{78} Part : 2

1.1K 65 9
                                    

السـفينة ..💛 ''

الفصل الثاني

'' بعد وفاة هدى تدمرت حياة سليمان بشكلٍ كبير ،أصبح لا يقوى على الحياة ولا يملك أي رغبة فيها ،استقّل سليمان وفاروق بالقاهرة ،في أحد أحيائها ..كان سليمان دائم الجلوس في البيت لا يخرج منه ،حتى ملّ فاروق من حالته ''

- بكفياك بقا يا سليمان ،من ساعة ما جينا هنا من ست شهور وانتَ حابس نفسك في البيت
= عايزني اعمل ايه يعني ؟
- اطلع وشوف الشوارع ،وشوف المكان الجديد اللي بقينا فيه
= ماليش نِفس لحاجة
- ماهو ماينفعش ،عندنا مصالح لازم نقضّيها
= مش هشتغل في التجارة تاني
- لا ماهو مش بمزاجك ،انتَ مش شغال لوحدك
= ومش بالعافية برده
- اعقل يا سليمان ،لو ماشتغلناش هنعمل ايه ؟ ،هنقف على عربية كبدة بقا نشتغل ؟ ،ولا نقف في دكانة سمك زي ماكنا في اسكندرية
= وماله مادام بالحلال
- ولما يسألوك عن اسمك بالكامل وبطاقتك ويعرفوا ان متقدم فيك بلاغ هتعمل ايه ؟ ،وامك واختك اللي في رقابينا دول هنبعتلهم فلوس منين ؟ ،واختك لما تيجي تتجوز هنجهزها منين ؟ ،فوق يا سليمان ..التجارة حاميانا كتير ،ومخلية أهل محروس أبو الحسن اللي قتلناه بعيد عننا ،وافتكر ان فيه تجار كتير حامينّا وواقفين معانا ،بس يوم مانقولهم بح مش هنشتغل هيكلونا ،واحنا لسة صغيرين في التجارة بنجيب الآثار من أهلنا في الاقصر ونبيعها للتجار الكبار هنا وناخد عمولِتنا ،لما نكبر في التجارة ونبقى أحرار نفسنا نبقى نبطل عادي براحتنا ،لكن دلوقتي لأ ..دلوقتي هيرمونا لكلاب السكك وماحدش هيسأل فينا

'' ثم نهض وبدأ يحكي لأخيه عن أحلامه ''

- احنا لازم نكبر ،نبقى اكبر ناس في السوق ..الكل يبقى تحت رجلينا وماحدش يقدر يكلّمنا ،ونرجّع الهيبة لعيلتنا ،الهيبة اللي راحت بموت أبونا ،عيلة الديب لازم ترجع أحسن مما كانت في وجود ابونا ،البلد كلها لازم تسمع عن الديابة وعيلة الديب ،نبقى أشهر من نار على العلم ،وكل الناس تاكل من خيرنا ،يبقى عدونا واحد وحبيبنا واحد ،دا اللي لازم نسعى ليه يا سليمان ،وياريت تسترجِل شوية ونركز في هدفنا

'' لم ينطق سليمان بكلمة ،لكن سكوته كان علامة للرضا على حديث فاروق ،بدأ سليمان الخروج من عزلته بالتدريج ،وبدأ ينزل من البيت ليتعرف على المكان الجديد الذي سكن فيه ،إنه يعرف القاهرة جيدًا ..ليست أول مرة له ولأخاه هنا ،فكانت القاهرة أول مكان يختبئانِ فيه بعد هروبهما من الاقصر بعد جريمة القتل ،ثم انتقلا إلى الجيزة ..ثم إلى الإسكندرية ،لذا أتقنا لهجة أهل القاهرة جيدًا ويتحدثان بها عوضًا عن اللهجة الصعيدية .
كانت لدى سليمان صعوبة في التأقلم على الحياة بعد وفاة هدى وصغيره ،رغم انه لم يعِش معها غير عامٍ واحد ! ،لكن تركت بقلبه ذكراها وحبها اللذان لن يتركاه مدى الحياة .بعد فترة من العيش بالقاهرة والتعرف على الجيران وعلى كبار الحي الذي يعيشان فيه ،علما الأخوان أنّ فتوة الحي يُتاجر بالسلاح ! ،فقررا العمل معه ،وقصّا له قصتهما ،لذا تعهّد لهما بالحماية .وفي يومٍ كانا الأخوانِ في بيت الفتوة يتحدثانِ عن صفقة سلاح جديدة ،لكنّ سليمان شرد منهما ،فهزّه الفتوة الذي يُدعى حسن قائلًا له ''

اسكربتات هالة أحمد Where stories live. Discover now