وريث آل نصران

Av fatem20032

17.6M 907K 183K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... Mer

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)
الفصل الرابع والستون ج 2 (الحبيب أول من هزمها)

الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)

105K 6K 1K
Av fatem20032

الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)

مساء الخير
قبل الفصل وأي حاجة أنا حابة أشكركم جميعا على رسايلكم وكلامكم، أنا قريت أغلب اللي اتبعت، وعلشان محدش يفهم غلط بس أنا مش هوقف كتابة ولا هوقف الرواية أنا بس حبيبت أقول كلام كان مضايقني ومعطلني... شكرا ليكم حقيقي أنا بحبكم جدا وشكرا لكل كلمة كتبتوها من هنا لحد سنة قدام
أسيبكم مع الفصل ♥

بسم الله الرحمن الرحيم

تعصف بك لتخبرك من جديد أنها حياة
وتبكي منها لتخبرها من جديد أنك لم تتعلم بعد.

سرقه النوم بعد أيام لم يذقه فيها بسبب التحضيرات التي لم تتوقف إلا يوم عقده على شهد، لم ينم ابنه بجواره كعادته، فلقد رجع "طاهر" متأخرا وعلم أنه ينام مع جدته، وصل لأذن "طاهر" صوت الدقات على باب غرفته، فلم يفارق فراشه وقرر العودة لنومه الذي انقطع بسبب الدق على الباب، دقائق ودلف "نصران" إلى الغرفة، تأمل الأشياء حوله بغير رضا، ملابس "طاهر" الملقاه على الأرضية، وتلك السلحفاة التي ابتاعها طاهر لابنه في إحدى الزوايا، و محتويات الغرفة التي تبعثرت هنا وهناك ولم يبق شيء منها في مكانه، فنادى "نصران":
يا "طاهر".

_ عايز أنام بقى.
قالها "طاهر" بضجر ولم يدر من يحدثه فارتفع صوت "نصران" قائلا بانزعاج:
لا يا حبيب أبوك، فوقلي كده.
فتح "طاهر" عينيه بصعوبة، و تثاءب بكسل وهو يرد بنبرة ناعسة:
في إيه يا بابا؟

سأله "نصران" وهو يلقي من جديد نظراته الغاضبة على غرفة ابنه:
من امتى وأنت أوضتك بتبقى زريبة كده؟، طب عيسى وعارفين إنه بيرمي أي حاجة في أي حتة إنما أنت كنت بتتعصب لو لقيت ورقة واقعة في الأوضة...
ثم تخطى الملابس الموضوعة على الأرضية متابعا باستياء:
وإيه هدومك المرمية في كل حتة دي؟

تسائل "طاهر" يغيظ وهو يعدل خصلاته بيده:
يعني أنت يا حاج مصحيني علشان كده؟... عايز أنام والله.
قالها "طاهر" وهو يجذب كوب المياه ليرتشف منه وسمع والده يقول بغضب:
لا مش علشان كده، علشان البيت والأرض اللي مرات أخوك كتبتهم ليه، و هو راح كتبهم ليك من ورايا.
كاد "طاهر" أن يبصق ما ارتشفه من مياه، وسعل بشدة تحت نظرات والده التي لا تتركه، أسرع يبرر ما يقال حين أردف:
أنا قولتله يقولك والله العظيم، هو مرضيش.

_ عملتوا كده ليه؟
كان هذا سؤال "نصر ان" الذي بدا على وجهه أنه سيصب كامل غضبه على الجالس أمامه فسأله "طاهر":
عيسى فين طيب؟
هدر " نصران" بانفعال:
أنا بسألك أنت، مليش دعوة بعيسى، و مبتكلمش معاه.

وصل "طاهر" إلى النقطة التي أراد الحديث عنها خصيصا وأردف:
هو أنت يا حاج لسه مبتكلمهوش ؟... "رفيدة" قالتلي إنه اتخانق مع ملك وأنت قولت لملك تمشي بس هو صالحها وممشيتش... خلاص بقى يا بابا، عاملين مشكلة ليه؟... والمفروض أنت تحل بينهم مش تقولها تمشي!
أبدى "طاهر" استغرابه من قول والده، في حين رد عليه "نصران" باستهجان:
هتعلمني اللي يصح واللي ميصحش كمان؟...
خلص يا "طاهر" ايه اللي خلاه كتبلك الحاجة، وبتعملوا إيه من ورايا أنتم الاتنين.

مسح "طاهر" على عنقه بتعب وهو يرد على والده بهدوء:
مبنعملش حاجة، هو قالي إنه قارص خوانة من "شاكر" وحماه، كان عايزهم يبقوا نايمين على إن الحاجة بتاعته هو، علشان لو حصل حاجة في أي وقت يبقى عارف يلاعبهم.

_ طب اتصل بيه كده شوفه هو فين.
كان هذا قول "نصران" الذي رد عليه "طاهر" قائلا بمزاح:
طب ما تتصل أنت وتاخدها حجة علشان تتكلموا، وتعمل معروف فيا و تسيبني أنام.
تراجع أمام نظرات والده المحذرة وهتف بضجر:
خلاص هكلمه يا عم، وبعدين هو فين بدري كده ده الساعة لسه سبعة؟

علق "نصران" بضجر وهو يحرك رأسه بغير رضا:
هو أنا بقيت عارف عنكوا حاجة، خرج من امبارح ومرجعش.

_ طب سألت "ملك"؟
كان هذا سؤال " طاهر" الذي رد عليه "نصران" بانزعاج:
قالت متعرفش.. شكل..
قطع "نصران" حديثه حين سمع "طاهر" يقول:
أيوا يا "عيسى" أنت فين؟

رد عليه "عيسى" باستغراب:
هو في حاجة؟
نفى "طاهر" وجود شيء يستدعي القلق فقال "عيسى":
اومال إيه أنا فين دي؟... هو أنت مراتي يا عم
أردف " طاهر" بانزعاج:
لا يا اخويا أنا مش عايز أعرفك أصلا بس أبو...
كان سيخبره بأن "نصران" يريده ولكن أشار "نصران" له مسرعا بالنفي؛ فبتر "طاهر" عبارته وحثه "نصران" هامسا:
قوله في واحد جه سأل عليك، وأنت من امبارح مرجعتش.
قال "طاهر" مثلما أخبره "نصران" فرد عليه "عيسى" متسائلا:
متعرفش هو مين طيب؟
نفى "طاهر" معرفته ثم أتاه رد "عيسى" الذي هتف:
طب اقفل أنا جاي.
هكذا انتهت المكالمة بينهما، فسأل "طاهر" والده:
مبسوط كده يا عم؟... عملتلك اللي أنت عايزه أهو، اطفي النور بقى الله يباركلك.
استقام "نصران" واقفا وقبل أن يترك الغرفة أشار لطاهر منبها:
لما يرجع تجيبه وتنزلوا أنتم الاتنين على المكتب.

_ هي شكلها مش باينلها نوم.
هكذا تمتم "طاهر" بعدما خرج والده وعاد هو للاسترخاء من جديد بينما في القاهرة
كانت "ندى" قد قررت الذهاب إليه، لا تعلم لماذا ولكن الحديث الأخير بينهما ما زال يؤلمها، وبعد تردد دام طويلا..وصلت إلى معرض السيارات الخاص ب "باسم"، سألت أحد الموظفين عنه وتيقنت من وجوده، استأذنها أن يدخل له أولا، وبالفعل انتظرت هي في الخارج أن يُسمح لها بمقابلته، ولكن خرج المساعد وبان على وجهه خيبة الأمل وهو يخبرها:
أسف لحضرتك، بس هو مش عايز يقابل حد.

_ قولتله مدام " ندى خليل "؟
تسائلت بانفعال فأكد الموظف أنه أخبره بالفعل، وقبل أن تتحدث بغضب مجددا، فُتِح باب مكتبه، وقف
" باسم" على عتبته قائلا بآلية:
معنديش وقت أقابل حد، و مبروك على الطلاق.
قال الجملتين وغادر فأسرعت خلفه تلحق به حتى وصل إلى الخارج تحديدا ناحية سيارته فاستوقفته سائلة بانزعاج:
هو أنت بتتعامل كده ليه بجد؟... أنا معملتلكش حاجة، أنت اللي كنت هتعمل وخدرتني فعلا، أنا مش مصدقاك بجد!
قالت الجملة الأخيرة باستنكار رد عليه بسؤال:
هو أنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك تاني؟

لم تتحمل كرامتها إلى هذا الحد فصاحت بانهيار:
ليه؟.. أنا عملتلك إيه؟
نظر سريعا حوله، للتأكد من أحد لم يسمعها وجذبها من مرفقها متوجها بها ناحية مدخل المعرض الخاص به وهو ينطق بغضب:
أنتِ اتجننتي، إيه صوتك ده احنا في الشارع.
أكمل وهو يهزها بعنف:
أنا عايز أعرف دلوقتي أنتِ جاية ليه؟

تجمعت الدموع في مقلتيها وجذبت مرفقها من قبضته باشتعال وهي ترد:
أنا غلطانة إني جيت... أنت متستاهلش حتى إني أبص في وشك.
أتت لترحل ولكن اعترض طريقها، ولم يسمح بخروجها بل هتف باستهزاء:
اه علشان أنتِ كيفك مع اللي كان بيصبحك بعلقة ويمسيكي بالتانية، واللي لولا أنا خبيتك عندي كان جابك ومكنتيش زمانك متطلقة منه.

طالعته بغير تصديق، هل يتعمد إهانتها بما لم تذكره لأحد سواه، نزلت دموعها التي حاولت منع نزولها كثيرا، وحينها رأت الاهتزاز في نظراته الجامدة... وكأنه شعر بارتكابه لجرم، طالعته ولم تقل أي شيء، فقط تخطته بصمت في اللحظة ذاتها سمع صوت هاتفه، فكر كثيرا في أن يلحق بها ولكنه لم يفعلها، أخرج هاتفه ليرد ولكن انكمش حاجبيه حين رأى رسائل منها على تطبيق المحادثات فتحها فوجد أنها أرسلتها منذ الأمس، فتحها الآن فوجد منها رسالة صوتية قالت فيها:
باسم شكرا على كل اللي عملته معايا، أنا خلصت من "جابر" أخيرا، ولو فضلت أشكرك كتير مش هوفيك حقك... أنا أسفة يا باسم لو كنت جيت عليك في يوم
أو استهترت بمشاعر كانت ناحيتك ليا
بان الأسى في نبرتها وهي تكمل:
أكيد أنا مكنتش أقصد ده، كل الكلام اللي أنت قولته عن إني قد إيه وجعتك حسسني بحاجات كتير وحشة، أنا أسفة عن أي حاجة مرة تانية وأتمنى تتقبل ده.
لم يسمعهم إلا الآن، بالتأكيد أتت إلى هنا من أجل الاعتذار مجددا ولكنه قتل فرصتها، هرول ناحية الخارج عله يلحق بها ولكنها كانت قد رحلت، فضرب على رأسه بتعب وحاول الاتصال بها، محاولة كان على يقين من فشلها وبالفعل لم ترد.

★***★***★***★***★***★***★***★

بقت "ملك" في غرفتها، لم يرافقها النوم ولو للحظة واحدة، حثته أمس ألا يغيب عنها والنتيجة هي أنه لم يعد إلى المنزل من الأساس، تذكرت مكالمته لها بعد منتصف الليل التي ردت عليها مسرعة وسألته:
أنت فين يا عيسى؟... هو ده اللي هترجع بدري علشان نتغدى سوا؟
وكان رده مثير للانفعال أكثر:
معلش يا "ملك" أنا هتأخر، وممكن للصبح فمتستنيش.
هذا جعلها تغلق الهاتف بغضب شديد، ولم ترد على أي مكالمات آخرى منه بل أغلقت هاتفها.
سمعت الآن صوت الباب يُفتح فتصنعت سريعا النوم، علمت أنه هو من عطره الذي ملأ المكان، بقت على حالتها حتى جذب هو مقعد وجلس من ناحيتها وهو يقول:
لا متشتغليش الشغل ده عليا.... أنتِ صاحية.
لم تفتح عينيها وبقت كما هي، فوضع هو كفه أسفل وجنته مردفا:
طب خلينا قاعدين بقى.
دقيقة آخرى حتى حرك يده الآخرى على وجنتها، ففتحت عينيها سائلة بانزعاج:
في إيه؟

رفع كتفيه يهتف ببراءة:
أنا معملتش حاجة اسألي نفسك.
اعتدلت على الفراش ترد عليه بانفعال:
لا يا عيسى، أنت قبل ما تمشي طلبت منك ترجع بدري وفضلت مستنياك لحد الساعة 1 بعد نص الليل وفي الآخر متصل تقولي أنا مش راجع!

علق على قولها بضجر:
وأنتِ مسمعتيش حتى أنا مش راجع ليه، قفلتي تليفونك و كأنك بتعاقبيني.

_ طب يا عيسى اتفضل قولي، إيه السبب اللي بيخليك كذا مره تبات برا البيت وأنت المفروض معايا في نفس المكان مش مسافر ولا حاجة.

أخبرها وهو يتوجه ناحية الخزانة، يُخرج منها ملابسه:
لو مكنتيش قفلتي تليفونك كنتي عرفتي.

ردت على هذا بغيظ شديد:
"عيسى" بطل استفزاز.
حين لم يأتي رد منه، نامت مجددا وأخفت وجهها بالغطاء وهي تستدير للناحية الآخرى، كان في طريقة إلى المرحاض وهو يسأل:
مش هتنزلي تفطري؟

لم ترد عليه، كانت أنفاسها سريعة من فرط غضبها منه، فضحك هو وقبل أن يختفي من أمامها تماما هتف:
كنت عند الدكتور.
جملة واحدة من ثلاث كلمات كانت كافية لأن تهب معتدلة على الفراش، أغلق باب المرحاض، فقالت محدثة نفسها بغير تصديق:
هو قصده إيه؟... دكتور مين؟
نجح في إثارة فضولها وشوقها لمعرفة  مقصده مما قاله، بقت على حالتها هذه تتحفز لخروجه، حتى رأته أمامها وهو ينشف خصلاته المبتلة، فبادرت تسأل:
أنت قصدك إيه؟... دكتور مين اللي كنت عنده؟

ذهب ليضع المنشفة وهو يقول ضاحكا بمراوغة:
هو أنا مش بكلمك مردتيش عليا ونمتي؟... كملي نوم بقى.

_ عيسى رد، أنت كنت فين؟
قالتها وقد تلفت أعصابها تماما فرد بما لم تستطع تصديقه أبدا:
كنت عند "نور".
تركت الفراش وهبت تقف أمامه وقد تلألأت الفرحة في عينيها وهي تسأله:
نور؟... الدكتور اللي عمو كان جايبه صح؟
ابتسم وهي تشير له بتحذير:
اوعي يا " عيسى" تكون بتضحك عليا علشان اسكت...
أنت كنت عنده بجد؟
هز رأسه بالإيجاب يؤكد أنه ذهب بالفعل ثم أكمل ضاحكا:
روحت علشانك، خدت الخطوة دي علشانك..
ابتسمت بغير تصديق واحتضنت عينيه وهي تقول:
علشاننا، علشان نبقى أحسن وأنت تبقى كويس.

مسحت على وجهه متابعة بتشجيع:
مش هتندم صدقني.
تناول كفها وقبل باطنه وهو يقول بابتسامة:
بتمنى ده.
_ أنا هنزل لبابا علشان قالي إنه عايزني.
لم تعترض، وافقت على الفور، كانت فرحتها لا تُوصف بخطوته الجديدة، توجه هو إلى الأسفل حيث مكتب والده، دلف بعد أن دق على الباب وسُمِح له بالدخول، لم يتحدث والده، بقى على صمته يطالعه.... فجذب "عيسى" مقعد وجلس في مقابل والده، لمح القهوة الموضوعة أمام "نصران" فجذب الكوب قائلا:
جه في وقته الفنجان ده.
وأمام نظرات والده الغاضبة ضحك بمشاكسة وسأله:
و بعدين طيب؟
_ كنت فين؟
كان هذا سؤال "نصران" الذي رد عليه "عيسى" قائلا:
أكيد أنت مش عايزني أنا وطاهر علشان تسألني أنا كنت فين يا بابا، وعموما أنا عارف أنت عايزني ليه... المحامي قالي.

سأله "نصران" بحدة:
و أنا مبيبقاش عندي علم بالحاجات دي ليه؟... بتدبر لإيه خلاك تنقل الحاجة لطاهر.

_ أنا مدبرتش لحاجة يا بابا، شاكر اللي أنت قولتلي قبل كده ابعد عنه، هو اللي عمل بعدها مية مصيبة ومش عايز يقصر الشر وآخرهم إنه جاب شوية من الكلاب اللي عند حماه ومضاني بالعافية، تخيل لو الحاجة دي كانت لسه باسمي كان هيحصل إيه؟..
كان هيبقى خد اللي هو عايزه.
هكذا هتف بضيق حقيقي جعل نصران يرد:
يبقى تقولي، تعرفني في إيه بيجرى.... مش تسيبني لدماغي تقعد تودي وتجيب، أنا مبشيلش هم حد قد ما بشيل همك.
لم يرض "عيسى" عن الجملة الأخيرة وهتف بحزن:
و أنا مش عيل علشان تشيل همي.

_ بس نفسك سايقاك، ونفسك و دماغك دول هيودوك في داهية.
كان هذا رد "نصران" الذي أتبعه بقوله:
كنت فين ليلة امبارح؟
تنهد "عيسى" وقد ضاق صدره قبل أن يجاوب على سؤال والده بهدوء:
كنت عند الدكتور.... علشان أرضيك وأرضي "ملك"،
وأبقى الانسان اللي أنتوا عايزين تشوفوه.
هذه الخطوة أنعشت فؤاد والده ولكن ما قاله دفع
" نصران" ليرد:
لو رايح علشان ترضي حد، يبقى مفيش نتيجة...
لازم تعرف إنك رايح قبل أي حاجة علشان نفسك... نفسك اللي لو فضلت سايبها كده، ثم طالعه معاتبا وهو يكمل:
هتبقى بتضيعها يا "عيسى".

تحدث " عيسى" بهدوء وهو يطالع والده:
وأديني روحت أهو... علشان خاطري كفاية زعل مني،
أنا مبحبش إنك تبقى زعلان.

_ مش هبقى زعلان بس هسألك على حاجة وتقولي.
كان هذا قول "نصران" الذي أصاب "عيسى" بالقلق وزال قلقه سريعا ووالده يقول:
أنت وحسن مبتتكلموش ليه؟

سأله "عيسى" بدلا من الرد:
أنت سألته يا بابا؟
هز "نصران" رأسه بالإيجاب وهتف:
قال مفيش حاجة... بس أنا عارف إنه فيه.

أخذ يتساءل في نفسه هل يصارح والده أم يمتنع وصل في النهاية إلى قراره و قال بابتسامة:
عيل طايش، بس متقلقش أنا عيني عليه.... أنا مش هقولك المرة دي علشان متشيلش منه، بس لو حصل منه حاجة تانية هتكون أول حد يعرف.
ثم ربت على كتف والده مضيفا:
و متخافش والله أنا وطاهر واخدين بالنا علشان لو عمل حاجة.
وافق "نصران" على هذا ثم أشار له قائلا:
قوم اعملي قهوة بدل اللي شربتها.
ضحك "عيسى" وهز رأسه نافيا وهو يخبره:
أنت هتقوم علشان نفطر ولا قهوة ولا شاي.

كان سيتحرك ناحية الخارج ولكن توقف فجأة قائلا:
اه صحيح يا حاج.
انتبه له "نصران" فتحدث "عيسى":
أنا روحت لمنصور.
جملة قالها ابنه بهدوء ولكنه كان على يقين من أن ما خلفها سيكون كارثة... بالتأكيد كارثة.

★***★***★***★***★***★***★***★

مظهر غرفته المبعثرة لا يغادر باله، وصل غضب
" شاكر" للذروة حينما رأى ما فعله "عيسى" بغرفته، حتى بعد أن أعاد كل شيء كما كان، لا يزال يتذكر هيئتها حينما دخلها ووجد حالتها مزرية هكذا و نشب عراك بينه وبين والدته التي أخبرته أنه سبب جذب المشاكل بأفعاله الهوجاء.... تمدد على الفراش وفتح هاتفه بهدوء يبحث عن شيء بعينه، يبحث عن صورها التي احتفظ بها.... تطلع إلى صورة "ملك" بعينين بان الحزن فيهما، الحزن والقسوة والغل، مرر ليرى صورتها مع "عيسى" التي قد شاهدها من قبل.... طالع الصورة بحقد ثم لمعت الدموع في عينيه وقطع خلوته دلوف والدته التي هتفت:
مراتك تحت ومعاها أبوها انتوا هتقضوا يومين هنا ولا هترجعوا النهارده؟
لم يأت رد منه فاقتربت لترى ما يراه ابنها وما إن رأت الصورة حتى هتفت بنزق:
الله ياخدها يا "شاكر" علشان ترتاح وتريح،
طالع والدته بغضب فأكملت:
انت مش هتنصلح إلا لو ربنا خد البت دي، انزل يا بني حماك عايزك الله يهديك.

تجاهل والدته وتوجه ناحية الخزانة يخرج ملابس آخرى بدلا من التي يرتديها، لم يستغرق الكثير بل وصل إلى أسفل سريعا وما إن وقعت عيناه على "بيريهان" حتى هتف باشتياق مصطنع:
وحشتيني.
اقتربت منه تحتضنه قائلة بابتسامة:
لحقت أوحشك، ده أنت يا دوب جيت هنا امبارح وأنا جتلك النهاردة.
قبل وجنتها قائلا بضحك:
أنتِ بتوحشيني كل دقيقة... امال عمي فين؟

_ بيعمل مكالمة برا وداخل، لكن أنت مالك كده وشك باين عليه إنك زعلان.
هز رأسه ينفي وجود أي شيء، فمسحت على وجهه بحنان هاتفة:
حبيبي لو في أي حاجة قولي ونحلها سوا... أنا أسفه والله إني انشغلت عنك بندى.
حنانها الفائض هذا تجاهه يُحرك داخلة نقطة، نقطة صغيرة من بحر حقده تجلعه يشفق عليها، تجعله يكره كونه مخادع لهذه التي لا تُقدم له إلا الحب.
ابتسمت "بيريهان" وهي تشير أمام وجهه منادية:
يا "شاكر" روحت فين؟

أعطاها ابتسامة وهو يقول:
معاكي...
تردد كثيرا ولكن في النهاية بادر بالسؤال:
بيري هو أنتِ إيه اللي خلاكي تصدقيني، واحدة تانية حتى لو مصدقاني كانت هتبعد عن المشاكل كلها ومش هتتجوز واحد متهدد في كل لحظة.

أمسكت بكفه وهي تخبره بابتسامة ومشاعر صادقة:
لا يا شاكر، أنا اتجوزتك علشان مصدقاك، علشان من ساعة ما اتعرفت عليك وأنا شوفت واحد جدع بيقف معايا في كل صعب... أنا ثقتي كلها فيك يا "شاكر" ومتأكدة إنك مش هتخذلني....مش كده؟
وكأنه للمرة الأولى عاجز عن الرد، عاجز عن خداعها وإخبارها بأنها ليست سوى درج يستخدمه للوصول إلى أهدافه، في النهاية هز رأسه مسرعا بأنه لن يخيب ظنها، وللمرة الأولى لا يكون منتشي بخداعها بل شعر وكأنه مجبر، دخل والدها الذي طلب منها أن تتركه لينفرد بزوجها قليلا، صعدت إلى حيث غرفة "علا"... في حين بقى " شاكر" مع "ثروت" الذي هتف:
امسك يا شاكر.
ناوله بطاقتين مضيفا:
دي تذاكر سفرك أنت و "بيري" .... لما تسافر هيكلمك واحد ابقى روحله لوحدك هتخلص شغل تبعي هناك وهتاخد مبلغ حلو، وغير الفلوس،
أكمل "ثروت" منبها لأهمية ما يتحدث عنه:
الراجل اللي هتقابله ده ليه نفوذ كتير هنا، ولو كسبته هتبقى عملت ضهر يساعدك في حاجات كتير قدام، ده غير إن كل معارفه كنز.

ابتسم "شاكر" وهو يقول:
لا نكسبه وماله... بس قولي يا باشا حكاية الأرض والبيت اللي عند و....
قاطعه "ثروت" هاتفا بحزم:
شاكر، أنا مش عايز غلطة... أنت داخل على كبير، أنت الفترة الجاية اسمك هيتسمع أكتر والعين هتبقى عليك، أنا بكبر دايرة علاقاتك وأدخلك وسط نجوم المجتمع علشان أنا وعدت "بيري" أساعدك، وعلشان عارف إنك ذكي وهتخلص المصلحة اللي تطلب منك....
حذره بعينين حادتين:
بس اللحظة اللي بنتي تشتكي فيها منك، زي ما ببنيك ههدك، اوعى بعد اللي شوفته حصل مع "ندى" عقلك يوزك تعمل كده مع "بيري".... ندى بنت أخويا لكن
" بيريهان" بنتي، اللي زي ما بلمعك علشانها أدفنك برضو علشانها.
ابتسم "شاكر" بسخرية وهو يرد عليه بتهكم:
إيه يا باشا الكلام ده؟... "بيري" إيه اللي أزعلها، أنا بحب "بيريهان" بس في حاجة أنت قولتها حابب نوضحها أكتر... أنا بدفع تمن المساعدة، وآخرهم الورق اللي روحت قلبتهولك من كام يوم من عند الراجل اللي مضايقك، ومن غير أي شوشرة بقى في إيدك، مش أنا قولتلك إني هسد بدل الغريب قصاد مساعدتك ليا... لكن معلش يا باشا جو التهديد ده بيخلي الدنيا فيها لبش.... بنتك اللي هي مراتي في عيني الاتنين، واعتبر المصلحة اللي هخلصهالك برا خلصت خلاص.
قالت جملته الأخيرة بهدوء وهو يطالع "ثروت" بنفس ابتسامته بينما في الأعلى كانت "بيريهان" ستدق على الباب ولكن توقفت حين سمعت:
بشير هو أنت مش بترد ليه؟... أنت عندك مشكلة طيب؟
صمتت قليلا ثم أرسلت مجددا:
أنت لسه في اسكندرية طيب ولا رجعت القاهرة؟

دقت "بيريهان" على الباب و أمنيتها الوحيدة الآن ألا تكون "علا" على علاقة بصديق ألد أعداء شقيقها.

★***★***★***★***★***★***★

جلسا معا أمام دكان والدتها وبدا الحزن في نبرتها وهي تسأله:
يعني أنت هتسافر بعد بكرا يا "طاهر"؟
رد على سؤالها بغيظ:
بقولك هما ساعتين اللي فاضي فيهم، وقولتي مليش مزاج أخرج، جيت اقعد معاكي هنا... كمان هتقلبي وشك؟

_ ما أنت اللي بتقول حاجات تزعل أهو... أنا مبحبكش تسافر، بحس بالغربة.
ضحك على قولها وعلق:
كده هسيب شغلي خالص يا " شهد".

بدا الحماس على وجهها وهي تقترح:
طب والله فكرة، إيه رأيك تسيبك من الشغلانة دي،
و اشتغل أي حاجة تانية.

هز رأسه نافيا وهو يقول:
بتهزري؟... أنا بحب شغلي جدا، هو أنا ينفع أقولك سيبي دراستك واعملي أي حاجة تانية؟
بالطبع لا هذا ما حدثت به نفسها قبل أن تطالعه قائلة:
هتوحشني يا كابتن.
ابتسم وهو يعدل من رابطة رأسها القماشية قائلا بمزاح:
أنا اللي جايبها دي صح؟
هزت رأسها بتأكيد فهتف:
أنتِ كمان هتوحشيني يا "شهد"... الله يسامحك يا شيخة.
جملته الأخيرة جعلتها ترد بضجر:
إيه يا عم أنا عملتلك إيه؟

قال وهو يطالعها متحدثا بمشاعر نطق بها فؤاده:
الأول لما كنت بسافر كنت ببقى شايل هم " يزيد" ، دلوقتي هبقى شايل هم "يزيد " و همك.... علشان عارف إن عندك نص طاير.
حذرته بنظراتها فطلب ضاحكا:
بلاش تنطيط يا "شهد" علشان خاطري...

_حاضر والله
بعد استجابتها أكمل منبها:
لو عايزة تخرجي استني لما انزل ونخرج سوا بس بلاش....
قاطعته مردفة بغيظ:
يا عم ما قولنا خلاص بقى... بس قولي أنت
قالت جملتها الأخيرة بابتسامة واسعة ثم سألته:
أنت حاطط إيه على شعرك؟... ريحته حلوة أوي

_ أقسم بالله أنا اللي المفروض أقولك كده.
كان هذا رده الذي أبدت اعتراضها عليه بقولها:
يا عم احنا واحد متعملش فرق...
ثم سألته ضاحكة:
حاطط إيه بقى؟
وضع يده بين خصلاته قائلا بزهو:
مش حاطط حاجة ده الطبيعي يا ماما.

وضعت كفها على رأسه حين أبعد يده سائلة:
طبيعي إيه أنت هتشتغلني، بيلمع كده طبيعي....
قولي بس..شعرك حلو كده ليه النهارده؟
أمك حطالك عليه جاز؟
علت ضحكاتها بعد سؤالها الأخير وقبل أن يطولها تركت مقعدها وهرولت من أمامه في نفس التوقيت كانت "عيسى" بمفرده في المطبخ يبحث عن مشروبه في البراد فقطع ذلك دخول "سهام" التي سألته:
هو أنت بتدور على إيه؟
_ متشغليش بالك.
رد مختصر جعلها تنزعج ولكن كررت سؤالها بلطف:
طب تحب أجبلك البابل تي؟

رد عليها بجملة واحدة وهو يطالعها بعد أن أغلق البراد:
مش عايز.
سألته بحزن حقيقي:
ليه يا "عيسى" كده؟
تابعت بابتسامة:
جرب تديني فرصة طيب؟... مش يمكن تلاقيني كويسة... بيصعب عليا أوي إني أبقى شايفة نسخة من فريد اللي كان حتة من روحي قدامي وألاقيك كارهني كده،

قاطعها ليقول بضيق وهو يطالعها:
ما كفاية بقى.... كفاية عليكِ "فريد" وأبويا واخواتي...
هو أنتِ عايزة كل حاجة؟، صعبان عليكي إنك مش مكوشة على كل حاجة؟.... عمالة تعافري ورايا،
مره بالحسنى وعشرين بالكلام اللي زي السم علشان تبعديني، كل ده علشان خوفك مني...
ابتسم بتهكم وهو يشير على رأسها قائلا:
علشان دماغك رسمتلك إني راجع علشان أبعدك، اتجوزت "ملك" علشان تاخد مكانك.... طمني نفسك يا مدام.
هزت رأسها بالنفي فأكمل هو:
أنا بعيد خالص عنك، خاطر اخواتي عندي غالي أوي....
ابعدي أنتِ عني بقى، ابعدي عني علشان أنا عمري ما هبقى "فريد" اللي كان شايفك أمه، ولا أنتِ عمرك هتحبيني زي أمي ولا زي حتى ما حبيتي "فريد".

نزلت دموعها وهي تسأله:
أنت ادتني فرصة علشان تحكم عليا؟
_ أنتِ لو سألتي نفسك هتقولك إنك كدابة
كان رده جاهزا فهتفت بانهيار:
حرام عليك والله العظيم... بس حاضر يا " عيسى"
أنا وحشة وكل الحاجات اللي أنت شايفها عني طالما ده هيريحك... بس عايزاك تتأكد إني حاولت كتير معاك وأنت اللي مرضيتش.

رد عليها بابتسامة مستهجنة:
معلش، هو أنا علطول كده الظالم في كل الروايات،
ربنا يسامحني بقى.

مسحت عبراتها وهي تسأله برجاء:
طب ممكن طلب واحد؟
طالعها ينتظر ما ستقوله فهتفت بألم :
أنا فريد وحشني أوي، ممكن أحضنك ولو دقيقة واحدة ومتعتبرنيش عدوة فيها.

كان ثابت كالصنم، لم يرد حتى على طلبها، واعتبرت هي أنه رد بالايجاب فاحتضنته هامسة من بين دموعها وكأنها المرة الأخيرة:
لو لاخواتك خاطر عندك.... تحاول تديني فرصة.
أنهت جملتها وابتعدت عنه وبقى هو مكانه وهو يراها ترحل، لمعت الدموع في مقلتيه وهو يشعر وكأن حديثه مع شقيقه الراحل يُعاد الآن في أذنه وفريد يسأله:
هو أنت مبتحبش "سهام" ليه؟
بدا التوتر عليه وهو يرد:
مين قال إني مبحبهاش؟

رد عليه شقيقه بما يشعر به:
أنا علطول بحسك واخد جنب منها، ماما طيبة والله
يا "عيسى"، وعلى فكرة هي بتحبك أوي.
فاق من شروده وتوجه ناحية الخارج رافضا التفكير أو التذكر لأي شيء.... في نفس التوقيت كان " منصور" ينتظر ابنه على أحر من الجمر، اللقاء مع "عيسى" شتته، جعله عاجزا عن التفكير بأي شيء، حاول الاتصال بجابر من جديد ولكن لا رد فهتف بانفعال:
مبتردش ليه يا بن **** .
ألقى بالهاتف على الأرضية وفي اللحظة ذاتها لمح ابنه يدخل ولكن قبل أن يهرول ناحيته بهت وجهه وهو يجده يصطحب إحداهن معه، انكمش حاجبي "منصور" بصدمة، هو يتذكرها ولكن عقله يأبى الاعتراف فسأل:
مين دي يا جابر؟

ابتسم ابنه وقبض على كفها قائلا:
دي رزان...
أكمل ملقيا قنبلته:
مراتي.
صدمة جمدت والده الذي وقف يطالع بذهول ابنه ومن معه ولم يسيطر على عقله إلا شيء واحد، ألا وهو عدم التصديق.

★***★***★***★***★***★***★***★

جلسا سويا أسفل في حديقة المنزل ووضع الأوراق على الطاولة سائلا بتعب:
فهمتي يا "ملك".
كانت جالسة أمامه ونظرها مُعلق بالأوراق وهتفت:
اه أنا حاسة إني فهمت شوية... طبعا مش كل حاجة بس فهمت حاجات.

قال مطمئنا:
لما تنزلي الشغل هتحسي الدنيا بدأت تبقى سهلة شوية... وأنتِ هتعلمي بسرعة إن شاء الله،

هزت رأسها موافقة، فاقترح هو:
تيجي نطلب أكل؟
_ في أكل أنا ممكن أقوم أجبلك.
هز رأسه نافيا كدلالة على عدم رغبته بالمتواجد فقالت:
طب خلاص اطلبلنا.
وكأنه سرح في عالم آخر، لاحظت هذا على وجهه فنبهته:
عيسى روحت فين.
طالعها وقال:
أنا معاكي.
تساءلت عما حل به وخاصة حين جذبها من مرفقها قائلا:
تعالي معايا يا " ملك" .
توجهت معه نحو المطبخ، طالعت ما يحدث باستغراب وسألته:
هو في حاجة؟
وكأن صراع نشب داخله، انقسم اثنين، أحدهم يرفض أفعاله هذه ويراها حمق، والآخر يحثه على الإكمال... بانفعال أخرج من البراد طبق بلاستيكي به قطع اللحم الحمراء، وفتح خزانة يبحث عن شيء ما بها فقالت "ملك":
طب قولي عايز إيه وهعمل.
_ عايز فتة.
جملة واحدة جعلتها تطالعه بشك، لا تصدق ما قاله فما يبدو على وجهه عكس ما تفوه به، وجهه ينطق لا أريد بينما هو قال أريد وفي النهاية اختارت أن تنفذ له طلبه، وقف معها وهي تصنعها من البداية، ساعدها في كل شيء، مساعدة بالإجبار هكذا سمتها هي حين رأته يقلب قطع الخبز المحمص الموضوعة على النار، انتهت منها تماما ووقفت تطالعها وتنقل نظراتها بينها وبينه الذي طال صمته والآن شردت نظراته، وعقله يعيد مشهد قديم، والدته تضع أمامه الطبق فيه ويهتف هو باعتراض:
دول حبة صغيرين أوي
فمالت مقبلة وجنته وهي تقول:
خلص و هجبلك تاني كتير... أنا بعملها علشانك.
تسارعت أنفاسه وشعر وكأنها تُسلب منه و " ملك" تسأله:
تحب أحطلك يا "عيسى"؟
شهق عاليا وكأنه يحاول سلب الأنفاس بصعوبة فهرولت ناحيته سائلة بخوف:
مالك... أنت كويس
أكملت بلهفة:
تعالى نخرج برا.

انتظمت أنفاسه من جديد فأعطته هي ابتسامة حزينة أثناء سؤاله:
ميرڤت قالتلي إنك بتحبها أوي... ده صح؟
أشارت على الوجبة التي صنعتها فهز رأسه بالإيجاب، وأكملت هي:
بس بطلت تاكلها من بعد وفاة والدتك... ليه يا عيسى؟

_ علشان خايف
صرح وهو ينظر لها بعينيه الصافيتين مكملا تعبيره عن مخاوفه ولكن لنفسه دون أن تسمع هي:
بخاف حتى من الأكلة اللي كنت بحبها، بخاف منها علشان بتفكرني بأغلى انسانة على قلبي، بحس لما بشوفها إنها بتفكرني بالعيل اللي خاف زمان ومقدرش يعمل حاجة... بس العيل ده مكانش في إيده حاجة، ملهوش ذنب.
أمام صمته الذي طال سألته:
" عيسى" ... معايا؟
تحدث بإصرار قائلا:
أنا هاكلها لأول وآخر مرة في حياتي من بعد وفاة أمي... هاكلها بس علشان حتى دي لازم أواجهها
لم تفهم جملته المبهمة ولكنها قدرت أن هناك صراع ناشب داخلة فربتت على كتفه برفق وأردف هو:
أنتِ الوحيدة اللي ممكن أقبل أكلها منك.
قوله أسرها فابتسمت وملأت الملعقة ثم قربتها من فمه قائلة:
وأنت لو هتاكلها المرة دي بس، كفاية عليا انك اختارت إنها تكون مني.
تسارعت دقات قلبه وهو يطالع يدها الممدودة، قبل ذلك دفعها ولكن هذه المرة تناول منها، و ابتلع وكأنه يبتلع جمر.... لم يتحمل، توقف الطعام في حلقه وسعل بشدة... وانتصر النصف الذي يرى أن ذلك الصغير كان مذنب، انتصر الجزء المتواجد داخله والذي أسماه "نور"
"اللي جواك ده طاقة غل وكره عايزة تحركك للأسوء"
انتصرت هذه الطاقة في منعه من المواجهة، ولكنه أبى وقبل أن يطلب منها أن تعطيه الملعقة ليأكل مجددا سمع هاتفه، كانت خالته، لو كان في موقف آخر لما رد ولكنه هرب إليها، رد مسرعا فاخترق أذنيه صراخ "ميرڤت" التي قالت باستغاثة وكأن أحدهم سيقضي عليها توا:
الحقني يا "عيسى".
وتعالت صيحاتها بعدها ولم يعد يسمع شيء آخر.... تجمد مكانه وتمكن القلق من " ملك" التي سمعته يهمس بخوف:
"ميرڤت".
ثم هرول من أمامها، فأسرعت تحاول اللحاق به وقد رأت في عينيه خوف لم تر مثله عنده قط...
خوف من لحظات خشى ألا ينساها أبدا.

يُتبع ♥
متنسوش تعملوا لايك، وتقولولي رأيكم في الفصل ...
دمتم بخير 💙

Fortsätt läs

Du kommer också att gilla

4K 125 20
لكل طريق مسار هناك مسارت كثيرة يمكننا اختيارة و لكن مسار الحب إجباري.
13.4K 635 20
بيتجوزها بالاتفاق إن جوازهم يكون على ورق بس.. وبعد مدّة صغيرة متكملش شهر المفروض يسافر ويسيبها لوحدها لمدة 5 سينين وطليقها وصحابه بيلاحقوها ومستنيين...
2.4K 113 6
سأبدا اول قصه قمت بتأليفها بالعاميه واتمنى ان تعجبكم ويعجبني دعمكم،لن اطيل الحديث لذلك سوف اترككم الآن مع خالد..
1.6K 78 18
عندما يكون العشق اطول من عُمر العاشق... ويُقربه القدر مِن مٰن يعشق.. يبدو وكأن الامر. اجمل من ما نتخيل ولكن. عندما يكون للقدر راى اخر.. فامن الممكن ا...