{69}

2.6K 127 7
                                    

الاسكربت طويل جداً ممكن ياخد ساعة أو اكتر قراءة🙈

'' إليكِ ..❤! ''

'' دمشق 690 م ''

'' ومرةً في العمر يعيش الإنسان ألف شعور من نظرةٍ واحدة ..فتُصبح أسير اللحظة طوال العمر ..أنتَ وقلبُكَ وعينيكَ والذاكرة ..
مُذ رأيتُ هند شعرتُ وكأنني كنتُ تائهًا طيلة حياتي وأخيرًا وجدتُ الطريق ،ووجدتُ معه ذاتي ..
كانت هند جارية أمي ..انتقلت هند إلي قصري منذُ عامٍ تقريبًا ،منذُ أن توليت خلافة الدولة بعد وفاة أبي ،ورأيتها في غرفة أمي ..كانت هذه أول مرةٍ أراها فيها ..وأولُ مرةٍ يستقر قلبي في مكانه .
أحببتها كثيرًا وأحببتُ أن آراها دائمًا ..أحببتُ كل شئٍ فيها ،طلبتُ من أمي كثيرًا أن تكون هند جاريتي وملكُ يميني ولكنها رفضت ولا أعلمُ سبب الرفض ..وكل مرةٍ ترفضُ أمي طلبي انشغلُ بهند أكثر حتي كاد عقلي يُجَن .
لا أعلم لمَ النومُ صعبٌ هذه الليلة ؟ ،ولمَ التفكير بهند لا يغيبُ عن عقلي هذه الليلة ؟ ..نهضتُ من فِراشي واتجهتُ ناحية شرفة غرفتي ،وقفتُ فيها حائرًا تقتلني الأفكار ! ..كيف لجاريةٍ تفعل كل هذا بخليفة الدولة ؟ ..إنها محظوظةٌ جدًا وأنا المذلول ،زفرتُ عاليًا ..لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك ،اتجهتُ إلي باب غرفتي وخرجتُ منه متجهًا إلي غرفة والدتي ،أذنت لي بالدخول فدخلت ..''

- هل لازلتِ مستيقظة أم أنّني أيقظتُكِ ؟
= مازالتُ مستيقظة ،تعالي يابُني .. ماذا بكَ يا جمال الدين ؟ هل أنتَ بخير ؟
= نعم يا أمي أنا بخير لا تقلقي ،فقط أردتُ أن أتحدث معكِ قليلًا
- تعال ..إجلس بجانبي

'' جلستُ بجوارها ، أمسكت بيدي ونظرت إليّ بنظراتٍ حنونة وقالت ..''

- ماذا بك ياجمال ؟ منذُ مدةٍ وأنا أراك حزينًا شاردًا ..ماذا بك يابني ؟

'' نظرتُ ليدها الممسكةٌ بيدي قليلًا وقلتُ ..''

= أنا فقط ..قلبي يُعذبُني

'' أزاحت بيدها عني ونظرت إليّ بنظراتٍ جامدة ،علمتُ من نظراتها أنها فهمت ما أرمي إليه ،أكملتُ حديثي قبل أن تُعقّب محاولًا إستعطافها قائلًا ..''

- أُحب هند ..أُحبها كثيرًا ،لا أستطيع أن أُفكر بأي شئ إلّا بها ،لا يشغلني سواها ،أريدها ياأمي ..لا أعلم ما سبب رفضك لأن تكون ملك يميني ؟
= تُحب جارية يا جمال ؟
- أُحب مسلمة ياأمي ،لم يكن هذا الحُب باختياري ولا الجارية كانت إختياري ! ،وماذا بها الجارية ؟ ،وماذا أريدُ أنا منها غير أن تكون ملك يميني ؟
= الحب هذا سيدمرك وسيدمر دولتك ! ،إن كانت بعيدة عنك وأنتَ مشغولٌ بها لهذه الدرجة فماذا لو اقتربت ؟ ستُ...

'' قاطعتها قائلًا ..''

- سأرتاح ..سأكونُ سعيدًا ألا تُريدين سعادتي وراحتي ؟ لا أفهم رفضك هذا ..هل لانها جارية فقط ؟ ، هل سيكون بالنسبةِ إليكِ شيئًا عاديًا لو أحببتُ أميرة أو إبنة وزير أو ملك ..أم ماذا ؟ ماوجه اعتراضك ؟
= حتي لو كانت تُحب أميرة بهذا الشكل كنتُ سأعترض ..حبك هذا سيضرك كثيرًا وسيضر دولتك أكثر
- ألم يكن أبي يُحبك ؟
= بلي ،ولكن ليس لهذه الدرجة ..لم يشغل باله أي شئ عن الدولة وكيف يكون خليفة عظيم يذكره التاريخ مدي الحياة ، هذا جلّ ماكان يشغل باله ويريد تحقيقه وليس الحب ولا شئ غيره
- وأنا لستُ أبي ولن أكون مثله
= بغضب : لماذا ؟ ماذا به أباكَ كي لا تُحب أن تكون مثله ؟
- لاننا شخصين ! ، لسنا نفس الشخص ..وأنا لا أُريد أن أكون مثل أحد ،أنا فقط أُريد أن أكون جمال الدين لا أغير شيئًا فيه حتي أتشبّه بأحد ..أنا أُحب ،وعندما أُحب لا يشغلني شيئًا غير حُبي ،إن باتَ قلبي حزينًا ليلةً لا أستطيع النوم ، يبدو أنني شخصٌ تسوقه مشاعرهِ ..ليس بيدي ،لذا فالحل أن يكون من أُحب بجواري حتي أكون بخير ولا أري أي صعوبة في ذلك ولا ضرر فيه ..أنا لستُ صغيرًا ياأمي ولا مكانتي صغيرة ..أنا جمال الدين خليفة المسلمين ،أحكمُ الدولة الأموية كلها ،قادرٌ علي إتخاذ قرارتٍ مهمة بشأن الدولة كيف ستُدمرني فتاةٌ أحبها ؟

اسكربتات هالة أحمد Where stories live. Discover now