= انتِ كنتِ بتكلمي مين في التليفون في البلكونة من شوية؟
- واحدة صاحبتي
= واحدة صاحبتك ولّا واحد صاحبك؟، بت انا شاكة فيكِ من فترة

'' ضحكت وقُلتلها ''

- لو في حاجة هحكيلِك، اكيد انتِ اول واحدة هتعرفي

'' دنيا أختي الكبيرة، والوحيدة .. أكبر مني باربع سنين، وهي دلوقتي في آخر سنة في كلية علوم، أنا وهي وماما عايشين لوحدِنا من وقت ما بابا اتوفّى من تلت سنين.

بالليل جِهزت ودنيا رفضِت تيجي معانا، مش عارفة ليه دايمًا مش بتحب تروح هناك خالص، ما علينا .. رُحت انا وماما لوحدنا، كنت مبسوطة أوي، كنت حاسة ان النهاردة هيبقى أحلى يوم في عمري .. لكن!، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن.
وصلت انا وماما وخبطت الباب، كنا سامعين دوشة وزعيق جايين من جوا، لكن ماكناش عارفين نميّز الكلام، فتحت مراة خالي، وأول ما شافِتنا اتخضِت، وخطفِت نظرة لجوا وبعدين بصتلِنا، وقالت ''

- يا أهلًا وسهلًا، اتفضلوا

'' دخلِت ماما وانا من وراها، وبعدين قالت ''

= ايه خير في ايه؟، بتزعقوا ليه؟

'' الصوت كان جاي من أوضة جوا، ماردتش علينا مراة خالي ودخلِت بسرعة لجوا، كان باين من الأصوات ان خالي ومصطفى بيتخانقوا، ومراة خالي دخلِت ليهم عشان يهدّوا الصوت عشان مانسمعش، لكن دا ماحصلش، وسمعنا كل حاجة ''

- جواز ايه اللي بتفكّر فيه دلوقتي، ومين دي اللي تتجوزها، رحمة؟
= ومالها رحمة يا بابا، ايه عيبها؟
- نعرفها منين ولّا نعرف أصلها وأهلها دول منين عشان تتجوزها؟
= رحمة بنت عمتي يا بابا ولّا انتَ نسيت؟
- انتَ اللي ناسي، كلِت بعقلك حلاوة ونسّتك انها جاية من الشارع، لقوها على باب جامع وعمتك وجوزها هما اللي ربّوها، جتك ستين نيلة عليك وعلى اختيارَك .. دا انت مقدم في النيابة، هيقبلوك ازاي لما يعرفوا ان خطيبتَك ولّا مراتك لقيطة؟!

'' في اللحظة دي حسيت كإن صخرة كبيرة وِقعت فوق دماغي فوّقتني من الوهم اللي كنت عايشة فيه، بصيت لأمي بصدمة، وهي كمان كانت مصدومة من اللي قاله اخوها، وبعد كدة مسكِت ايدي، وقالتلي ''

- يلا بينا

'' وقفوا بنات خالي قصادنا واعتذروا عن اللي اتقال لكن ماما كانت مصرة اننا نمشي، ومشينا وكانت لسة الخناقة دايرة بين مصطفى وباباه وصوت مراة خالي بيحاول يهدّيهم ويفهمهُم ان انا وماما موجودين.
طول الطريق ماكناش بنتكلّم وانا كنت ماسكة نفسي انّي اعيط وانفجر، لحد ماوصلنا البيت، ولحسن الحظ ان دنيا ماكانِتش موجودة، كانت عند واحدة صاحبتها، دخلت على أوضتي واترميت على سريري وقعدت اعيط بهستيريا، مش مصدقة اللي حصل، واللي سِمعته .. انا عارفة ان دول مش أهلي، وعارفة ان هما لقوني قدام باب جامع في الشارع عندنا، بس عمرهم ما حسسوني لحظة انهم مش أهلي أو انا مش منهم، عُمر ما بابا وماما أو حد من أهاليهم منهم خالي اللي قال عني الكلام دا، عُمر ما حد كلّمني بطريقة وحشة او بصلّي بصة ماعجبتنيش، أو حتى جرحني بكلمة .. عشان كدة الصدمة كانت كبيرة أوي عليا، كبيرة أوي.

اسكربتات هالة أحمد Where stories live. Discover now