💞الفصل التاسع والثلاثون💞

3.7K 81 1
                                    


"بيبو حبيبي وحشتني يا عظيم"
*هرول علي و صاح بصوت جهوري و هو يفتح ذراعيه على مصراعيها و يضم عنق فرسه بيبو الذي استقبل صاحبه و صديق عمره بطريقته الخاصة عندما ارتكز على قدميه الخلفيتين و رفع الأماميتين و أطلق صهيل و هو يحرك رأسه يميناً و يساراً احتفالا بصديقه العائد إليه...
اتسعت ابتسامة علي و هو يربت بحنو فوق ظهره ويقبله ثم مد يده في أحد العلب المعلقة ليأخذ منها مكعبات من السكر و فرد كفه أمام فم صديقه واليد الأخرى تداعب شعره الأسود كالليل قائلا:
"كل يا عظيم وحشتني ياض"
*و بالكشك المقابل كان حسن يرتكز فوق ركبتيه و هو يميل برأسه ليفحص الفخذ الأيسر لفرسه سكر الذي خضع لجراحه الشهر الماضي بعد أن اكتشف الطبيب رمزي ورم ليفي فى أعلى الفخد الأيسر..
تنهد حسن و هو يملس فوق جرحه الذي تماثل للشفاء:
"الحمد لله الچرح نضيف المضاد اللي كتبه الدكتور رمزي جفل الچرح بسرعه الله يباركله يده تتلف في حرير"
*ليرد عمر الذي يمشي بينهم بتوتر:
"مش معضله يعني مش شغلته أي ضاكتور هيعمل اللي عمله"
*قال علي دون أن يلتفت لشقيقه:
"مالك يابني مش طايجه اكديه"
"أنا خابر"
هتفت حسن مبتسم وهو ينفض التبن العالق بسرواله و يهم واقفاً..ليلتفت علي إليه و يقول هو الأخر بضحكة واسعة:
"و أنا كمان"
*توقف عمر عن الحركة ووقف في النصف بينهما وهتف بضيق متوترا:
"خابرين إيه إنتم التنين ان شاء الله"
*ضحك حسن ضحكة ليس لها صوت و أحنى رأسه بينما قال علي بصراحة واقعية لا تقبل أي نقاش:
"بتغير منه"
*قال عمر بنبرة قاتمه وهو ينظر إلى عينيه الساخرتين:
"اتحدت زين يا واعر أغير منه ليه"
*صحح حسن بهدوء:
"يقصد بتغير منه على بلسم"
و ربت فوق كتف شقيقه المتشنج يكمل:
"غيرتك على بلسم ياخوي واضحة للكل مش ليا ولا لعلي بس"
"يوووو جبر يلم العفش أنا غلطان اللي بتحدت وياكم"
*صاح عمر بسخط و تحرك يتركهما ليرحل و لكن حسن أمسك بذراعه قائلا وهو يكتم ضحكته:
"واه هو الحج بيزعل فيها إيه لما تكون بتغير على البنت اللي بتعشجها مانا بغير على نفيسة و أكيد علي بيغير هو كمان على مرته"
"مابغرش..." قال علي بسخط وهو يقطب حاجبيه ثم عاد ليقول لشقيقه المتوتر بخجل:
"أنت عاشج بلسم صوح"
*رفع عمر ذقنه بينما تسمر فكه بشعور غريب لم يعرفه من قبل الا انه تماسك و قال ببرود:
"إني معرفش حاچه اسمها عشج"
*دمدم علي و هو يضرب كفيه ببعضهما:
"لا حول ولا جوة الا بالله انت ليه محسساني إنك بتعمل حاچه غلط لا سمح الله هو العشج حرام ولا عيب ما بابا لحد دلوكت بيعشج ماما وعشجه ليها واضح زي الشمس بلاها مكابرة يا عمر اساسا بلسم بتحبك جوي"
*ابتلع عمر ريقه والتفت إلى شقيقه ليناظره بحدة وهو يقول من بين أسنانه بغضب:
"وانت مين خابرك إياك تكون اتحدت وياها في حديت العشج و المسخرة دهو كيف ت...."
*أوقفه حسن:
"عمر اهدا يا خوي"
*ضحك علي وقال ببساطة:
"سمعت كابر وهي بتتحدت وياها عنيك وكمان جالت لها لو زعلك مش راح أهمله"
*تلك المرة لم يستطع حسن كتم ضحكته وأطلقها بقوة
وهو يلاحظ تقلب ملامح عمر من هادئة غاضبه إلى غاضبة ساخطة وأنفه و أذنيه يشتعلان بالاحمرار ليهتف بعنف:
"مش راح تهملني راح تجوصني إياك"
*رفع علي أكتافه ببراءة دون أن يجيبه بينما قال حسن وهو يمسح فوق وجهه:
"أاها اعترفت لأختها كماني بحبك البنية ناجص تطلع تجول في ميكرفون الچامع أنها حباك وأنت حتى رافض تعترف بينك وبين حالك...المهم انت جولت انك عايز تتحدت ويانا جول اللي عنديك"
*ارتبك عمر و احمر وجهه وأخفض رأسه قليلا لتتهدل خصلات شعره البينه فوق جبهته المتعرقة برغم برودة الجو....
غمغم علي وهو يعاود سؤاله:"رايدنا في إيه اتحدت يابني"
"أنا..أنا..أنا رايد أتچوز بلسم هه اديني جولت"
"لا اله الا الله...كل ديه عشان تجول رايد أتچوز بلسم بسيطة أطلب يدها من الخالة عزة وعمي سلمان وأنا طبعا..وأنا عن نفسي موافج" قال علي بمرح...
و أكد حسن على حديت شقيقه بفرحة:
"علي عنديه حج أطلب يدها مستني إيه انت بتحبها وهي كماني"
*مرر عمر أصابعه بين خصلات شعره المبعثرة وهتف بتردد:
"المشكلة مش في اني أطلب يدها"
"أمال فين المشكله" تساءل حسن بحيرة...فأجابه عمر:
"سمعت كلام واعر عنيها"
*رمقه علي بنظرات حادة وهمس بحدة وبصوت غاضب:
"كلام واعر إيه اللي سمعته عن بلسم ومن مين عاد بلسم ست البنات و مفيش أي كلام عليها وعلى أخلاجها سواء هي أو كابر...و لو على موضوع خطبتها من عماد البكري ده كان من سنين كتير يا عمر و انت بنفسيك كنت شاهد انه خطفها هو و أبوه وكانوا راح يجبروها ع الچواز لولا أنت روحت بالصدفه و خلصتها من بين ايدهم الواعرة"
*نظر عمر حوله بنظرات الحيرة و الغيرة تأكل في قلبه كالنار التي تأكل ما حولها دون رحمة..ليطلق زفيرا قويا وهو يقول لشقيقه الحاد:
"الموضوع مش اكديه نهائي مالوش أي علاجة بعماد ولا بوهدان"
*هز حسن رأسه مستفهماً "آمال بمين ياعمر؟"
"مروة صاحبة بلسم و الضاكتورة بتاعت العلاج الطبيعي"
*صاح علي بسخط غاضب "أيوه سمعت كابر بتتحدت عليها مع بلسم و بتجولها هي ازاي تجول اكديه...."
"انا مش برتاح ليها" قال حسن بصراحة
"و أنا كمان و يظهر كده أن كابر كمان مش بترتاح ليها"
هتفت علي هو الآخر و أمسك بذراع عمر يسأله بضيق: "هي جالت إيه البت دي"
*أغمض عمر عينيه وهمس وهو يضم شفتيه بخط مستقيم:
"جالتلي أن بلسم كل يوم بتفكر بواحد شكل و ان هي ورمزي...."
"مالوش لزوم تكمل كفاية لحد اكديه البت دي كذابة وبتغير من بلسم و مش رايداكم لبعض لأنها خابره زين ان بلسم بتحبك و أنت كمان بتحبها"
قاطعه حسن وهو يصرح بما التمسه من كلمات خبيثة تحاول بها تلك المروة ابعاد شقيقه عن بلسم..
*أومأ علي برأسه يوافقه:
"كلام حسن كله صوح يا عمر من جبل ما دكتور رمزي يجي لاهنيه وبلسم واضح عليها انها عشجاك وبعدين لو بينها وبينته أيتها حاجه ليه هتديك أمل من الأساس فوج يا خوي لحالك...أنا خابرك و عارف انك مالكش تچارب كتير في المسائل دي ولا في ألاعيب البنات اللي كيف اللي اسمها مروة دي وإن بلسم هي أول بنت يدج ليها جلبك أنت الوحيد فينا ياعمر اللى مشيت على نهج بابا و چدك و عيلتنا كلاتها لا لافيت ولا درت بس الحب مش محتاچ اعتراف على جد ما محتاچ ثجة ده العيل الصغير بيحس بيه شيل كل الكلام ده من دماغك وتوكل على الله"
*أومأ عمر برأسه وقد اقتنع بكلام شقيقه الذي يصغره ببضع دقائق وكأنه كان ينتظر الدعم:
"ان شاء الله راح أتحدت و يا بابا بس يتم موضوع دهب على خير"
*التفت الشقيقان الأصغر مع بعضهما نحو شقيقهما وكلاهما فوق ملامحه يترسم الذهول..هز علي رأسه وسأل بملامحه المستغربة:
"تجصد إيه بموضوع دهب؟"
*دعك عمر عينيه المرهقتين وهو يقول:
"بكره بعد صلاة الچمعة راح يتم كتب كتاب دهب على واد عمنا حمزة ان شاء الله"
"نعم..." صاح حسن متفاجئ..
"انت بتجول إيه؟" تساءل علي في ذهول..
"اللي سمعتوه دلوكت" أجابهما عمر بهدوء..
"كيف يعني؟ وإحنا ماعندناش خبر..ودهب كيف متجولش"
"محديش عنده علم يا حسن حتى دهب"
*شخر علي وهو يضرب كفيه ببعضها ويشير من حوله في الفراغ:
"ازاي يعني دهب معرفاش حاچه واحنا كيف منعرفش في إيه احنا مش فاهمينه و انت فاهمه"
*زجر عمر بنبرة حازمة:
"جاسم البكري رايد دهب بالعافية ويظهر ان الموضوع أخطر بكتير من اللي بنتحدت فيه دلوكت عشان اكديه بابا أخد الجرار دهو"
*عبس حسن متساءل باستغراب:
"نفرض ان دهب مريداش تتچوز من واد عمها بالشكل دهو راح تبجي جدام الأمر الواجع..مش لازمن توافج"
*حك علي فروة رأسه وقال بتأكيد:
"وبعدين حمزة لساته متچوز هيعمل ايه مع مرته ومع دهب أني مش فاهم أيتها حاجه بصراحه حاسس ان الموضوع في حاجه أوعر من اكديه...وبعدين من ميتى وبابا بيعمل حساب للكلب واد البكري"
*رفع عمر وجهه وقال بنفس نبرة التساؤل المتحيرة:
"أني كماني استغربت زي زيكم لما عرفت وسألت بابا نفس السؤال وجالي انه بيعمل اكديه عشان حاچه جوات رأسه"
*فكرر حسن متسائلا "طيب و ندى ولو ندى جبلت أبوها مستحيل يوافق أن يبجى لبنته ضرة"
"راح يطلجها...."
*رعد صوت حمزة الأجش بقوة وهو يمشي ببطئ في الممر بين أكشاك الخيول التي أصدرت صهيل الترحيب عندما شعرت بوجوده
عاقداً ذراعيه خلف ظهره يمشي بخيلاء وعظمة الملوك بطلته المهيبة ثم توقف أمام أولاده وابتسم يكمل:
"حمزة راح يطلجها"
"علشان يتچوز من دهب" هتف علي بصوت خافت شديد الاحترام...رمقه والده بحنو يجيبه
"من ميتى يا علي ياولدي واحنا بنخرب البيوت العمرانه؟ واد عمكم رچال ميطلجش مرة عشان يتچوز من التانية..هو له أسبابه ونصيبه وياها خلص لحد اهنيه"
"بس فايز فخري مش راح يهمله الراچل دهو مش هين يا بابا"
قال عمر باستغراب...
هز حمزة رأسه و ارتسمت ملامح الحزن فوق وجهه وهو يقول:
"فايز فخري انجتل ليلة مبارح"
"انجتل..كيف..مين اللي جتله"
*تساءل الثلاثة أشقاء في نفس الوقت بذهول:
*مط والدهم شفتيه قائلا:
"واحدة من اللي كان يعرفهم قتلته بالسم هو وعشيجته ده اللي جاله واد عمكم لما اتحدت وياي علشان اكديه هو مجاش الليلة راح يجي بكره ان شاء الله"
*والتفت لعلي الشارد ووضع يده فوق كتفه وقال مبتسم:
"الفرسة بلبلة حامل يا علي يا ولدي ان شاء الله اللي في بطنها هيكون من نصيب ولدك"
*حدق علي في والده وهو فاغر شفتيه وفي مخيلته يدور شيء واحد...
'ماذا لو حملت كابر منه..لماذا لم يخطر في باله هذا الأمر؟..طفل أو طفلة من كابر و هو سوف يصبح أب'...
ليقطع سيل أفكاره صوت حسنين الذي هرول عليهم وهو يهتف:
"ياكبير..ياكبير"
*واقترب حسنين من حمزة واقترب من أذنه يهمس له بصوت خافت:
"الأمانة وصلت في مخزن الحبوب"
*هز حمزة رأسه بهدوء وربت على كتف حسنين بفخر:
"تسلم ياولدي تسلم انت و الرچالة...خدهم ع المجعد الغربي واتعشوا ..جول لهم يحضروا وكل زين"
"تسلم ياسيد الناس"
*تمتم حسنين و انصرف سريعاً..ليحدق عمر في والده بشك: "في حاچه حوصلت يا بوي"
*اتسعت ابتسامة حمزة وهو يدمدم بارتياح:
"حوصل كل الخير ياولدي...هم يا علي شوف مرتك بزياداك وجوف مع خواتك متهملش مرتك .. هم ياولدي الله يرضى عنيك"
*تابعت كابر بتركيز أحدي مشاهد المسلسل المكسيكي الذي تشاهده دهب و وداد معاً...بعد أن جذبتها وداد بود
خلفها قائله:
"تعالي اقعدي معانا بدل مانتي قعده لوحدك كده لحد علي ما يرجع إحنا بنتابع مسلسل حلو جدا"
*لتهتف دهب بابتسامة خجولة وصوت خافت:
"بس في شوية جلة أدب خدي بالك"
*قالت وداد بمرح وهي تفتح التلفاز الموصل بجهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بدهب:
"لما يبقى يجي مشهد كده ابقي غمي عيونك بصراحة الفرجة مع نفسفس متعة"
*قطبت دهب حاجبيها وهي تضع طبق حبوب الفشار أمامهم وقالت بنزق:
"ماهي أوس البلاوي كلاتها أنا خايفه على حسن منيها"
*ابتسمت كابر وسألت وهي تشاهد مقدمة الحلقة والتي بدأت بمشهد رومانسي ساخن بين البطلان وهما يقبلان بعضهما بحرارة جعلتها تتذكر قبلة أحدهم:
"اسم المسلسل إيه؟"
*أجابت دهب وخديها يحترقان من الخجل:
"من قتل سارا؟ who killed Sara "
*لتكمل وداد وهي تكبس فمها بحبوب الفشار:
"ده البطل اسمه أليكس و البطلة إسمها إليسا ديه الحلقة التانية ممكن تبقى تشوفي الأولى بعد كده عشان تفهمي الأحداث"
*وبتوتر تابعت كابر الحلقة و التي كانت تتابع لأول مرة إحدى المسلسلات برغم إلحاح بلسم عليها..بلسم أختها حبيبتها لقد اشتاقت إليها بشدة....
وبين ضحكات الخجل من بعض المشاهد الحميمية و الانبهار بالأحداث التي تتطور و خجل دهب التي تخفي عينيها من وقت لآخر بخجل..و انبهار وداد التي كانت تشاهد الحلقة بتركيز تابعت كابر وبدأت تتفاعل مع الأحداث المشوقة في الكشف عن القاتل؟ وهي تتناول حبات الفشار مع العصير و التمعت عينيها و ارتسمت الضحكة فوق شفتيها و الحلقة الثانية انتهت وبدأوا في مشاهدة الثالثة وهكذا مر الوقت مع فتيات كانت تشعرأنها غريبة عنهم بل كانت تكرههم بشدة....

في العشق والهوي Where stories live. Discover now