🌱الفصل الثالث عشر🌱

2.1K 74 3
                                    

*نظر حمزة حوله في بهو السرايا ثم هتف بصوت صاخب:
_نيرة وينك؟
*سريعا عندما أستمعت الي صوته قرصت عايدة خديها حتي يفيضوا بالاحمرار ومشطت خصلاتها
التي تنساب من ذيل فراسها بنعومة وخرجت وهي ترسم ابتسامه ناعمة تتسم بالاغراء علي شفتاها:
_تؤمر بحاجه يابيه؟ أسويلك الجهوة ولا.....
*بتر حمزه حديثها بشدة وهو يناظرها بجدية:
_وينها ستك نيرة؟
*أبتسمت وهزت رأسها قليلا قائله بميوعة محاوله أن تجرب حظها في اغواء الرجل الذي يأثيرها بشدته ووسامته الطاغية:
_معرفاش...بس جولي رايد ايه واني اسويه من عيوني.
*نظر اليها حمزه بغضب وصرخ فيها صرخة ارعبتها ونفضتها لبعيد:
_چري أيه يامخبلة اجفي علي بعضك واتحدتي زين سألتك فين ستك تردي بأه او لا متجفيش أكده تتلولوي جدامي كيف الحية جبر يلمك غوري.
*أبتلعت عايدة ريقها بخوف وهزت رأسها وهرولت من أمامه وهي علي وشك ان تقع مغشياً عليها....
*بينما تنحنح حمزه وظل يراقبها قائلا بصلابة:
_جبر يلمك ياعويله.
*كانت نيرة تقف أمام خزانة ملابس زوجها ترتب ملابسه وتعلقها بترتيب تعودت عليه ولكنها برغم ذلك كانت شاردة الذهن مشغولة البال تفكر فيما
دار بينها وبين أبنها من حديث شغوف يستحق الأهتمام:
_نيرة وينك؟
*صاح ملهوفاً وهو يفتح باب الغرفة ويدلغ وكأنه يبحث عن روحه الضائعة،،،،،أستدارت إليه متأمله ملامحه الغاضبة لتبتسم:
_أنا هنا حبيبي.
*أبتسامتها له تمحي ظلام قلبه وتجعله أسيرها وعاشق لها من جديد بسكوتته الناعمة صغيرته التي
تربت بين ذراعاه وعلقته بها حتي اصبح كالمهوس تحركت نحوه وأمسكت بيده وكأنه طفلها الصغير
التي تسترضيه:
_مالو حببيي مين عصبه أكده.
*تجولت عيناه علي تفاصيل وجهها الرقيق والذي مازال يحتفظ بجماله ونعومته فقال وهو يضغط
فوق كفها الرقيق بحتياج:
_بعيط عليكي من بدري وانتي ولا أهنيه جلجتيني عليكي جوي...وكماني البت المخبلة ديه طلعت خلجي.
*قالت وهي تنظر نحوه بعشق وتحاوط وجه وتقبله فوق أنفه برقة:
_حقك عليا ياروح القلب أنا هنا اهو مشغوله بيك بردو مش برتب هدومك في الدولاب.
*ثم قطبت حاجبيها وقالت بمرح:
_ضيقتك في ايه عايدة.
*فرك وجهه بشدة حتي ينقذ نفسه من حالة الغرق في شفتيها لولا موعده الاسبوعي في مجلس النواب لكان الان يغرقها بين أحضانه:
_ولا حاچه بس شدي عليها حبتين كأنها مايعة ومش علي بعضيها الدوار في شباب يانيرة خدي بالك زين.
*هتفت بشرود وقد لفتت نظرها بهية لهذا الأمر قبل ذلك ولكنها لم تهتم:
_متقلقش أنا هعرف أتصرف معاها....اااه في حاجه مهمة جدا عايزه اقولك عليها لا اقصد عايزه افرحك
بيها مش هتصدق.
*ضاقت عيناه وقال لها ضاحكاً:
_لا هصدج بس جولي انتي بالأول عشان اصدج.
*ضربته بخفة فوق صدره وهي تبتسم في وجه الوسيم قائله بغمزتها الشقية:
_خير أيه سبب الروقان ده.
*هز راسه ببطء شديد الهدوء وهمس وهو يتأمل شفتيها بينما جسده يتصلب وقلبه يضخ الدماء في
شرايينه دفعة واحدة دون توقف في احتياج الي دفء شفتيها الذي قبلهما سريعا بكل أشتياق:
_اااه ياقلبي...
*همست وهي تضع كفها فوق قلبها وتتنهد وبرقة لمست حافة قميصه السماوي ومن أسفله تسللت
اناملها برقة فوق صدره تتحسسه:
_مالك النهارده ياراجل أنت شكلك كده بشياكه اللي انت فيها ديه رايح تجوز عليه وبثبتني.
*تعالت ضحكته تجلجل بين أرجاء الغرفة ليضمها الي صدره مكبلاََ وهو يقول بصوت متحشرج من
رغبة قوية تجتاحه:
_ستات الدنيا كلاتها متملاش عيني خلاصي مفيش غيرك أنتي اللي جوات الجلب يا ام عمر.
*أبتسم حمزه لعينيها وهمس يداعبها مازحاً:
_بس جوليلي كيف يعني أثبتك بسلاح يعني ولا أيه؟مفهمش حديت عيالك المايع دهو اللي عم تولجطيه منيهم.
*شهقت بضحكة صاخبة تكاد تكون أجمل ضحكة رآها في حياته وهي تقلد صوته بلهجته:
_واه سلاح ياواد عمي...تثبتني بكلامك الحلو وحبه الغزل الناعمين دول عشان احبك اكتر.
*رفع يده يمسك بذقنها ليرفع وجهها المتوهج بحمرة خوخية ناعمة وقبل خدها هامساً:
_ربنا يباركلي فيكي...اجوم أني اتوكل علي الله لأحسن الجعدة وياكي راح تناسيني الناس اللي عوقت عليهم لافيني العباية الرمادي.
*تحركت نحو الخزانة لجلب عبائتة الرمادية لتضعها فوق اكتافه وتربت فوق اكتافه برفق تقل:
_عمر موافق يتجوز.
*استدار ينظر لها باستغراب والفرحة تلمع داخل عيناه وقال بصوت رخيم:
_هه علي خيرة الله عجبال الباجيين...دوريلو على عروسه تكون زينة وبت ناس طيبين ويبجا الفرحه
فرحتين فرحه مع فرح أخته.
*التمعت عيون نيرة بفرحة وهي تقول بهدوء تصاحبه أبتسامة يرجف لها القلب:
_أبنك مش محتاج ادورله علي عروسه هو حاطط عينه علي وحده.
_اباي عمر..ولدي حاطط عيونه علي وحده معجول.
*هتف حمزه بذهول وهو ينثر من زجاجه عطره ويبتسم...فقالت نيرة بحاجب مرفوع بمكر أنثوي:
_مش قولتلك مش هتصدق شوفت بقا.
*ارتفع حاجبي حمزة بتوجس وسألها:
_مين ياتري؟ علي الله تكون زينة ميكونش كيف اخوه الرمرام.
*هتفت بصوت متهدج تدافع عن أبنها:
_حمزة متقولش كده علي أبنك على بكره يعقل ويتجوز هو كمان ست البنات.
_أبجي جبليني.. ولدك مش راح يعجل غير لما يجع علي بوزه ويجيب لنفسه مصيبة بسبب النساوين اللي داير معاهم ولا فكرك أني نايم علي وداني أياك ومعرفش بيهبب أيه...المهم جوليلي مين اللي عمر رايد يتچوزها!!!!
*تأكل قلبها وحزنت كثيرا بسبب على ولكنها لم تراوغ زوجها فيما قاله فكل كلمة يقولها حمزة صحيحة ولا تحتاج الي تأكيد...مطت شفتاها تقل:
_بلسم...
_بلسم مين؟
*تسائل حمزه بحيرة ثم صمت للحظات يفكر في صاحبة الاسم المميز الذي تردد علي مسامعه من قبل....انتشله من أفكاره صوت نيرة الشجي وهي
تقل بدلال:
_ايوه هي اللي بتفكر فيها بلسم التهامي أخت كابر اللي عمر جابها هنا معاه من كام سنه من بيت وهدان الزفت ده...شكله كان حاطط عينه عليها من زمان وأحنا ولا هنا.
*حك ذقنه وتنحنح يهمس:
_يعني عمر كان يعرفها من جبل سابج أجصد كان بيروح ويچي وياها ولا ايه؟
*هزت نيره اكتافه قائله:
_معتقديش أنت عارف ظروف البنت يعني مش بتقدر تتحرك كتير...بس يظهر أن عمر كان واخد باله منها فتره لحد ما أتأكد من شعوره.
*أوما حمزه براسه وحمل عصاه وخرج من الغرفة وهي خلفه دون أن يعلق فقالت نيرة بشك:
_مقولتيش أيه رايك!!!!
*اجابها وهو ينزل الدرج بتمهل وهي بجانبه:
_مش مهم رأيي أو رايك المهم ولدك هو رايدها يبجا علي خيرة الله...المهم أنه يكون مبسوط في حياته.
*اتسعت ابتسامة نيرة وقلبها يرفرف من فرحتها ورددت:
_عمر شكله بيحبها أوي والا مكنش قالي واتكلم علي طول انت عارفه مش بيقول حاجه غير لما يكون متأكد منها ومقتنع بيها.
*وقف حمزه علي باب السرايا وقبل ان يفتحه لثم جبهتها واصابعه تملس علي وجنتها وقال بارتياح:
_يبجا يتوكل علي الله واحنا وياه وجاره...وعايزك تتحدتي مع دهب الليلة عشان تسمعي منيها الرد
ونسرع في الموضوع دهو.
*شحبت نيرة فجأة وشعرت بقبضة قوية تعتصر قلبها وتلبك معدتها فقالت متردده:
_مش عارفه خايفه ليه من الموضوع ده وقلبي مقبوض.
*نفس الشعور يراوده ويقلقه لدرجه الخوف الشديد الذي لايعرفه الا تلك المرة أبنته فلذة كبده قطعة من روحه يخاف أن يمسها الهواء أو تدمع عيناها
بدمعة حزينة وهو علي قيد الحياة....اذا فلابد من عزم الأمر والتوكل فيه سريعا قبل أن يحدث الامر الذي يجعل منه قاتل لقاسم البكري:
_متجلجيش واتحدتي وياها الليلة عشان نعدلها علي ولد عمها بسرعه قبل ماجتل ولد البكري دهو واخلص منيه.
*اتسعت عينان نيرة بالخوف الشديد وارتجفت وهي تمسك بكفه المتشنج فوق عصاه قائله برجاء:
_وحياة غلوتي عندك وحياة ربنا اللي بتركعله في كل صلاه وتدعي له اوعي تقول كده تاني حمزه كله الا القتل والكلام ده كفايه عمر والايام اللي عشناها ولحد دلوقتي مش عارفين مين كان السبب في المصيبة ديه..والله انا حتي قلبي مش مرتاح للبنت اللي ظهرت وراحت شهدت حاسه ان في حد وراها أن شاء الله كل حاجه هتم علي خير والمخبول ده يبعد عننا بخيره وشره.
*دق الأرض بعصاه قائلا بخفوت قبل ان يخرج:
_كله علي الله اتحدتي بس مع دهب عشان عايز كل حاجه تبجي برضاها مش غصب عنيها.
****************
*كان أدم جالس شارد التفكير العميق ينتظر وصول أيوب الذي دلف الي داخل المقهي سريعا بتوتر وهو
يبحث وسط الجالسين ليلمح زوج خالته يجلس في أحد الزوايا منفرد بعزلته...جلس أمامه قائلا:
_السلام عليكم..أونكل حضرتك كويس.
*ألتفت أدم براسه الي أيوب وتبسم بهم يقبع فوق أكتافه ويحنيها وهو بعمره كله وبرغم أخطاء شبابه
لم ينحني مثل هذا الانحناء إلا لله عز وجل ولكن جائت إحدى بناته لتحني هذا الرجل القوي ويعرف معني الانهزام الحقيقي:
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..أنا كويس ياكابتن اهدى.
*هز أيوب راسه باستغراب فهذه المرة الاولي الذي يستدعيه فيها زوج خالته بهذا الشكل العاجل حتي
يتحدث معه في أمر خطير كما شرح له ع الهاتف:
_طنط همس بخير وفاطيما و....
*وبتر أسمها قبل ينطق به لسانه...فقال أدم بهدوء:
_كلنا بخير اطمن قولي الأول تشرب ايه؟
*هز أيوب راسه رافضاً:
_شكرا يا أونكل مش عايز اشرب حاجه.
*ربت أدم علي كفه البارد مثل الثلج وأشار الي احد النادلين ليأتي إليه وهتف مبتسم:
_هتشرب معايا ع الاقل عشان نعرف نتكلم أنا هشرب قهوة وأنت.
*ضم أيوب شفتاه وقال لنادل:
_سلحب بس يكون خفيف لو سمحت.
*فقال النادل وهو ينظر الي أدم زبون المقهي منذ زمن بعيد:
_أجيب لحضرتك الشيشة بتاعتك ياباشا.
*أوما أدم براسه قائلا:
_ماشي ياأسعد.
*ليكمل وهو يضحك في وجه أيوب الشاحب قليلا:
_تعرف أنا وعمك زباين في القهوة ديه من اكتر من عشرين سنة كل مايجي هنا يقولي يلا بينا نقعد ع القهوة ونتكلم في الشغل ونفضل قعدين هنا لحد الصبح.
*أجاب أيوب وقد أطمئن قلبه من حديث أدم الهادي نوعا ما:
_بابا كمان بيجي هنا معاكم وساعات حمزه أخويا مبقاش باقي غيري ويظهر كده هبقي زبون فيها معاكم.
*ضحك أدم وقال دون مقدمات وهو يناظر الشاب الرزين الجالس أمامه بعقلانية هادئة محببه لديه:
_أيوب أنا عايزاك تتجوز مهرة وبسرعة.
*اتسعت عينان أيوب بذهول وظل فترة وجيزة ينظر إليه بصمت دون أن يجيبه بكلمة واحدة:
*وبنفس الوقت كانت مهرة تدور بغرفتها كالمهوسة تفرك كفيها بتوتر وجسدها يرتجف برعشة قاسية
تنفضها وكأنها أصيبت بحمي الخوف:
_بابا مقالش اي حاجه ده حتي متكلمش معايا ولا كلمة انا خايفة.
_خايفه علي بابا ولا علي نفسك؟
*سٱلتها رقيه شقيقتها الكبري بغضب وجذبتها من ذراعها وهتفت بوجهها مغتاظة:
_انطقي ولا اتخرستي انتي ايه معندكيش دم.
*نفضت ذراعها بقوة وصرخت بدموع تتغلغل داخل عيناها بقهر:
_طبعا خايفة علي بابا وعلي زعله ومش هتحمل انه يزعل مني ويخاصمني كفايه ماما.
*زمت رقية شفتيها بحنق وهمست:
_لما انتي عارفه كده ليه عملتي كده انتي عايزه تموتيهم هه انتي ايه؟
_بعد الشر...
*همست فاطيما وهي تجلس في مكانها فوق سرير أختها تلتزم الصمت وتتحاشي النظر الي شقيقاتها:
*تنفست مهرة بضيق وهي تشعر بالاختناق يطبق علي أنفاسها ويكاد يقتلها وقالت بحسرة:
_أنا مش عارفه عملت كده ازاي بس..بس كنت....
*صاحت رقية في وجهها بعنف:
_كنتي ايه؟ بقا انتي يامهرة تمدي ايدك وتعملي كده عشان واحد حقير لو بيحبك كان جه لحد باب
بيتك وتقدم لبابا...بس للأسف لاقي قدام منه وحده غبية يقدر يضحك عليها باسم حبه المزيف.
*صرخت مهرة تدافع عنه بكل استماته:
_مهاب بيحبني ولو عليه يجي من بكره يتقدم لبابا بس ظروفه متسمحش مش كل الناس زي جوزك يا
رقيه اتولدو لقوا بابا سيبلهم ميراث يعتمدو عليه.
*بعنف غاضب دفعتها رقية بقوة وهي تتردد بثورة غاضبة:
_اخرسي واحترمي نفسك اللي زيك المفروض تسد بقها بجزمة قديمة وتتنيل تقعد ساكته انتي عايزه
تقارني جوزي بالنصاب بتاعك...لا وليها عين ترد كمان.
*لتنهض فاطيما وتقف بينهما وتصرخ باعصاب تالفة أوشكت علي الانهيار قلقاً علي والدها:
_بسسس كفايه انتم عايزين ماما تسمع ولا بابا يكون جاي من بره ويسمع مش كفايه اللي هو فيه.
*رددت مهرة بصوت مبحوح وهي تقع ع المقعد منهارة بالبكاء:
_فاطيما اتكلمي مع بابا قوليلوا يسامحني وانتي يارقية عشان خاطري ساعدوني انا غلطانه والله انا
غلطانه بس اتكلموا مع بابا وماما انا خايفه جدا.
*حملت رقية حقيبتها ونظرت الي فاطيما بتمهل وعينان تسألها مستفسرة...فهزت فاطيما رأسها تقل:
_احنا ممكن نتكلم مع ماما لكن مع بابا انتي عارفه ان مستحيل هيتقبل اي كلام مننا ده لو قبل اساسا
يسمعنا.
*هتفت رقية مؤكده:
_عندك حق كلنا عارفين طبع بابا كويس وقرارته اللي مستحيل يرجع فيها وأولها طبعا انه منع حتي
انك تخرجي من اوضتك ارجع وقولك كله بسبب عمايلك السوده.
*حدجتها فاطيما بنظرة مؤنبة لتصمت عن توبيخ مهرة التي فقدت نصفها من القهر والتي كانت تبكي
بانهيار وهمست لها:
_رقية خلاص مش شايفه حالتها.
*هزت رقية رأسها بخيبة امل ودمدمت بخفوت قبل ان تخرج من الغرفة:
_ده نتيجة غلطها اللي لازم تتحمله.
*وبالمقهي*
_مهرة جرحت كبريائي ورجولتي لما رفضتني قدام الكل ومهما كانت درجة حبي ليها مش هسمح انها تهين رجولتي مرة تانية.
*وابتسم ساخرًا ولسانه يصحح مانطق به قلبه:
_اقصد لما كنت بحبها.
*سحب أدم نفسا من الارجيله وظل يستمع الي أيوب دون أن يقاطعه وعندما انتهي سأله بجدية
وهو يمعن النظر فيه:
_يعني انت خلاص مبقتش بتحبها.
*هز أيوب راسه نافيا بصلابة شديدة:
_اللي تجرح كرامتي مالهاش مكان في قلبي اظن ان كلامي ده مش هيزعلك مني لأن حضرتك طلبت مني اتكلم بصراحه.
*ظل أدم مطرق الوجه صامت يفكر لبرهة من الوقت ليقل اخيرا بقتامة:
_وهو ده اللي أنا عايزه بالظبط منك.
*رفع أيوب اكتافه وتسائل بصوت غريب هادئ:
_يعني أيه؟
*عقد أدم حاجبيه وهتف بصوت أشد قوة:
_الحب يعني ضعف وانا مش عايزك تضعف قدام بنتي بالعكس عايزك تشد وتقوي وتجرح وترجع
تداوي....علشان ترجع تجرح تاني وتالت.
*قال أيوب دون مواربة:
_يعني حضرتك عايزني اتجوز بنتك و....
*لم يتجرا علي قولها...فقالها أدم بكل وضوح دون أي تجميل للحقائق:
_ايوه عايزك تتجوز بنتي عشان تكسرها وتكسر كبريائها مفيش حد يقدر يكسر ست غير راجل أنجرح قلبه بسببها..
*ارتفع حاجبي آدم قليلا وحكه أنفه وهو يقول بهدواة:
_متردش عليا دلوقتي فكر وخد وقتك وخليك واثق أني معاك في اي قرار تاخده بس صدقني
أنت الوحيد اللي تقدر تسيطر في الموضوع ده ٱنا أب وصعب عليا اقولك الكلام ده...
*زفر أدم بضيق وارجع ظهره للوراء يتكي ع المقعد الخشبي يقل:
_أنا ممكن اتصرف معاها بطريقتي اقتلها ولا احبسها بس ايه الفايده في الاخر مهرة محتاجه راجل تعرف معاه معني الاستقرار والالتزام.
*ابتلع أيوب ريقه الجاف ورفع كوب الماء البارد يشرب منه بنهم ليرتوي...وقال بصوت لا يقبل
الجدل:
_أنا مش محتاج افكر...انا موافق مهرة بنت خالتي وأنا أحق بيها من اي حد، مهما حصل لا انا ولا انت
هنسمح لأي حد انه يهنها طبعا.
**************
*تحدثت دهب مع والدتها ع الهاتف بحيرة:
_ماما ممكن نتكلم لما أرجع البيت اني دلوكت عندي شغل كتير و...
*قاطعتها نيرة بنفاذ صبر:
_ابوكي قالي اتكلم معاكي واسمع منك الرد وانتي زي عادتك بتتهربي وهتيجي البيت تحبسي نفسك
في الاوضة وتقوليلي نتكلم بكره...انتي حره مع ابوكي بقا.
*زفرت وهي تخلع نظارتها الطبية ووضعتها فوق المكتب وهمست:
_مش عارفه ياماما جلبي بيجولي وفجي ده نصيبك بس عجلي رافض الموضوع من الأساس
أنتي عارفه زي تمام أن حمزة بيحب مرته ويمكن يكون مغصوب ع الچواز مني عشان يرضي بابا.
*اجابتها والدتها بحنو وقد رق قلبها لحيرة ابنتها التي هي أيضا تعيشها وتخفيها عن الجميع برضاها:
_ومين قالك ان حمزه مغصوب عليكي حبيبتي ليه يعني انتي الف واحد يتمناكي انتي دهب الناجي.
_بس لو اتجدموا الالف دول لبابا هيرفضهم ويجول حمزه ولد عمي وعلي يدك العريس اللي اتجدم ليا من شهرين بابا جال لا عليه.
*قالت دهب وهي تتنفس بعمق وخوف من مجهول يطاردها:
*فاهتفت نيرة معلله رفض زوجها:
_ابوكي رفض لما سألك وانتي قولتي بلسانك مش عايزه اتجوز زي مارفضتي اللي قبلهم...
*ثم اكملت وهي تكشفها أمام نفسها وكأنها مراتها:
_انتي فاكره اني مش عارفه ان قلبك متعلق بابن عمك من وانتي لسه صغيره وبتحبيه انا امكم اللي
قلبها بيحس بيكم وعيونها بتعرفكم من غير حتي
ماتتكلمي انتي ولا اخواتك.
*رددت داعية:
_ربنا يخليكي لينا انتي احلي ام في الدنيا...ماما انتي جبل أكده كنتي في نفس موجفي لما اتجوزك بابا علي مرته يعني كنتي في نفس حيرتي جوليلي
عملتي ايه.
*صمتت نيرة وابتسامة عاشقة تلوح فوق شفتاها وهي تتذكر كيف تزوجت من ابن عمها التي كانت تعشقه وكان هو أيضا يعشقها والمثل يحدث الان مع صغيرتها وكأن القدر يخط القصة من جديد:
_مشيت ورا قلبي وكنت واثقة من عدل ابوكي وانه عمره ما هيفرق بيني وبين غالية ابدا بس اللي هي
عملته كان السبب في ان ابوكي يسبها...عشان كده
عايزاكي تمشي ورا قلبك وثقتك في ابن عمك وانا شايفه انه يشبه ابوكي في حاجات كتير طبعا مش
الشكل وبس إنما كمان في الحق والعدل والحنيه.
*استمعت دهب الي والدتها وهي تشعر بالراحه تسري في عروقها وتطمأنها حمزة يشبه والدها في الطباع وفي العقلانية و دائما والدها يثق فيه وهي
أيضا ولكن عقلها يأبى عن التصديق بأنه يمكن أن يعشقها بقدر ماعشق والدها والدتها:
_ماما ان شاء الله لما أجي البيت نتكلم واوعدك اني من هنيه لحد ما اجي البيت هكون فكرت وجررت.
*واغلقت الهاتف لتكمل عملها ولكنها لم تستطع فكانت مشتته تماما وعقلها يعمل بضراوة ضد قلبها
في صراع:
*وبعد ساعتان انتهاء دوم الروضه وبدأ الجميع في مغادرة الروضه وظلت هي في مكتبها تعمل علي بعض التعديلات التي سوف تتم في الروضه قريبا
ليستغرق ذلك اكثر من ساعه فكانت هي بمفردها مع حارس الروضه الذي أغلق بابها وخرج لشراء
الطعام لتظل هي جالسة داخل مكتبها تنهي عملها لتغادر:
_خلاص يامحمد جدامي خمس دجايج وأخ.....
*هتفت دون أن ترفع وجهها عما تفعله وهي تعتقد بأن من طرق فوق باب غرفتها ودلف هو محمد حارس الروضة ولكنها بترت باقي جملتها عندما رفعت عينيها وحدقت في الواقف أمامها يبتسم بهدوء شديد وهو يأكلها بعينيه التي تحدقان فيها بجنون لتنهض مفزوعة وتقل بتلجلج:
_أنت بتعمل ايه أهنيه؟
****************
*توقف حسن بسيارته قرب عملها وظل ينتظرها لتخرج مرت دقائق وخرجت نفيسة مع احدي صديقتها بالعمل ليبتسم حسن وهو يري جميلته
تتهدا كغصن بان بعودها الرقيق وجمالها الاخاذ فاهمس بحب:
_حبيبتي.
*واستعد ليخرج من سيارته ليستقبلها وفجأة توقف عن النزول وهو يلمح شاب يبدو في اواخر
الثلاثينات يقترب ويقف بالقرب منها ويتحدث إليها بينما هي تقف أمامه ويبدو أنها تستمع اليه بانصات آثار غضبه وحنقه ومما زاد النيران اشتعالاً ضحكتها الواسعة التي أرتسمت علي شفتاها بجمال....
*ظل بسيارته يراقبها وداخله يغلي وكأنه بركان من حمم على وشك الخروج الغيرة القاسية تشعل قلبه
وتزيد من شعوره الأكيد بتهشيم وجه هذا الحقير
الذي ينظر لها ويتمتع بسماع صوتها صوت العقل و التفكير بتحضر فرض عليه الهدوء ولكن لكل شئ اخر وقد انتهي أخره وهذا مابدا علي لون وجه القاني وعيناه المشتعلة من خلف زجاج منظاره الطبي ويداه التي أصبحت مثل لوح من الثلج لقد تركتها صديقتها ورحلت بعد أن ودعتها وتحركت هي معه بخطوات متناسقة هادئه.....وهي مازالت تبتسم له ليصيح من بين اسنانه:
_بتضحكي علي ايه عايز افهم؟
*وعندما تأكد من اقتربهما من مقهي صغير بجانب بناية عملها انفجرت الدماء في اوردته وخرج من السيارة يضرب بابها دون اهتمام ويهرول بخطوات واسعة يحكمها طول قامته الفارع وبصوت غليط
غاضب قال وهو يجذبها من ذراعها:
_رايحه علي فين؟ومين الاستاذ؟
*بالطريق كانت تكتف نفيسة ذراعيها وتنظر من النافذه التي كان هوائها يضرب وجهها ويخفيه بخصلات شعرها البنية الناعمة..اما هو فكان ملتزم الصمت يقود السيارة بهدوء ظاهري لايدل علي مابداخله من غضب فقط صوت مسجل السيارة هو الذي يشدو بأغنية رومانسية لاصالة التي يعشقها حسن ونفيسة أيضا:
*وحينما انحرفت السيارة عن طريق منزلها قالت:
_أحنا رايحين فين؟
*تنهد ببطء وأجابها بسلاسة تتخلها الرسمية:
_رايحين نتغدي عندك مانع.
*أرتفع حاجباها بدهشة مستغربة من رسميته وهدوئه في الرد لتهتف بحنق وهي تلتفت له:
_حسن أيه اللي عملته ده؟انت احرجتني جدا على فكرة.
*قال دون أن ينظر لها بعنف:
_ياسلام أحرجتك كمان ليه هو الاستاذ هانى ده يطلع مين عشان تحرچي منيه أكده...هه أنطجي.
*تأففت وهي تصيح بغضب:
_حسن وجف أهنيه عشان انزل معيزاش أتغدي وياك ولا حتي اتكلم.
ليصرخ عليها بضيق وهو يزيد سرعته غير مبالي لطلبها:
_هتروحي وياي ونجعد نتحدت زي الناس علشان عايز افهم.
_وه... هو بالعافية جولتلك معيزاش.
*هتفت عليه بغضب وهي تزفر....وبعد وقت قصير فى احدي المطاعم الأنيقة على ضفافض النيل:
*وقفت احدي النادلات تكتب قائمة الطلبات التي يملأها عليها حسن دون أن يسأل نفيسة:
_تؤمر بحاجه تانية يافندم.
_شكرا.
*وعندما ذهبت النادلة قالت نفيسة بشفاه ملتوية:
_ايه كانى هوا جاعد وياك مش تسألني أكل ايه ولا كماني هتاكلني علي مزاجك.
*زادت الإبتسامة فوق شفتيه هزلا وتسلية مما جعل العبوس علي ملامحها يزداد والغضب في قلبها يتضاعف:
_ليك نفس كمان تضحك اني معرفاش ايه چابني وياك أووف.
*كان منعقد الحاجبين شديد الجدية وهو يومئ لها براسه قائلا:
_طلبت الوكل اللي بتحبيه متجلجيش علي معدتك اني عارف كل حاچه عنيكي بتحبي ايه وبتكرهي ايه ولا ناسيتي.
*رفعت وجهها المحتقن اليه بدهشة همست:
_كأنك بتعمل حساب ليا ولا لشعوري.
*تنحنح ونظر لها بعيناه الواسعتين وهو غير قادر علي أبعاد عيناه عنها وعن برائتها الناعمة ولكنه أبى
عن الابتسام:
_وأنتي مش بتعملي ليه حساب لشعوري ولا ليا في غيابي وكنتي ماشيه تتجصعي مع الملزج اللي كان
هياكلك وكل بعيونه ورايحه كماني وياه تجعدي في الكافتيريا وطظ في حسن واللي جابوه.
*هتفت بصوت جهوري ألفت رؤؤس الجالسون حولهم:
_أنا بتجصع...
*فصرخ عليها هو الآخر:
_ايوه بتتجصعي مانتي مكنتيش شايفه حالك ماشيه كيف وبتضحكي كماني ولا علي بالك.
*سحبت حقيبتها ووقفت متشنجة:
_حسن أني ماشيه.
*أمسك كفها واجلسها بقوة:
_جولتلك مش هتروحي في أيتها مكان غير لما نتهبب نتحدت اني وأنتي.
*ابتلعت ريقها بارتباك وهي تنظر حولهم فانظر هو الآخر صائحا عليهم بعنف:
_ايه بتتبصوا علي ايه مشوفتوش واحد بيتخانج مع خطيبته.
*لتلتفت رؤؤس الجميع عنهم...فقالت بخجل وهي تسحب كفها من كفه:
_هه يارب تكون ارتحت من عصبيتك اللي فرجت علينا الناس.
*نزل الطعام علي المائدة وكلاهما مازال ملتزم في صمته ليقل بخشونه هادئة:
_كلي يلا عشان اني جعان.
_موكلاش كل أنت.
*وبعد قليل كانت تمضغ الطعام برقة وهو أيضا ولكن عيناه كانت تراقبها بانشداد وحب برغم رقتها
الا أنها كانت تلتهم طعامهم المفضل بنهم شديد ممايدل علي جوعها الشديد:
_ايه بتبحلج فيا كده ليه اول مرة تشوف حد جعان جصاد منيك.
*ضحك وهو يشرب من كأس الماء بشرائح الليمون التي أمامه ليقل بسخريه مرحه:
_لا ابدا بس كان في بنته حلوه من شويه مكنتش عايزه تاكل وبتجول شبعانه.
*التفتت عنه براسه ولاحت فوق شفاها ابتسامه هادئه خجولة فقال لها برقة:
_بالهنا والشفا حبيبتي.
_علي جلبك.
*همست برقة وعيناها تسكن عيناه ثم قالت بتلك الرقة التي تذيب قلبه:
_اطلبلي عصير موز.
_عيوني حبيبتي.
*وبعد قليل كان يشرب هو قهوته وهي ترتشف من عصير الموز المفضل لها...وقالت وهي تنظر له وهو
شارد الذهن:
_ مستر هانى يبجا رئيس جسم الترجمة عندينا في المجلة لسه منجول من مصر للفرع أهنيه ولما وجف وياي كان بيسالني عن شغل محتاج يعرفه.
*أسند ذقنه فوق قبضه يداه يستمع لها بدقة ولكنه لم يقتنع فقلبه يقول العكس تماما فقد رأي هذا الشاب وهو يناظرها بنظرة تبتعد كل البعد عن ما يخص العمل نظره يعرفها العاشق ويفهم فحواها:
_واشمعانه انتي اللي سالها في كتير غيرك في جسم الترجمه وبعدين كيف المخبل دهو يوجف بنته ويتحدت معاها أكده عيني عينك حتي لو مش
انتي لازمن يحترم حاله.
*ابتسمت وقلبها ينتفض بالحب لغيرته الظاهرة في العلن حتي لمن لايبصر فقالت وهي تمسك كفه:
_بتغير ياحسونه.
*حرك راسه قليلا وقال بتردد:
_لا...ايوه طبعا بغير مش انتي حبيبتي وحته مني.
_بجد أنا حته منك.
*هتفت بسعادة...واكملت وهي تغمض عيناها:
_وانت كمان جلبي وروحي وحياتي بس أني زعلانه منك ومن اللي عملته جدام الناس دلوكت هبجا لبانه في بج الجميع ويتحدتوا عني....
_اللي يجول عنيكي حرف اجطع لسانه جطع.
*قال بغضب وحاجبيه تنعقدان بجانب بعضهم:
*فردت تلومه:
_بس انت كنت هتضربه ياحسن مش كنت تفهم الأول جبل متكسفني وتكسف رئيسي في الشغل
شكلي هيكون ايه جدامه دلوكت.
_أستغفر الله العظيم هتجولي تاني رئيسي وهباب مايتحرج ولا يولع بجاز نفيسة بلاش تضغطي عليا اكتر من أكده لأحسن أروح أضربه جدام الكل.
*احمرت وجنتها وهي تهمس بحب:
_طيب خلاص يابو على روج وبلاش عرج الناجي يطلع عليا مكفكش اللي حوصل جدام الناس وكمان
عيطت عليهم...
*لتتسع ابتسامتها اكثر وهي تسأله:
_وجولت اني خطيبتك! هو أني خطيبتك ولا اشاعه وانا معرفش.
*رفع حسن حاجبه وهو يسألها بفضول:
_ليه هو انتي مش حبيبتي.
*هزت كتفها برقه تجيبه:
_حبيبتك طبعا.
*ليهز هو الآخر كتفه ويجيبها بحب:
_تبجي خطيبتي وحبيبتي ومرتي وأم ولادي ان شاء الله.
*أطلقت تنهيدة حارة وعينيها تتسع بانبهار وحب لاينتهي لهذا المخلوق الوسيم الذي خلقه الله حتي
يكون لها وملك لقلبها:
_بچد ياحسن انا كل ده...يعني هنتجوز انا وأنت ونجيب عيال كتير.
*تلبك وشعر بسكين حاد ينغز قلبه العليل فابتسم وهو يؤمي لها براسه قائلا:
_أن شاء الله...
*ثم نظر لساعته وقال متحجج:
_اتاخرت جوي ع المستشفي يلا عشان اوصلك ع البيت وبعدين اروح المستشفي.
*أسلبت نفيسة جفنيها وسارعت ترتشف رشفة من الماء لترطب حلقها الجاف وهي تعلم انه يتهرب منها كالعادة برغم حماسه منذ قليل.....فهزت رأسها تقول:
_يوم الجمعة ماما وبابا ومحمود رايحين يخطبوا فاطيما.
*ضم شفتيه بابتسامة واهنة وهو يضع النقود في بطاقة الحساب:
_عارف الف مبروك.
_عجبالنا أحنا كمان.
*دمدمت برجاء حتي يشعر أنها تريده مهما كانت الظروف والاوهام العالقة في ذهنه....فقال وهو يقف مستقيم ويمد يده ليمسك بيدها:
_يلا جومي عشان اتاخرت جوي.
**************
*وقفت مذعورة تنظر الي الواقف أمامها باناقة وهو يحمل باقة زهور رائعة.....وابتسامته مبهمة المعالم تزهو فوق شفتيه ابتسامة لاتعرف اذا كانت هادئة رزينه أم قاسية تحمل بين طياتها التهديد تماسكت
وبدا علي وجهها الناعم الجمود برغم اضطربات قلبها الذي يخفق بخوف:
_أنت بتعمل إيه أهنيه ودخلت كيف اطلع بره حالا... وإلا...
*قاطعها بصوت اجش حنو النبرة وهو يقترب منها ويضع باقة الزهور أمامها مبتسم:
_يارب تكون عچبتك ياچميلتي ياچميلة الچميلات.
*اتسعت عيناها بغضب من وقاحته وامسكت بباقة الزهور تلقيها بعيداً وأشارت الي باب مكتبها الذي
اغلقه خلفه وبداخلها يرتجف:
_خد الجرف ده وياك وأخرج من اهنيه ياجاسم وكفايه تفرض حالك عليا عشان اني مش بطيج حتي
ابصلك.
*رفع حاجبه ونظر الي الباقة الملقاه وضحك عالياً ودون ان يهتم لطرده حك ذقنه قائلا بنفس الهدوء:
_يبجا معچبتكيش يظهر ان الجطط بس هي اللي بتعچب ست البنات.
_الج..طط.
*همست بخفوت وقد ازدادت شحوب وجهها فأصبح بلون وردي باهت يعكس احمراره القاني الذي يبدو عليه دائما.....فهمس هو الآخر ويداه ترتكزان فوق سطح مكتبها ووجه وسيم الملامح بتقسيمات الشر
المرتسمة عليه تتكثر خطوطها:
_وه ايوه الجطط كيف حالها "حب" هدية عريس ولد عمك عريس الغفلة.
*أبتلعت ريقها برعشة وكل خلية بجسدها الصغير ترتجف خوفاً وعقلها يعمل بالتفكير كيف عرف بأمر
قطتها حب هدية حمزه لها و....
*بتر تفكيرها وهو يجلس قائلا:
_أني هجعد أصل لو وجفت للصبح مش راح تجولي اجعد ولاتشرب ايه...بس كيف يعني ده انتي من بيت كرم علي كل حال نأجل الجهوة لما ادلي علي بيتكم
عشان اتحدت ويا بوكي حمايا المستجبلي.
*نظرت له دهب باشمئزاز وقالت:
_أنت عايز مني ايه!!!! ومنين خابر كل حاجه عني ويوم ماچيت كيف جطاع الطرج ودخلت من المطبخ
دخلت ازاي وكيف؟ مين في السرايا عندينا بتشغله چاسوس لصالحك.
*مرر لسانه علي شفتيه وهو يناظر شفتاها الحمراء مثل حبات الكرز وعيناها الفيروزية تلمع بشرر قط
صغير شرس المخالب شعر بنيران تغزوه... تصلب جسده الرجولي بشهوة قوية لضمها وسحقها بين
ذراعيه وقطف الكرز من فوق شفتياها ليذوب بين شفتاه:
_جاسم لآخر مرة بجولك أني مش بطيجك وعمري ماحبيتك وبكرهك كره كبير جوي لدرجه اني اتمني
الموت علي اني اكون ليك حتي لو ابوي وافج وده مستحيل بس بردك مش راح اكون ليك فاهم....
*هتفت بغضب في وجه المبتسم ببرود يستفزها
ثم أشارت أمامه بتحذير:
_وراح اعرف مين الچاسوس اللي مشغله في سراية الناچي ووجتها مش لا ابوي ولا انا راح نرحمه ونرحمك ودلوكت انجلع من أهنيه وخد زبالتك وياك.
*امال براسه وحك عنقه وهو لا يبالي وكأنها كانت تحدث اخر غيره وظل علي وضعه يجلس واضعا
ساق فوق اخري ابتسامته لاتفارق شفتيه عيناه لا تتزحزح عن وجهها هادي رزين واثق لدرجه كبيرة لايتخيلها أحد.....صرخت وقد خرجت عن طورها:
_بجولك انجلع من أهنيه انت ايه معندكش كرامه وين رجولتك ياولد البكري ولا كأنك مش رچال ولا تنتمي ليهم من الأساس.
*هز قاسم راسه يميناً ويساراً يطقطقها وهو يلوى شفتيه وقد أنبعثت نيران تحرق في مقلتيه نيران جعلت قوتها تهتز بخوف مما جعلها تقترب من باب
مكتبها ولكنه كان اسرع عندما تحرك نحو الباب واوصدة بالمفتاح........تمتمت دهب وعيناها اغرقت بالدموع التي تأبى عن الهطول وهمست:
_أفتح الباب ياجاسم وانجلع لأحسن راح هصرخ وألم عليك الخلج كلاتهم افت.........
*لم تكمل كلماتها الا وكان ينقض عليها كفهد جائع مفترس يتربص بفريسته الجميلة ليبتلع كلماتها بين شفتيه وهو يقبلها قبلة جامحة قوية وهي تزوم وتحاول ابعاده حتي ان اظافرها خدشت ذراعه وهي تحاول ابعاده ولكنه لم يتركها وحاوط
خصرها وهو يكبل ذراعها خلف ظهرها واستمر في تقبيلها حتي شعر بأن أنفاسه وانفاسها علي وشك الانقطاع فابتعد مضطر.....
*سحبت نفس عميق وهي تشهق وتسعل بقوه كادت ان تلقي بما داخل معدتها ووجهها أصبح مثل الدماء الحارة التي تفج من وجنتيها ظلت تسعل وتبكي وعندما التقطت أنفاسها ظلت تصيح:
_كلب قذر قذر هچتلك بيدي ياحقير بكرهك بكره كل حاجه فيك راح تندم ياولد البكري والله لتندم.
*أمسكت قبضته القوية فكها بعنف وامتدت يده الاخري لتجذب رباط شعرها محررة الخصلات الطويلة من قيدها وجذب رأسها اليه ليدفن وجه
بين طيات شعرها وهو يقل من بين أسنانه:
_ديه رچولتي اللي كأنك مش معترفه بيها كلمه كمان وراح اخد حجي منيكي أهنيه عشان تبجي ملكي وليا...أنى بحبك بعبدك حبى ليكي مش حب
عادي تجدري تجولي أني ممكن اعمل كل حاچه عشان تبجي ليا...
*هتفت بصوت مكتوم باكي وهي ترتجف:
_مش هكون ليك ابدا.
_هتكوني يادهب هتكوني...
*قال وهو يهز راسه ويده تترك فكها وتتزحزح نحو عنقها واصابعه تلتف حوله وتخنقها و ردد من بين أسنانه:
_هتكوني والا راح تموتي.
_موتني لو تج...تجد..ر ال...الم..وت عع..ني..أ اهون من أ..ني اكو....
*هتفت بتلعثم من شده خنقتها...فصاح بجنون وهو يضغط اكثر ليصلها الي درجه الاختناق ثم يتركها تسعل من جديد وتلتقط أنفاسها بصعوبة
بالغة وعينيها قاستين بلون الفيروز تسلبه لتجعله يركع تحتها ويقل:
_الموت هيكون راحه ليكي واني ريدك تتعذبي بس في حضني هحرمك من كل حد بتحبيه هاخدهم منيكي واحد واحد...
*أطرقت رأسها وقالت ببكاء وهي ترفسه بركبتيها التي يكبلها:
_ بعد عني أنت مچنون...مچنون راح اجول لأبوي واخليه يجتلك وأنت خابر مين هو حمزه الناجي.
*هز راسه وعينيه جاحظتين يضحك:
_خابر مين هو طبعا راح يچتلني ويريحك مني بس
جبل مايچيلي هيكون هو كمان مجتول.
*صرخت وهي تبعده بقوه:
_محديش راح يجتل ابوي ولا الف زيك.
*وقف وامسك بذراعها وكان علي وشك ان يحملها وهو يردد بصوت متقطع سريع وقد اصبح كمخبول
فاقد الأهلية يتحدث:
_أنتي سحر اسود...ايوه اسود سيطر عليا من چنية سابتني وسحرتني نداهة ندهتني وروحت ارجد وراها زي المسحور جالتلي اجتل أحرج دمر بس
تكون ليك وأنا وهبت حالي ليها بوكي حمزه الناجي الكبير راح يموت وخواتك كماني ولد عمك وعمك
كماني لو لزم الأمر....اما اللي رايد ياخدك مني راح اعذبه جدام عينك جبل ماجتله.
*دفعته وهي تضربه في صدره بقوة:
_راح تموت ومش هتجدر تعمل أيتها حاجه.
*ظل يهز راسه بهتزز وهو يمسح دموعها ويردد بضحكة عاليه ثم يقطعها ويقطب حاجبيه بحزن:
_ولاوني كيف البسة بسبع ترواح ولكن حتي لو موت اني دافع كتير للناس كل مهمتها بس تجطع نسل الناجوية وكل واحد راح يموت راح اللي اجتله
واحد حجه امال ايه لازمن اضمن كل حاچه......
_اتچوزيني يادهب جبل ماتخسري كل دول وأولهم ابوكي اما حبيب الجلب ده هيكون حسابه عسير وياي.
*جثت علي ركبتيها عند قدميه تبكي وتترجاه بذل لا يليق بابنة كبير البلدة وعمدتها ولكن تركع وتقبل
قدميه ان لزم الأمر فداء لوالدها واشقائها وعائلتها و...وهو:
_مش هتچوز حمزه ولا اي راجل تأني معيزاش اتچوز ولا احب بس بعد عني وعن اهلي بعد عننا اني مش بحبك ومش راح احبك.
*رفعها بقوة وصرخ في وجهها مثل معتوه تحول الي شيطان يهذي:
_مرات جاسم البكري متركعش فاهمه حبيبتي انتي هتبجي ملكة تاچ فوج راسي راح اخليكي ملكة وكل الدنيا والناس تحت رجليها هنتچوز جريب.
*ارتجفت بشدة من قربه وبصقت كلماتها في وجه وهي تلطم وجهها:
_بقولك مش هتچوز ومش هكون لحد بس مش رايداك وكماني ابوي وخواتي مستحيل يوافجوا على چوازي منيك لو انطبجت السما ع الارض مش هكون ليك ولو هبجي راح اموت حالي بيدي بس...
*كتم فمها حتي لا تثرثر بما لايعجبه وهتف وهو يكز علي شفتيه ويقلب عيناه كوحش متحول:
_حتي الموت مش راح اسمحلك بيه...برضي حمزه الناجي أو بغير رضاه راح تتچوزي مني اختاري موت حد من خواتك بالأول اني بجول الدكتور اصل جلبه تعبان بحاول نريحه ونريح نفيسة كماني منيه و.....
_لاااااا بعد عن اخوي ابوس يدك...
_يبجا على اصل عمر الناجي حسابه وياي واعر.
*ولمس الندبة التي تركها عمر في جبهته منذ سنوات واكمل وهو، يفرك كفيه:
_خوكي وولد عمك ال**** حسابهم وياي عسير جوي بس بيدك تنهي كل ده ياملكة جلبي...واه عيونك الحلوين ناسوني اجولك...انتظري مفاجأه مني راح توصلك بمناسبة انه اتچرء وطلب يدك وانتي وفجتي.
*هتفت مذعورة وهي تتشبث بقميصه:
_راح تعمل ايه في حمزه...حرام عليك.
*ضم شفتاها بقوة يكتم فمها وقال بتشدد:
_إياك تنطجي اسمه إياك...ايااااااك.
*هزت رأسها وهي ترتجف ودموعها تنهمر فوق يده فتركها...رن هاتفها فنظر نحو الهاتف وقال بضحكة
هادئة:
_حماتي اكيد جلجت عليكي...انا راح امشي دلوكت ومستني تجوليلي ميته راح نتچوز عشان احضر حالي ياعروستي.
*وخرج يتركها تنهار أرضا وتشهق بخفوت وهي ترتجف بينما هاتفها مازال يدق باستمرار....ظلت
قليلا تستجمع نفسها وتردد بتوتر وكأنها تحفظ كلمات سوف ترددها في اختبار قاسي لأول مرة
تخوضه:
_خلاصي يادهب...خلاصي مش راح تجدري تخسري كل حبايبك عشان جلبك ونفسك خلاصي
كفايه...كفاية.
*لتسحب الهاتف باصابع مرتجفه حتي انه وقع من بين اصابعها من قوة رجفتها...مرة أمسكت بها واجابت علي والدتها التي صرخت في وجهها بقلق
توبخها:
_دهب انتي فين كل ده اتاخرتي ليه؟ مش بتردي علي طول ع التليفون ليه؟ دهب ردي.
*ارتعشت شفتاها لكنها تماسكت لتقل بهدوء:
_أسفه يا ماما كنت بفكر زي ماجولتلك وكان لازمن اخد قرار.
_والتفكير ماينفعش غير بره البيت ع العموم نتكلم في البيت علشان نبشر ابوكي مع بعض يلا تعالي.
*همست ببرود وهي مازالت ترتجف وجسدها مثل
قطعة ثليج يتجمد:
_ماما انا اخدت جرار ومش راح ارچع فيه انا معيزاش اتچوز حمزه.
*هتفت نيرة بصدمه وهي تجلس فوق المقعد مهزومة:
_انتي بتقولي ايه انتي اتجننتي...تعالي حالا حالا يادهب.
*ابتلعت ريقها واصدرت ضحكه تتعمدها وتمثلها بجدارة:
_حاضر چاي بس لازم اعدي ع الصالون الاول كان عندي معاد وناسياه.
_صالون...صالون ايه؟
*رددت نيرة باستغراب وقبل ان تعترض كانت دهب تقل بهدوء ظاهري:
_ماما انا هجفل دلوكت نتكلم لما أرجع البيت.
*واغلقت سريعا وانهارت تبكي وهي تدفن وجهها في ركبتيها...بينما ظلت نيرة تنظر الي الهاتف وتقل
بقلب غير مطمئن :
_دهب...بنتي.
*****************
*على طاولة الطعام تعالت ضحكات عمار مع ابنه بمرحهم المعتاد كأخ و صديق وأب حنون يصادق أبناءه وكأنه شاب بمثل عمرهم....نظرت روجي الي زوجها الوسيم بحب ووجدتها مناسبة ساره للحديث عما تفكر فيه:
_اللي يشوفك مع الاولاد يقول اخوهم الكبير ومش باباهم بس انا بقا قررت اكبرك وخليك جد.
*هز عمار كتفه قائلا باهتمام وهو ينظر الي ابنه ويربت علي كفه:
_طيب مانا رسمي بيقت جد ومستني حفيدي بجي بسلامه أن شاء الله.
_أن شاء الله.
*ردد عمار بعدم ارتياح...لقد رفضت ندى اليوم ان يذهب معها الي متابعة الطبيب ورفضت بتصميم
مما آثار القلق في قلبه وغضبه الشديد:
*فاكمل عمار وهو،يشرد مبتسم بس حفيد مهم مستني وصوله بإذن الله قريب.
*هتفت روجي بسعاده:
_اكيد ابن يوبي حبيبي.
*طقطق أيوب بنزق:
_ماما بلاش يوبي ديه لو، سمحتي عشان بحس انك مربية كلب لولو وبتدلعيه.
*تعالت ضحكات عمار ليشاركه حمزه الضحك كزت روجي علي شفتاها وانتفخت اوداجها بغيظ تقل:
_ماشي يا أيوب.
_اسف يامزة...
*قال أيوب وهو يحتضنها ويضمها لصدره بقوة
فابتسمت....فاكمل عمار يجيبها:
_طبعا حفيدي ابن أو بنت أيوب منتظره علي نار.
*وغمز لابنه...واكمل بفخر:
_بس الحفيد أو الحفيده اللي ليهم لذة خاصه عندي
وعند عايلة الناجي هيكون ابن دهب وحمزه.
*لوت روجي شفتاها و رددت بخفوت ساخره:
_طبعا كان لازم اتوقع كده.
_بتقولي حاجه ياروحي.
*سالها عمار بمكر شديد وهو يكشف أمرها....ولكنها أظهرت عكس ذلك بقولها:
_طبعا حبيبي عندك حق.
*وأكملت بابتسامة لازجة ونظرت الي ابنها لتتحول ابتسامتها الي حقيقة نابعة من القلب:
_ايوب ايه رايك في هنا.
*هز أيوب راسه دون اهتمام:
_هنا مين؟
_هنا السمري بنت طنطك رغد.
*قالت روجي باهتمام...فهتف أيوب وهو يفهم مقصدها فحك راسه ومد يده يلتقط ثمرة تفاح
وبنفس الوقت كان هاتف حمزة يدق فوقف وهو يستأذن من والده:
_هرد علي التليفون واجي.
*رفعت روجي رأسها الي حمزه وسألته وهي تبتسم برقة:
_حمزة لو نودي سلملي عليها كتير وقولها هزورها قريب.
*ضم حمزه شفتيه يقل:
_حاضر ياطنط بس ديه مش ندي.
*حركت روجي رأسها بخفة تسأله:
_مين دهب؟
_روووجي...روح رد علي تليفونك.
*صاح عمار بجديه وهو يزغرها حتي لاتتدخل فيما لايعنيها وخرج حمزه ليجيب علي هاتفه.........لتكمل وهي ترمق أيوب بحنو:
_قلب مامي انا عايزه افرح بيك وشايفه هنا بنت جميلة ومثقفه وبنت ناس وتليق بابني الوسيم ولا
ايه رايك حببيي.
*وامسكت بيد عمار تضغط فوقها ليساعدها في اقناع ابنهما...
فظل عمار صامت قليلاً ينظر الي ابنه الذي تحدث معه بأمر زواجه من أبنة خالته من جديد خاصه انه تحدث مع والدها ورحب آدم بالموافقة...
*رفع أيوب راسه ونظر الي والده طويلاً وعيناه تسأله فاوما عمار براسه وروجي بينما تنظر لهما
بحيرة:
_في ايه مالكم بتبصوا لبعض كده انتم مخبين عني حاجه...ايوب! في ايه ؟
*ضم أيوب كفيه أسفل ذقنه ومط شفتاه وعيناه اللوزية تلمعان بشئ غريب لا تفسير له إلا انتصار
و رد كرامته التي هدرت علي يد من احبها....نادته أمه بصوت قلق لتنتشله من أفكاره:
_في ايه انا بدءت اقلق انت اتجوزت من ورايا ولا ايه وأبوك اكيد عارف واضح من هدوئه.
*ضمها عمار لصدره وهو يقبل رأسها ويغمغم بضحكة رائعة:
_بلاش تتفرجي علي افلام عربي كتير عشان الخيال معاكي بقا عالي جواز ايه بس وكمان ابوك عارف.
*رفعت رأسها تنظر له وهمست:
_امال في ايه!!!
*ليقطع أيوب شكها بيقين حقيقي علي وشك ان يتحقق قائلا:
_ماما حبيبتي انا هتجوز قريب اطمني وافرحي.
*لم يكمل فقط قاطعته أمه وهي تقفز وتحتضنه بشدة وتسأله بفرحه:
_بجد الف مبروك حبيبي...مين؟اكيد البنت الجميلة اللي شوفتها معاك في النادي.
*هز راسه نافياً...فقالت روجي وقد مح برود ابنها وصقيع عيناه فرحتها:
_امال مين؟وحده نعرفها من البلد...لا مش ممكن اوعي تكون من البلد.
*زفر عمار بضيق وهو يردد:
_لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...مالها البلد مش فاهم قولها يابني مين قبل ماتقول كلام مالوش اي داعي يضايقني وخلاص.
*قال أيوب وهو يمسك كفها الذي يحتضن وجه وقال ببطء هادي:
_هتجوز مهرة...بنت خالتي.
_مييييييين؟ نعممممم.
*صاحت روجي بذهول غاضب وهي تسحب كفها من يد ابنها بغضب:
*****************
*بعد يوم طويل من التدريبات للاستعداد لخوض منتخب مصر احدي المباريات الهامه مع منتخب
السنغال في تصفيات كأس الأمم الأفريقية عاد على الي منزله وهو يشعر بالتعب الشديد والإرهاق
لقد تناول طعام العشاء بالنادي ولكنه مازال يشعر بالجوع...ترك حقيبته باهمال فوق الأرض ودلف الي
المطبخ ليسخن الطعام الصحي التي تصنعه له جدته بالمكرويف وخرج من المطبخ يخلع ملابسه
باهمال في منتصف الشقه كماتعود......
*ليصل الي غرفة النوم وقد خلع كل ملابسه ولم يبقي الا بالقليل ليتحمم ويتناول طعامه ويخلد الي النوم ردد وهو يدلف الي الغرفة:
_اااه عايز اعمل مساج بكره حبقي اتصل اخد معاد.
*وجلس علي طرف الفراش يكمل خلع ملابسه علي ضوء خافت اشعله....فشعر بيد ناعمة تملس ظهره وصوت يحفظ نبرته يهمس من خلفه:
_تاخد معاد وانا هنا...اعملك مساچ كااامل وقبلت ظهره العضلي فانتفض واقفاً وعيناه تتسع بذهول:
_علا انتي بتعملي ايه هنا؟ دخلتي ازاي اساسا.
*ضحكت واخرجت مفتاح شقته من شق صدرها وحركته أمام عيناه وهي تقل ببساطه:
_لما طلبته مني عملت عليه نسخه من غير ماتعرف.
*ضرب كفه ببعضهم وصاح فيها بغضب:
_اوووف مش هنخلص.
*واضاء ضوء الغرفة القوي ليتفاجي بها ترفع الغطاء لتكشف عن جسدها العاري الا من صدرية حمراء دانتيلا بطقمها السفلي كانت ايه في الجمال
أيقونة مشتعلة تغري القديسين بشعرها الذهبي ووجها المخطط بزينة رائعة وعطرها المغوي يملأ أنفه ولكنه لم يتأثر مثل سابق سريعا لف بشكير حول خصره المنحوت وقال بلامبالاه:
_علا قومي البسي واتفضلي من غير مطرود.
*هزت رأسها وهي تتحرك نحوه فوق الفراش مثل قطة شرسة تهجم علي وليفها واصدرت صوت من
فمها بطرقعة مائعة وهي تفك البشكير الذي يمسكه على باحكام ويحارب شيطانه:
_تؤ تؤ تؤ وحشني...وحشني حبيبي.
*لتمرر اصبعها فوق صدره نزولا الي بطنه ثم الي عقدة البشكير لتنزعها وتجذبه من ذراعه ليسقط
فوقها علي الفراش تلتهم هي شفتاه قبل ان يعترض أو، يتحدث...

يتبع

في العشق والهوي Where stories live. Discover now