48_ فقدان

6 2 0
                                    

#آن

لقد مضى أكثر من نصف اليوم، بالكاد تمالكتُ نفسي و أنا أرى الجميع ينكر رؤيتهم لليام منذ الصباح

أشعر بذلك الخطر يحدق بي، لكنه يمسك ليام بدلاً مني

لم يعد لديّ خيار الآن، سأسمي هذه الحالة حالة طوارئ
و أجعل الجميع يساعدني في البحث عنه

أخبرتُ فورش، و فسرت له الأمر
شعرت إيلينا بتوتري فبدأت بالبحث حول القصر مع مايكل
و كيرليس لم يترك جانبي للحظة

أشعر أنني سأفقد صوابي في أي لحظة

و بينما أنا في حديقة القصر أجلس على الكرسي واضعة يدي على رأسي مميلة ظهري للأسفل، سمعتُ صوت خطوات

رفعت رأسي فإذا به كيرليس يحمل كأس ماء في يده، و في كتفه واحدة من الجنيات الصغيرات

قدم لي كأس الماء مطمئنا " لا تقلقي آن، سنجده عما قريب "

حلقت تلك الجنية جهة رأسي، و قالت " أعصابك مشدودة للغاية، عليك أن تسترخي "

جلست فوق رأسي،   بالكاد أحسستُ بثقلها

إقتربت الساعة الخامسة، و أكاد أقسم أنّ قلبي سيقع

سأبكي في أي لحظة؛ الأفكار المجنونة التي راودتني و التي حاولت العدول عنها

أنه تركني، ربما هرب، و ربما تم اختطافه من طرف تلك المرأة، أن الخطر أصابه هو و لا ندري في أي مكان

لم أشعر يومًا بمثل هذا الاحساس، بالفقد و بالقلق

ليام شخص عزيز عليّ و لن أنكر هذا، إنه شخص وعدتُ بحمايته لذا سأفعل هذا بأي ثمن

لكن أين أنت بحق السماء!!؟

...

" ستكون ذكرى وفاتك أيضا "

رفع نظره نحوها بقليل من الدهشة، ثمّ رسم ابتسامة جانبية بإستخفاف

يريد اخفاء تردده خلف برودة مشاعره

مرت ثواني دون أن ينطق كلاهما، مشاعر أحدهم واضحة
تعومها الإضطراب و التوتر، كثيرٌ من الحزن و أكثره تردد

حاول التحكم بمشاعره عن طريق أنفاسه التي تعلوا و تنزل بوضوح

_ إذا ماذا تنتظرين؟
سأل حين طال السكوت

" كل شيء في وقته، سيكون على الجزء الآخر مني العودة إليّ و لن يحدث هذا إلا قبل غروب الشمس "

حدق بها، و رغم مشاعر الكره التي يكنها لها، رأى هالة من السكينة تحوم حولها جعلته يطمئن

لو أرادت موته سريعا لدفعته هنا و الآن دون تردد، فقرر استغلال الإنتظار في إشباع فضوله للمرة الأخيرة

_ الجزء الآخر؟ تقصدين تلك المرأة التي ظلت تحوم حولنا

اومأت بصمت و عينها مازالت تحدق في الأفق البعيد

رواية : ظــلال السّحـرWhere stories live. Discover now