❣️الفصل الخامس والعشرون❣️

2.5K 68 0
                                    

*فتحت الخادمة الباب الموصود بسلسال وأطلت من خلفه برأسها من شق الباب تقل:
_نعم..حضرتك عايز مين؟
*تنحنح الشاب الوسيم وابتعد عن الباب قليلا وقال بصوت خافت لطيف كوجهه المبتسم:
_مدام سهيلة موجودة لو سمحتي.
*هزت الخادمة النصف اربعينيه رأسها قائله بحذر:
_ايوه يعني اقولها مين حضرتك.
*تبسم الشاب وكاد ان يعرف عن نفسه ولكن صوت سهيلة الرقيق استوقفه حينما تقدمت بأناقة من خلف الخادمة وهي ترتدي عبائة منزلية رائعة تضع نظارتها الطبية ذات الإطار الأسود الانيق لتهتف:
_احنا في عز الظهر يا بدرية افتحي الباب زي الناس وشوفي مين؟.
*التفتت إليها الخادمة وقالت بصوتها الخافت الذي ينبض بالتحذير وهي تغلق الباب بوجه الشاب الوسيم:
_هما بقوا بيعتقوا الظهر ولا العصر حتي ياست هانم دول سرقوا شقة الدكتور جميل الصبح وبيقولوا كان شاب كده زي القمر زي اللي بيسأل عليكي..مش يمكن هو وداير في الحتة يسرق.
*ضحك الشاب الواقف أمام الباب المغلق بوجهه وهو يستمع الي صوت الخادمة الخافت التي تعتقد انه لص شقة الدكتور جميل تبسمت سهيلة بنفس الوقت واقتربت من الباب المغلق تفتحه بعد أن حلت السلسال الموصود فشهقت الخادمة بذعر:
_استني بس نشوف مين الاول ياست هانم الدنيا ماعدتش فيها آمان.
_ابعدي عن الباب يابدرية ابعدي وبطلي تشوفي افلام اسمه ايه ده رمضان.
*هتفت سهيلة وتوقفت أمام الشاب تنظر له بعينان ضيقة وشفتاها تنفرج بابتسامة حنونه رائعة وهي تنعش ذاكرتها في التعرف عليه بينما ظل الشاب الانيق واقفاً أمامها يرمقها باعجاب...هي السيدة التي رآي صورتها بجزدان والده والتي اوصاه بها خير وصية بزيارتها وودها دائما قبل وفاته بساعات قليلة:
_مدام سهيلة..
*همس بأسمها وهو مازال يقف بعيداً عنها ببعض خطوات:
*نظرت اليه سهيلة بعيون خضراء واسعة وقد بدا وجه التشابه قريبآ الي ذهنها بعدما تعارفت عليه فقالت بابتسامة واسعة:
_سراج...أنت سراج الدين مالك مضبوط ولا أنا غلطانه.
*هز رأسه مبتسما لسهيلة باطمئنان وهو بقول:
_أنا سراج الدين مالك...حضرتك مش غلطانه.
*تنهدت سهيلة بعينين تغشاها الدموع وهي تفتح ذراعيها الي الحبيب ابن الصديق الحبيب...ليحتضنها سراج بشدة وهو يضمها الي صدره ويشعر بحنان صدرها الدافئ نعم هي المرأة الجميلة التي عشقها والده:
*وبعد وقت قليل كان سراج يحتسي الشاي مع سهيلة في الشرفة الواسعة التي تطل علي النيل في منظر هادي مريح يبعث الطمأنينه في النفس:
*تسائلت سهيلة بوجهها البشوش:
_يعني فعلا قررت تستقر هنا في مصر معانا.
*وضع سراج فنجان الشاي فوق الطاولة ورفع حامل نظارته يقل بصوته الهادي:
_والله انا مكنتش متوقع انهم يختاروني للمنصب ده وارجع مصر بسرعة ديه وكان صعب عليا أرفض العرض ده.
_خير ماعملت.
*قالت سهيلة بارتياح وهي تتطلع الي سراج هادي النبرة والصوت وسيم الوجه كوالده.....ليكمل سراج بخجل:
_وكان أول شخص لازم ازوره واشوفه هو حضرتك طبعا لأن ديه وصية ولدي الله يرحمه وكان لازم انفذها طبعا لو عليا كنت جيت لحضرتك اول ماوصلت بس كان لازم أدبر اموري الأول.
*ابتسمت سهيلة بشرود وشعرت بالحزن الشديد علي ذاك الرجل الذي تمناها دائما ولكن كان لقلبها رأيي آخر فكان قلبها ومازال متعلق بحسن الناجي حبيب القلب وساكن الروح فقالت وهي تنظر الي سراج:
_ياريت تلغي كلمه حضرتك ديه وتقولي مكانها ماما سهيلة او حتي طنط بدل حضرتك ديه ده أولا...ثانيا بقا وده الأهم ازاي يكون بيت مامتك موجود وتنزل في فندق ده أمر مرفوض تمامآ ولازم يتصلح.
*زفر سراج وأصابعه تمشط خصلات شعره الأسود الناعم بخجل:
_مفيش داعي اتعب حضرتك معايا انا حاليا نازل في فندق الفورسيزون وفي واحد وكيل عقارات بيدورلي علي شقة مناسبة وتكون قريبة من شغلي.
*انعقد حاجبي سهيلة بتفكير ثم قالت وعيناها تبرق بحماس:
_مفيش داعي تدور انا عندي حل...هنا في العمارة في شقة مفروشة وكاملة معروضة للبيع وعشان حظك الكويس هي لسه متبعيتش لأنها غالية شوية لأننا في وسط البلد تقريبا والموقع ممتاز.
*هتف سراج بحماس شديد مبتسم:
_الموقع ممتاز جدا ده قريب من شغلي في المعهد والاوبرا كمان والعمارة عريقة جدا انا كنت منبهر وانا داخلها..
*ربتت سهيلة علي كتفه بحنو ثم تذكرت امراً ما لتقل ببعض الحرج:
_بس زي ماقولتلك الشقة سعرها عالي شوية لا مش شوية ده كتير جدا بصراحة بس عشان موقعها ومساحتها.
*همس سراج من بين شفتيه بصوت متعقل:
_وأنا جاهز ان شاء الله.
*نهضت سهيلة من مكانها وصاحت برقة علي بدرية التي خرجت من المطبخ مهرولة عليها:
_بدرية حضري الغداء بسرعة ابني سراج هيتغدي معانا...
*ثم التفتت الي سراج الذي نهض هو الاخر يقف مقابلها يحاول الاعتذار عن دعوة الغداء ولكن سهيلة قالت مبتسمه بحزم:
_مفيش اعتذار نهائي هتتغدي معانا يعني هتتغدي...بتحب المكرونه بالبشاميل والبط.
*احني سراج رأسه ورفع حامل نظارته كعادته وهتف بخفوت:
_بصراحة بقالي كتير جدا ماكلتش أكل مصري يكاد اكون نسيته.
*رمقت سهيلة مساعدتها بالمنزل ان تتحرك وتبدأ في تحضير طعام الغداء...وقالت لسراج الذي مازال واقفاً في، مكانه بإحترام شديد:
_عقبال الغداء مايجهز هكلم مالك العمارة علشان يعدي علينا الليلة ان شاء الله...
_انا مش مستعجل ومش عايز اتعبك معايا..
*ردد سراج يتنحنح....فقالت سهيلة وهي تضع نظارتها الطبية وتمسك بالهاتف:
_أنا بقا مستعجلة جدا...خصوصا اني مسافرة الصبح ان شاء الله لعند بنتي اصل حفيدي خطوبته بكره.
_مبروك..
*اجابته سهيلة بسعادة:
_الله يبارك فيك عقبال...
*وفجاءة توقفت والتفتت له تسأله باستفسار كأنها تذكرت:
_أنت مش متجوز ياسراج.
*اغمض عينيه للحظات قبل ان يجيبها باختصار بصوت مختنق قاتم:
_لا مش متجوز.
********************
*دلفت ندى الي غرفة حمزة الخاصة وهي تشيط غضباً نظرت بالغرفة حولها لتجد حقيبة سفره الصغيرة مجهزة ضربت جانب فخديها بغضب وجلست تنتظر خروجه من دورة المياه...تشعر باختناق شديد وتلهث متمتمة:
_هتسافر لعندها ياحمزة ماشي لما نشوف انا ولا هي.
*خرج حمزة وهو يجفف شعره يلتف بمنشفة سوداء حول خصره ليتفاجي بها تجلس تنتظره استمر في تجفيف رأسه دون ان يهتم لوجودها حتي هتفت بضيق:
_مسافر بردو ياحمزة.
*قال بخفوت بلا اهتمام:
_ايوه مسافر...
*توقفت أمامه وصاحت بغل وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:
_حمزة الدكتور قال متتحركش كتير مش معني انك بقيت تقدر تقف علي رجلك وتتحرك يادوب في البيت يبقي خلاص تسافر وتروح وتيجي.
*التفت إليها وابتسم بهدوء قائلا:
_انا كويس متقلقيش...وبعدين متنسيش ان ديه خطوبة ابن عمي ولازم اكون موجود معاهم.
*استمرت في وقفتها أمامه تهز جسدها المتشنج وتكتم دموعها التي تلمع في مقلتيها الواسعتين.....بينما هو كان يتحرك في الغرفة ببطئ من حولها يستعد لارتداء ملابسه:
_حمزة بلاش تسافر.
*زفر بضيق يتأفأف بسخط ورفع رأسه يناظرها بصمت قليلا ليقل بعدها:
_ندى قولتلك هسافر خلاص كفاية زن.
*صرخت ببكاء وقد فقدت السيطرة على اعصابها واقتربت منه تتشبث بخصره وتضع رأسها فوق ظهره العاري الرطب:

في العشق والهوي Where stories live. Discover now