14_ويلدن \ wildn

42 4 25
                                    

.
.

.الشمس ترشق بِحرها من كبد السماء ، سماء صافية زرقاء لا سحب تهيم فيها

ظلال الأشجار تحميهم من أشعة الشمس ، و ريح باردة غريبة المصدر تهب لتمنع عنهم الحر

تقدم ليام متسللاً بخطوات ضعيفة لا يسمع لها حس ، وقف على بعد من مجلسهم و تأمل كيف كانت روز تبتسم و تتحدث و آن تحاول مجاراتها في ذلك

فكر في نفسه قليلا و تذكر موقف آن منه ، تسائل أنّ لها كل تلك الشجاعة لتقول ما قالته .. قبض أصابع يده و تمالك أعصابه و قال بنبرة هادئة " لقد إسترحنا بما فيه الكفاية يجب علينا مواصلة السير "

توجهت أنظارهم نحوه و أفكار غامضة تجتاحهم لحرج الموقف الذي يمرون فيه ، وقفت آن بسكون تحمل حقيبتها لتتبعها روز و تبدأ مسيرتهم للخروج من هذه الغابة الغريبة

يسيرون في طريق واحد و أحاديث قليلة تجمع روز و آن بينما ليام يسير بهم من الأمام بسكوت تام محاولاً عدم الإكتراث لهم ، مرت الساعات و هم على هذه الحالة إقترب موعد غروب الشمس فإزدادت مخاوفهم بأن تُظلم السماء عليهم و تزداد برودة الجو دون تمكنهم من إيجاد ملجأ يقيهم من كل هذا ، و أصبح الكل يتهم آن بأنها السبب حتى ليام من تبكم طوال ساعات السير

ساعتان و مخاوفهم أصبحت حقيقة ، إمتزجت السماء بألوان النهار و الغسق و الليل في آن واحد ليطلع البدر ليزين السماء و يزين ثغر آن بإبتسامة جميلة

تأملت جمال البدر و ليام تأمل جمالها ، تاه في تفاصيل وجهها و هو ينير من شعاع القمر حتى قاطعهم صراخ روز من على بعد قليل

ركضوا و تتبعوا مصدر الصوت ، ليتفاجئوا بما تفاجئت منه روز

نهر جاري تلؤلؤ سطحه بوميض عجيب المصدر مختلف الألوان ، لربما مخلوقات بحرية وهاجة جعلت من الليل المخيف منظرًا يسحر العقول

يربط بين ضفتيّ النهر جسر حجري ، جلس عليه فتاة صغيرة و حيوان باندا يحملون صِنارات صيد

إبتسمت آن و إنطلقت راكضة نحوهم ، لحقها الآخران بحيرة ... سبقتهم و قالت للفتاة الغريبة بسعادة " المعذرة هل يمكنك التكلم بالعربية "

إستدارت الفتاة غريبة المظهر و قالت بملامح باردة " نعم ماذا تريدين ؟ "

قالت آن بصوت خافت " أخيرا شرارة أمل " وجهت نظرها للفتاة و قالت " أين نحن ؟ كيف سنخرج من هنا ؟ أخبريني أي شئ "

قال صوت ذكوري غريب المصدر " أنت بغابة الضياع "

همهمت و تعجبت من الإسم ، بينما يد روز وُضعت على كتفها لتسحبها للخلف قليلا و قالت بصدمة و رعب " آن ، الباندا تكلم "

رواية : ظــلال السّحـرWhere stories live. Discover now