🌷الفصل الثامن عشر🌷

2.1K 72 0
                                    


"دعواتي تحيطك من كل جوانبك أستودعت الله قلبك وعافيتك وكل أشيائك"
*ظل شارداً يتذكرها وهي تمسك بيده وتساعده حتي يتسطح فوق فراشه ونظرتها له كلها حيرة وقلق نظراتها الحائرة له اربكت مشاعره وودعها له بكلمات بسيطة كادت أن تفتك به وتقتله أين كان عقله؟ أين كان عندما تخلي عن قلبها الذهبي وعيونها البريئه وابتسامتها الناعمة.....
*لماذا تخلى عن حبها الذي ترعرع في قلبه منذ صغره و شبابه ماذا دهائه حتي يربط قلبه وحياته بتلك الخائنة التي أصبحت رؤيته لها مثل كابوس يطبق علي أنفاسه احتله الشك ماذا عن الطفل الذي ينمو داخل رحمها هل هو طفله كما تدعي ام انه طفل شخص آخر وتحاول ان تنسبه اليه حتي تخفي خيانتها له....
*هز رأسه وهو يحاول التفكير بعقلانية فضلاً عن ارتكاب جريمة قتلها لن يفعل لن يرتكب خطأ اخر في حق نفسه وحق دهب من جديد سوف يتحلي بالصبر الشديد حتي ينهيها بيده ولكن دون قطرة دماء واحده يحسب عليها:
*اغمض عينه حينما شعر بدخولها الغرفة وهي تبتسم ببراءة مزيفة كانت تخدعه بها منذ سنوات:
_اخيرااا هتخرج ياقلبي الدكتور قال ممكن تخرج كمان اسبوع بس تتحسن حالة رجلك حمزه...حمزه أنت نمت؟
*وانحنت فوقه لتقبل شفتاه...فابعد وجهه عنها قائلا بصوت هادي:
_ندى انا مصدع وعايز انام.
*استغربت جفائه لها منذ زياره تلك الغبية له وهو بارد مثل الصقيع لا يبادلها اشتياقها له فقالت وهي تكتفت ذراعيها:
_حمزة عايزه اقولك علي حاجه لازم تعرفها أنت عارف ياروحي أنا مستحيل اخبي عنك حاجه خاصة لو كانت الحاجه ديه ممكن تضرك.
*اخفي غضبه وعيونه المتقدة بالاحمرار وركز عيونه في عيونها التي خدعته بجمالها سنوات كثيرا وقال بهدوء
يخبأ عاصفة:
_طبعا انتي عمرك ماكذبتي عليا او خبتي عني حاجه ممكن تجرحني.
*نظرت له بعشق وهو تركز عيونها في عيونه وتمسك بيده تقبلها وهمست مبتسمة:
_بحبك جدا ياحمزه وبخاف عليك زي عيوني بخاف من نسمة هواء تلمسك حتي.
*أعتدل في جلسته وقال بتوتر يصطنعه:
_ندى في ايه؟ اتكلمي قلقتيني.
*جلست بجانبه وأمسكت يده بقوة شديده وقالت وعيناها تلمعان بالدموع:
_قاسم البكري اتصل بيا وقالي بلسانه انه هو اللي ورا اللي حصلك ده.
*رفع حاجبه مستغرب يسألها:
_قاسم..عرفتي منين انه ورا اللي حصلي.
*يثق بأن قاسم مدبر حادثه بالتأكيد وتأكد من انفعالات دهب وقلقها برغم التزمها الصمت ولكن عينيها كانت تبوح بما تخشاه...ولكن كيف علمت ندى بأن قاسم هو الفاعل:
*فركت كفيها تقل:
_كلمني وقالي...و وهددني قالي انه محديش غيره هيتجوز دهب.
_كلمك ازاي مش فاهم؟
*وانتفض يجلس مستقيم متشنج وصاح بغضب:
_في ايه ياندى هي الإجابة صعبة كده كلمك ازاي؟ وامتى اتكلمي!!
*ابتلعت ريقها بتوتر ولسان حالها يردد:
_غبية..غبية قولي حاجه بسرعه اتصرفي.
*توقف بصعوبه يسند علي حافة السرير مقابلها والنيران تنبعث من عينيه...كاد ان يصرخ في وجهها فقالت وهي ترتجف:
_كلمني علي تليفونك...ايوه تليفونك طبعا التليفون كان معايا طول الوقت وانا رديت قالي انه هو اللي عمل فيك كده ومستعد يعمل اي حاجه تانيه بس دهب تكون له.
_الكلب الواطي والله لقتله لو مس شعره منها.
*دمدم من بين أسنانه بغضب شديد جعلها تصيح بغل في وجهه:
_من دهب طبعا...يعني مش همك نفسك ولا أنا ع الاقل خاف علي ابننا اللي اتمنيته سنين حمزه بقولك هددني وقالي انه هيقتلك وانت تقول لو مس شعره منها لسه عايز تضحي بنفسك عشانها...
*توجه ناحية الخزانه يخرج ملابسه...لاحقته ندى تقف خلفه وتنظر اليه بغضب اعمي:
_أنت بتعمل ايه؟
_زي ماانتي شايفه بغير هدومي عشان اخرج من هنا.
*أجابها بحدة شديده وهو يحاول خلع كنزته بصعوبه رشقته ندى بنظرات مغتاظة مليئة بالحقد:
_الدكتور قال تخرج بعد أسبوع مش دلوقتي وبعدين عايز تخرج تروح علي فين.
*تشنج حمزه وجذب كنزته بضيق وهو يصرخ في وجهها:
_بدل ماتقعدي تسأليني ساعديني اغير الزفت ده.
*هزت رأسها رافضه بعناد وهي تقف امامه تمنعه من التحرك:
_مش هساعدك ولا هسمحلك بالخروج من الأوضة ديه غير لما تقولي رايح فين؟
*جذبها من ذراعها يبعدها عنه بقوة وبتحذير غاضب هتف:
_نعم مش هتسمحيلي انتي اتجننتي ولا ايه ندى اسمعي انا علي اخري ومش طايق اسمع كلمة هاتي تليفوني حالا واتفضلي امشي من هنا.
*اومات برأسها وذهبت الي الغرفة التي تقيم فيها كمرافقه له حتي تأتي بالهاتف الذي بسرعه البرق محت كل بياناته واغلقته ودلفت الي غرفته مرة اخري تهمس:
_أتفضل تليفونك انا قفلته من وقتها علشان المكالمات الكتير.
*سحب الهاتف من يدها وقطب جبينه وقد ازداد انقباض قلبه بالريبة والشك منها في حين تغضنت زوايا فمه بارهاق واضح فتأوه بتعب وهو يمسح وجهه بكفيه بقوة قبل ان يرتعد جسده نفورا لصوتها الهائم به:
_أنا بحبك وخايفة عليك...خايفة يحصلك حاجه أنا بس اللي هتألم مش حد تاني كفاية لحد كده وسيب عمك يتصرف مع المجنون ده.
*اطلق زفرة قوية وهو يستدير نحوها:
_قصدك ايه؟
_قصدي أن الموضوع بتاع جوازك من بت عمك بقا خطر عليك وانا وانت وابننا بس اللي هندفع تمنه.
*أجابت بنبرة ساخطة...فقال حمزة بنفاذ صبر:
_دهب بنت عمي وانا أولي واحد بيها حتي لو عمي منعني انا هصمم علي الجواز منها فهمتي.
*شهقت ندى باستنكار قائلة:
_اشمعني انت ليه ميكونش أيوب ولا حسين ابن عمتك ولا حتي محمود قريبكم ليه انت بالذات مش فاهمه.
_عشان دهب كانت ليا أنا من الاول من قبل ماشوفك أو حتي اعرفك عشان كنت بفكر فيها دايما وعشان وعدت جدتي الله يرحمها أنها تكون ليا واكون ليها.
*اجابها بصراحه لم تتوقعها منه أبداً...اطلقت ضحكة ساخره تقل:
_بس قابلتني وحبتني أنا واخترتني وانا اللي فضلت جوه قلبك كنت عارفه من بداية علاقتنا وانت بتكلمني دايما عن بنت عمك حب انها مجرد حب مراهقة بالنسبالك وهينتهي وفعلا أنتهي وبيقت انا....
*قاطعها بهدوء:
_ولو قولتلك أني اكتشفت ان حبي لدهب مكنش حب مراهقة وشباب زي ماانتي فاهمة هيكون رأيك ايه اني اتجننت مثلاً.
*شحبت واحترقت في نيران الحقد التي اضطرمت في قلبها وصاحت وهي تغرس اظافرها في ذراعه:
_تقصد ايه؟ تقصد انك بتحبها طيب وحبنا ايه اكتشفت فجأة انك بتحبها...اكيد سحرتلك ولا عملتلك حاجه هي وامها اللي بردك كانت زيها وخطفت عمك من علي مراته يعني زي مابيقولوا اكفي القدر على فمها...
*صرخ بغضب:
_اخرسي واتكلمي كويس علي دهب وعلي مرات عمي. عمي كان زيي بالضبط حبها واخترها بس كان لازم ينفذ كلام جدي ومع ذلك متخلاش عن حبه واتجوز حبيبته وعدل بينهم وده اللي ناوي اعمله معاكي ومع دهب...
*ليرمقها باستغراب متسائل:
_وبعدين انتي عرفتي منين الكلام ده مين قالك عليه.
*ادارت وجهها عنه وقالت متلبكة:
_عرفت وخلاص.
*قبض علي ذراعها بقسوة وبنبرة بطيئة دمدم:
_مين اللي قالك انطقي.
_مرات باباك هي اللي قالتلي ولا مش لازم اعرف حاجه عن عمك وعن مراته اللي قلبين دماغك.
*قبض علي كفه بقوة محاولاً السيطره علي حاله حتي لايصفعها صفعة قويه عليه ان يتحلي بالصبر والهداوه معاها هز رأسه يقل:
_ندى عارف اني اتعصبت عليكي كتير بس غصب عني زي ماانتي خايفة عليا انا خايف علي دهب.
*ادمعت عيونها وهمست:
_بتحبها ياحمزه...بتحبها زي ما بتحبني.
*تنهد وجلس فوق الفراش بتعب وهمس لحاله:
_بلاش تتصرف بعصبية امسك نفسك لحد ماتقدر تكشفها وتكشف حقارتها.
*اجابها بابتسامة باهته:
_طبعا بحبها مش بت عمي ندى افهمي حبي ليكي شئ وحبي لدهب شئ تاني متقارنيش نفسك بيها وكفايه تخليني اتعصب وازعلك بكلامي انا مش فاهم حصلي ايه بيقت عصبي ومش طايق حتي نفسي.
*اقتربت ندى منه وقد لان صوتها وأصبح أقرب للهمس وهي تلتصق بظهره فتصلب جسده يرفضها:
_اتعصب علي قد ماتقدر اصرخ عليا وكسر واعمل اي حاجه بس المهم تبقي معايا وجنبي.
*احتضنت خصره تضع رأسها فوق ظهره المتصلب تهمس:
_بحبك..بحبك ياحمزه بحبك بجنون مش قادره اتخيل تبقي مع وحده غيري.
*كز علي شفتيه وملامح وجهه تتصلب بالغضب وتمتم ببرود:
_عارف ياندى عارف قد إيه انتي بتحبيني وبتخافي عليه وقد ايه انتي زوجه مخلصه.
********
*كعادتهم الاسبوعية تقابلت وداد مع رامي الذي اصبح صديقها الصغير والذي تعتبره بمثابته شقيقها الصغير ناجي والذي دائما يذكرها به في ذكائه ووسامته وخفة دمه....
*اصبح رامي أيضا متعلق بوداد التي أصبحت بالنسباله صديقة وشقيقة يضحك ويبكي معها احيانا ويلعب ويمرح شعر معها بأنه ليس وحيد خاصة بعدما سافرت والدته الي كندا بعد زوجها من رجل كندي وتركته مع والده المنشغل عنه دائما بمحاضراته بالجامعة ومكتبه الخاص وايضا سهراته التي احيانا يعود منها بعد منتصف الليل ليصبح الصغير بمفرده مع مربية انجليزية عجوز بارده
لا يتأقلم معها حتي اصبح صديق لوداد وأصبح يقضي معها الكثير من الوقت:
*هتفت وهي تضع أمامه كأس الايس كريم بالفانيليا المفضل له:
_مش معقول هتفضل زعلان كده ومش عايز تكلمني حتي الايس كريم مش عايز تأكله.
*ضم شفتيه بحزن وابعد كأس الايس كريم وقال بغضب برئ:
_مش عايز اكل ولا اشرب حاجه انا زعلان منك.
*ابتسمت وداد بحنو واقتربت بمقعدها منه وامسك بكفه الصغير وهمست بقلب مفتور علي الصغير المتعلق بها وهي أيضا أصبحت متعلقة به بشكل غير طبيعي احيانا تشعر بأنها مسؤولة عنه وعن فرحه وحزنه:
_اوعدك أن شاء الله هنتواصل مع بعض ع الفيس والواتس والايمو والانستا كل يوم هكلمك هقولك صباح الخير وقبل ماتدخل سريرك هقولك تصبح علي خير.
*هز رأسه وقال بنبرة باكية:
_معتقديش مامي قالت زيك كده وبعدين ناستني بقيت تكلمني كل أسبوع تقريبا أنتي اكيد هتكوني زيها...وبابا كمان هيبقي مشغول عني وهبقي لوحدي مع كريس اللي مش بعرف اتعامل معاها بالمرة.
*ملست فوق شعره بحنو وقبلت رأسه ودمدمت بدموع:
_ياريت افضل معاك علي طول انا بحبك جدا بعتبرك اخويا
الصغير زي ناجي...
*ثم ابتسمت برقة والدموع تترقرق بعينيها وضمته الي صدرها بقوة:
_هقولك علي سر بس إياك تضحك عليا...اوك.
*اوما براسه يقل:
_اوعدك مش هضحك بس لو مش حاجه تضحك.
*خفق قلبها بعنف وبرقت الدموع في مقلتيها السوداء بينما ارتجفت شفتيها وهي تقول بغصة:
_ساعات كتير بحس انك ابني بخاف عليك جدا اكتر حاجه مأثرة فيا اني هسيبك و.....
*قاطعها بنظرة حزينة يرمقها بها قائلا:
_ياريت ياوداد كنتي ماما.
*تيبست أصابعها علي ذراعيه واخفضت عينيها الواسعتين التي امتلأت بالدموع دون أن تعلق علي قوله...فقال وهو يتشبث بها:
_من فضلك ياوداد خليكي هنا.
*ابتلعت ريقها ومسحت دموعها وقد اصبح وجهها ينفجر بالاحمرار متمتمه:
_أنت عارف ان أوراقي كلها اتقدمت في الجامعة في مصر وكمان نفسي اشوف ماما واخويا و....
*صمتت وهي لاتستطيع ان تكمل وفقدت السيطرة وهي تتذكر والدها وتفكر هل سيتقبل وجودها بينهم...فقال رامي وهو يبتسم في وجهها بإشراق الهمها الأمل من جديد:
_متقلقيش اكيد انتي كمان وحشتي باباكي زي ماهو وحشك كتير.
_ياريت يارامي ياريت خايفة قوي.
*همست ببكاء مرير فقال لها الصغير بتأكيد كشخص كبير ناضج:
_متخافيش وخليكي شجاعة واتكلمي مع باباكي واكيد هو، هيكون فخور بيكي جدا...
*وأكمل بتردد:
_وداد حبيبك هتقبليه.
*رفعت وداد عينان متسعتان غارقتان بالدموع لرامي وعينيها التي أصبحت متسعه قليلا قبل ان تقل مبتسمة بيائس:
_خلاص مبقاش حبيبي....
_ليه؟
*تسائل رامي باستغراب:
*هزت كتفيها تقل بحزن شديد يمزق تياط قلبها:
_ارتبط وهيتجوز قريب جدا بنت جميلة ومؤدبة هو يستحقها وهي تستحقه.
*تنفست تسترد روحها الذائبة وضحكت وهي تمرر اناملها بين خصلاتها السوداء الناعمة كالحرير وهي تقل بمرح:
_هعرفك النهارده علي اخويا الكبير.
*رفع رامي حاجبيه العريضين وقال بلهفة :
_اخوكي الكبير ازاي انتي مش قولتيلي اخوكي ناجي صغير وازاي قدر يجي لندن لوحده.
*ضحكت وداد وهزت رأسها نافيا:
_تقدر تقول زي اخويا اتربينا مع بعض وليا كمان اخين غيره أخواته اصلهم تلت توأئم.
_وااااو 3 توينز.
*صاح رامي بدهشه وهو يفتح فمه باتساع وقبل ان تكمل وداد كان حسن يدخل من باب المقهي يبحث بعيناه عن وداد التي نادته باشتياق وهي تركض نحوه:
_حسسسن....سونه حبيبي.
*ضحك حسن بفرحه وهرول ناحيتها لترتمي وداد فوق صدره تحتضنه بشدة تبكي وتضحك في آن واحد وهي تدمدم باشتياق:
_حسن وحشتني وحشتني جدا جدا...
*وهو ظل محتضنها بين ذراعيه يملس فوق شعرها الأسود الناعم كاليل قائلا هو الآخر باشتياق:
_وداد حبيبتي وحشاني جدا ايه الجمال والحلاوه ديه هي لندن بتخلي البنات أجمل واحلي بالشكل ده.
*ابتعدت عنه قليلا بضعه خطوات وقالت وهي تناظره باشتياق وحنو:
_طمني عنك وعن صحتك انا جهزتلك كل حاجه.
*تعارف حسن ورامي واعجب الصغير بهذا الشاب وانبهر كثيراً بلهجته الجنوبية الذي كان ينطقها من وقت لآخر أثناء حديثهم...وايضا حسن رأي في رامي الذكاء والفطنه وحسن الحديث وكانت وداد بينهم سعيدة تشعر بأنها لم تعد وحيدة وتبقي ايام قليلة وستعود الي ارض الوطن من جديد بشهادة اهلتها لمنصب كبير بالجامعة و شخصية قوية ستجعل والدها يفتخر بها بالتأكيد...
*أجاب رامي علي هاتفه وهو يدير رأسه ليؤشر الي والده الذي كان يقف بعيداً يراقبهم بهدوء...توقف رامي ليحمل حقيبته فوق ظهره قائلا بابتسامة بشوشه:
_بابا وصل...دكتور حسن اتشرفت بيك.
*مد حسن كفه يصافح الصغير البق وهو يجيبه باعجاب:
_وأنا اتشرفت بيك كماني ان شاء الله نتجابل جبل ماسافر.
*اوما رامي رأسه موافقاً وقبل وداد التي استدارت نحوه لتودعه وبخفة أومأت برأسها لاركان الذي بادلها التحية من بعيد ببرود شديد.
_ولد ذكي ومؤدب جدا ماشاء الله..
*هتف حسن باعجاب وهو يحتسي قهوته...
*تبسمت وداد بحنو واكدت علي كلماته بثقة:
_جدا جدا تعرف بيفكرني دايما بيك فيه نفس هدوئك وحنيتك علشان كده حبيت يتعرف عليك...هااا طمني اخبارك ايه واخبار نفيسه هي عارفه انك جاي لندن تعمل كشف دوري وتحاليل واشاعات.
*رفع راسه وحدق أمامه بوجوم وعيون مظلمة بالمشاعر المكفهرة كسماء ضبابيه وقال وهو،يشعر بالانقباض:
_لا متعرفش طبعا ولا اي حد غيرك يعرف اني جاي لندن عشان اعمل اتشك آب كلهم عارفين اني هنا عشان مؤتمر طبي هحضره.
*أمسكت وداد بكفه تضغط فوقه ودمدمت وهي تدعم حسن الذي يبدو القلق علي ملامحه:
_اطمن ان شاء الله هتكون بخير ومش هتحتاج لأي تدخل جراحي..بس ليه مقولتش لنفيسة ع الاقل.
_لا يا وداد لا ماينفعش أجول أيتها حاجه دلوكت غير لما أعرف كل حاجه عن حالتي معيزش اوعدها واني مش جد الوعد دهو.
*هتف حسن بتصميم وهو يشعر بأنه في حالة سيئة من التفكير...ربتت وداد علي يده وهزت كتفها قليلا تهمس:
_حسن...سونه حبيبي نفيسة متعلقة بيك اساسا وممكن تعمل اي حاجه عشان تبقي جنبك.
*مسح وجهه وهو، يزفر بضيق يردد:
_عارف وده بيعذبني اكتر وانا حاسس اني ممكن مجدرش استمر معاها وانها ممكن تكون لغيري...عارفه الاحساس ده بيموتني في اليوم الف مرة وبيخليني عايز اجتل اي حد بيفكر يتحدت وياها أو يبصلها حتي.
*ضم شفتاه بضيق وعيناه تلمعان بالدموع قائلا بقهر:
_انتي اكيد اكتر وحده حاسه بيا وحاسه قد ايه كسرت جلبك لما حبيبك يكون لحد غيرك و....
*بتر حديثه فجأة وهو يري دموعها تتدفق فوق خدها الوردي فقال وهو يضرب فوق وجهه بخفة:
_يا الله اني جيت لحد اهنيه عشان احزنك بحديتي الغبي انا اسف ياوداد سامحيني يااختي ..ان شاء الله انتي كماني راح تجبلي اللي يستحجك ويحبك.
*مسحت دموعها وسألته بقهر:
_محمود هيتجوز من فاطيما اقصد هيتجوزها قريب.
*اوما حسن براسه وهمس:
_ايوه جريب ان شاء الله...وداد بالله عليكي كفايه حزن ده نصيب وكل واحد منكم يستحج السعاده.
*نيران من القهر تضرم في قلبها تشعله وتفتك به تموت قهراً وهي تعرف بأنه لم يعد لها احساس مرير بالخسارة وكره الذات يتصاعد في اعماقها رفعت عينين كاسرتين الي حسن وقالت بمرارة تشعل حلقها:
_محمود يستاهل كل خير واني نفسي يكون سعيد ومبسوط وده اهم عندي حتي من قلبي...

في العشق والهوي Where stories live. Discover now