47_السليل

7 1 0
                                    

#ليام

وقت غروب الشمس الذي يعطي خضرة الغابة جمالية و سحرا لا يقاوم

كنت أركض في طريق عشبية، نظري مركز على شخص واحد فقط

آن التي تركض حافية القدمين و بيدها قلادتها الزرقاء الفضية

بفستان ممزق من الأسفل و ملطخ ببقع تراب

لحقت بها، فسحبتُ كتفها لتتوقف

استدارت تحدق فيّ و حدقة عينها قد توسعت، في هذه الثواني القليلة أعطيت نفسي الحق في التدقيق بكل زاوية من وجهها، عينها البنية الساحرة، أرنبة أنفها اللطيفة

شفاهها الكرزية الصغيرة، و وجنتها التي تبللت بدمعة مباغتة

وضعت يدي على وجنتها اليسرى مُخفيًا أثر الدموع، تلت يدها توضع فوق خاصتي و انا أشعر برجفة قليلة في حركتها

قربت كف يدي من شفاهها و أجفلتني بقبلة جعلت قلبي يتضرع للرحمة من ألم مفاجئ حلّ بي

بدأت كلماتها تنساب بتلقائية و نبرة حزن عميقة : ليام أنا أعتذر، ليتني قلت لك هذا من قبل، كم أنني نادمة على كل الأمور السيئة التي قلتها و فعلتها لك [ندم]

ما كان يجب أن ينتهي الأمر [حزن]

أنا اعتززت بكل لحظة قضيتها معك، منذ اللحظة التي رأيتك بها من شرفة منزلي فجر عيد ميلادي، عرفت أنك لست بغريب فقط يمر أمامي [شوق]

ليتنا فقط نعود لتلك الأيام، حيث نرقص دون مبالاة، ننظر في عيون بعضنا في خجل غير مبررين سبب هذه المشاعر الهائجة، حيث تكون في يومٍ ليام و في الآخر الأمير ليام
[حنين]
واصلت دموعها النزول و هي تضيف بغصة مؤلمة من حلقها : انتهى بنا الأمر نشارك ذكريات لطيفة
أحكمت القبض على القلادة و هي تضعها في يدي : ليام، عدني أن تحتفظ بها

شعرت بحلقي يحترق من الغصة الملتهبة داخله، فتحت فمي رغبة في قول شيء، لكن بدا كأن لساني خيط ليخرس لهذه اللحظة بالذات

آسفة ليام؛ يجب أن أدفع الثمن

بهذه الكلمات، تركت ثقلا يزن جبالا في صدري، أردت أن أمسكها، أن أحرك يدي

لكن هذا الجسد كان يكتفي بالمشاهدة فقط .. مشاهدتها تركض بعيدا ناحية الجرف

استدرت لأرى تلك المرأة، بنفس الملابس اللامعة، شعرها الأصفر الذي ينسدل مخفيا بلثم تضعه أسفل عينها مخفيا جميع ملامح وجهها عدا عيونها الزرقاء السماوية

مشت بسرعة جهة آن، و قد تقابل الإثنان عند حافة الجرف
خلفهم منظر غروب الشمس الخلاب الذي جعلني أتسائل هل هذه لوحة فنية؟

مدت آن يدها، ففعلت الأخرى نفس الشيء

تبادلا كلمات لم أسمعها، لكن عقلي بدا يترجم الكلام تلقائيا
كأنه شيء لا يجب أن يحدث، ألم روحي في هذه اللحظة
كان شيئا لا أستطيع الإستهانة به

رواية : ظــلال السّحـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن