أقتباس لذوذ 🤗

2.6K 129 17
                                    

*أقتباس من الفصل 54*

الحب هو...
ذلك الشعور الذى يجعلك تدرك إنك ولدت من جديد.
نظر مقطبًا إلى جهاز المسجل بالسيارة وابتسم ساخرًا مخاطبًا نفسه :
"حب إيه و جطران إيه، يحرج الحب على اللي عيحبو"
بنبرة رائعة الشجن كأسمها همست شجن الشافعى مقدمة برنامج مع الحب، عبر أثير موجات إذاعة FM.
"صديقة البرنامج ص .. ص بعتتلي مسج كتبت فيه كلمات جميلة عن الحب وقالت :
الحب هو...
أن ترى في طريقك ألف شخص، ولا يروق لك إلا من أحببت.
دمدم بغيظ وهو يغلق زر المسجل بعنف كاد أن ينزعه من مكانه :
"تلاجيها بنته عيارها فالت كيف بنات اليوم، وين بوها و امها مهملنها اكديه تبعت كلام واعر عن الحب"
أبتسم حسن وهو يدلف إلى داخل السيارة جالسًا في مقعد السائق بجانب هذا الحانق :
"بتبرطم مع حالك عتجول إيه؟"
ازداد تهجم ملامح طاهر وهو يغمغم بجفاء :
"ببرطم ع الحديت الواعر بتاع الحب و المسخرة كأن البنات كلاتهم بجوا عيارهم فالت، جبر يلمهم"
قطب حسن حاجبيه يسأله وهو يحرك السيارة :
"مين اللي جال أكده ياعم الحب مش واعر ولا حاچه"
وربت فوق كف طاهر المتشنج قائلا بهدوء :
"أنساها يا صاحبي، إيه أخدت اللي تستحجه و راحت لحال سبيلها"
صاح من بين أسنانه مدمدًا بقهر :
"يكش تنتن چوات السچن الفاچرة"
رمش حسن بعينيه من خلف زجاج نظارته الطبيبة ثم تنحنح مغيرًا دفة الحديث :
"جولي سمعت الحديت الواعر عن الحب وين؟"
أشار نحو المسجل بسخط :
"في الهباب دهو ولية هتتحدت عن الحب و ديه جالت و ديه مجالتش و حديت مالوش عازة"
ضحك حسن يقهقه :
"إسمها مذيعة ياولد لو جولت ولية جدام بنته دلوكت راح تنولك كف معتبر، ومش راح تلاجي وحدة تحبك وأنت كيف الدبش أكده"
تحركت شفتيه برجفة وعيناه تقد بالشرار ناظرًا إلى حسن الذي يقود في هدوء :
"اباااي تنولني كف، والله العظيم اللي ترفع يدها بس في وچي لكون مطرم لها صف سنانها، ليه جالولك عني مرة"
رفع حسن كفه مستسلم :
"حاش لله ياعم أنت سيد الرچالة كلاتهم، تصدج وأنا وياك مش بفتجد عمر خوي أبدا كأنك مستنسخ منه،انتو التنين ودنين لجفه وحده"
أبتسم طاهر أخيرًا بعد حالة من الغضب الحانق على قلبِه مهشم الجدران.. و أنتبه عندما توقف حسن بالسيارة أمام أحد الفيَلات الفخامة بالحي الراقي قائلا :
"وه إني جولت أننا طالعين ع المطار، إحنا اهنيه عنعمل إيه ؟"
قال حسن وهو يخرج من السيارة مسرعًا :
"هدخل بس جوه خمس دجايج أطمن على مريضة عندي و أچيلك طوالي، أسمع ياولد إياك تفتح الراديو و تسمع الحديت الماسخ بتاع العشج لأحسن تحرج عربية علي و إحنا مش چده، يدخلنا ع الحبوس احنا التنين"
لوح طاهر بلا إهتمام وهو الآخر يخرج من السيارة حتى يدخن سيجاره :
"لا مش راح افتح ولا اجفل راح استناك اهنيه يااابوي
كأنها جصور اللهم صلي على النبي، بس بلدنا أحلى"
تركه حسن يستند بظهره على السيارة يدخن سيجارته
بتمهل وهو يراقب ساكني الحي الراقي و الأبنية الحديثة
والسيارات الفارهة بشئ من عدم إلا إهتمام بهذا الثراء الفاحش...
لفتت أنظاره نحوها بفستانها الزهري الذي يلمس ما قبل كحليها ببعض السنتيمرات، يتحرك كنسمة الربيع الهفافه بين ساقيها مع تراقص شعرها الناعم فوق كتفيها...
خرجت من نفس البوابة الكبيرة التي دخل منها حسن قبل قليلا تهرول بأستعجال ملتفته حولها متجهة نحو رجلاً بدين في بداية الخمسينات من عمره يجلس بكل ارتياح و ملامح عاصفة بالهجوم فوق ماتور متهالك و قديم يصدر صوت فرقعة قوية مزعجه مصحوبه بدخانًا أسود كثيف كالسخام يخرج من أسطوانة الهواء، ليلوث نسائم المكان الرائع من حوله.. ارتكزت عيناه دون سبًب ليركز عليها و يراقبها تلوح بذراعها النحيف بوجه الرجل :
"عايز إيه؟ اللي جابك هنا"
قال فهيم مبتسم بسخرية :
"اش اش اش إيه يابت علوية اللاجه ديه كلها والله و بانت عليكي نعمة الناس الاكابر يابت صابر"
ناظرته بغضب شديد وهي عقدة حاجبيها أكثر وضربت قدمها بالأرض كالاطفال هاتفة :
"مالكش دعوة ببابا و أتكلم معايا على طول جيت لحد هنا ليه، عايز إيه"
مد فهيم يده القذرة نحو قبة فستانها يلمس سلسال ذهبي معلق بعنقها بأخره تتدلي دلايه على شكل نجمة البحر وهو يقول بشجع يملأ عينيه الطماعتين :
"عايز من ده؟ من الدهب اللي مغطي صدرك المرمر"
ضربته فوق يده بقوة وهي تبعدها عنه غاضبة :
"أبعد إيدك عني وإياك تلمثني مرة تانية، و أمشي من هنا"
ضيق طاهر الذي يراقبهم عن قرب عينيه قائلا :
"وه إيه اللي بيحوصل كأن الراچل بيمد يده في صدرها"
عكف حاجبيه بإستغراب يهز رأسه عندما أبعدت الفتاة يده بعنف مبتعدة عنه :
"أمشي من هنا مش ناقثه مشاكل هنا كمان و قول لأمي هبقي أجاي أشوفها يوم اجازتي"
ضحك فهيم ممتعض :
"وحياة امك عليا الكلام ده يابت، عشان تيجي ترمي لينا قرشين وترجعي تعيشي في العز ده لوحدك، بت أنا عارف كويس بتفكري في إيه الراجل صاحب البيت عجوز و عنده فلوس بالكوم و البت بته رجل بره و رجل جوه انتي بقا عايزه تشيلي الجمل بما حمل و ترسمي على الراجل صح"
هبت من مكانها تهتف مختنقة من البكاء :
"أخرث، الحقير زيك بث هو اللي يفكر في كده، ثعادة البيه راجل محترم و الثت إيمان...."
قاطعها بغضب وهو يجذبها بقوة من قبة فستانها نحوه صارخًا عليها :
"بلا الست بلا البيه انتى هتعملي نفسك شريفة عليا، اسمعيني كويس و حطي الكلام ده في رأسك، أنا عايزك تغرفي من هنا و تديني، تسرقي ولا تلعبي ع الراجل ولا توريلو حته من جسمك المهم تجيبي فلوس، أنا عايز فلوس وإلا هقتلك أمك"
صرخت صبا وهي تحاول الفكاك من بين يديه :
"أبعد إيدك عني، والله هقول لثعادة البيه على كل حاجه، أبعد عني بقولك"
صرخ عليها فهيم وسط بعض المارين الذين بدوا في التجمع من حولهم :
"وأنا أبوكي وليا كلمة عليكي ومفيش شغل و قدامي على البيت، انجري"
نزعت نفسها من بين قبضته نزعًا لينقطع السلسال المعلق في عنقها ساقطًا داخل قبة فستانها دون أن تشعر :
"أنت مش أبويا، فاهم مش أبويا، هوديك في ثتين داهيه قبل ما تقرب مني أو من أمي"
تدخل بينهما بعض من رجال أمن الحراسة الخاصة بالفيَلات السكنية لفض الأشتباك و تلك المشكلة قبل أن يزعجوا بأصواتهم العالية بعض العائلات، ولكن فهيم ضخم الجثة بدين الجسد استطاع أن يفلت من بين ايدهم رفعًا ذراعه ليصفعها فوق خدها بقوة، لكنه فجأة توقف عندما شعر بتيبس ذراعه بسبب يد أقوى منعته و اوقفته بشدة قبل
أن يتأخذ طريقه نحو خدها الناعم...

الفصل سهرة الاتنين بإذن الله تعالى 😊

الفصل سهرة الاتنين بإذن الله تعالى 😊

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
في العشق والهوي Where stories live. Discover now