46_ اينوري

7 1 0
                                    

تسللت اصوات سيره المتزامنة مع صوت ضربات سيف في الهواء

_ ماذا تفعلين في هذا الوقت المتأخر؟

استدارت روز خلفها، كان شعاع الضوء القادم من مكان بعيد من الحديقة كفيلاً بتعريف الزائر المزعج

_ أنت مايكل

قهقه بسخرية و قال : لا تتصرفي كأنك لا تعرفيني

وضعت السيف على كتفها و علقت " أنا لا أعرفك "

أحكم القبض على مشاعره و صرح " روز كانت تعرف، لكنك مازلتِ روز "

تقدمت نحوه أكثر و قالت بتحدٍ " هل أنت منزعج لفكرة أنك البشري الوحيد في المجموعة، الآدميين الثلاثة أصبحوا أقوى منك الآن "

ابتسم بسعادة : أنتِ حقا مازلتِ روز

نظرت نحوه بغير فهم ففسر " لو لم تكوني روز، لما أزعجتِ نفسك بمحاولة استفزازي، كما كانت تفعل هي دائمًا "

أنزلت السيف من كتفها و أخذت تنظر له في محاولة لإيحاءه بتغيير فكره، لكن كان من الواضح انها هي من خسرت معركة الكلام

عاد أدراجه و قال " لا تتعبي جسدك، فهو غير معتاد على الحمل الثقيل، ان اردت الانهيار قبل أن تتمكني من حماية آن يمكنك مواصلة التدريب "

حدقت في ظهره المبتعد ببطء، مسحت العرق من جبينها و نظرت ليدها التي تنزف بفعل جراح قليلة، رمت السيف أرضا ثم عادت أدراجها

حرك مايكل حدقة عينه للخلف لسماعه خطوات قدمها و همّ يزيد في خطواته مبتسمًا بانتصار

.....

مرت الأيام التي كانت كفيلة باخماد العواصف في عقل آن و ليام، كانت روز تخضع لبعض العلاجات مما جعلها تترك المساحة الشخصية لآن حتى تحاول تقبل ما حدث معها

كان القصر رغم هدوئهم مليئا بالضجيج، الزيارات المتكررة لمختلف العائلات الحاكمة و الجنود الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم

حتى قرروا استئناف التدريبات رفقتهم، فقد بدت مطاوعتهم في حربهم الوسيلة الوحيدة لفك العقدة التي تحل كل الغموض

تجمعوا في الحديقة الخاصة حيث تبادلوا نظرات غريبة

سرقت آن نظرة خاطفة جهة روز، شعرها الأبيض الذي تمسكه للخلف و نظرتها الهادئة الغير معتادة

كانت تبدو كشخص مختلف تماما، و حين عادت روز برأسها للخلف ظهر وجه مايكل الذي ينظر لنفس الشخص

تفاجئ و غير مسار نظره عند رؤيته لآن، للحظة تذكرت كلام روز، عن ألا تخبره بحقيقة ما كانت تشعر به

تيقنت آن أنّ روز علمت ما سيحدث في النهاية، و هذا خفف العبئ عن قلبها قليلاً

بقيت إشكالية كيفية عودتها لطبيعتها ما يحيرها
ربما لن تعود يومًا .. و هذه الفكرة مزعجة

رواية : ظــلال السّحـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن