{56}

2.6K 175 4
                                    

'' أُمـنيةُ الفُـؤاد ..❤! ''

'' الكلمة الحلوة والحنية واللين وارِد يجيب جداً مع الناس ..يمكن ينقلنا من مكانة لمكانة في قلوبهم بسبب كلمة حلوة مننا أو تقدير لظرف معين أو إبتسامة أو حضن ..ويمكن لأ ! ، يمكن ماينقلناش ولا حاجة .. يمكن ماناخدش حاجة في النهاية ، بس ماينفعش ..لازم الطرف التاني يديني مُقابل ، أصل لازم يكون فيه مُقابل !..''

- أمنية ..باباكِ برا عايز يدخل
= خليه يدخل ..أنا خلاص بقيت جاهزة

'' لحظة صعبة جداً ، مش عارفة إذا كانت حلوة أو حزينة ..هي لحظة فيها معاني كتير جداً ..أنا عروسة إنهاردة ، إنهاردة أنا وبابا مش هنبقي مع بعض خلاص ، قد إيه قاسي عليا الموضوع دا ..بابا مش بالنسبالي أب وبس ، دا كان ليا الأب والأم والأخ وكل حاجة ..وأنا كنت له الأم والزوجة والإبنة والرفيقة ..ماما توفّت وهي بتولدني ، وبابا قرر يربيني لوحده ومايتجوزش تاني ، عِشنا مع بعض مواقف كتير حلوة ومواقف أكتر وحشة ..كنا صحاب أكتر من أي حاجة ، عمل حاجات كتير جداً عشاني ، مش هنسي إنه وِقف قُصاد إخواته لما كانوا مش موافقين إني أنزل مصر وأتعلم في الجامعة بحكم إني بنت ويتخاف عليا خصوصاً إني من قِنا ، كان ممكن أدخل أي جامعة هنا ..جامعة قِنا مثلاً بس كان نفسي جداً أتعلم في القاهرة ..بعيداً عن إن فُرص التعليم هناك أحسن والشغل فُرصه أكتر إلا إني كان عندي فضول دايماً أنزل مصر وأشوف شكلها إيه والحياة هناك عاملة إزاي ، وبابا وِقف جمبي وماحرمنيش من إني أتعلم هناك ، وتِعب معايا جداً ..كان مأجرلي شقة هناك وجاب حد معانا من قِنا يقعد معايا ويبقالي غفير عشان يتطمن عليا أكتر ، وكان كل يومين تلاتة يجيلي ويتطمن عليا ..حنية بابا عليا طول عمره تخليني أوافق علي أي كلمة يقولها كاحق من حقوقه عليا ..''

'' دخل بابا الأوضة وشافني وأنا بالفستان الأبيض ، كانت لحظة كلها شجن ..عيونه دمعت وقال ..''

- الله أكبر ، ماشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ..خايف أحسدك من جمالك

'' قربت منه ومسكت إيده وبوستها ..وحضنته وعيطت ، كل اللي في الأوضة خرجوا وسابونا لوحدنا ..''

- ماتبكيش يابتي ماتبكيش لاحسن اللي في وِشك دِه يبوظ
= بإبتسامة : حاضر
- تعالي إجعدي

'' قعدنا ومسك إيدي وقال ..''

- عارفة أنا ليه سميتك أمنية ؟
= ليه ؟
- عشان كنتِ الأمنية اللي أنا وأمك عِشنا سنين نتمناها ، جعدنا 21 سنة من غير خِلفة بعد لف كَتير علي الحُكما وكلهم يجولوا مافيش أمل خلاص ..وعِشنا أنا وأمك سنين الحرمان من العِيال لكن الأٌمنية اللي في جلوبنا عمرها ما ماتت ، وفضلنا في كل صلاة وفي ركعة نركعها لربنا نتمناكي ونطلبك منه ، لحد ما بشرنا بيكي ..وجتها كانت أمك دخلت الأربعين وأنا كنت خمسة وأربعين ، كانت مفاجأة كبيرة قوي إن بعد السنين دي كلها ربك يستجيب لدعانا ..لكن مافيش حاجة بعيدة عن ربنا وكل شئ بآوان ..أمك لانها كانت كبرت كان الحمل عليها في السِن دِه مش كويس وجالولنا لازم ننزل الجنين ..لكن هي مارَدَتش وجالت بعد ما ربنا يحجج الأمنية نتبطر عليها ونرميها ؟ ..كانت عارفة إنها هتموت ، وأنا كمان كنت عارف ..بس جولنا ربك في إيده كل شئ ، جادر زي مابشّرنا بيكي بعد كل السنين دي ينجيها من اللي هي فيه ، لكن ربك كان كاتبلها الموت ..وماتت أمك ، لكن الأمنية جت وبجَت بين إيديا شايلها في إيدي بعد 21 سنة ! ..كنت حزين وفرحان في وجْت واحد ، فرحان بيكِ إنك جيتي الدنيا ومهموم علي أمك اللي كانت رفيجتي في رحلتي ، لكن إنتي اللي كملتي الرحلة معايا ..وسميتك أمنية ، وكل يوم كنت بتمني ليكي أمنية جَديدة ..أتمني ماتعيطيش وأفضل أطبطب عليكي عشان تهدي وأحاول أعوضك عن أمك ، أتمني تنامي ، أتمني تبجِي بصحة كويسة ، أتمني تِحبي ، أتمني تِمشي ، أتمني تكبري ، أتمني تخشي المدرسة ، أتمني أعرف أعملك الضفيرة ، أتمني تاكلي السندويتشات اللي أني مابعرفش أعملها ، أتمني تحلي كويس في إمتحانِك ، أتمني تنجحي ، أتمني تلاجي في حياتك صحاب كويسة ..أتمني تدخلي الجامعة

اسكربتات هالة أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن