29_ معركة مباغتة

18 2 2
                                    

.
.

مرّ نصف اليوم كامل و نحن نقود الأحصنة بأقصى سرعة ، كنا قد وصلنا المدينة في حلول المساء

توقفنا أمام حضيرة ، و دفعت بينا مقابل ترك الأحصنة ترتاح و تأكل بينما سِرنا نحو منزل شخص قد يُساعدنا

رغم أسئلة ليام و ويلدن ، إلا أن بينا أخبرتنا أن نسير فقط ، في النهاية سنعرف عند وصولها
قرعت على باب خشبي قديم ، و المنزل كان يبدو به هالة من الاهمال

فتح رجل عجوز الباب ، و قد وجه انظارًا نحونا قبل أن يقول " من هناك ؟ "

صمتت بينا ، و بما أنها فعلت لم يكن أحد لينطق

مرت ثواني ، حتى ابتسم الشيخ و هو يقول " بينا ، طبعًا كيف لم أميزك "

فتح لها المجال بالعبور لتدلف للداخل و قد تبعناها بصمت
و الرجل يحصى عددنا بإستغراب ، بقي يسير و لا ينظر بصفة عادية

لقد كان أعمى ، المِسكين

جلس على كرسي أمام طاولة طعام لتجلس بينا أمامه و نحن جلسنا عشوائيا بحيث تجلس على يميني روز و على يساري ليام

أمامنا بينا و الشيخ ، و ويلدن على جانب الطاولة

نطقت بينا أولا و قالت " بدأت تفقد مهارتك "

ابتسم و قال : حسنًا ، بعد عيشي مدة طويلة بدأت أصدأ كجسدي

لم تنطق بشيء و لم تظهر ملامح قبل أن تقول : جئت لسبب عاجل

_ هل ضيوفك البشر هم السبب ؟

سأل و قد نظرت نحونا ثم قالت " نعم ، على ما ييدو وجدوا جواهر ميموفيليس ، لذا سأطلب الخدمة منك كما طلبتها من جدك "

نظر مطولاً أمامنا ثم أغمض عينه ، مد كف يده جهتنا و قال " أرى مشاعر وردية محبوسة ، يصعب إيجاد صاحبها وَ حتى قراءة نوع المشاعر ، الأمر أشبه بضباب أبيض يصارع ضباب رمادي داخل هذه الجوهرة "

همهم ثم قال " الأزرق لون مميز فعلاً ، هناك أكثر من ذكرى و صوت محبوسة هناك ، خليط من الألوان يتجانس بفعالية لكن هناك فراغ عظيم "

_ أي فراغ ؟

سألت بينا بإهتمام ليقول : تلك المشاعر ماتت ، لم تستطع العيش أكثر من هذا لأن حاملها و واهبها قد غادرا هذا العالم لوقت طويل

اومأت بينا لتقول " لكن المشاعر الوردية بقيت كيف ذلك ، هل حجزها شخص آخر ؟ "

أومأ بالسلب ثم قال : الآن متأكد أنها من نفس الشخص ، لكن تلك الجوهرة الوردية تحمل مشاعر قوية نقلت لتقاوم و تظهر في الوقت الصحيح

" هل تستطيع فكها ؟ " قالت بينا

فتح عينه و قال : سأحاول ، لكن لن أعدك بشيء

رواية : ظــلال السّحـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن