو الحب بالعافية انا راجع على مصر وهيكون ليا تصرف معاها.
*وأرسل على ايموشنز غاضب...
_على انت ياولد همل المدعوج دهو من يدك وجوم روح ع المزرعة ابوك رايدك.
*تمتمت بهية بصوت ناقوسي غاضب على علي الجالس بهدوء يعبث في هاتفه بالنسبه لها...
*ضيق على عيناه الرمادية بقلق يقل:
_بابا عايزني ليه في حاچه؟
*هزت بهية رأسها وهي ترتب ملابسه المهملة:
_معرفاش هو شيع الولد طاهر يطلبك عشان تليفونك مجفول وجاله على يجى علي اهنيه.
*تسمر على في مكانه لدقائق ينظر الي وجهه وقال بخفوت:
_الله يخربيتك وبيت جمال عيونك.
*وخرج من غرفته يغلق ازرار قميصه وهو متوتر من طلب والده ثم طرق على باب غرفة دهب التي هتفت من الداخل بصوتها الناعم:
_ادخل..
*دلف على الي غرفة شقيقته ووقف أمامها...رفعت دهب رأسها لتندفع واقفه تهتف بفزع:
_على ايه الى في وشك دهو انت اتخنجت ولا ايه؟
*ضرب كفيه ببعضهم بابتسامة ساخرة عوجت فمه الجميل وهو يسألها بصوت ثقيل النبرات:
_هو ليه كلكم شايفيني خيخه بنضرب سوء تفاهم ياخونا والله.
*وقفت دهب أمامه تكتف ذراعيها وقالت بصوت فكاهي:
_ااه واضح انه سوء تفاهم سببه كابر طبعا.
*نظر لها نظرة سوداء قاتمة من عينيه الرماديتين وجز على أسنانه وملامحه تتجمد:
_انتي اتحدتى وياها.
*رفعت دهب اكتافها تنفي وهي تبتسم بمرح:
_لا بس انا استنتجت كده بذكائي الخارق.
*وضع على كفه على وجهها يدفعها لبعيد عنه برفق وصاح وهو يتقدم من تسريحة غرفة نومها يبحث بين اشيائها:
_طيب وفري ذكائك الخارق ده لنفسك وشوفي حاجه تداري الجرف الى في وشي جبل الحاج ما يفتح معايا تحجيج.
*ضحكت بقوة وهي تدفعه في صدره بقوة وتصرخ فيه:
_اشوفلك ايه مفيش حاجه تنفع كلها حاجات بنات.
*امتعض على وصرخ فيها:
_شوفي اي حاجه يا زفته انتي كريم ولا اي هباب من الى بيتحط ع الوش.
_جولتلك مفيش وأخرج يلا من اهنيه وروح استلجه وعدك اكيد بابا عرف انك هببت حاجه.
*نظر لها على بغضب ثم زفر بقوة وهو يخرج من غرفه دهب وهو متوتر يفكر في مخرج له من هذا الموقف الذي وضع نفسه فيه بغباء:
******************
*في السيارة وبصوت خافت أقرب للهمس اقتربت سلمى من نيرة وهمست:
_لو حلفوا ع الميه تجمد مكنتش هصدج ابدا أن واد اخوي عمر بيسوج العربية دلوكت ورايح ويانا علي بيت نسايب اخوه وواخد ويانا الزيارة كمانى.
*كتمت نيرة ضحكتها وهي تنغز سلمى لتصمت حتي لا يسمعهم عمر ويغضب كعادته لتقل بنفس نبرة سلمى الخافته:
_وطي صوتك لايسمع انا ماصدقت انه اتحرك..اسكتى.
*عضت سلمى شفتيها وقالت بفضول:
_لااا مانا مبجاش كيف الأطرش في الزفة وسطيكم جولى بسرعه ايه الحكاية.
*نظرت نيرة في المرأة لتتفاجى بعمر يضيق عيناه وينظر لهم ويتابعهم...فابتسمت له نيرة وهي توامئ له برأسها وقالت بهمس:
_بعدين هقولك كل حاجه..اسكتى بقا و ركزي في إلى رايحين عشانه خلينا نشوف اخرتها ايه.
*هتفت سلمى باستنكار:
_معرفاش موضوع كتب الكتاب الى حمزة فكر فيه أكده مرة وحده هو عايز يدبس الواد وخلاص مش يمكن بعد الخطوبة يكتشف واحد منيهم انه مش مناسب لتانى.
*هزت نيرة رأسها بحيرة تغمغم:
_الى فيه الخير يقدمه ربنا...بس قلبى بيقولى ان على عايزها وبيحبها اسكتى ياسلمى خليه يتجوز ويتلم بقي عقبال الباقي خليني اخلص.
*وبمنزل كابر*
*زفرت بلسم باختناق وهي تفشل للمرة الثالثة في التقاط روايتها التي سقطت من فوق ساقها همست بدموع تلمع بمقلتيها وهي تحاول:
_مش عارفه...مش عارفه.
*رفعت ظهرها تمسح دمعه تسللت من عينيها وحاولت ان تنحني للمرة الرابعة لمساعدة نفسها ليس من أجل رواية رومانسية تأثرت بأحداثها وببطلتها التي عانت وتعرضت للكثير من الظلم وجعلتها تبكي ولكن من أجلها هي الي متي سوف تعتمد علي الآخرين التي متي سوف تكون عالة لا فائدة منها....
حاولت أن تزحزح ساقيها معدومي الفائدة كما تردد دائما وتنحني اكثر حتي كادت أصابعها ان تلمس الروايه التي تتطاير صفحاتها ولكنها فجأة شعرت بثقل جسدها برغم من نحافتها يجذبها الي أسفل لتسقط فوق العشب ويسقط مقعدها بجانبها صرخت بأنهيار تبكي وتهتف:
_كاااابر...كابر...ام منصور انتم فين؟
*لم يسمعها احد وظلت هي في مكانها تحاول النهوض بنصف جسد حي ونصف اخر ميت لاحياة فيه اخذت شهقاتها تتعالي وتهتف بصوتها المبحوح ترتجف من البرودة التي تخللت عظامها الرقيقة تحاول الزحف فوق العشب الندي...وفجاة شهقت وهي تشعر بنفسها تطير بالهواء بل انها طارت بالفعل بين ذراعان قويين حملاها وكأنها بوزن الريشة وصوت رخيم يتسم بالهدوء يهمس لها:
_أنت كويسة...متبكيش أنا اهنيه.
*رفعت بلسم رأسها في نفس الدقيقة التى تقرب وجه عمر من وجهها فتلاشت أنفاسها وهي تقابل أجمل رجل قابلته في حياتها وتحبه...دقات قلبها تدافعت وهدر الدم في عروقها بينما ظلت نظراته جامدة برغم غيمة الحنان التى تلمع بعينيه وبرغم همس صوته الاجش الذي خرج دون وعى منه بأنه بجانبها...
*شملها كلها بنظرات مبهمة ويتتبع خلجاتها وبقوة جسده الرياضي انحنى وهو مازال يحملها وكأنه يتريض بها إحدى تمرينات الضغط عدل من وضع مقعدها المتحرك ثم ارتفع بها قليلا مرة اخري ووضعها فوقه وهي مازالت تنظر له بغباء وفم متسع بدهشة تناست ان تغلقه:
_بلسم انتى مليحة.
_هه..
_انتى كويسة..
*دمدم يسألها من جديد بابتسامة اضاءت وجهه الوسيم:
نادها باسمها وهو يبتسم لها...اتسعت عينا بلسم وسقط فكها ولكنها حاولت تمالك نفسها فتنحنحت واجلت حلقها لتقول شيئا ولكن صوت ام منصور سبقها وهي تأتى مهرولة إليها تردد:
_الهى يحميك لشبابك يارب يازين الشباب...انتى زينة يابلسم وريني اكديه.
*خدش صغير بجبهتها لمحه وهو يتفحصها فقال بصوت خشن:
_فى جرح صغير في جورتها.
*شهقت ام منصور تضرب فوق صدرها:
_ياجلبي يابنتي يجطعني سهيت عنك.
_أنا كويسه يا ام منصور متقلقيش.
*دمدمت دهب وهي تلمس جبهتها وقبل ان تصل الي الخدش كان عمر يمسك بيدها فجأة دون سابق إنذار جعل كلاهما يرتجف من لمسة يد الاخر...هتف بقوة:
_هاتى حاجه ننضف بيها الجرح ياخالة بسرعة...وافتحي باب المطبخ للرجالة عشان يدخلوا الزيارة.
*انتبهت بلسم علي رجلان منهم حارس بيتهم يحملان الكثير من الاقفاص وصناديق الحلوي ويدلفون الي الداخل فقالت وهي تحرك رأسها باستغراب:
_ايه الحاجات ديه.
*جثم علي ركبتيه أمامها وأخرج منديله الأبيض من جيب سرواله يمسح خط الدماء الذي بدأ يسيل فوق جبهتها وبهدوء اجابها:
_ده سلو بلدنا اهل العريس اما يزورو اهل العروسة لازمن يجيبوا الزيارة وياهم.
_اهل العريس هي خالتي نيرة هنا...اقصد مامتك.
*همست بلسم بصوت خافت رقيق وهي تنظر داخل عيناه اللوزية بلون القهوة بينما مزيج خضار عيناها يندمج مع عسل عيناه في مزيج هادي وبسيط...ظل يجفف جرحها وقال مبتسم بثقل:
_ايوه خالتك نيرة وعمتى سلمي اهنيه عنديكم.
*خجلت من رده البسيط فاشعرت بابهامه يتحرك برقة فوق جبهتها ويزيح خصلة من شعرها فاهمست تائهة:
_شكرا...
_على ايه...
*سألها بابتسامة غامضة عقدت معدتها وشعرت بريقها يجف وعيناه تقتنصان كل خجلة من خلجاتها بدقة...توترت اكثر قبل ان تندفع قائله:
_انك ساعدتني..
*بهزة بسيطة من رأسه رد إليها الشكر ثم قال بصوت لا تعبير فيه:
_مش تاخدي بالك من نفسك...كل العملية الانتحارية ديه عشان رواية.
*فغرت شفتيها تقل:
_أنت شوفتني؟
*هز رأسه ثم مسح فوق ذقنه ينظر ناحية باب المطبخ الخلفى ليجد أم منصور تقترب وهي تحمل صندوق الاسعافات الأولية وتركض نحوهم بجسدها الممتلىء..وقف عمر وهو يأمرها بصوته الاجش:
_اكبسي ع الجرح كويس.
*ثم تقدم من أم منصور وتناول منها الصندوق وهو يقول لها:
_اتفضلي انتى ياست أم منصور انا هتصرف.
_تسلم لشبابك ياولدي الله يحميك ويسعدك.
*رددت أم منصور بالدعاء وقلبها بداخلها يدعو الله ان يجمع هذا الشاب الوسيم ببلسم ويعوضها خير فيه:
*وفي طريق عودتها لمح الرواية التي كانت تكفاح من أجلها فامسك بها ثم عاد ليجثو أمامها من جديد وبدأ في تنظيف الجرح وتعقيمه ثم وضع عليه لاصق شفاف قائلا:
_الحمد لله چرح سطحي.
_الحمد لله...هتفضل قاعد كده؟
*احني رأسه ينظر لاسفل ثم رفع رأسه ينظر لها لترتبك بلسم جديد...فقال وهو يستقيم واقفاً:
_أمشي يعني؟
*ردت بسرعة بنبرة حاولت جعلها ثابتة:
_لا. لا...مقصدتيش كده والله قصدي اتفضل اقعد بدل ماانت واقف.
*هز رأسه والتفت يبحث عن مقعد...فوجد مقعد خشبي حمله ووضعه بجانب كرسيها المتحرك وامسك برواية التي كانت تقرأها والتي كافحت من أجل الوصول إليها...نظر إلى غلافها يقرأ اسم الرواية بصوت مسموع:
_شمس لا تغيب ديه رواية رومانسية.
*هتفت بتوجس وهى تفرك كفيها:
_ايوه رومانسية اجتماعي..بتحب القراية.
*هز رأسه ب "لا" وهو يضع الرواية بين كفيها:
_لا ماليش في چو الروايات والعشج بتاع البنات دهو اني ماليش غير في الأرض والزرع والخيل حتي عمري مافكرت حب الروايات ده بيكون كيف...
*تهرب من نظراتها البريئة واهدابها الناعمة التى ترفرف ليقل بصوت مضطرب قليلا:
*بس كأنك رومانسية كيف دهب هى كمان غاوية روايات وأفلام عشج وبتجعد تبكى.
*ابتلعت لعابها بغصة مخنوقة وهى تشعر بألم فظيع يؤلم قلبها أنه لايشعر بها لا يشعر بحبها له فقالت بصوت مختنق وهي تمنع بكائها:
_عمرك ماحبيت؟
*رفع حاجب واحد مجيبا باستفزاز اغاظها:
_ممكن مجاوبش..
*ضمت شفتيها بغيظ تكز فوقهم لتمنع نفسها من الصراخ في وجهه الوسيم وطرده حالاً قبل ان تنفجر من برودة قلبه...بادرها بالسؤال المفاجئ:
_عمرك ماحبيتى؟
*قفز قلبها كالكورة المطاطية داخل صدرها ولكنها أبت علي الاستسلام لقلبها الضعيف الذي يحثها علي الصراخ في وجهه واعترافها له انها تحبه وتعشقه هو بجنون...رفعت حاجبيها مغمغمة بتحدي:
_ممكن مجاوبش..
*ابتسم ابتسامة مكفهرة واقترب قليلا منها يهمس بتسلط:
_لا جاوبي...
*تحشرجت أنفاسها وخفق قلبها بقوة وهي تجيبه:
_ايوه حبيت..
*تنفس بعمق وهو يكاد ان يلتهم شفتاها بنظراته...ولكنها قالت كاذبة حتي تستفزه عندما شعرت بارتياح ملامحه:
_واتقدم لخالتى عشان يخطبنى من فترة.
*استشرست عينيه وقرب وجهه من وجهها وقد شعرت بانفاسه تحرق بشرتها وهو يهمس بوحشية امام خدها
المحمر:
_مين؟!
من اهنيه؟!
أسمه ايه؟!
*هزت رأسها بتردد والدموع تلسع مقلتيها...فصاح فيها وكأنه اصبح ممسوس:
_يعني ايه؟ اتحدتى وجوليلي مين هو؟
_وانت مالك...ديه حاجه متخصكش.
*تأججت مقلتا عمر بغضب خفي ليقول وهو يعكف فمه بسخرية لاذعة دون أن يهتم بدموعها:
_جوليلي مين هو؟ وعرفك كيف؟
*انعقدت ملامحها بألم واحنت رأسها تهمس بصوت متقطع من الخجل:
_مفيش..حد..أنا..بكدب..عليك.
*ارتعشت شفاه بلسم السفليه وغامت عينيها بالمزيد من الأمطار وهي تكتم شهقات دموعها قبل ان تعترف اليه:
_عمر..أنا..ب...
*ترددت وصدرها يلهث...فقال هامساً بتحشرج:
_انتي ايه؟
_مسا الخير...اخبارك ايه يا بلسم.
*ضمت بلسم شفتيها متفاجئة بوجه شاحب.....بينما التفت عمر برأسه إلى صاحبة الصوت لينظر لها بدهشة وحاجبيه يقتربان من بعضهما بفضول يهتف:
_مروة...انتي بتعملي ايه اهنيه.
*تبسمت مروه ورمقت بلسم التى التزمت الصمت لترد علي عمر تقل بهدوء:
_أنا المعالجة الفيزيائية لبلسم وتقدر تقول اعز اصحابها مش كده يابلسم...
*تنهدت بلسم بحرقة ورفت عيناها إلى عمر تؤكد علي ما قالته مروة:
_أيوه مروه أعز اصدقائي والمسؤولة عن حالتى.
***************
*جلس على أمام والده وهو يضع نظارته الشمسية السوداء فوق عينيه محاولاً إخفاء كدمات وجهه عن أعين والده الصاخبة التي بالتأكيد كشفته...مال حمزة قليلا يقترب من وجه ابنه يسأله باهتمام:
_مال وچك ياولدى...اتخنجت مع مين؟
*غمغم على بسخط من بين أسنانه وهو يحك مؤخرة راسه من الخلف:
_هما ليه شايفني بتخانق وبضرب...
_ثم اجابه بصوت أعلى:
_متخانجتش ولا حاجه يا حاج.
*ضرب حمزة علي فخده وتنحنح يجلى صوته وقد ضاق خلقه من ابنه جلاب المشاكل...ليقل مختصر بدون شرح أو تبرير إلى على الذي يجلس أمامه ساكن هادئ الملامح:
_على كل حال...أسمعنى زين يا على انا؟ جررت ياولدي أن يوم خطبتك علي كابر تكون خطبة ونعجدلك كمان عليها وتبجا الفرحة فرحتين..
*ظل على في حالة من الذهول لمحاولة الاستيعاب لما قاله والده...ليضحك وهو يرمق والده الجالس في مكانه بكل هدوء ورزانة لا يمتلكها الا حمزة الناجي وأشار باصبعيه السبابه والوسطي معا:
_الاتنين يا حاج...خطوبة وكتب كتاب.
*اومئ حمزة برأسه مؤكدا علي كلامه:
_ايوه اكديه الأصلح..
*اتسعت عينان على بخطورة وهو يحدق به ثم قال معترض:
_الأصلح في ايه بس يا حاج...انا شايف ان فترة الخطوبه هتكون احسن وأفضل لينا احنا الاتنين.
*ضم حمزة بين حاجبيه وهو يستمع لابنه حتى أنهى كلامه ليرفع حمزة وجها يعصف بالغيظ وهو يهمهم من بين أسنانه بضيق:
_أفضل عشانك انت...أنت فاكرني مش فاهم دماغك ياعلى انى بوك الى عارفك زين وعارف أنت عمبتفكر في أيه خطوبة وتدلى بعديها علي مصر للمسخرة وجلة الجيمة وجله الحيا وتصاحب ديه وتمشي مع ديه وت.......خليني ساكت أحسن يامدعوج الطين.
_يا بابا أنا...
*حاول على الدفاع عن نفسه ببعض كلمات ولكن غضب حمزة ألجمه:
_أسكت ساكت واجفل خشمك بت فؤاد النمر دايرة تلسن عليك وابوها مصدجها وراح لحد عمك آدم يهدده خابر المصيبة الى حطط روح بيها ديه بس إلى اتحدت الله اعلم بالباجية..
*نهض على من مكانه ووقف يشاهد من بعيد الأطفال والشباب متجمعين حول السياج الخشبي الكبير يشاهدون رجال والده وهما يمطون الخيول ويدورون بها في مناورة لترويضها.......يبدو بأن والده يسعي لترويضها كما يسعي رجاله لن يرفض عقد القرآن سوف يعقد عليها لتصبح ملكه فرسته الجامحة ترويضها سيكون على يده وبين ذراعاه هي التى سعت من أجل تحطيمه بكذبة حقيرة افتعلتها
إذا فليكن فليس للإنسان إلا ما سعى....
*التفت إلي والده وهو يضع كفه في جيوب سرواله الجينز وقال بثبات:
_علي خيرة الله ياحاج الى رايده هو ال راح يكون ان شاء الله.
*تجلى وجه حمزة بابتسامة قوية مشرقة خاصة بعد أن تلقى رسالة ع الهاتف من نيرة من كلمتان:
_خالة كابر موافقة ومرحبة بالموضوع.
********************
*هتفت عزة خالة كابر بسعادة:
_انتى معرفاش ياست نيرة فرحتى جلبي ازاي زي ماتكون دعوه وانكتبت اصل البنات أمانة تجيلة جوي في الرجبة وخوفي عليهم كل يوم كان بيزيد انتم خابرين الى حوصل
ليهم من خوي وهدان الله يسامحه بجا...وكان نفسي في رچال يحمى وحده فيهم..
*ابتسمت نيرة وربتت فوق فخدها الممتلىء وهي تردد بصوتها الحنون الرقيق:
_أن شاءالله تفرحي بيهم وتشوفي احفادك الا هما حيكونوا احفادي ان شاء الله.
*لترد سلمى مؤكده بمكر انثوي:
_ونفرح ببلسم بسم الله عليها عروسة كيف شج الجمر.
*حزن وجه عزة وانقبضت ملامحها وهى تهمس:
_كيف الجمر بس مالهاش حظ...بلسم الى جلبي واكلنى عليها اختها هيكون ليها بيت ومشاغل الحياة إنما هي...
*قاطعتها نيرة بنبرتها المتفائلة:
_وهي كمان هيكون ليها بيت وزوج وعيلة بلسم اي راجل يتمناها ويحبها كمان اساليني انا...
*رفعت عزة عينيها الواسعة لوجه نيرة الضاحك وانتقلت عينيها الي سلمي التي تبسم وجهها بتورد...فقالت بلهفة
وكأنها تستغيث منهما الطمأنينه:
_خير ياست نيرة جولى الخبر الى راح يفرح جلبي ولا أنا غلطانه.
*ردت سلمى بصفتها الأكبر وبصفتها العقل المدبر في الوقوع بقلب عمر بعد اقناع نيرة بتاخذ تلك الخطوة دون الرجوع إلي عمر أو حمزة:
_من الآخر اكديه ياعزة زي مابيجولوا الى يختشي من بت عمه...إحنا بجا عايزين ناخد عروستين كيف الجمر من عندك لعريسين كيف البدر من عندينا بس بالأول نخلص
من چواز كابر وعلى ونفوج لبلسم وعمر.
*غطت عزة ثغرها وبكت من فرحتها وسعادتها بهذا الخبر ليس تقليل من ابنة أختها الذي سيطهم كبنات عائله يحمل الكثير من الحسب والنسب وسط العائلات ولكن هذا السيط
لا ينطبق الا علي كابر فقط...وليس بلسم الذي يعتبرها البعض عاجزة عن كل شئ وليس فقط عاجزة عن الحركة:
*واثناء حديثهم الخافت دلفت بلسم فوق كرسيها المتحرك بجمالها الساحر الرقيق تبتسم برقة ووجهها الناعم اكثر احمرار وتخصب ترحب بنيرة و سلمي...نيرة التي ضمتها
الي صدرها بحب واناملها تلمس وجهها الجميل وتهمس:
_بسم الله ماشاء الله شايفه الجمال يا سلمي.
*ولكن سلمى كانت تنظر في مكان آخر حيث عينان واسعة بنية مسحورة ليست بالجمال وإنما بخبث شيطاني ملامح
جميلة تغري القديسين خلفها قناع من القسوة والشر هكذا استشعرت وقشعر جلدها وهي تنظر إلى الفتاة اليافعة التي تقف خلف بلسم تقسم سلمي بأنها رأتها كأفعى تلتف حول رقبة الفتاة المسكينه وتخنقها....
_سلمي مال.......
*تلجمت نيرة فجأة عن الحديث وهي ترفع عيناها وتقابل عينان مروة التي تبسمت لها واقتربت منها سريعا لتمد يدها وتصافحها:
_أهلا بحضرتك انا مروة فاكراني .
*بحذر مدت نيرة كفها لتسلم عليها قائله:
_اهلا بيكي فاكراكي طبعا.
*ثم التفتت إلي عزة التي لاحظت انطفاء سعادة نيرة لتقل لها:
_خير ياست نيرة وچك اصفر أكده ليه انت كويسة.
*انحنت نيرة تقبل خديها وهمست بجانب اذنها:
_خلى موضوع بلسم وعمر بيني وبينك دلوقتي ياريت حتي بلسم متعرفش كمان.
*هزت عزة رأسها تهمس:
_أني كمان كيفك جلبي بينجبض من البنته ديه بس اجول ايه كأنها وكلة عجل بلسم وكل.
*ساد الصمت في السيارة بين نيرة و سلمي بينما عمر كان في عالمه الخاص يسمع دويتو قديمة لليلى مراد ومحمد فوزي {في حاجه شغلاك} كادت ان تعترف له بشيئا ما لولا
دخول مروة...مروة لماذا يشعرها غريبة غامضة هكذا فكر عمر واستثناها عن تفكيره...
*وفي الخلف همست سلمي وصور من الماضي تمر بذاكرتها:
_نيرة كأنى شايفة الى اسمها مروة في مكان جبل أكده عيونها مش غريبة عليا ابدا.
*التفتت نيرة برأسها ونظرت مطولاً لسلمي وهي تهز رأسها مقشعرة مبعدة عن ذهنها اسم الشخص المقترن بداخل رأسها مع مروة...ولكنها تأكدت من حسها عندما لاحظت توتر سلمي وتحرك قصبة عنقها وهي تبتلع ريقها وتبلل شفتيها بلسانها حيث أخرجت زجاجة الماء من حقيبتها واحتست منها حتي ارتوت يبدو أن نسبة معدل السكر بالدماء ارتفعت وجهها اصبح داكن الاحمرار وهي تردد دون تفكير
وتنظر الي نيرة الشاحبة:
_كأنها تشبهه هو يانيرة...نفس نظرة عيونه الحجد والغل والغدر هو يانيرة لو فات الف سنه...
_ايوه هو حتي انها تشبه غالية في جمالها القاسي الشر بس لازم اتأكد الأول يمكن نكون غلط...
*همهمت نيرة بخفوت وهي تناظر عمر وقلبها يئن خوفاً.. قالت سلمي وهي تخرج هاتفها من حقيبة يدها الأنيقة:
_عندك حج لازمن نتأكد مين ديه...
*وعندما اجابها حسين قرة عينيها هتفت سلمي براحة:
_ايوه يابو بلال كيفك ياروح جلبي وكيف مرتك...وه انتم في مصر ايوه صوح عشان مرتك تحضر كتب كتاب خوها عجبال ماتفرح بعيالك ياجلب امك...ايوه بكره بأمر الله راح أدلا مع خالك و مرت خالك آمال ايه ياولدي ده محمود الغالي...
*صمتت سلمي قليلا تستمع الي ابنها ثم قالت بعدها بهمس خافت:
_بكره ان شاء الله رايداك في حاچه أكده بس الموضوع دهو بيني وبينك ومرت خالك وبس...انت ياولدي الى راح تريح جلوبنا...اطمن ياحسين انى ومرت خالك زين بس يا واد جلبي الموضوع دهو واعر وبجاله سنين مجفول وباين جه الوجت الى راح ينفتح فيه من جديد...

في العشق والهوي Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon