💙الفصل الثاني💙

3.2K 82 2
                                    


*علي متن أحد أكبر وأضخم السفن التجارية المبحرة عبر مياه البحر الأسود والمتجهة مباشرة إلي ميناء
كمال اغلو بارادو إحدى المدن الساحلية التركية*
*وقف أيوب مستنداً علي السياج الحديدي للسفينة وسط العواصف والرياح القوية التي تضرب مياه البحر الأسود الهائجة ووسط تلك العواصف القوية داعبه وجهها ابتسامتها رقتها ونعومة جمالها فرك كفيه المتجمدين ونفخ فيهما حتى يشعر بالدفء
وصوتها فقط هو ما يشعره بهذا الدفء
"مهرة..."
*تمتم باسمها وهو ينظر إلي صورتها التي يحتفظ بها على هاتفه.
***********
*أخذت تبكي بضعف وهي جالسة علي فراشها تراقب باب غرفتها وكل خلية بجسدها ترتجف وفجأة فُتح باب الغرفة ودلفت منه همس غاضبة
وجلست أمام ابنتها التي تراجعت للخلف قائلة :
"ماما لو سمحتي اسمعي...."
*لم تكمل مهرة رجائها لأمها الغاضبة إلا وقد تلقت فوق وجهها صفعة قوية الجمتها...شهقت مهرة وأحنت رأسها:
"أنتِ تخرسي خالص ومتسمعنيش صوتك ده ...أسمع إيه بعد اللي شوفته ياحيوانه"
*صرخت مهرة ببكاء تهتف:
"ماما والله أنتِ فاهمه غلط....مهاب عايز يخطبني"
*ضربت همس وجهها بعنف وصرخت فيها:
"وابن خالتك؟ اللي شافتك بعينيها"
"مش بحبه وأنتم عارفين كده كويس"
*جذبتها همس من خصلات شعرها بكل قوتها تقل:
"حبك برص أيوب ده برقبتك وخسارة فيكي أساسًا وبعدين ياهانم اللي عايز يخطب واحدة يعقد يلف بيها في الشوارع والمطاعم هه....اللي بيحب واحدة بيجي لحد بيتها من الباب ويتقدم لها ولا مش عارف اسم أبوكي وعنوان شغله بس هقول إيه أنتِ عايزه تحطني راسنا في الطين يامهرة"
*أكملت همس وهي تجز على أسنانها وتقل بحدة:
"لما يوصل أبوكي هقوله علي كل حاجه وهو يتصرف معاكي"
"لا ياماما عشان خاطري بلاش بابا يعرف"
*توسلت مهرة ببكاء وشفاه ترتعش وهي تنحني علي والدتها وتقبل يدها...أبعدتها همس عنها بعنف وصاحت بغضب :
"مبقاش ينفع اخبي عنه يامهرة المرادي بالذات لازم أبوكي يعرف ويتصرف هو بنفسه"
*دلفت فاطيما إلي الغرفة مفزوعة علي صياح أمها الغاضبة وبكاء مهرة وهي تهتف :
"في إيه ياماما؟"
"مهرة مالك؟ بتعيطي كده ليه"
*قالت فاطيما بقلق وهرولت علي شقيقتها تحتضنها....لتسأل من جديد أمها الملتزمة الصمت بحاجبين معقودين تنظر إليهما:
"ماما حصل إيه حد يفهمني"
*أشارت همس إلي مهرة التي تحتضن أختها وتدفن رأسها في صدرها وتبكي وقالت بمرارة وهي تضرب جانبي ساقيها:
"أسألي الزفته اللي بتعيط في حضنك......شوفي عملت إيه؟"
*وتوجهت ناحية الباب لتلتفت مرة أخرى وتهتف متشنجة تلك المرة علي ابنتها الوسطي فاطيما:
"وأنتِ كمان النهارده تردي علينا في موضوع العريس المتقدم لك بقالك أسبوع بتصلي استخارة
خلصينا وقولي أه أو لأ جتكم القرف...قرفتوني"
*همست فاطيما ويدها تربت علي ظهر مهرة المرتجفة:
"في إيه يامهرة عملتي إيه المرادي"
*شحب وجه مهرة وهي تشعر بكل جسدها يرتعد رعبًا لمجرد تخيلها أن يعرف والدها بماحدث:
"ماما شافتنا أنا ومهاب مع بعض...وكان معاها خالتو"
*شهقت فاطيما وأبعدت مهرة عنها وهي مازالت تقبض علي ذراعها بقوة قائلة:
"مهاب مين؟"
"شخص اتعرفت عليه من قريب بيحبني جدًا يا فاطيما وأنا كمان بحبه"
*صارحت مهرة أختها المذهولة التي بدا علي وجهها علامات الصدمة والضيق:
"يانهار أبيض...أنتِ إزاي تعملي كده !! أنتِ اتجننتي مش عارفه إن ده حرام وعيب هو ده تقديرك لثقة بابا وماما فيكي"
*تمتمت مهرة ببكاء وهي ترجو شقيقتها الكبري أن تساعدها:
"فاطيما المهم دلوقتي بابا......ماما لو قالتله أنتِ عارفه كويس عقاب بابا هيكون إيه وأنا مقدرش اتحمل العقاب ده أبدًا...عشان خاطري اتكلمي مع ماما خليها متقولش لبابا بالله عليكي"
*رفعت فاطيما وجهها لأعلي تتنفس بعمق ثم زفرت أنفاسها متمتمة:
"لا حول ولا قوة إلا بالله.....هروح اتكلم مع ماما وأحاول أهديها بعد القرف اللي أنتِ عملتيه بس أنتِ عارفه كويس إن ماما لما تصمم علي حاجه محدش يقدر يرجعها"
"حاولي يافاطيما لو سمحتي"
*همست مهرة برجاء..أومأت فاطيما برأسها وساد الصمت قليلاً لتقل بعدها فاطيما بحزن:
"خالتو شافتكم"
*هزت مهرة رأسها تهمس:
"ايوه"
*رفعت فاطيما وجهها وسألتها برفق :
"كده أيوب أكيد هيعرف"
*هزت مهرة كتفيها بتشنج وهي تمسح دموعها تقل:
"يعرف هو ده اللي أنا عايزاه.....فاطيما أنا بحب أيوب بس زي أخويا ليه محدش فيكم قادر يفهم كده"
*نظرت لها فاطيما وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت لها بكل عنفوان وحق لايقبل الجدال :
"لما ده شعورك وإحساسك من ناحيته ليه مقولتيش كده من الأول وصارحتي أيوب قبل مايكلم بابا....ليه سكتي يامهرة ليه"
*لم تجبها مهرة وظلت مطرقة الوجه خجلاً لتهمس بعدها علي استحياء:
"مكنتش أقدر أجرحه وأنا عارفه إنه بيحبني بالشكل ده"
"واللي عملتيه ده مش هيجرحه ألف مرة ويطعن كرامته لما يعرف إنك بتحبي واحد غيره...كان لازم
تصارحيه من الأول يامهرة"
*قالت فاطيما كلماتها دون تردد وهي تنظر لمهرة بغضب ثم قالت ببرود ظاهري لا يعبر عمابداخلها
من خوف وقلق علي والدها وعلي أيوب الذي سيعرف بالتأكيد ماحدث:
"أنا هخرج اشوف ماما وأحاول أقنعها بس اوعي تفتكري إني موافقه علي اللي عملتيه ده"
***********
*رحبت دهب بالضيفة التي جاءت تسأل عنها وهي تنظر لها متحفزة تقل:
"حضرتك سألتي عني ممكن اتشرف بيكي"
*مدت الفتاة الشابة فارعة الطول نحيفة الجسد بيضاء البشرة ذات الشعر البنى المتوسط الطول
يدها قائلة بابتسامة مرتجفة:
"أنا مروة...مروة أبو الفضل...احمم تسمحيلي"
*وأشارت إلي كأس الماء الذي أمامها لتشرب..أومأت دهب برأسها تهمس:
"طبعًا اتفضلي"
*شربت مروة من كأس الماء وبدا علي وجهها الشاحب الخوف...فقالت دهب بعد أن لاحظت توتر الفتاة وارتجافها:
"اتفضلي اجعدي واجفة ليه"
*جلست مروة وضمت ساقيها إلي بعضهما ثم كفيها اللذان أخذت تفركهما وهي تنظر حولها لتقل سريعًا و
هي تبتلع ريقها خوفاً:
"أنسة دهب من غير مقدمات أنا عارفه إن أخوكي مظلوم ومقتلش حد"
*ازدردت دهب ريقها وقالت بعينين متسعتين :
"عارفه...عرفتي كيف...أجصد أنتِ..."
*أجابتها مروة سريعًا عندما شعرت بارتجاف دهب وتوتر أعصابها:
"أنا كنت في مكان الحادثة وشوفت كل حاجه"
*قفزت دهب بفرحة وضحكتها تملأ وجهها الحزين وهتفت بدموع:
"بجد أنتِ كنتي هناك أجصد في مكان الحادثة وشوفتي كل اللي حوصل شوفتي الجاتل"
*لتشهق بدهشة متمتمة:
"لما أنتِ شوفتي كل حاچه مروحتيش ليه النيابة وجولتي اللي شوفتيه وشهدتي بالحج"
*زمت مروة شفتيها ولم تجب دهب...التي عبست بقلق وانتقلت لتجلس بجانب مروة تسألها:
"في حد مهددك...لو في أي حد هددك چولي وبابا هيجدر يحميكي متخافيش من أيتها حاچه بس جولي الحج أنقذي خوي وولد عمتي من المصيبة دي"
*بررت مروة موقفها قائلة بخوف شديد ينتابها:
"زي مانتي شايفه واضح من لهجتي إني مش من أهل البلد وإني غريبة عنها في الحقيقة أنا من مصر بس لظروف معينة اضطريت إني أبقي هنا واشتغل والصدفة خلتني أشوف الحادثة كلها وكنت ناويه أروح أشهد باللي شوفته بس... "
*ارتبكت مروة وتابعت قولها:
"سمعت إن أهل القتيل ناس مجرمين وممكن لو عرفوا إني روحت وشهدت يقتلوني"
*حاوطت دهب كفيها وارتسمت ابتسامة مطمئنة علي شفتيها وهزت رأسها نفيًا بتأكيد:
"أكيد وأنتِ جايه لإهنيه عرفتي زين دي سرايه مين وعيلة مين؟ بابا هو كبير البلد دي ويجدر يحميكي والشرطة كماني"
*صمتت مروة واختنق صوتها بالخوف فقالت هامسة:
"بس أنا خايفه أنا مش قدكم ياأنسة دهب"
"دهب جوليلي دهب بس"
*تمتمت دهب وهي مازالت تحاوط كفيها المتجمدين وهمست برجاء شديد:
"أرجوكي ماما ممكن يجرالها حاجه لو خوي اتسجن لاجدر الله وكمان...."
"دهب"
*دلفت نيرة إلى الداخل بهدوء لتتعرف على ضيفة صغيرتها...عندما علمت من والدتها بقدوم فتاة شابة تسأل عن حفيدتها:
*هرولت دهب ناحية والدتها وهتفت بلهفة:
"ماما مروة شافت الحادثة كلاتها وبتأكد إن عمر خوي برئ...مروة دي ماما"
*تطلعت مروة بارتباك إلي المرأة التي تقف أمامها بكل شموخ برغم حزنها الشديد الواضح علي ملامحها الجميلة...سيدة أنيقة،،جميلة،،قوية،،ناعمة يبدو صوتها حازماً،،،نظراتها ثاقبة تعري من يقف أمامها وتكشفه بسهولة:
"اتشرفت بحضرتك"
*اعتلت شفتا نيرة ابتسامة هادئة ومدت كفها إلي مروة تقل:
"الشرف ليا...أهلاً بيكي"
*بتلك اللهفة السعيدة ضمت دهب والدتها وكررت ماقالته منذ قليل:
"ماما اطمني عمر هيخرج جريب جوي مروة هتروح تجول اللي شافته في النيابة...صوح يامروة"
*هزت مروة رأسها بارتباك وهي تناظر نيرة التي لم تظهر أي ردة فعل تجاه ماسمعته للتو بل بالعكس ظلت في مكانها صامتة تنظر الفتاة التي أمامها بغير ارتياح....هزتها دهب تناديها:
"ماما جولي حاچه"
*ربتت نيرة علي وجه ابنتها بلطف وهمست بهزة من رأسها بعد أن رمقت الطاولة فارغة:
"مش الأول تضيفي الضيفة أقصد مروة يلا شوفي ضيفتك تشرب إيه وقولي لخالتك بهية تعملي قهوة بسرعة"
*ضربت دهب جبهتها وتحركت سريعًا وهي تهتف بسعادة:
"أسفة نسيت والله من فرحتي...تشربي إيه يامروة ولا أجولك أنا راح أحضر فطور"
*ضحكت الأخري وأمسكت بكف دهب التي بدا علي ملامحها الفرح والبهجة وقالت:
"لا متتعبيش نفسك أنا فطرت الحمدلله بس، هشرب قهوة زي مامتك...قهوتي سادة"
"سادة..."
*تمتمت دهب باستغراب ونظرت إلي أمها الجالسة علي أحد المقاعد تراقبهما بصمت...فقالت وهي تهزكتفها:
"حاضر هعملها سادة...ماما أجول لبابا إن في...."
*رفعت نيرة كفها بلمح البصر وقالت لابنتها:
"لأ روحي اعملي القهوة وأنا هديله خبر وأنتِ يابنتي تعالي اقعدي واقفه ليه...اتفضلي"
*أومأت مروة برأسها وتقدمت من نيرة لتجلس مقابلها بثقة رغم ما بداخلها من تقلبات مخيفة من بعد رؤيتها لتلك المرأة الغير عادية كما سمعت من قبل.
**********
"يعني إيه هو دي تمن المحصول إيه هو أنا ببيع تراب عشان تقولي المبلغ دي...لا طبعًا مش عاجبني أنا هتصرف"
*خرجت بلسم من غرفتها علي صراخ كابر الغاضب والتي كانت في قمة غضبها تضرب الهاتف بكفها بحنق لتسألها بلسم بصوتها الناعم الباكي:
"بتصرخي علي مين؟"
*التفتت لها كابر وأجابتها بشراسة ولسان سليط تمتاز به:
"علي النصاب الحرامي متعهد المحصول عايز يسرقنا عيني عينك في تمن محصول القصب اللي
طلع عيني فيه...بس أنا عارفه مين وراه طبعا هو مفيش غيره الحقير الواطي ابن وهدان الكلب"
*زمت بلسم شفتيها وهمهمت باعتراض:
"كابر عيب ده برضه خالنا الراجل بين الحيا والموت ده بدل ماتدعيله"
*كادت كابر أن تنزع شعرها الأسود الحرير من شدة غضبها وأغمضت عينيها وهي تقول بصلابة خافتة:
"أنتِ كمان هتجنيني"
*اقتربت من شقيقتها الصغرى وانحنت أمامها تقل بصرامة من بين أسنانها المتساوية ناصعة البياض:
"ادعيله هه بإيه ياتري إن ربنا ياخده ويريحنا من شره ولا إنه يفضل كده مشلول مقهور على ابنه و
روحه....تسلم إيده ابن الناجي علي قتله والله"
"لاااا لا عمر مقتلش عماد قولتلك ميت مرة عمر مش قاتل"
*هتفت بلسم ببكاء وهي تضرب فوق كرسيها المتحرك بعنف...رفعت أختها حاجبيها وهو تقول متذمرة:
"أنا بقي نفسي أعرف أنتِ بتدافعي عنه كده ليه هو كان من باقي العيلة الواطيه وأنا معنديش علم
أنتِ تعرفي منين إنه مش هو اللي قتل الزفت عماد آمال كان بيعمل إيه هناك وقت الحادثة والرصاصة اللي خرجت من مسدسه....."
*أشاحت بلسم برأسها وهي تمسح دموعها:
"معرفش...كل اللي اعرفه إن عمر برئ"
*فتحت كابر فمها لكي تصرخ عليها ولكنها لم تستطع حينما استمعت إلي همهمات بكائها الذي دائما يجعلها تتراجع عن نوبات عنفها...جلست
أمام شقيقتها الجميلة وأمسكت بكفها تهمس:
"بتحبيه...بتحبيه يابلسم"
*رفعت وجهها المبلل بالدموع وعيناها كانت تلمعان وهمست:
"بحبه...بحبه ياكابر"
*ضغطت كابر فوق أسنانها وعيناها السوداء تشرد في أصوات تأتي من الماضي:
"أنت خدعتني باسم الحب أنت السبب في اللي أنا فيه يااااريت ماكنت حبيتك"
"اخرسي بقاااا يابنت **"
"اهااااااااا"
"ماااااما"
*شهقة بلسم القوية أعادتها من براثن الماضى زفرت ومدت أناملها تمسح دموعها قائلة:
"مش قولنا نبعد عن الحب وعن أوهامه مش كفايه اللي حصلنا بسببه...واللي حصلك أنتِ بالذات كان سببه الحب"
*أحنت بلسم وجهها الجميل ولم تعلق واستمرت دموعها في الهطول دون توقف...لتكمل كابر بعنف:
"هو علشان ساعدك من سنين يبقي خلاص تحبيه و تعيطي عشانه بالشكل ده...وإيه اللي مخليكي واثقة فيه بالشكل ده ولاد الناجي مش ملايكه هما كمان عيلة متفرقش عن عيلة البكري كتير"
"كفايه ياكابر كفايه أنا داخله اوضتي"
*دمدمت بلسم وتحركت بكرسيها المتحرك لتدلف إلي غرفتها التي أصبحت في الآونة الأخيرة محبسها الانفرادي الذي فرضته على نفسها حتى يخرج..صاحت كابر من خلفها بنزق:
"طبعا كلامي مش لازم يعجبك بس بكره تعرفي إنه صح لما الحب ده يبقي هو نهايتك...غبية"
*أغلقت بلسم باب غرفتها واقتربت بكرسيها من النافذة وفتحتها زفرت أنفاسها في الهواء العليل وهي تفرد ذراعيها بقوة...وهمست لحالها بعنف:
"ياريت أقدر أطير وأروح لحد لعندك واتاسف منك وأقولك إني مكنتش أعرف إن هيحصل كده"
*********
"البنت دي أنا مش مرتحالها"
*هتفت نيرة وهي تقف خلف الستائر تراقب مروة التي خرجت للتو برفقة زوجها و مروان محامي العائلة وعلى الذي كان يقود سيارة والده...
*وخلفهم كان عمار برفقة ولده حمزه وقد توجه الجميع إلي سراي النيابة العامة حتي تدلي مروة بشهادتها:
"ماما عمر هيخرچ بالسلامة جريب"
*قالت دهب وهي تقفز فرحاً...ضاقت عينا نيرة بشك والتفتت إلي ابنتها تسألها:
"شوفتي البنت دي قبل كده يادهب"
*هزت دهب رأسها نفيا وهتفت باستغراب:
"لاه أول مرة أشوفها...ليه ياماما في حاچه"
"عرفت اسمك منين؟ وليه جت هنا تطلب إنها تشوفك أنتِ مطلبتش تشوف أبوكي أو تشوفني
أو حتي تشوف حد من أخواتك"
*تساءلت نيرة بقلق وهي تمشي بالغرفة وعقلها لايستوعب ماسمعته من تلك الفتاة منذ قليل بأنها جاءت من مصر للعمل بأحد مراكز العلاج الطبيعي .....
تواجدها بمكان الحادث الذي يتخذه ابنها معزله الخاص منذ أن كان صغيراً وهذا المكان الخاص لايعرفه إلا القليل من أهالي البلدة.....
ظهورها المفاجئ بعد عشرة أيام من وقت الحادث حتي تدلي بشهادتها وحجتها الخوف والقلق من أهل القتيل كل هذا زاد الشك بقلب نيرة وجعل قلبها ينقبض من تلك الفتاة الغير مريحة.
*قلبت دهب شفتيها بابتسامة قلقة لتقل:
"ماهي جالت السبب جلجانه لحد من عيلة البكري يعرف إنها جت إهنيه عشان إكده سألت وجالت إنها صاحبتي...ماما البنت جايه عشان تنقذ أخوي ومحمود من المصيبة اللي هما فيها ازاي تشكي فيها بالشكل ديه بابا ذات نفسه مشكش فيها إكده"
*احتضنت دهب كتفي أمها ووضعت رأسها فوق صدرهاوهمهمت بعينين دامعة:
"المهم إن عمر يخرج بالسلامة هو ومحمود ولا إيه"
*ابتلعت نيرة ريقها وهزت رأسها تهمس:
"عندك حق المهم ابني ومحمود يخرجوا بالسلامة من المصيبة دي"
*التفتت نيرة واحتضنت وجه ابنتها الجميل وقبلتها بحنو:
"أنتِ وأخواتك نور عيوني وعيون أبوكي لازم تعرفي إن اللي يفكر يمس حد فيكم أنا أموته من
غير ماترمش جفوني...أنا هطلع أشوف جدتك وبعدين أروح عند عمتكم سمية"
"حبيبتي يانيرو"
*همست دهب مبتسمة وهي الأخري تقبل أمها>
**********

في العشق والهوي Where stories live. Discover now