رواية : ظــلال السّحـر

44_ الاوكرا

#الكاتبة

" إنها الروح الأقدس على هذه الأرض، هل لا بأس بتركها هكذا "

تحركت الفتاة الصغيرة، لتضع يدها جهة قلبها فتضئ جوهرة زرقاء من رأسها تظهر فجأة و تتحول إلى إمرأة بالغة شديدة الجمال و الرقة

بشعر ذهبي طويل، عيون ذهبية تلمع لتزين ملامح وجهها الرقيق و شديد البياض، تخاف من لمسه فتترك علامة عليه فورًا

كانت تتقدم و هي تسير في الغابة، ترتدي فستان أبيض تلفه بعباءة بيضاء كذلك

كان حيوان الباندا، قد تجسد على شكل ذئب أسطوري، ضخم البنية غريب اللون، أسود الفرو مع مناطق تميل للزرقة القاتمة و عيون بنفسجية

نطق بداخل عقل الفتاة " إنها روح كلٍ من الأرض و الهواء، النار و الماء و المعرفة، لا أحد يستطيع لمسها بشعرة حتى و إن حاول "

_ أليست قوتها مختومة الآن؟

تحرك الذئب ناحيتها، و قد جلس على الأرض لتجلس قبالته بينما تحتضن فروه الناعم بيدها

تكلم " سيزول الختم على قوة النار اليوم، لم يبقى سوى الماء و الهواء "

ربتت عليه و قالت " لم يمضي وقتُ طويل منذُ دخلت عالمنا دون أن تعرف شيئا و الآن أنظر إلى وضعها، لقد أصبحت أقوى "

" فعلا " وافقها الحيوان الأسطوري في الكلام

أغمضت عينها و رقة و تحدثت بنبرة صوتها الناعمة الخجولة " منذ دخلت بالكاد استطاعت تصديق أنك تحدثت معها في هيئة حيوان من عالم البشر "

أغمض عينه بإبتسامة رضا و قال " لقد تعلمت الكثير الآن "

....

رفعت رأسها لصوت الخطوات القادم نحوها و ظلٍ ظهر بسبب شعلة النار المضاءة من بعيد

تقدمت جهة باب الزنزانة و صرخت " أنتم هناك!! اخرجوني من هنا "

بدأت برج قضبان الباب و هي تفور غضبًا للوضع الذي أصبحت فيه الآن؛ ظهرت هيئة شخصٍ أمامها ليضع يده على فمها و يصمتها، نظرت نحوه ليتحدث بهمس " الجميع نائمون الآن، لا تصرخي هكذا "

رمقته بنظرات متسائلة و هو يفتش في جيبه ليخرج مجموعة مفاتيح، فتح الباب الخاص به و حركه ببطء شديد بسبب الازيز القوي الذي يقوم به الباب

أشار لها بيده كي تخرج ففعلت و هي تنظر له باستغراب، امسكت قميصه جهة يده اليسرى و هي تتبعه وسط الظلام، على ما يبدو أن الشعلة لم تصمد طويلاً

حدق نحوها و بابتسامة قال " هذه أول مرة ارى واحدًا من الجزء الآخر من الجزيرة، عيونك جميلة جدًا "

" شكرا، لكن هذا ليس وقت المجاملات " بقيت تنظر حولها بسبب الظلام مركزة كل حواسها على عدم الوقوع في مشاكل بسببه