{78} Part : 13

559 57 13
                                    

'' السـفينة ..💛 ''

الفصل الثالث عشر

'' قال أحدهم ..أنّ المنتقم يرتكب نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها .
الانتقام هو دائمًا أعنف من العنف ذاته ،والشخص الذي يفكر دومًا بالانتقام، هو شخص تبقى جراحه مفتوحة .
جلس يحيى ويوسف بالأرض من هول صدمتها بهذه الجريمة البشعة التي ارتكبها يونس ،وظل مؤمن واقفًا بجانب حمزة وخالد ،كان ينظر مؤمن ليونس بصدمة شديدة ،كيف توّصل لهذا الحد من العنف والانتقام ؟ ،كيف ليونس ..ابن الشيخ ابراهيم ،حامل كتاب الله على صدره ،إمام المسجد ،أن يصل إلى هذا الحد من الشر والغضب .
وقف يونس أمام جثة مروان يبتسم بنصرٍ على مافعله وانّه انتقم أخيرًا لزوجته ،ثم اختفت ابتسامته تدريجيًا ..أقتل الآن ؟ ،أأصبح قاتل ؟ ،استدار يونس فوجد اخوتِه ينظرون إليه بصدمة ،ظل ينظر إليهم وينقل بصره بينهم ،ثم أعادَ الصرامة على وجهه ونظر لحمزة قائلًا له ''

- قول لابوك ان الدور عليه

'' ابتلع حمزة غصةً في حلقه قبل أن يقول ''

= أبويا ماعملش فيك حاجة ،ابويا لا ضرب عامر بالنار ولا قتل مراتك ،كل دا كدب وماحصلش حاجة
= خالد باستغراب : عامر ماتضربش بالنار ؟
= حمزة : ايوة ،دي كانت لعبة بس عشان يخوّفوني ،لكن هو ماعملش حاجة ،شاهين اللي قتل مراتك وانتَ خدت حقك منه ،حاطط ابويا في دماغك ليه ؟
- ومين وصّل شاهين ليا ولمراتي ؟ ،مين اللي ماحرّكش التجارة لحد مانا آجي وابقى كبيرها ؟ ،مين اللي ودّا فرصة لشاهين يعمل معايا كدة ؟
= حمزة : مش فاروق ،انتَ فاكر ان شاهين دا سهل ؟ ،فاكر ان ابويا ساعده عشان يوصلّك مثلًا ،فوق يايونس ..انتَ لو تعرف اللي فيها مش هتقرّب من ابويا ابدًا

'' ابتسم يونس بسخرية ،ثم قال ''

- هو انتوا مابتدوّروش ليه على رحمة ؟

'' لم يرد عليه حمزة ،لكن نظر إليه بخوف ،فنظر يونس إلى يحيى وقال ''

- شوفوا شادية كدة ،فيه شك انها ممكن تبقى رحمة

'' وصمتَ الجميع ! ،ثم وقف يوسف مغادرًا دون كلمة ،فقط مازال غير مستوعبًا ما حدث ،وبدأ الكل يغادر ويترك يونس بمفرده ،هاتف يونس شاهين ''

- ألو ؟

'' رد يونس ''

= هبعتلَك هدية عالبيت كمان شوية ،ابقى افتحها انتَ بلاش رجالتَك
- باستغراب : هدية ؟ هدية ايه ؟
= لما تشوفها هتعرف ،سلام

'' ثم هاتف يونس رجاله أن يأتوا إليه بهذا المكان ،وحينَ أتوا أمرهم أن يأتوا بتابوت ويضعوا به مروان ويُرسلوه إلى قصر أخيه ،وأمرهم أن يُخفوا آثار الدماء على الأرض وأن يخفوا سيارة مروان أيضًا ،وبغد ذلك استقل يونس سيارته وعاد إلى قصره ،حينَ دلف إلى القصر سمع صوت صراخ يأتي من الداخل ،علِم أنّ هذا صراخ آسيا ،وأنها بالتأكيد قد علمت مافعله ،دلف يونس للقصر ،وجد آسيا ملقاة على الارض تبكي وتصرخ ،ومريم ورباب يبكيانِ بجانبها ،وخالد وحمزة واقفانِ ينظرانِ إليها ،علِم أنهما من أخبراها ،لكن لا يهم ..كان الجمود باديًا على وجهه ،ترك آسيا تبكي وصعد السلم متجهًا إلى غرفته ،نظرت إليه آسيا قائلةً بصراخ ''

اسكربتات هالة أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن