💓الفصل الخامس💓

2.4K 79 3
                                    

*تعالي صوت الصياح واضحًا خارج غرفة أيوب بالسراي دون أن يظهر صوته وهو يحدث والدته بخفوت:
_ماما مالوش لازمه الكلام ده لو سمحتي....
*قاطعته أمه بصوت غاضب:
_ لو سمحتي إيه وزفت إيه...تبقي هنا معايا في نفس البلد وأنا معرفش وصلت إمتي ولا إزاي هه تيجي علي هنا من غير ماتقولي أو حتى تديني خبر أنت أو أبوك.
*أشعلت سيجارة وقالت بصوت مرتعش من الانفعال:
_طبعا خلاص أنت كمان ركنتني ع الرف زي أبوك اللي سايب شغله وبيته وحياته كلها وقاعد هنا وسط الخناق والتار والقرف.
_أسمع أنا وأنت هنرجع علي مصر بكره اوك.
قالت له بأمر..
*هز رأسه وقال بهدوء:
_أنا آسف مش هرجع علي مصر والمفروض حضرتك كمان مترجعيش دلوقتي وتفضلي هنا جنب بابا لأنه محتاجلك.
_أنت هتعلمني إيه المفروض وإيه اللي لازم أعمله ياولد أنا أمك ولازم تسمع كلامي وهننزل مصر يعني ..هننزل فاهم.
*صرخت روجي بوجه أيوب الذي اغتصب ابتسامة باردة فوق وجهه وهمهم بخفوت:
_أنا آسف يا أمي.
*احتضنت روجي وجهه وهمست بحنو وقد لجأت إلي الأسلوب السلس الهادئ:
_أيوب حبيبي أنت عارف إني ماليش غيرك في الدنيا دي أنت ابني الوحيد و....
*قاطعها قائلا:
_وحمزه مش ابنك برضه؟
_طب...طبعًا.
*هتفت بتردد لم يقنع أيوب وأكملت:
_حمزه ابنى وبحبه جدا بس هو كبير ومسئول وعارف هو بيعمل إيه يعني مثلاً لما قرر إنه يسافر السويد ويستقر هناك واتجوز ندى هو وقتها اللي قرر بنفسه وأنا مكنش ينفع اعترض لأني في الأخر مرات أبوه...لكن أنت ابني حته من قلبي ومن روحى بخاف عليك ومش عايزاك تنغمس مع عمك وولاده في المشاكل والتار والدم.
*قبلت خده برفق وهمست:
_فاهمني حبيبي.
*أومأ لها براسه وقال مبتسماً بشفته العلوية الملتوية:
_فاهم...فاهم لدرجة إن بقي عندي إحساس إني لسه عيل صغير مش بكبر في نظرك بتتصرفي في حياتي لوحدك يا ماما ..أنغمس في إيه؟!!
*وابتعد ونظر إليها مليًا قائلا:
_ابن عمي كان في مشكله كبيرة وأنا معرفش جدتي كانت تعبانه وأنا برضه معرفش...وفي الأخر حضرتك تقوليلي أنغمس دول عيلتي وواجبي إني أفضل جنبهم دايماً.
_ويحصلك حاجه وأخسرك.
*قالت بصوت مضطرب وهي تشعل سيجارتها التانية:
*هتف أيوب بدهشة وغضب:
_اللي حضرتك بتحاولي بكل جهدك منعي عنهم هما في الأساس أهلي وعيلتي اللي بحبهم جدا يا أمي
أنتي ليه بتعملي كده؟.
*نظرت له بعينين دامعتين وقالت بقهر:
_أنت بتلومني عشان بخاف عليك يا أيوب...أنت ابني الوحيد اللي معنديش غيره إزاي أعرضك للخطر ده إزاي وأنا شايفه كل يوم مشكلة وقتل وتار.
*زفر أيوب بضيق وضرب فوق فخذيه بقوة قائلا:
_حضرتك اتجوزتي بابا وأنتي عارفه كويس أصله وبلده وهو من عيلة مين وأنا جزء من العيلة دي وبحبهم وأنا مش أقل من أخويا أو من ولاد عمي احترام وخوف علي العيلة وواجبي إني أبقي معاهم في الشدة وفي الفرح.
*وحاول الخروج من الغرفة ولكن روجي أمسكته بشدة وقالت بخوف:
_أيوب بلاش توجع قلبي عليك...أنا أمك وليا الحق عليك إنك تسمع كلامي.
*ازاح يدها بهدوء وقال بابتسامة باهتة:
_ماما لو سمحتي كفايه أنا مبقتش أيوب الصغير اللي بتتدخلي في كل أموره أنا كبرت وبقيت عارف أنا بعمل إيه كويس.
*تأملته روجي بخوف وقالت بألم:
_أبوك السبب هو اللى ملا راسك.
_أبوه مالوش دعوة ابنك بقي راجل وعارف بيعمل إيه.
*تدخل عمار هاتفًا بصوته الرخيم وهو يقف على باب الغرفة مستندا بجذعه العريض برهة من الوقت يناظرها...ثم تقدم وربت فوق كتف أيوب وقال له مبتسماً:
_أنزل أركب الخيل مع ابن عمك وشوف أرضك وأرض أبوك وأجدادك.
*نظر أيوب بطرف عينه إلى والدته المتوترة ويبدو علي ملامحها القلق.....وقد أدرك بأن والده يريد أمه
في حديث علي انفراد فأومأ برأسه يقل:
_أنا فعلآ محتاج أخرج شويه عن إذنكم.
*دلف عمار إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه وجلس علي طرف الفراش المرتب ليستند بذراعيه فوق ساقيه هامسًا:
_بلاش تضغطي على أيوب.
*قالت له وفي صوتها رنة عتاب:
_أنت شايف كده؟
*ونظرت إليه وفى عينيها تساؤل قائلة:
_أنا أم ماليش غير ابن واحد خايفه عليه ده ذنبي؟!! إنى بخاف عليه؟!.
*لتصيح بعدها بغضب:
_أنت تلومني وهو يلومني حتى أختي بتتهمني إني أنانية على حبى لابنى......ههه مش عارفه أكره ابني يعني علشان أعجبكم.
_خلصتي وقولتي كل اللى عندك.
*قال عمار بلهجة تهكمية...ورفع رأسه ينظر لها وهي تتحرك في الغرفة بارتباك والتزم الصمت من جديد حتي قالت:
_ممكن أعرف أنت زعلان مني ليه؟ إيه اللي عملته عشان تاخد مني موقف بالشكل ده من يوم ماجيت هنا وأنت حتي مش شايفني قدامك ومتجاهلني لحد ماكل الموجودين أخدوا بالهم.
*ضرب كفيه ببعضهما وضحك ساخراً:
_مش معقول أنتي بجد مش عارفه إيه اللي مغيرني من ناحيتك ومخليني مش طايق حتي أبصلك.
_عمار أنت بتقول إيه....
*هتفت بذهول...فقال وهو مازال يناظرها بكامل هدوئه برغم مايحتويه صدره من غضب عارم:
_زي ماسمعتي مش طايق حتي أبصلك ولا أتكلم معاكي حاسس إني معرفكيش مش أنتي الإنسانة اللي حبتها واتجوزتها مش أنتي...أختك عندها حق أنتي فعلآ بقيتي إنسانة أنانية مش بتفكر غير في نفسها وبس.
*أشارت إلي نفسها وقالت ببكاء:
_أنا أنانية ياعمار أنا مش بحب غير نفسي وبس و
حياتي اللي عايشها علشانك وعشان ابنك.
*صمت لبرهة قبل أن يردف قائلا:
_تقصدي كتمة النفس والتحكمات اللي متحكماها في ابنك بحجة خوفك وقلقك عليه عايزه بأى شكل تبعديه عن عيلته اللي هما عيلتي وأهلي وناسي وعزوتي.
*أحست بالأرض تميد تحت قدميها وهي تستمع إلي إتهاماته لها بتلك البشاعة ولكنه لم يتوقف برغم نظراتها المذهولة وأكمل:
_أنا بقيت بالنسبالك هامش واجهة إجنماعية وجودي بس يهمك طول ماحنا في مصر إنما وأنا هنا يبقي خلاص ماليش لازمة...بشوف الرجاله من حواليا كل واحد منهم قد ايه مراته مهتمة بيه واقفة جنبه بتقويه وقت المحنة وبتكون له العون والسند أما أنتي.....
*ارتفع حاجبا روجي و اغتصبت ابتسامة جوفاء وهي تقل:
_قصدك طبعا نيرة اااه نسيت ماهي بقت ست البيت و مرات كبيركم لازم تكون هي كمان المرهم.
*فغر عمار شفتيه وقال وهو ينحني ومازالت ابتسامته الساخرة تعتلي شفتيه:
_نيرة أولهم طبعًا كفايه قعدتها تحت رجلين أمي وهي مريضة في أيامها الأخيرة في الوقت اللي أنتي فيه بعيدة عنى سايباني هنا لوحدى زي ماكون عازب أو أرمل...كل همك بس تدوري على مصيبة تبعدي بيها أيوب عن بنت أختك.
*أمسكت بذراعه ودمدمت من بين أسنانها:
_عماااار إياك تقول الكلام ده قدام أيوب وبعدين أنا ماليش دعوة مهرة بتحب شاب تاني وأنا وهمس شوفناها وهي قاعدة معاه...وأيوب لازم يعرف إن مهرة مش بتحبه وإنه اتسرع يوم ماراح اتكلم مع أدم علشان يخطبها من غير مايعرف مشاعرها من ناحيته والسبب كان أنت.
*تسمر أيوب مكانه خلف باب الغرفة وهو يستمع بصدمة ويشعر بطعنات قوية تخترق قلبه:
*انعقد حاجبا عمار أكثر وهو يقول مستنكرا:
_يعني كنتي عايزنى أقوله إيه وهو جاى يسألني أعمل إيه وإيه هو الصح...أقوله صاحب بنت خالتك وبنت صاحبى ونسيبي وأمشي معاها وخد اللي أنت عايزه وبعدين سيبك منها...ابنك اتقدم ودخل البيت من بابه زي أي راجل محترم يعرف الأصول.
_ههه وياريتها تستاهل سابت ابنى اللي تتمناه أى بنت وفضلت عليه واحد الله أعلم عمل معاها إيه.
*هتفت روجي بغيظ شديد...بينما أيوب يمسك بمقبض الباب ومازال متجمداً يغمض عينيه من هول مايستمع له الإنسانة الوحيدة التي أحبها خانته بل خانت قلبه الذي أحبها بجنون.....
*أكملت روجى بعينين متسعة غاضبة:
_أنا من الأول مكنتش عايزه الجوازه دي كنت عارفه إن مهرة مدلعه ومش عارفه هي عايزه إيه
مجرد نظرة إعجاب منها لأيوب علقته بيها وخلته يفتكر إنها بتحبه...وابني شاب خام ميعرفش اللف
والدوران حل أنت بقي الموضوع ده وشوف هتقوله إيه لما يعرف إن الهانم قالت لأختي ولأبوها بكل قلة تربية مش عايزه أيوب...وقال إيه بيعاقبوها.
*مط عمار شفتيه وهو يشيح بوجه عنها قائلا بغيظ:
_أنتي مفيش فايده فيكي أنا شايف إنك ترجعي مصر بكره وتريحني وتريحي نفسك.
*ردت روجي بهدوء مستفز وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها دون أن تتحرك من مكانها:
_أفندم أنت لسه هتفضل هنا مش خلاص أيام العزاء خلصت ولازم ترجع تشوف شغلك وكمان أيوب مش هيوافق يرجع معايا طول مانت هنا.
*تقدم من باب الغرفة وقال بلا مبالاة علها تشعر بعدم اهتمامه بها ورغبته الملحة في رحيلها:
_أنا عايز أقعد هنا كام يوم لوحدى وياريت تسيبي أيوب علي راحته لحد مانشوف هنعمل إيه في موضوع مهرة أما أنتي ارجعي علي مصر وأبعدي عن التار والدم ووجع القلب.
*هزت رأسها بعناد :
_أنا مش هرجع لوحدي رجلي علي رجلكم.
*ناظرها عمار من علو وقال قبل ان يفتح الباب ويخرج:
_براحتك.
************************
*بعد انتهاء المحاضرة خرج أركان من القاعة علي عجلة من أمره فاليوم موعد لقائه الأسبوعي بولده رامي ولا يود التأخر عليه مثل كل مرة واليوم يعد أركان لرامي مفاجأة خاصة بمناسبه تفوقه في صفه الدراسي....
*ولم يكن يعلم بأن الصغير هو من أعد له المفاجأة تلك المرة بحضوره إلي مبني الجامعة كان الصغير
يتحرك بخفة منبهراً بطلاب الجامعة وبكل من حوله وهو يبحث عن مكتب والده ولا يريد الاتصال به حتي يتفاجئ به أمامه ظل يسأل عن مكتب والده حتي وصل للطابق المراد الوصول إليه كان الصغير سعيداً يقفز بفرحة ويبتسم للجميع....
_أنا آسف أنستي.
*اعتذر رامي عماحدث عندما اصطدم بفتاة كانت تمر بجانبه...ابتسمت الفتاة الجميلة للصغير وأجابته بالإنجليزية:
_مرحباً...ماذا تفعل هنا أيها الصغير؟.
*قطب رامي حاجبيه وقال بغضب :
_اسمي رامي وليس الصغير وأبحث عن والدي دكتور أركان.
*نظرت له الفتاة بحاجبين معقودين وتمتمت قائلة بالعربية لغتها الأصلية:
_ابن دكتور أركان.
*ابتسم رامي لها وقال سريعاً وهو يناظر الفتاة الناعمة ذات العينين الواسعتين الساحرتين:
_أنتي مصرية...أنا كمان مصري اسمك إيه؟
*ابتسمت له وداد بود وانحنت أمام رامي تمد له يدها وهي تقل برقة:
_اسمي وداد...وأنت؟
*صافحها رامي وهو يتمتم بضحكة متسعة جميلة:
_اسمي رامى...علي فكرة اسمك جميل جدا وأنتي كمان جميلة وشعرك حلو.
*تنهدت وقالت بحزن:
_أنت كمان وسيم جدا...أنا سعيدة إني اتعرفت عليك.
_وأنا كمان.
*قال رامي مبتسماً...هزت وداد رأسهاو هتفت:
_أنا لازم امشي...سلام يارامي.
*وتحركت بضع خطوات إلي الأمام ليهتف رامي و يهرول خلفها وهو يمسك بكفها:
_وداد ممكن توصليني مكتب بابي...أكيد أنتي عارفاه.
*هزت كتفيها وقالت بارتباك:
_طبعاً أعرفه...بس...!!
_بس إيه!! لو سمحتي.
*ترجاها الصغير وهو يجذبها من كفها حتي تتحرك معه بعد أن تيبست قدماها بالأرض وهي لاتريد التحرك معه:
_حاضر هوصلك لحد باب المكتب وأمشي علي طول أوك
*دمدمت وداد وهي تشترط علي رامي الذي قال بحماس:
_اوووك بس بسرعة علشان أنا عامل لبابي مفاجأة.

في العشق والهوي Where stories live. Discover now