اسكربتات هالة أحمد

{82}

- يلا بسرعة انقلوهم للسرايا

'' وبسرعة شِلناهم ورجعنا السرايا من تاني، ونقلنا كل واحد في أوضة، قالت البنت وهي بتعيط ''

= محتاجين دكتور، كدة هيموتوا

'' بصِتلها وقُلت ''

- أنا دكتور ما تقلقيش، واسماعيل كمان دكتور

'' ظهر عليها الطمأنينة، ومن حسن حظي انّي كنت شايل والِدها فانا اللي كنت بسعِفه، أما اسماعيل كان مع السواق، قلّعت والدها الچاكيت والقميص، ومسحت الدم، واكتشفت ان الرصاصة كانت في كتفه، فا قُلتِلها من غير ما ابُصلها ''

- الرصاصة في الكتف، بسيطة ان شاء الله
= ان شاء الله

'' طلعت الرصاصة وضمّدت مكان الجرح بمساعدة الخدم معايا وبتعليماتي، وغطّيته عشان البرد، وبعدين بصتلها وقُلت ''

- الحمد لله، هو هيبقى كويس ان شاء الله، مافيش خطر
= الحمد لله، انا بصراحة مش عارفة اشكرك ازاي
- لا شكر على واجب، دا واجبي
= طيب هو هيفضَل نايم كتير، اقصُد يعني مش هينفع يروّح معايا؟
- لا طبعًا .. هو صحيح مافيش خطر عليه لكن مش هينفع يتحرّك من السرير قبل يومين تلاتة كمان
= يا نهار أبيض، بس كدة صعب مش هينفع، ازاي ...
- مقاطعًا: لا صعب ولا حاجة، اعتبري البيت بيتِك
= بس كدة كتير
- بابتسامة: لا أبدًا ماتقوليش كدة .. أنا نسيت اسألِك، انتِ اسمك ايه؟
= سُمية .. اسمي سُمية

'' غريب ان اسمها كمان كان كله وَقع في قلبي غريب، زي طَلّتها لما شُفتها بتجري في الجنينة عشان تستنجِد بحد، مدّيت ايدي وقُلتلها ''

- وانا احمد

'' بصّت لإيدي بإحراج، وقالت ''

= أنا آسفة، مش بسلّم

'' سحبت إيدي، وقُلتلها ''

- بابتسامة: ولا يهمك
= طيب انا هضطر امشي و .. وهاجي بكرة ان شاء الله عشان اتطمن على بابا
- مش هينفع الجو مش هيسمح، ممكن تبقي هنا مع والِدك في الأوضة، وماتقلقيش .. هنفضّيلِك الدور هنا عشان تكوني مرتاحة، وهننزِل ننام في الدور اللي تحت، وفيه مفتاح في الباب تقدري تقفلي على نفسِك
= أنا بشكرَك جدًا
- العفو .. عن إذنِك

'' وخرجت من الأوضة وكنت نازل من على السلم لما سمِعت صوت المفتاح في الباب وهي بتقفِل على نفسها، خرجت للجنينة وكنت حاسس بإحساس غريب ''

'' عام 1822م ''

'' كنت واقف في الحارة لوحدي، الهوا البارد كان بيهِب وكإنه بيلاعب قلبي، غمضت عيني وفتحت ايدي الاتنين، وقُلت ''

- سبحانَك يارب خالِق الجمال، سبحانَك سبحانَك

'' اتخضيت لما حسيت بإيد اتحطّت على كتفي .. اتنفضت وبصيت ورايا، كان سليمان اخويا ''