🌱الفصل الرابع عشر🌱

2K 69 0
                                    

_دهب كنتي فين كل ده.
*هتفت نيرة بنبرة قلقه وهي تهرول بتجاه ابنتها والخوف يأكل قلبها:
*نظرت دهب لأمها بوجه شاحب وقالت وهي تلقي بخصلاتها المموجة الطويلة خلف ظهرها وقالت بتلبك وهي تحاول أن تتماسك:
_ماما انا جولتلك هروح الص......
*قاطعتها نيرة وهي تمسك ذراعها بهوادة وتجذبها خلفها:
_ابوكي رجع من بره تعبان ومبطلش يسأل عنك من وقت ماجه من بره.
*انتفضت فجأة ترفع رأسها وتفتح عينيها باتساع وهي تنظر حولها بانفاس تتسارع من الخوف وكأن شخص يلاحق بها تتسائل:
_ماله بابا حصوله ايه؟
*هتفت أمها وهي تضع كفها فوق صدرها الذي ينبض بالخوف والدموع تلمع داخل مقلتيها:
_رجع من بره ضغطه عالي واخوكي معاه فوق اطلعي بسرعه شوفيه عشان قلقان عليكي لحد مااعمله كوباية عصير برتقان.
*لم تجيب والدتها تركت حقيبتها وركضت فوق الدرج مثل المجنونه تردد:
_بابا......
*اخرج حسن قرص الدواء ليضع أسفل لسان والده ويقل بتحذير قلق:
_بابا لو سمحت متنساش الدواء بتاعك ضغطك عالي جدا وكده غلط علي حضرتك.
*هتف حمزه بغضب:
_شوفلي فين خيتك بالأول وبعدين أبجا جولي الدواء والزفت هم ياولدي بسرعه.
*وفجأة فتحت دهب باب الغرفة وانطلقت ترتمي علي صدر والدها وتحتضنه وهي تردد ببكاء فطر قلبها الرقيق:
_بابا حبيبي انت بخير مالك ياحبيبي حوصلك ايه؟
*ثم رفعت رأسها ونظرت لوجه الشاحب وضمته بكفيها تقبله وهي تبكي بحرقة خوفاً عليه وتردد:
_بابا حوصلك ايه؟حسن جولي ماله بابا في ايه.
*ملس حمزه فوق راسها ووجهها بقلب اثلجه رؤيتها وقال بحنو يكفي العالم:
_أنا زين الحمد لله رب العالمين زين بشوفتك ياجلب بوكي.
*ليقل حسن بغضب:
_كنتي فين واتأخرتي ليه أكده؟ بابا وماما جلجوا عليكي مش جولنا بلاش تأخير.
*هتفت وهي تقف منتفضة خائفة تشعر بأن شقيقها يعلم بما حدث لها فقالت وهي تخفي هذا الخوف بقناع زائف:
_أنا اتحدت مع ماما وجولتلها راح اتأخر...طمني علي بابا.
*نظر لها شقيقها بنظرة قوية جافة وهو يقل:
_بابا بخير الحمد لله بس كان جلجان عليكي وحضرتك ولا اهنيه جفلة تليفونك ومنعرفش وينك لحد دلوكت.
_بيكفي ياحسن خلاص ياولدي المهم خيتك بخير الحمد لله اخرج انت وهملني اتحدت مع خيتك.
*هتف حمزه بشدة علي ابنه الذي فقد اعصابه وهو يوبخ شقيقته بغضب وعندما احس باعتراضه قال بشدة اقوي:
_حسن جولت اخرچ وهملني مع خيتك.
*اوما حسن براسه وخرج سريعا وهو يمتثل لاوامر والده....بينما ظلت دهب واقفه أمامه ترتجف ليس خوفاً من العقاب وإنما خوفاً علي والدها الذي كان يلتقط أنفاسه بتعب:
*أمسك بكفها الصغير البارد كقطعة ثلج وهمس وهو يبتسم لها حتي يطمئن قلبها الصغير :
_اجعدي جاري يادهبى.
*حاولت أن تبتسم بهدوء وهزت رأسها تجلس بجانبه...ربت علي كتفها وسألها:
_جوليلي مايته نحدد معاد كتب كتابك أنتي وولد عمك خلينا نفرح بيكم عن جريب.
*تحركت عضلة صغيرة في فكها وقد بدأ الخوف الشديد يتسلل إليها وصوته الكريه ينخر عقلها وعندما طال صمتها أمال حمزه براسه يتفحص وجهها الباهت وهو يقل:
_وه....... هو سؤالي صعب أكده...دهب ردي علي بوكي وريحي جلبي.
*تنهيدة مكبوته بداخلها اطلقتها وارتجفت وهي تمارس اقسي انواع السيطرة علي نفسها كي لاتصرخ بعلو صوتها من الخوف:
_معرفاش ومش جادره اخد اي جرار حاسه اني خايفه جوي...بابا أنا اسفه.
*صوته تلون بالاختناق والألم وشئ من التهكم من ذاته سحبها بخفه ووضع رأسها علي صدره قائلا:
_خايفه من ايه؟!!!! طول ماانا لساتني فيا نفس علي وش الارض أياكي تخافي ويوم ربنا ماياخد أمانته إياك بردك تخافي اخواتك سندك وچوزك راح يكون سندك معيزش اشوف دموعك ابدا يادهبي إياك يابنيتي.
*تبسمت ورفعت كف والدها تقبله وهي تهمس برقة:
_ربنا يخليك لينا يابابا حضرتك وماما دنيتي وحياتي.
*تنهد بارتياح ونهض واقفاً وقال لها بحاجبين معقودين بمرح:
_جومي بجا لافيني العباية الزيتي.
*وقفت دهب وكأنها عادت فرسه جامحه تتحرك بحرية ولكنها لا تستطيع نسيان ماقاله هذا المخبول الذي يسبب لها الذعر هل تقول لوالدها وينتهي الأمر ولكن....توقفت أمام الخزانة تستجمع أفكارها ماذا لو نفذ تهديده لها وتسبب في أذي من حولها جميعهم يمثلون قطعه من روحها وقلبها والدها واشقائها عمها عمار والدها الثاني أيوب شقيقها الشقي ذو القلب المرح الذي يضحكها وهو عشقها الأول والأخير حلمها الذي تتمناه طالما ظلت حية وتتنفس لن تفرط بأحد منهما مهما كلفها الأمر من تضحيات:
_دهب وجفتي ليه عنديكي أكده؟ همي يابنيتي..
*التفتت وتقدمت من والدها بخطوات مرتجفة وفوق اكتافه وضعت العباءة وهمست مهتزة:
_بابا لو جولتلك اني مارايدش حمزه ومعيزاش اتچوزه راح تزعل مني وتغضب عليا صوح.
*ضم شفتاه بقوة وهو يضع حول معصمه ساعته الرويلكس الفضية ليبقي صامتاً للحظات مرت عليها كالدهر وفكر بصوت عقله الخافت لماذا ابنته تخفي عنه هل تخشي من أمرً ما أم انها خائفة ولكن من ماذا اتناست انها ابنته فلذة كبده يتوحش ويتحول الي ذئب مفترس ينهش بل يقطع من يفكر مجرد التفكير بالقرب منها او بأحد من اشقاءها أو بشخص مهما كان من عشيرته:
_بابا....!
*نادته بترقب شديد...ليرفع راسه ببطء وينظر الي نظراتها المذعورة وهو يسألها:
_ولد البكري هددك بأيه يادهب؟
*تسمرت في مكانها وتجمدت دمها في عروقها وهي تحدق بوجه والدها الجليدي ذو الملامح المتصلبه وقالت بارتباك:
_هدد...ني.
*أنقطع الحديث بدخول نيرة المفاجي والتي نظرت الي وجه ابنتها الشاحب وزوجها المتصلب الجسد بملامح خشنه باردة فقالت وهي تهز رأسها بتسائل:
_في ايه مالكم؟.
                                       ******
_يوووووو يانفيسة بجولك ايه وانتي تجولي ايه؟
*صاحت دهب متعصبة بصوت هامس وهي تحدث نفيسة ع الهاتف بينما الاخري تحدثها عن مشاجرة حسن مع رئيسها الجديد بالعمل...صوت دهب الغاضب اوقفها عن ثرثرتها فقالت نفيسة وهي تعتذر الي صديقتها:
_اباى خلاص راح اكتم بس انتي متزعجيش فيا أكده جولي حوصل ايه بجا؟
*وضعت دهب الهاتف علي اذنها وهي مغلقة عينيها من شدة الملل والغضب وعاودت ماقالته باختصار من جديد:
*لتشهق نفيسة وتصرخ قائله وهي تضرب فوق صدرها:
_ياحومتي خالي شاف المخبل ده عنديكي الحمد لله انه مجتلوش جتل....وبعدين ايه اللي وداه عنديكي.
_والله انتي كيف البهيمة بجولك جه وهددني وجالي بكل ثجة راح اتچوزك وجال كلام كتير جوي يانفيسة ده مچنون والله.
*هتفت دهب وهي تبكي صائحه بانكسار وطعنه تنفذ الي جدار قلبها بلا توقف...كزت نفيسة فوق شفتاها بغيظ وقفزت من فوق فراشها وقالت بصراخ وهي تشعر بالدماء الحارة تتدفق في رأسها من الغيظ:
_دهب انا هجول لبابا ولازمن خالي يعرف ويوجف المجنون ده عند حده.
وضعت كفها علي قلبها العليل والدموع تسيل من عينيها الزمرديه بلا توقف فقالت بتنهيدة محسورة:
_بابا خابر انه كان عندي في راچلين من رجالته اساسا كانوا بيراجبوني وعرفوا انه كان عندي في الحضانه وخبروا بابا....نفيسة اني مرعوبة انتي معرفاش هددني بأيه.
_هددك بأيه يهده ربنا.
*قالت نفيسة بقلق خوفاً من هذا المخبول فاقد العقل:
*ازداد ارتباكها أمام فضول نفيسة شديد الإلحاح لو علمت بما هددها به قاسم البكري خاصه أن التهديد يشمل حسن وهذا الأمر لن تقبله بسهولة:
_هلفط بكلام كتير بس كأنه ناوي يدمر الدنيا كلاتها فوج راسي لو فكرت بس اني اتچوز  من حمزة....نفيسة بابا خرچ ويا عمي مناع معرفاش رايح علي وين خايفة ليكون!!! لا لا أن شاء الله بابا ميسويش معاه حاچه ده كلب ولا يستاهل.
*زفرت نفيسة بضيق وقرضت اظافرها من التوتر الذي أصابها.. دهب محقة قاسم وعائلته أصبحوا في السنوات الاخيره من العائلات الكبيرة ذات السيط والثوره وأصبح يعرف الكثير من أصحاب المناصب الهامة والمرموقة والتصرف معه سيكون بلاء كبير بالإضافة الي جنونه الغير طبيبعي:
_عنديكي حج بس يادهب الموضوع لازمن يخلص والا هيطول زياده عن الزوم.
*ردت دهب وقد فقدت ماتبقي لديها من هدوء:
_وابويا يروح فيها ولا حد من اخواتي ولا حمزه وابجي انا السبب صوح.
*هزت نفيسة رأسها وهي تحاول اقناع نفسها بأن قاسم لايستطيع ان ينفذ تهديده:
_متخافيش مش راح يجدر يعمل أيتها حاچه ده بيخوفك وبس لو كان رايد يهيب اي حاچه مكنش استني كل دهو يادهب صدجيني.
*وكأنها أرادت سماع هذا حتي يطمئن قلبها فقالت بتلجلج:
_تفتكري يانفيسة.
_ايوه طبعا ده مجرد كلام فارغ وبس.
*صمتت للحظات ثم قالت بخوف مازال يسيطر عليها:
_يارب يكون كلام صوح....ااه نفيسه هتروحي معاهم علي مصر ولا هتفضلي اهنيه.
*نفخت نفيسة متذمرة:
_لا هبجي اهنيه مع زين.. ماما مرضياش اروح وياهم ولاوني نفسي اكون جنب اخوي بت يادهب أجولك علي حاچه.
_جولي في ايه؟
*همست نفيسة بحزن:
_كن محمود مش مبسوط وحزين رغم انه موافج وجال ان فاطيما بنت زينه جوي وهو رايدها بس جلبي بيجول انه بيضحك علي حاله وعلينا كماني.
*غامت عينان دهب بضباب من الدموع وهي تفكر في وداد ومحمود أيضا وقصتهم التي انتهت بهذه النهاية المؤسفة لتقل:
_صعب عليه جوي محمود لساته عشجان وداد والكل عارف اكديه وأولهم احنا.
*تسائلت نفيسة بحزن:
_ياتري لما وداد تعرف هتعمل ايه؟
*اجابتها دهب بتلك النبرة الباكية الحزينه التي ظهرت في صوتها:
_وداد عرفت كل حاچه محمود جالها....وجالها كماني ان كل شئ جسمة ونصيب يظهر ان مكتوب عليهم الفراج ومفيش فايدة خلاص والنهاية انكتبت عليهم.
*لتتنهد وهي تهمس:
_الله اعلم النهاية الجاية راح تكون نهاية مين فينا.
            **********************
*صرخ علي رجاله ويداه تقبض علي ياقة جلباب كلاهما بقوة وقال والكلمات تخرج من شفتاه مثل قذائف ناريه مشتعلة تحرق وتدمر:
_والله العظيم لولا اني خابر ان كل واحد منيكم عنديه كوم لحم في رجبته لكنت طردتكم طردت الكلاب من أهنيه ياشوية نساوين.
*رفع مناع عيناه ينظر الي رجاله بخيبة أمل كيف يخذلون سيدهم ورب عملهم بهذا الشكل المهين له كيف استطاعوا ذلك كيف سيواجه الموقف مع شقيقه بالرضاعه وصديقه هل يقف أمامه ويقل:
_انه لم يستطع الحفاظ علي ابنته الثانية وابنة شقيقه دهب ماذا كان سيفعل اذا تعرضت دهب لشيئ ما اذاها والله فلم يكن سيسامح نفسه طيلة العمر:
_انجلعوا دلوكت وحسابي وياكم بعدين...اخفو من جدام مني.
*صرخ مناع علي رجاله الواقفين أمامه يرتجفون من الخوف...ثم التفت الي حمزه الجالس علي الاريكة الخشبية أمام حظيرة الخيل مكانه المفضل وقال بصوت هادي:
_متجلجش همل مراجبة دهب عليا اني.
*صرخ حمزة بجنون مشتعل جعل مناع يصمت وتتكور أصابعه حول جلبابه بضيق:
_جولي انت جولي ياراجل كيف التنين ميخدوش بالهم من الخارج والداخل ليه ادلي وهو خافي حاله بطاجية الاخفي ومتجوليش اهدا افرض بتي كان حوصل وياها حاچه يامناع وهما ولا اهنيه جول.
*هتف مناع وهو يجلس بجانبه ويمد يده بكوب القهوة:
_عنديك حج في كل كلمه جولتها بس وغلوتك عندي وغلاوه بنيتي دهب ماراح تعدي ليهم ولا لواد البكريه كده.
*اتسعت عينان حمزه ورفع كفه وهتف بضيق:
_بس إياك وجطع العيش وبعد يدك عن واد الشياطين دول أني حسابي هيكون وياه عسير جوي...
*واحتسي من كوب القهوة لنصفه برغم سخونته القويه ولكن بدأ وكأنه فقد الاحساس:
_مناع...
_أأمورني ياكبير؟!!!
*حك حمزه ذقنه الفضيه وقال وهو يرتشف نصف كوب القهوة دفعه واحده ثم وضع الكوب فوق الطاولة الخشبية القديمه وظل يحرك أصابعه بهدوء ثم رفع راسه وقال لمناع المترقب ملامحه:
_جوم وياي عندينا زيارة لازمن نجوم بيها.
*هز مناع راسه وهتف متسائل:
_وحدينا.
*أظلمت عيناه بنظرة غموض واجاب ضاحكًا:
_مش جدها ولا عچزت خلاصي؟
*لوح مناع بيده في الهواء واعتلت ضحكته الصاخبة سماء الحديقة وردد بثقة:
_الشعر يمكن شاب بس الجلب لساته كيف جلب الأسد.
*ضرب حمزه فوق اكتافه بثقة ثم هز راسه قليلا قبل ان يقل بتأكيد:
_محديش من الولد لازمن يعرفوا حاجه وخصوصي عمر مريدش ولدي يجع مع الكلب ده ويبتلي فيه أحنا لساتنا في المصيبة الاولي.
*أوما مناع براسه وأشار لحمزه ان يتقدمه وهمس من خلفه:
_هم ياكبيرنا جه وجت الحساب.
                                     *******
_يعني ايه يافايز بيه لسه الأمر متمش وانا اللي جولت هتبشرني الليلة.
*صاح قاسم ثم ابتسم بسخريه وتابع كلامه لفايز المتوقف عن الحديث:
_وه وه وه.... ايوه أكده جولي بجا معيزش تزعل المحروسه بتك وتجهر جلبها بس لو انت مش راح تجدر جولي وأني هجدر والليله ودلوكت.
*ارتشف فايز من كأس الشراب {نبيذ أحمر} وقال بهدوء لا يتناسب مع صرخات قاسم العالية:
_ندي متعرفش حاجه عن الموضوع ده وحتي لو عرفت أحنا متفقين مفيش موت ده جوز بنتي اللي بنتي بتحبه جدا وبعدين طالما انت قادر تنفذ ليه منفذتش انت من الاول.
*اغمض قاسم عيناه يعتصرهم وهمس لحاله:
_أهدي لو ليك عند الكلب ابن الكلب حاچه...
*وهتف بصوت أعلى واثق:
_أنت الاجرب وانا يدي راح تكون جاسية عليه وراح احرم بتك منيه علي طول.
*ضحك فايز بخفوت وتدريجيا بدت ضحكته تتعالي ليلفت نظر من حوله:
_ياقاسم مبروم علي مبروم ميلفش انت مش عايز اسمك يجي في الموضوع ولا من بعيد ولا من قريب مصايبك كتير بقا زي ماانت عارف واول واحد هيجي علي دماغ الناجوية هيكون انت ولا انا غلطان........
*توقف مناع أمام بوابه قصر البكري وهدر بصوت مفترس في احد الرجال الذي يتصدي له قائلا:
_مجدرش ادخلك ياحاچ مناع من غير امر البيه دجيجة أخبر الريس مطاوع.
*ابعده مناع بقوة وصرخ بصوته الغليظ:
_بعد..بعد ياواكل ناسك لأحسن ورب العزة ادفنك في مطروحك انت ماخبرش اللي موجفه جدام منيك دهو مين؟!!
*اجاب مناع رجل اخر من رجال قاسم البكري باحترام شديد للرجل ذو الهيبة والوقار الذي ترجف له الأبدان وكان الرجل يدعى عسران:
_اجفل خشمك انت ياولد...يامراحب بيكم ياحاچ مناع انت والبيه الكبير بس زي ماانت خابر احنا عبد المامور و....
*هتف مناع وقد انتهي وقت هدوئه الذي مازال يحافظ عليه:
_عسران ياولد محمدين كلمه كماني وراح افجر راسك وراس الكلب اللي مشغلكم انجلع من جدام مني انت والبغل دهو.
*أمسك حمزه بذراعه واوما براسه الي عسران الرجل الذي مازال يخفض وجه احتراماً له وقال بهدوء:
_مناع هما عبد المامور روح ياعسران ياولدي جول لجاسم اني اهنيه في انتظاره هم بسرعه ياولدي مش احنا اللي ندخل دار حد من غير استئذان.
_امرك يابيه.
*ومن بعيد كان يقف عبد السميع رجل وهدان البكري الذي خدمه سنوات طويلة يراقب مايحدث ليقل له أحد رجال قاسم وهو يتواري عن الانظار خوفًا من معركة قادمه:
_شايف اللي اني شايفه ياعم عبد السميع كبير البلد ومعاه مناع السوهاجي اللي يخشاه العفريت اهنيه كأنها هتجوم جومة كبيره بس مش غريب انهم جاين لحد اهنيه من غير رچالتهم.
*هز الرجل راسه بتمعن وهمس بصوته الضعيف المتهالك:
_انتم لساتكم شباب حتي جاسم بيه لساته ميعرفش هو بيلعب مع مين ده حمزه بيه ولد أيوب الناجي ومن جبله كان رافع الناجي عيلة جذورها محفوره في الأرض ده ميراث من الجوة والهيبة محدش يجدر عليها غير ربك هاااااا هجول ايه ربنا يجيبها چمايل ياولدي.
*ركض مطاوع الي داخل السرايا ووقف أمام قاسم الذي كان يدخن الارجيله ويشاهد مباراة لفريقه المفضل الزمالك فقال وهو يأخذ أنفاسه:
_جاسم بيه في ضيف اهنيه رايد يجبلك.
_معيزيش اجابل حد مش فايج يامطاوع.
*هتف قاسم دون أن ينظر له بدون اهتمام....فقال مطاوع وهو يجلس أمامه حتي يعايره انتباه:
_بس الضيف دهو لازمن تجبله ده حد مهم جوي.
*رفع قاسم حاجبيه وقال بحنق:
_وه... مين يعني ملك إنجلترا ولا ايه!!! .
*هز مطاوع راسه نافياً وقال بخفوت ساخر:
_لو كان ملك إنجلترا مكنتش هاچي واشغلك اللي بره علي باب السرايا رايد يجبلك...حمزة الناجي الكبير.
*انتفض قاسم واقفاً وقال بعينان متسعة:
_بتجول مين؟
                   **************************
*دلف حمزه الي داخل الشرفه وهو يحمل صينية بها كوبان من الشاي الأخضر ووضعها فوق الطاولة وجلس مقابل شقيقه الأصغر يقل:
_اشرب وهدي أعصابك شويه.
*حرك أيوب راسه وتنهد قائلا بضيق:
_أنت شايف بعد اللي عملته ماما ده ممكن اعصابي تهدأ للأسف ياحمزه ماما لسه بتتعامل معايا علي أني عيل صغير بتقولي اعمل كده ومتعملش كده وده صح وده غلط مش اخده بالها اني بقيت راجل كبير زي الحمار اقدر اخد قراراتي بنفسي.
*ضحك حمزه وهو يمد ساقاه الطويلتان أمامه ويضعهم علي حافة الشرفه ثم اخرج سيجاره يشعلها وقال ساخرا:
_طيب ياحمار مش شايف ان ميصحيش خالص تزعق فيها بالشكل ده هااا ديه امك مهما كان....
_حمزه أنا....
*حاول أيوب ان يشرح له ولكنه استوقفه وأكمل:
_أنا عارف انها غلطانه والاقناع ميجيش بشكل ده بس انت غلطك اكبر لأنك كنت فعلا قليل الادب معاها.
*رفع أيوب حاجبيه بنزق وتنفس بضيق وقال بعد صمت:
_ديه حياتي وانا حر فيها وده اختياري.
*رمقه حمزه بسخريه وضيق عيناه وهو يسأله :
_ازاي يعني مش ديه مهرة اللي رفضتك وقالت مش عايزه اتجوزه وانت قولت خلاص انا كمان مش عايزها ومش طايقها ايه غيرت رايك كده مابين يوم وليلة افهم بقا لو سمحت.
*بدأ التوتر يجلي ملامح أيوب الذي تنحنح وامسك بكوب الشاي يحتسي منه وهتف دون اهتمام يتعمده:
_ببساطه غيرت رأيي بس كده.
*مط حمزه شفتيه بخط رفيع وظل ينظر أمامه دون أن يلفت راسه لشقيقه الذي يكذب بالتأكيد فهناك سر مؤكد يخفيه أيوب عنه وعن الجميع....
*زم أيوب شفتيه وشعر بأنه طفل صغير يفتعل كذبه مكشوفه أمام أقرب شخص لديه يفهمه ويشعر بما يخفيه
فهتف بارتباك وعضلات فكه تتحرك بتوتر:
_عمي آدم طلب مني اتجوزها وأنا وافقت .
*أدار له حمزه راسه وزم شفتيه معترض ليصيح بعيون مشعة بالغضب:
_نعم وعمي آدم يطلب منك كده ليه هو مش عارف ان بنته مش عايزاك وانت وافقت علي اساسا جمايل وكده ولا لسه بتحبها وعايزها.
_لا مش بحبها.
*أجاب أيوب مندفع دون تفكير...وأكمل:
_أنا هعمل كده عشان خالتي وعمي آدم بس.
*أخرج حمزه صوت معترض من بين شفتاه واقترب من شقيقه وهو ينظر الي داخل عيناه الغاضبه وهز راسه يهمس:
_ولاه انت بتضحك علي مين؟ انت بتحبها وعايزها والا لو
كان مين هيقولك اتجوزها كنت هتقوله لا اعترف ومتبقاش
جبان قال عمي آدم وخالتي.
*شقت ابتسامه عابثة شفتي أيوب وحك ذقنه ونظر الي شقيقه الأكبر بتمعن شديد وهتف قائلا:
_طيب ماانت هتجوز دهب معني كده بقا انك بتحبها ولا انا غلطان.
*ظهر الارتباك علي حمزه وتنحنح برفق وقال بتردد واضح:
_لا طبعا مش بحبها انت عارف كويس ظروف جوازي من دهب سببه ايه.
*التوت شفتي أيوب وهمس باغاظة:
_يمكن...كل شئ جايز انا بقا زيك تمام في ظروف هتخليني اتجوز مهرة زيك بالظبط...
*ليقف يحرك ذراعيه بتكاسل ثم ابتسم وقال وهو يغمز:
_تصبح علي خير انا داخل انام وانت كمان نام وبطل تفكير في....
*صاح حمزه بغضب:
_في مين؟
*فقال أيوب ضاحكاً:
_في ندي طبعا هيكون في مين.
*فرك حمزه أنفه وصاح فيه بنزق:
_روح نام يابو الرخامه...ولاه الصبح تقوم تساوي سريرك فاهم والفطار عليك مش عليا.
*ضحك أيوب وهتف من خلفه:
_تمام ياهندسه...اعصابك.
*همس حمزه بخفوت وهو يمسح راسه ووجه بتوتر:
_ابو رخامتك...قال مش بحبها...غبي.
               *******************************
*رقصت بجنون تتمايل بخصرها العاري الذي يلتف حوله سلسال ذهبي رفيع يزيد من جماله واغرائه...اصابع يدها اليسري تقبض علي كأس كريستال من الويسكي...بينما بين أنامل اليمنى سيجارة مشتعلة ذات رائحه نفاذه قوية تذهب العقل.....
*صوت ضحكاتها الصاخبة يملاء المكان من حولها لتلتف
رؤؤس الجميع لها ولكل منهما يحمل لها نظرة خاصة...ظلت
ترقص وتحرك خصرها علي صوت شاكيرا ونغمات اغانيها
التي تمتزج بين الشرقي والغربي...الليلة كانت مختلفة بكل
شئ الزينة..الشعر..الملابس الغير مناسبة لوضعها الحالي كزوجة ولكنها استثنت كل ذلك وقررت عيش الحياة بطولها وعرضها وكل متعتها.....
*حذرتها والدتها كثيرا من الخروج الي تلك الحفلات والسهر كل ليلة حتي بزوخ الشمس والعودة الي المنزل تترنح بين ساقيها الرخوتين من كثرة الإفراط في الشراب ورائحة الدخان العالق بملابسها ولكن هناك من يدعمها دائما ويؤيدها في جميع أفعالها ويكثر من دلالها وافسادها حتي انها علي
مشارف خسارة كل شئ..... ندى فخرى لن تتغير ولن تسمح
بهذا التغير ان يصبح عبء تعيشه لإرضاء زوجها فقد ظلت
تمثل دورها كزوجة استقامت وقررت العيش والتآلف مثل
باقي الزوجات الصالحات وأستغلت كثرة سفر حمزه وتغيبه
لمده طويلة عن المنزل لتجدد نشاطها من جديد.....
*وها هي تعود الي الساحه من جديد وتخلع زي السيدة التي تمثل زوجها في مجتمعهم الذي يفرض عليهم تلك
الفروض الاجتماعية السخيفة التي تكرها ولكنها من أجله
تفعل المستحيل وتتحمل كل شئ.....
_هالو ندى...ايه المفاجأه ديه مكنتش اتخيل اني هشوفك هنا.
*نظرت ندى بعينان ضيقة تغشوها سحابه بيضاء وابتسمت
لعلا التي تقف أمامها وقالت بصوت مرتفع:
_ايه ده علا مش معقول انتي كمان هنا؟
*ارتشفت علا من كاسها وحركت رأسها هامسه:
_ماينفعش أمير يعمل حفله ومحضرهاش انتي اللي بعدتي عننا كتير...جوزك اخباره ايه مش حمزه عمار الناجي بردو.
*ضحكت ندى بسخريه وهي تترنح يمينا ويسارا وهتفت
وهي ترفع كاسها بالهواء:
_ايوه هو..هو مظبوووووووط.
*زمت علا شفتاها ونفخت بملل ثم اقتربت من ندي التي بدأ عليها عدم الاتزان وهمست بجانب اذنها لتلفت انتباها المشتت:
_على الناجي يبقي ابن هم جوزك صح.
*صمتت ندى للحظات ثم فتحت عيناها الشبه مغلقة تتذكر
واومات برأسها:
_على اه على المز ده ايوه ايوه ابن عم جوزي حبيبي....
*وأكملت وهي تعقد حاجبيها من بعضهم وتردد بغيظ:
_واخو العقربه اللي عايزه تاخد جوزي مني زي ما امها عملت تصوري ياعلا عايزه تسرق حب عمري..
*زفرت علا بحنق من الحوار الذي اتخذ اتجاه اخر لا علاقه
لها به....لكنها مضطره ان تستمع الي تخاريف ندى التي تكن
لها بعض الكراهية:
_ندى تعرفي ايه عن على الناجي غير انه اخوه البنت اللي عايزه تسرق جوزك منك.
*غمزت ندى غمزة خفيفه بعينيها الزرقاء الجريئة وسألتها :
_ليه بقا مهتمة بعلى كده...لحظه لحظه انتي الجيرل فريند(girl friend)
بتاعت على...ههههه بجد ايه الصدف السعيدة ديه.
*لم ترد علا ولم تفقد ملامحها البارده وقالت بجدية وهي تسحب كأس الشراب من ندى وتضعه فوق الطاولة:
_ندى انتي سكرانه وضربه جوينت جامد{تقصد سيجارة من الحشيش} لما تبقي تفوقي نبقا نتكلم.
_أنا فايقة اهو انتي مش بتشوفي ولا ايه!!!!.. ولا سحر الكابتن أثر عليكي.
*دمدمت ندى بضحكة ساخره جعلت علا تغتاظ منها وتقل
بغل:
_أنا بحب على وعايزاه وانتي هتسعديني ببساطه كده.
*عبست ندى ونظرت الي ملامحها القاسية وهمست باستفسار:
_أفندم اساعدك ليه انا مش بطيقك اصلا عشان اساعدك انا مالي اصلا بموضوعك مع على أو غيره.
*تنهدت علا ومطت شفتاها بضحكة هادئه وهمست بثقة:
_هتساعديني وغصب عنك مش برضاكي.
*حكت ندى شعرها بتفكير وقالت غاضبة:
_ده تهديد.
*اومات علا برأسها:
_ايوه تهديد.
*وأشارت برأسها ناحية الوسيم صاحب الحفل أمير المرسي
ابن احد وأهم تجار الحديد وأشياء اخري أيضا يعمل بها في الخفاء مدلل والده صابر المرسي وقالت بثقة شديده:
_والا جوزك هيعرف كل حاجه...
*بلعت ندى ريقها بصعوبه شاعره بضيق شديد كتم انفاسها يوقفها عن التنفس لترد بتوتر:
_جوزي يعرف ايه؟انتي اتهبلتي انا بحب جوزي وهو كمان
ومستحيل يصدق عني اي حاجه.
*غمزت علا بعبث:
_طبعا طبعا عارفه انك بتحبيه وهو كمان بيحبك وبيموت فيكي يابنتي ده انتي أسطورة الحب الخالد ههههه بس
مفيش مانع ان ندى فخري تقضي وقت حلو في أيام الهدنة
اللي بينها وبين جوزها تتسلي يعني مع أمير المرسي والا متبقاش كل يوم في بيته سهرانه عنده سوا كان في حفلة
أو سهرة خاصة.
_اخررررسي ياواطية يابنت الك........
*صرخت ندى وهي ترفع كفها لتصفعها....فامسكت علا كفها سريعا
تمنعها وقالت بغضب:
_أنا كمان مش بحبك وانتي عارفه كده بس لو كان لك عند
الكلب حاجه بقا....هتساعديني اوصل لعلى وهتعرفي لو في
وحده في حياته ولا لاه وهتقربيني منه فاهمه والا بكلمة مني اهدم حياتك كلها.
*تركت يدها والتفتت تنظر لأمير الذي كان مشغول بالحديث مع صديقه وعندما لاحظ ابتعاد علا عن ندى اقترب منها سريعا ليتفاجي بشحوب وجهها وبدت كأنها في حلم مزعج...امسك بيدها البارده وقال بقلق:
_ندى انتي كويسه في ايه بيحصل بينك وبين علا انا شايفكم.....
*قاطعته تسأله بعينان حمراء دامعة:
_أمير انت قولت حاجه لعلا ديه بتهددني انها هتقول لحمزه عن اللي حصل بينا.
*اشتعلت عينيه وهو يعكف فمه الشهواني هامسا بنبرة مغوية:
_حلوتي ايه الكلام ده معقول انا اقول حاجه عن اللي بينا لعلا مش ممكن.
*ولمس خصرها العاري فارتجفت وابتعدت عنه وهي تبعد كفه عن خصرها وقالت بتلبك:
_أنت عارف طبعا انها كانت غلطه سكر احنا شربنا كتير و...
*قاطعها وهو يقربها منه ويحتضن وجهها الباهت:
_ندى بلاش تفكريني لاني بجد مش قادر انسي اللحظات
ديه ومتعرفيش عيونك وشفايفك بيعملوا فيا ايه دلوقتي
وبالنسبه لعلا سيبك منها ديه سكرانه ومش عارفه بتقول
ايه اساسا...
*اجابته ندى وهي تحاول جمع شتاتها:
_أنا همشي ومن فضلك انسي اللي حصل بينا ديه كانت غلطه ومش هتتكرر فاهم يا أمير مش هتتكرر.
  *ظل قاسم واقفا في مكانه مكتوف الأيدي من قبل مناع وحمزه الناجي يزرع حافة مسدسه في رأسه بينما رجاله ملتفين حوله جميعهم وضعوا اسلحتهم فوق الأرض بأمر
من قاسم الذي خرج مسرعا يستقبل حمزه وعندما خطي
ناحيته كان مناع في استقباله حيث جذبه وكتف ذراعيه
ولم يستطع رجاله حمايته لأنهم عندما رفعوا اسلحتهم كان
حمزه الناجي يثبت فوهة سلاحه في راس قاسم الذي صاح
فيهم:
_نزلوا السلاح منك له له انتم معرفينش ده مين ياكلاب.
*هدر حمزة وهو يرمق قاسم بقسوة ويضغط مسدسه بقوة واصابعه علي الزناد فكان قاسم علي حافة الموت يصارع ويتحمل:
_بعد عن بتي وإياك تجرب منيها.
_أنا رايد دهب في الحلال ياكبيرنا.
*همس قاسم بخنوع جعل حمزه يفقد اعصابه ويصرخ صرخه جلجلت في الفضاء من حوله:
_إياك تنطج اسم بتي بلسانك الوسخ دهو والا راح اجطعه بيدي جولتلك بعد عنيها بتي عمرها ماهتكون ليك فاهم ياولد البكري.
*ضحك قاسم ورفع عيناه قليلا وقال ببرود لمناع:
_خف يدك عني ياحاچ مناع اني مش جدك.
*سد خشمك ياواكل ناسك واسمع حديت سيدك ياواد وهدان جبر يلمك.
*دمدم مناع بملامح خشنه قاسية و ازداد في الضغط علي
ذراع قاسم....فقال حمزه ويده الاخري تلتف حول عنق قاسم بقوة:
_بتي راح تكون عروسه لولد عمها وانت هتبعد عنيها إياك
تكون فاكر اني ناسيت اللي حوصل لعمر ومحمود وانت كنت السبب فيه انا خابر زين ان انت السبب في جتل خوك
وساختك وطمعك خلوك كيف الكلب السعران تموت خوك
وشليت بوك ودلوكت عايز تدمر بتي بس كأنك وجعت مع
اللي مش راح يرحمك اني مش بسامح ابدا لساتك اصغار
معرفش مين هو حمزه ولد أيوب الناجي.
*تنفس قاسم واغمض عيناه وشيطانه يعبث بعقله من جديد فإنه علي حافة الموت يعرف ويعرف أيضا برصاصه
واحده سوف يقضي عليه حمزة الناجي الان دون تردد ويمكن ان تقيد القضية ضد مجهول ولكن لايفعلها ابدا
الرجل المهيب سوف يذهب وبكامل إرادته سيعترف ولكن
إذا كان هو حمزه أيوب الناجي المهيب فهو قاسم وهدان البكري حليف الشيطان يعتقد بقتله سيضمن الخلاص ولكنه
لن يسمح بهذا ابدا فهناك اتفاقيات عقدها بمئات اللالوف من
إجعل تلك اللحظة:
_دهب راح تكون ليا صدجني.
*غضب وأثار حنقه الدماء فارت بعروقه وجعلته يضرب اول رصاصه بفخد قاسم الذي صرخ بقوة ونخ قليلا ولكن مناع رفعه بقوه....حاول مطاوع التدخل برفع سلاحه امام
حمزه الذي ضربه بطلقة استقرت في كتفه فوقع فوق العشب وهو يصرخ ليضع باقي الرجال اسلحتهم مع من
سوف يعبثون وايضا لم يأمرهم قاسم بالتدخل:
*بلع قاسم ريقه وقال بألم وفخده ينزف:
_أنا مخيفش من الموت كل اللي خايف منيه هو حبنا اللي راح تجتله بيدك بتك عشجاني واني كمان كنا بنحاول نداري عنيكم لأنكم كلاتكم فاكرين اني عدوك بس اسألها
جبل ماتجتلني.
_أنت بتجول ايه بتي انا تحبك انت كيف.
*صاح حمزة بجنون وكاد ان يضغط علي زناد مسدسه لولا
تدخل صوت مناع الذي ترك قاسم يسقط فوق الأرض بقوة
وامسك بكفه ليرفعه سريعا فخرجت الطلقة بالهواء وقال بهدوء:
_مش دلوكت...اهدا ياكبير...اهدا لازمن نستفهم من بتنا لاول.
*قال حمزه من بين أسنانه وهو يمسك بجلباب مناع:
_كانك اتخبلت دهب تعشج ده كيف؟ كي...كيف يعني
                 ****************************
*صباح اليوم الجمعة*
*دلفت همس الي المطبخ ونظرت بتمعن تتفقد كل شئ وقالت شارده:
_بهيرة كل حاجه تمام كده ولا نسينا حاجه...اه شوفتي كنت هنسي سلطه اللبن الرايب بالخيار بتكون حلوه رقيه
اتعلمتها من موقع تركي وقالتلي عليها عملتها وانتي في اجازتك.
_نعملها حاضر اجهزلك ايه ياهانم.
*دمدمت بهيرة مبتسمة وأكملت بصدق نابع من قلبها:
_يارب تمم علي خير ببركة يوم الجمعة المفترج في الأرض عيد والسما عيد والنبي من اول ماشوفت الست سمية ديه وانا قلبي مرتاح ليها قوي.
*وضعت همس كفها فوق صدرها وهمست بتوتر:
_قلبي مش متحمل خالص يابهيرة اروح اسأل فاطيما ولا ايه البت ساكته وهاديه مش متوتره كده زي البنات ولا بتعمل مسك ولا قلبه الدولاب لا قاعده بكل هدوء....يارب
إجعل محمود من نصيبها مش كفايه خبتي في الصغيره.
*اجلستها بهيرة علي احد مقاعد طاوله طعام المطبخ ووضعت أمامها كوب من الماء بشرائح الليمون وهمست لها
وهي تربت فوق ظهرها:
_سبيها علي الله واهدى كده ده حضرتك مجوزه رقيه قبل كده اشمعني متوتره كده مع فاطيما وبعدين متقلقيش كده ياست همس فاطيما عاقلة واسم الله عليها مش زي البنات بتوع الأخضر والبمبي والكونتر والابصر ايه ديه قمر من غير حاجه....ست همس ليا طلب عندك.
*شربت همس من كوب الماء حتي ارتوت ونظرت الي بهيرة وقالت برقة:
_كلامك بيريح قلبي قوي يابهيرة قولي عايزه ايه عيوني
عشانك.
_والنبي اللي زورتيه متكسريش بخاطر مهرة وخليها تفرح باختها الكبيره يعني كلنا نفرح وهي تبقي محبوسه في الاوضة كده المسامح كريم وبعدين كلهم بيغلطوا....عشان
خاطري والنبي.
*تنهدت همس ومسحت وجهها المتوهج ودمدمت بخفوت :
_قلبي وجعني عليها مش بتاكل ولا بتشرب وخست اوي بس
ده اللي لازم يحصل يابهيرة ديه كسرتني وكسرت ابو.....
*وقبل ان تكمل كان آدم يدلف من الخارج مع زوج ابنته خالد عائدين من صلاة الجمعة ليستقبل حفيدته الصغيرة يحملها بينما اكمل خالد طريقه الي الحديقة يبحث عن زوجته....
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
_وعليكم السلام....حبيبي تقبل الله.
*همست همس وهي تنظر الي زوجها ابتسم آدم وقال بهدوء:
_الجماعة هيكونوا هنا ع الساعه 4:00 انا أكدت عليهم كانوا مش عايزين يجوا ع الغدا بس انا صممت.
*قالت همس بضحكة ناعمة:
_وانا كلمت الحاجه سمية واكدت عليهم وكمان طنط سهيلة جايه معاهم انت عارف هي بتحب فاطيما و محمود ازاي.
_يشرفوا كلهم أن شاء الله.
*هتف آدم بارتياح ثم قبل حفيدته الصغيره التي كانت تقبله وتداعب أنفه باصابعها الصغيره ونظر الي زوجته ليقل لها بهدوء:
_ابعتي مهرة علي اوضة المكتب عايز اتكلم معاها.
*انقطعت أنفاس همس وهمت قائله بقلق:
_آدم خليها تفرح باختها النهارده وبعدين....
*قاطعها وهو يقبل حفيدته ويضعها فوق الأرض برفق ثم رفع وجه وقال بنفس النبرة الهادئه:
_همس ابعتي مهرة علي مكتبي ومش عايز حد يدخل علينا حتي لو انتي......ست بهيرة اعمليلي كوباية شاي بنعناع وابعتيها مع مهرة.
                 ************************
*ركضت دهب فوق درج السراي الداخلي حافيه بمنامتها القطنية تبسبس بفمها الصغير وهي تمسك طبق الطعام الخاص بقطتها الصغيره وتهتف اسمها برقة:
_حب... بسبس بسبس...وينك ياحبي...وه راحت علي فين.
_صباح الخير ياقلبي يلا عشان تتغدي.
*قالت نيرة وهي تحمل طبق الفطير المشلتت وتدلف به الي غرفة الطعام الكبيرة حيث ينتظر الجميع...قالت دهب بحيرة:
_وينها حب كانت نايمه جنب مني صحيت ملجتهاش وغير
أكده بابسبس ليها مش لاجيها.
*قال عمر وهو يمر من جانبهم:
_تلاجيها بتلعب أهنيه ولا أهنيه وأكمل بتفكير:
_كانت عايده حملها.
*ضمت دهب شفتاها وصاحت:
_عايده...عايده.
_نعمين ياست دهب.
*اجابتها عايده وهي تهرول من غرفة طعام العاملين بالمنزل وهي تتناول الطعام....نظرت لها دهب ببراءة واعتذرت:
_معلش جومتك مع ع الوكل...عايده مشوفتيش حب...عمر جالي كانت وياكي.
*هزت عايده رأسها تقل:
_ايوه كانت وياي لما لاجتها نزله من ع السلم وطلعتها تاني
لعنديكي بس كنتي نعسانه.
*ضربت دهب قدمها بالأرض ثم أرتدت خفها المنزلي وخرجت الي الحديقة تبحث عن قطتها وتهتف عليها بصوت باكي حزين وتمد يدها بطبق الطعام وهرول ناجي الصغير ليبحث معاها.....ليصرخ الصغير مفجوع :
_اختي دهب حب أهنيه بس....
*هرولت دهب تبتسم وتسأل الصغير:
_بس ايه مالها ح....
*لتصرخ وطبق الطعام يسقط من بين أصابعها وهي تري قطتها تكاد تكون مقطوعة الراس بجانب سور السراي الحديدي لتحتضن ناجي الذي بكي علي حب والذي كان يعتني بها في غياب شقيقته الكبري دهب وتبكي بصوت مكتوم وهي تردد:
_جاسم....!!

يتبع

صورة الغلاف (أيوب الناجي)

في العشق والهوي Onde histórias criam vida. Descubra agora