🥀الفصل الخامس والأربعون🥀

4.5K 170 70
                                    

إنتقلت الأخبار بسرعة البرق بين أهالي نجع الناجوية و انقلب محيط سرايا الناجي رأساً على عقب حينما وصل رجال الشرطة و سيارة الاسعاف و تجمع بعض الأهالي حول بوابة السرايا، فالشائعات انتشرت أن أحد شباب عائلة الناجي قد قُتل...
صراخ نيرة يملأ أرجاء السرايا و جدرانها تسأل بجنون:
"ابني حصله إيه؟ اااااااابني ماااااات، عايزه أشوف ابني
ابعدوا عني، إبني يا ناس"
حاولت بهية بشتى الطرق أن تطمئنها، وهي تقيدها مع نوال و الخالة غوايش.. جسدها كان ثائرًا متشنجًا بقوة بين أيديهن
"كلاتهم بخير ياست نيرة والنبي بخير، ماحديش بعد الشر حوصله أيتها حاجه والله"
كانت كابر واقفة في زاوية بعيداً تراقب ما يحدث وهي في حالة من الفزع، يرتجف جسدها من الخوف تضم يديها لصدرها و تبكي هلعاً، تردد اسم زوجها الذي ذهب إلى المدينة منذ ساعات حتى يتقابل مع وكيل أعماله و لم يعد حتى الآن....
حماتها كانت كالأسد الجريح تتخبط و تصرخ بقوة و تدفع الجميع عنها حتى تصل إلى باب السرايا.. شهقت كابر خائفة أن يكون قد قتل أحد أشقاء زوجها و ينكرون الأمر عن نيرة التي ستصاب بأزمة قلبية حادة من شدة صراخها و بكائها..
كل شيء قد حدث بسرعة البرق، دوى صوت طلقة رصاص بقوة في أنحاء السرايا، ثم صراخ و هتاف لبعض الرجال كانوا يركضون حول محيط السرايا، يهزون الأرض بأقدامهم كخيول ترمح، أعقبه وصول سيارات الشرطة و الإسعاف...
ضمت ذراعيها حول بطنها وكأنها تحمي صغيرها الذي ينمو بداخلها، ترتجف خائفة أن يحدث له شيء و أصبح قلبها يرتعد قلقاً عليه حتى قبل أن يولد.. فوالده لم يعرف بوجوده حتى الآن...
قالت نيرة بصوت مبحوح انقطع من الصراخ و قدميها ترتجفان وقد أصبحا كأعواد المكرونة:
"ولادي فين؟ حصلهم ايه؟ كفاية عليهم و عليا كده، حد يطمني عليهم، فين أبوهم"
ثم سقطت رأسها للخلف تلهث.. وتحول لون وجهها الوردي الجميل إلى أحمر داكن مائل للزرقان:
_ ست نيرة، ست نيرة، فوجي يالهو بالي.. هات العواجب
سليمة يارب.
ثم صرخت بهية في نوال:
"همي يانوال بسرعة اعملي كوباية مية بسكر بسرعة، وانتي يا خالة غوايش سنديها معايا، يدك نجومها"
وجلست بهية تحت قدميها تفركهما برفق و كفيها الباردان المرتجفان:
"ولادك زي الفل الحمد لله، والله شوفتهم بعيوني دول واجفين جنب بوهم، ماحديش انطخ بالنار غير الواعرة بت الحرام.. كانت رايده تجتل الواد طاهر"
"طيب أشوفهم، و أشوف أبوهم، قلبي يطمن عليهم.. ليه حمزة مش عايزني أطلع أشوفهم؟"
هتفت الخالة غوايش وهي تمسح فوق وجهها بماء الورد:
"هو جلع كل الحريم ،وفز فينا كلاتنا، و جال نطمنك على الضاكتور"
تنفست نيرة بقلق، وضعت كفها فوق صدرها النابض بقوة .. رفعت عينيها تنظر نحو كابر التي في حالة هلع و تبكي لتسألها وهي تشاركها حالها:
"علي فين؟ طمني قلبي عليه هو كمان، اااه ياولادي يا حتة من قلبي، يارب خد من عمري و اديهم يارب"
أومأت كابر برأسها وهي تهرول إلى غرفتها حتى تهاتف زوجها الذي لم يصل للآن...
********

في العشق والهوي Where stories live. Discover now