🌱الفصل الخامس عشر🌱

2.2K 64 1
                                    

*طرقت مهرة باب مكتب والدها ودلفت الي الداخل وهي تحمل كوب الشاي وساقيها ترتجفان تلتفان حول بعضهم من الخوف مر أسبوع سبعة ايام ووالدها لايحدثها يتجنبها وينزعج من وجودها حتي انها اصحبت تلتزم غرفتها حتى لايراها وينزعج تعرف انها أخطأت بحق والديها وهذا الامر
يؤلم روحها ويعذبها ولكنها عاشقه وليس الأمر بيدها ليتها لم تفعل ليتها!!!
*للحظات قررت الرجوع ولكن صوت والدها الذي جاء بقوة جعلها تتقدم دون تردد:
_بابا اتفضل الشاي.
*ووضعت الكوب فوق سطح المكتب وتراجعت خطوتان ابيها يبتسم يقف أمام النافذه ويراقب أطفال شقيقتها وهم يلعبون بالحديقة انه يفضل النظر إليهم عن النظر إليها هي....هل كان يريدها فقط حتي تحضر كوب الشاي انه لم يلتفت إليها حتي....ابتلعت ريقها وهمست تسأله:
_بابا حضرتك عايز مني حاجه؟
*التفت ورمقها بنظرة عميقة جعلتها ع الفور تخفض وجهها حتي لاتبادله النظر انها تخجل بشده من أفعالها الحقيرة:
_مهاب سرحان...اسم الشاب اللي تعرفيه وبتحبيه عنده حوالي 28 سنه عايش مع أمه وإخواته بنتين وابوه متجوز وحده تانية معلوماتي صح ولا انا غلط.
*قال آدم بصوت ناقوسي حاد وهو يتناول كوب الشاي ويجلس ع الاريكة الجلدية بغرفته...بينما هي ظلت واقفة متسمرة تتلقي لكمات قويه في جدار معدتها هل تحري عنه والدها بالتأكيد فهو يعرف اسمه وكل شئ عنه يا ويلها اذا عرف والدها بأمر تعاطيه الحشيش الذي اكتشفته مجدد:
_مهرة كلمي الشاب ده لو عايز يرتبط بيكي يتفضل هنا وانا اتكلم معاه واعرف ظروفه ايه...أنا يهمني ايه في الدنيا غير سعادتك انتي واخواتك.
*هتف آدم بهدوء ثابت وهو يشرب من كوب الشاي وبطرف عينيه ينظر لها يري بوضوح توترها الشديد رجفة أصابعها التي تفركهم ببعضهما شفتاها التي تكز باسنانها عليهم حتي انها كادت ان تدميهم وجهها الذي انسحبت منه الدماء فأصبح شاحب قطني شديد البياض....حك ذقنه ووضع الكوب فوق الطاولة وسألها باستفسار:
_مهرة سمعتي انا قولتلك ايه.
*هزت رأسها والقلق يتناثر علي ملامحها واكدته بهمس يكاد يكون مسموع:
_ايوه سمعت حضرتك بس....بس...
_بس ايه يامهرة؟ في مشكلة قوليلي نحلها سوا.
*مازال محتفظ بهدوئه برغم غليانه من الداخل وخوفه الشديد عليها من هذا الوغد الحقير الذي يستغلها اسوء استغلال باسم الحب وابنته المغفلة تصدقه وتؤمن بوعوده والاسوء من ذلك تعاطيه الحشيش والخوف ان تكون ابنته وقعت بفخه وتعا.....
بتر الافكار التي تدور براسه ونفضها بقوة بالطبع لا مهرة ثابته واقفة لا يظهر عليها أي شئ يذكر والا كان وضحت عليها الأعراض سريعا هو، يراقبها وهي لاتشعر لذلك مطمئن القلب:
*بارتعاش اجابته:
_مهاب ظروفه صعبة دلوقتي علشان هو اللي مسئول عن مامته وإخواته من وقت باباه ماتجوز وهو بيصرف علي البيت بيشتغل جرسون لحد ما يلاقي شغل كويس يقدر يخليه يجي يتقدم لحضرتك...بس هو وعدني يابابا انه هيتقدملي قريب و....
*قاطعها ونهض واقفاً واضعًا كفيه خلف ظهره وظل يقترب منها حتي توقف أمامها مباشرة فاحنت رأسها من جديد فقال بشدة:
_ابوه راجل محترم وبيصرف علي بيته وأمه كانت مفتشة في وزارة التعليم أخواته وحده مكتوب كتابها والتانيه مخطوبة ومش محتاجين له....لانه صايع مطلع عين أهله ابوه زهق منه وأمه كمان لانه حرامي وايده طويلة لدرجه انه بقي بيسرق أهله.
*رفع وجهها ونظر لعيناها الدامعه وأكمل بقوة:
_كنت متأكد انك هتقوليلي كده كنت قاعد في مكاني وبدعي ربنا انك تخيبي ظني وتفرحي وتقولي وانت بتجري هروح اكلمه واقوله يجي يقبلك....بس انتي عارفه انه مش هيجي وأنه مدمن مخدرات وحشيش وصايع وللأسف عمل منك حراميه لصة بتسرقي امك وابوكي وعايزه تهربي من البيت عشان تروحي تشوفيه.
*ترك وجهها بقوة واستدار عنها لتشهق باكية وتدمدم بندم:
_أنا اسفة كانت غلطه مش هتتكرر تاني والله يابابا والله مش هكررها بس حضرتك وماما متزعلوش مني بالشكل ده وتخصموني....
*اخذت خطوة نحو والدها ووضعت كفها فوق كتفه تمسكه ثم امالت رأسها فوق ظهره وظلت تبكي بحرقة وتهمس:
_أنا اسفه...بابا مهاب انسان كويس جدا هو وعدني انه هيتعالج وهيدور علي شغل وهيجي يقابل حضرتك لما يكون مستعد انا مش بكدب علي حضرتك يابابا والله.
*دون أن يلتفت لها ويضعف أمام بكائها الشديد قال بصدق:
_عارف انك مش بتكدبي عليا وعلي امك بس عارف وواثق أن الولد ده هو اللي بيكدب عليكي وبيضحك علي عقلك هو والبنت اللي يعرفها اسمها مى توفيق اعتقد ان البنت ديه تبقي كمان صحبتك.
*رفعت رأسها من فوق ظهر والدها ومسحت دموعها بظهر يدها وهي تردد مصدومه:
_مى...مى صحبتي.
                      ***********************
*في غرفة فاطيما كان الأمر مختلف تماماً رقيه تقنع اختها بأكثر من موديل محتشم قاموا بشرائهم معاً وفاطيما مثل عادتها معترضة علي بعض الأشياء التي لاتذكر برغم انها اختارت تلك الموديلات عن اقتناع ولكنها كعادتها اكتشفت
عيوبهم علي ذكر حديثها كمثلاً ضيق قليلا بمنطقة الصدر أو الون فاتح يكشف أو يظهر أو أكمام قصيرة بالكاد تصل الي بداية كف يدها مع الاعتراض الأساسي علي وضع بعض اللمسات الرقيقة من مواد التجميل التي تستخدمها ابنة شقيقتها الصغري بدلاً عنها.....
*واستمر إلحاح رقية ورفض فاطيما حتي دلفت همس الي غرفة ابنتها متوترة وقالت وهي تضع كفها فوق قلبها وتهمس:
_اختكم اتاخرت جوه ومش عارفه بيحصل ايه ابوكم قالي متدخليش وانا هتجنن اعرف حصل ايه.
*بهدوء وبساطه قالت فاطيما وهي تسبح بسبحتها الرقية وتحمل ابن شقيقتها آدم الصغير في حجر ساقيها:
_ماما اهدي ان شاء الله هتعرفي كل حاجه.
*واكدت رقية مبتسمة:
_غريبة اول مره بابا يخبي عنك حاجه ياماما مش غريبة.
*هزت همس رأسها وهتفت بشك:
_ايوه فعلا غريبة ياتري ابوكي بيخطط لايه بس اي كان الزفته اختكم تستاهل.
*زفرت رقيه بملل ورفعت مودلان أمام أعين شقيقتها التي دمدمت برفق:
_لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم لا مش هلبس حاجه من دول وياريت تخديهم معاكي وانتي ماشيه.
*شهقت رقيه بفم متسع وقالت وهي تنظر الي والدتها:
_ماما شوفيلك حل معاها 4 موديلات اشترناهم وهي قالت عليهم حلوين جايه دلوقتي مش عايزه تلبس منهم حاجه ومفيش وقت نخرج نشتري حاجه تانيه.
*داعبت فاطيما خد آدم الصغير ممتلئ اللحم وهمست دون أن تنظر لشقيقتها التي تهتري من أجلها:
_مفيش مشكله هلبس حاجه من عندي وبعدين انتي مكبره الموضوع كده ليه.
*رنت الكلمه في اذن همس التي كانت منشغله للغايه بما بحدث بغرفة مكتب زوجها والتفتت الي ابنتها هادئة الأعصاب وصاحت فيها بغيظ وهي تشد شفتاها حتي
لا تزعج الصغيران:
_أنا مش نقصاكي انتي كمان انتي بتستعبطي قومي البسي حاجه من دول ولا اقولك هاتي.....
*وجذبت مابيد رقيه وأخذت تتمعن بهم وتاخذهم وتقربهم حتي وقعت عيناها علي موديل شديد الأناقة بنطال اسود واسع الساقين من الستان شديد الأناقة تعتليه بلوزه ليست قطنيه وليست حريريه لونها فضي مائل الي الرمادي بتصميم أنيق واسع قليلا يحيط بخصرها حزام من الستان
الأسود ووشاح حريري يجمع بين اللونين بدقه....
*وضعت همس أمام ابنتها ما نال إعجابها واشارت لها بغيظ وهي تحمل منها الصغير:
_قومي استعدي الناس علي وصول وحطي حاجه في وشك ده أنتي عروسه يابنتي.
*حاولت فاطيما الاعتراض قائله:
_ماما لو سمحتي بلا......
*قاطعتها همس بحاجبين مرفوعان:
_ولا كلمه قومي بسرعه...
*ضحكت رقيه وحركت لاختها حاجبيها بغيظ بينما حملت فاطيما الثوب وقالت باستسلام:
_حاضر يا ماما.
                 **********************
*ومن داخل معسكر تدريب المنتخب في تنزانيا وقبل المباراه بساعات خرج على وصديقه ليتوجهان الي المطعم معاَ لتناول وجبة الغداء الصحية وأثناء طريقهم هتف صديقه:
_أنت عارف لو حد كان شم حاجه عن الموضوع ده كان هيكون ايه موقفك صحافة وسوشيال ميديا وفضايح يامعلم قبل الماتش ولو خسارنا لقدر الله هتشيل انت الليلة حتي لو كنت قاعد علي دكة الاحتياطي.
*مسح وجه بكفيه وسحب مقعد وجلس عليه بالمقلوب وقال لصديقه الذي نظر اليه وهز راسه كنوع من الاعتراض:
_يابني حرام عليك كرهتني في عيشة اهلي وبعدين انا كنت ناسي اساسا ان لسه معاها مفتاح شقتي تخيل انت تدخل تلاقي وحده زي القمر مستنياك بالمنظر ده.
*وكز فوق شفتيه باثارة ليعيد اتزانه سريعا وهو يحك ذقنه مدمدم:
_كان صعب عليا اوي ياحازم بيني وبينك كانت زي الفراولة الحمرا قلبي اتقطع وانا بطردها.
*ضحك هيثم بعلو وهز راسه باستنكار يعترض:
_طيب وبعدين انت مش هتخلص منها بالشكل ده انت عارف خطبتي تعرفها وبتقولي انها مش متزنة مرة ضربت وحدة في محل هدوم كبير وحصلت مشكله كبيرة جدا.... بصراحة ياعلى انا قلقان عليك منها.
*حك راسه الحليقه وعيناه الزرقاء بلون البحر يضيقهم وهو ينتابه الشرود فقال وهو يضم شفتاه:
_هتعمل ايه يعني؟ انا فهمتها اننا خلاص انتهينا كانت علاقة ع الطاير وخلاص بكره تلاقي واحد غيري وتكبر دماغها مني.
*نظر له هيثم بعمق وقال مبتسم:
_نعم تكبر دماغها منك انت مش حاسس يابني بلى بيجري حولين منك ولا ايه البت مطلعه عليك كلام كتير وكله عارف بيه...عرفت ناس كتير قبلك ياعلى بس انت علقت معاها ودي من النوعيات اللى ممكن تعمل اي حاجه عشان توصل لهدفها وأنت بالنسبالها هدف مهم.
*زم على شفتيه بحنق ولوى شفتاه بابتسامه عالقة مختنقة وهتف بغير ثقة فالفتاة فعلا لصقة لن تتزحزح عنه بسهوله:
_هدف ايه ياعم انت كبرت الموضوع ليه بقولك قولتلها....
*قطع حديثه ونظر الي هاتفه رسالة ع الواتس بالتأكيد من والدته أو أحد أشقائه كدعمهم المعتاد قبل أي مباراة:
(النص المكتوب)
_حبيبي وحشتني كتير هشجعك علشان خطري هات أجوان كتير...love you baby.
*ابتلع ريقه ورفع شاشه الهاتف أمام صديقه وقال بذهول:
_هي...يظهر عندك حق.

في العشق والهوي Where stories live. Discover now